حكم ‏التنزه مع الزوجة ليلا

حكم ‏التنزه مع الزوجة ليلا هو الحكم الشرعي الذي تبحث عنه المسلمات من النساء، واللواتي يرغبن بخروج أزواجهن المتعبون العائدون من يومٍ شاق من العمل معهن في نزهةٍ وفسحة في الليل، حيث إن الدين الإسلامي أوصى بالإحسان للمرأة، لكن من واجب المرأة أن تعرف ما الفرق بين الإحسان وبين الحق وبين الواجب، وأن تعرف ما لها وما عليها، فلذلك فإن موقع المرجع سيبين الجانب العاطفي في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وأحكام خروج المرأة للتنزه.

حكم ‏التنزه مع الزوجة ليلا

إنّ التنزه مع الزوجة مع مراعاة الضوابط الشرعية جائز ولكنه ليس حقًا من حقوق المرأة على زوجها، إنّما من حسن عشرة الزوج لزوجته أن لا يمنعها من التنزه، وذلك من الأمور المطلوبة لدوام المودة والترويح المباح عن النفس، ولا شك أن الشريعة الإسلامية أمرت الزوجة والمرأة أن تقرّ في بيتها، فالأولى للمرأة أن تجلس في بيتها ولا تخرج منه إلا لضرورة، وذلك أنقى وأسلم وأطهر لها، وإن قرار المرأة في بيتها صيانة لها وحرز من افتتانها والافتتان بها، ولا يوجد اختلاف بين العلماء في هذا ولا ينبغي أن يختلف فيه، إلا حال خروجها إلى ما لا بد لها منه شرعًا  كالحج والعمرة وعيادة والديها المريضين، أو عادةً كقضاء حوائجها التي لا بد لها منها، فحينئذٍ لا حرج في خروجها بشرط أن تلتزم الآداب الشرعية من حجاب ونحوه، فإن وجدت من يكفيها حاجتها، فلا شك أن قرارها في بيتها هو الأفضل، فالخلاصة أن خروج المرأة للترفيه المباح أو التنزه أو لأي غرض غير مذموم وإعانتها على ذلك جائز، ولكن لا ينبغي الإكثار من الخروج والله ورسوله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: حكم خروج المرأة بدون محرم

هل يمنع خروج المرأة للترفيه أو التنزه

لا يجوز للزوجة أن تخرج من بيتها بغير إذن زوجها، وله أن يمنعها بلا أي سبب من الخروج، وإنّ خروج المرأة متبرجة من بيتها محرم في كلّ حال، وخروجها ساترةً لبدنها من غير تبرح فهو جائز، ولكن الأولى أن لا تكثر الخروج لغير حاجة، وقد قيل في أمر وقرن في بيوتكن أنّ وجوبه في حق أمهات المؤمنين فقط، وآخرون قالوا أنّه أمر إرشاد وليس أمر وجوب، وقد ورد عن الشيخ ابن عثيمين قوله: “وأما استدلاله بقوله تعالى (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) فالآية لا شك أنها صحيحة ثابتة، ولكن المراد بذلك أن لا تكثر المرأة الخروج والبروز وإلا فقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خيرٌ لهن) فنهى أن نمنع النساء من الذهاب إلى المساجد، وما زالت النساء في عهد النبي عليه الصلاة والسلام يخرجن إلى الأسواق، ولكنهن يخرجن على وجهٍ ليس فيه تبرج ولا فتنة، فلا تخرج المرأة متطيبة ولا متبرجةً بزينة” والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: حكم خروج المرأة بدون إذن زوجها

الجانب العاطفي في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم

إنّ المسلم الذي ينظر إلى حياة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة، فإنّه سيجد أنّه كان يقدر الزوجة ويوليها عناية كبيرة وفائقة، ومن الصور المشرقة التي كان يتصرف بها النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته ما يأتي:[2]

  • كان النبي صلى الله عليه وسلم يمتدح من يحسن لأهل، ويمهل أهله حتى يتزينوا له.
  • وكان يرقي أهله في مرضهم ولا ينتقصهم أثناء مشكلة.
  • كان عليه الصلاة والسلام يضفي روح الفرح والجو المرح في الأسرة.
  • يحترم هوايات زوجته ولا يقلل من شأنها ولا يستخدم ألفاظًا جارحةً معها.
  • يشارك نساءه المناسبات السعيدة ويطلق عليهن الكنى.
  • يصطحب أزواجه في السفر، ولا يهجرهن وقت الحيض ويتفقدهن في كلّ وقتٍ وحين ويعدل بينهن.
  • يواسي أزواجه ويرفع اللقمة إلى فمهن، ويحضر متطلباتهن ويثق بهن.
  • لم يكن النبي يضرب أزواجه وكان يحتمل صدودهن ويتطيب لهن في كل حال ويحفظ سرّهن.
  • كان يمتدح أزواجه ويساعدهن في أعمال المنزل ويتكئ عليهن ويشرب ويأكل من موضع واحد معهن في الإناء.

شاهد أيضًا: حكم المرأة التي لا تسمع كلام زوجها

الضوابط الشرعية في خروج المرأة من بيتها

إنّ خروج المرأة لما ينفع الإسلام والمسلمين من عيادة المريض وزيارة الأقارب كلّ هذا عمل طيب لكن عليها أن تتحرى الأمور الشرعية التي أوجبها عليها الإسلام عند خروجها من منزلها، فعليها أن تكون مستترة وبعيدة عن أسباب الفتنة وغير متبرجة ولا تبدي زينة، ولا تخرج بطيب، وبالتزامها هذا لا بأس أن تخرج بإذن وليها للمسجد والمشفى والجيران والأقارب وتمشي بانعدام الخطر ولا يجوز أن تصعد مع سائق بمفردها في سيارة، ولا تخرج إلا بإذن الزوج والله ورسوله أعلم.

بهذا نصل لنهاية مقال حكم ‏التنزه مع الزوجة ليلا، الذي تم من خلاله بيان الحكم الشرعي في مسألة خروج المرأة للتنزه وهل للرجل أن يمنعها، وبيان هدي النبي صلى الله عليه وسلم بالتعامل مع زوجاته، والضوابط الشرعية لخروج المرأة من بيتها.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *