حكم تركيب الاظافر المؤقته

حكم تركيب الاظافر المؤقته هو المسألة الّتي سيدور الحديث عنها في هذا المقال، فقد خلق الله تعالى المرأة من ضلع الرّجل، جعلها شريكةً ومؤنسةً له في حياته، وقد جبلها على حبّ الجمال والزّينة وتحسين الهيئة والمظهر، وقد جاء الإسلام الحنيف ليبيّن لها أحكام زينتها بما ينفعها في دنياها وآخرتها، وعبر موقع المرجع سنتعرّف على حكم استعمال الأظافر الصناعية بضرورةٍ أو بدونها.

زينة المرأة المسلمة

قد جعل الله تعالى الدّين الإسلام يحيط المرأة بالعناية والرّعاية الفائقة، ورفع من شأنها واهتمّ ما تهتمّ هي به وتحبّه، ومن أكثر الأشياء الّتي تهمّ المرأة هو الزّينة والتّجمّل، فحبّ الزينة والتزيّن من فطرتها الّتي لا يمكن تغييرها، ولم يعارض الإسلام هذا الأمر، بل حثّها عليه أمرها بهن ولكن ضمن ضوابط وأحكام من أهمّها، ألّا يكون في هذه الزينة تغييرٌ لخلق الله تعالى، أو أن تكون وسيلةً للخداع والتّدليس، وألّا تبدي هذه الزينة لغير المحارم من الرّجال، كأبيها وأخيها وعمّها خالها، وألّا يكون في هذه الزّينة مبالغةٌ، وقد أمرها الشّرع الحنيف بإبدا زينتها خاصّةً أمام زوجها، وأن تزيد فيها لكي يراها بأحسن هيئةٍ وأفضل شكل، ولها الأجر بذلك بإذن الله تعالى، ومن الأمور المحرّمة في زينة المرأة نتف الحاجب ووصل الشّعر وتفليج الأسنان والعمليات التّجميليّة غير الضّروريّة كتصغير الأنف ونفخ الشّفاه غيرها، وإنّ الزّينة لهي حقٌّ من حقوق المرأة ومن الفطرة الّتي قد زرعها الله تعالى في نفسها.[1]

حكم تركيب الاظافر المؤقته

يجوز للمسلمة تركيب الأظافر المؤقتة إن كانت في حاجةٍ شديدةٍ لها، كمرضٍ أو غيره، ولا يجوز لها ذلك إن كان بغرض الزّينة فقط، فلقد حرّم الإسلام كلّ ما يعدّ من الأمور الّتي تغيّر خلقه الله تعالى، لأنّ تغيير الخلقة من عمل الشّيطان، حيث ورد قوله تبارك وتعالى في الذّكر الحكيم: “وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ”.[2] حيث أنّ التغيير في خلق الله تعالى من وساوس الشّيطان، ومن فعل ذلك يكون مواليًا للشّيطان وأعماله والعياذ بالله تعالى، ولقد قاس أهل العلم حكم تركيب الأظافر بغير حاجة على حكم النمص والشم والوصل بالشّعر، فرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لعن النّساء الّلاتي يتنمصّن ويتفلّجن للحسن واللّاتي يصلن شعورهنّ ويستوشمون، والعلّة في ذلك هو تغيير خلق الله جلّ وعلا، فلا يجوز للمسلم أن تركّب الأظافر المؤقتة للزينة فقط دون حاجة، لأنّها بذلك قد تخدع أحدًا وتدلّس عليه، كذلك تغيّر بذلك خلقة الله تعالى فتكون من الملعونات في الدّنيا والآخرة، ومن فعلت ذلك جاهلةً بالحكم، فعليها بالتّوبة الاستغفار، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: حكم عمليات تجميل الانف

حكم تركيب الأظافر للضرورة

قد أجاز الّشرع للمسلم أو المسلمة باستعمال الأظافر الصّناعيّة عند الضّرورة كمرضٍ أو حادثٍ أدّى إلى اقتلاع الأظافر من مكانها وتشوّهها، فالضّرورات تبيح المحظورات، فلقد ورد في السّنّة الصّحيحة عن عرفجة بن أسعد قال: “أُصيبَ أنفي يومَ الكِلابِ في الجاهليَّةِ فاتَّخَذتُ أنفًا من ورِقٍ فأنتنَ عليَّ ، فأمرَني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أن أتَّخِذَ أنفًا من ذَهَبٍ”.[4] فلا حرج على المسلم أن يستعمل الأظافر الصناعية للتداوي وإزالة العيب والتشوّه سواءً للرجل أو المرأة، لكن على المسلم والمسلمة الحذر من أن تكون هذه الأظافر مخالفة لخلق الله كأن تكون طويلةً جدًا، وأن تكون مصنوعةً من غير ما هو طاهر، أو أن يكون ضررا أكثر من نفعها، والله أعلم.[3]

حكم الوضوء مع تركيب الأظافر

لا حرج على من استعمل الأظافر الصّناعيّة للضّرورة وعند الحاجة، وذلك لإزالة عيبٍ أو غيره، ولكن عند الوضوء والصّلاة يجب على المسلم أو المسلمة إزالتها من أجل أن يصل ماء الوضوء إلى الأظافر، حيث لا يجوز الوضوء مع الأظافر الصّناعية، لأنّه حسب المواد المصنّعة منها لا يصل ماء الوضوء إلى الجلد والبرة، ولا يصحّ الوضوء عندئذٍ، وبذلك لا تصح الصّلاة بوضوءٍ غير صحيح، فعلى المسلم الحذر بهذه المسألة.[5]

شاهد أيضًا: حكم نفخ الشفاه وتجميل الوجه باستخدام الإبر

حكم تطويل الأظافر

قال أهل العلم أنّه لا يجوز للمسلم أو المسلمة تطويل الأظافر، لما فيه من مخالفة للشّريعة الإسلاميّة والفطرة الّتي جبل الله تعالى عليها الإنسان، فقصّ الأظافر من الفطرة، وتطويل الأظافر سببٌ في حدوث الأذى، حيث تتجمّع الجراثيم والبكتيريا تحت هذه الأظافر، وتنتقل إلى الطّعام والشراب ممّا يسبّب المرض والسّقم، تراكم الأوساخ تحت الأظافر يسبّب عدم وصول ماء الوضوء إلى البشرة بشكلٍ جيّد، ممّا يؤدي إلى إفساد صحّة الوضوء، وفي قصّ الأظافر نقاءٌ وطهارةٌ ونظافة، لذا من الأولى اتّباع السّنة النّبويّة والفطرة السّليمة في قصّ الأظافر والابتعاد عن تطويلها.[6]

حكم تركيب الرموش

يعدّ تركيب الرّموش بغير ضرورةٍ من الوصل الّذي نهى عنه الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- ولعن الّلواتي يقمن به، فهو محرّمٌ عند أهل العلم إلّا لضرورةٍ أو حاجة، كمن مرض وتساقط شعره وشعر جفونه، يجوز له تركيب الرموش الاصطناعيّة، فذلك لا يعدّ من الوصل، بل هو لإزالة عيبٍ وإعادةٍ للمظهر الطبيعي والخلقة السّليمة، ومن استعمل الرموش الصّناعية وخاصة من النساء يعدّ من المغيّرين لخلق الله تبارك وتعالى، ويدخلن في اللّعن الوارد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لذا يجب الابتعاد عن مثل هذه الأمور الّتي تضرّ المسلم والمسلة ولا تنفعهم، والله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: حكم تشقير الحواجب بالليزر

هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا حكم تركيب الاظافر المؤقته حيث ذكرنا الحكم الشرعيّ في هذه المسألة وحكم الوضوء بالأظافر المركّبة وحكم تركيب الرموش، بالإضافة إلى الحديث عن حكم تطويل الأظافر في الإسلام وأحكام زينة المرأة المسلمة.

المراجع

  1. alukah.net , زينة المرأة , 21/01/2022
  2. سورة النساء , الآية 119.
  3. islamweb.net , تركيب الأظافر الصناعية بين الحل والحرمة , 21/01/2022
  4. صحيح الترمذي , الألباني/عرفجة بن أسعد/1770/حسن
  5. islamqa.info , الصلاة والوضوء مع وجود الأظافر الصناعية , 21/01/2022
  6. islamweb.net , حكم تطويل الأظافر , 21/01/2022
  7. islamweb.net , يحرم تركيب الرموش إلا لعذر , 21/01/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *