حكم ترك الختان للذكور في المذاهب الأربعة

حكم ترك الختان للذكور في المذاهب الأربعة، فالختان أمرٌ مشروعٌ في الإسلام وهو من سنن الفطرة السليمة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من سنة إبراهيم الحنيف عليه السلام، فالختان كان من الخصال التي ابتلى الله سبحانه وتعالى بها إبراهيم الخليل، فأتمهن وأكملهن، وجاء الإسلام مؤكدًا لهذه الخصال ومنها الختان، ومن خلال موقع المرجع سيتم بيان حكم الختان في حق الذكور المذاهب الأربعة وحكم تركه.

معنى الختان

إنّ الختان هو اسم لفعل ختن، وهو مصدر رباعي، ويسمى موضع الختن ختانًا، ويسمى الختان للأنثى خفضًا، ويمكن تسميته عند الذكر إعذارًا، ويعني الختان أخذ جلدة الحشفة، وعند الأنثى أخذ الجلد الذي في أعلى الفرج بين الشفرين، وهي سنّة إبراهيم عليه السلام.[1]

شاهد أيضًا: طريقة الاغتسال من الجنابة

حكم ترك الختان للذكور

لا يجوز للرجال ترك الختان أبدًا إلا لمن ظن أنّه سيتضرر ضررًا بالغًا به فيسقط عنه ولا بأس له بتركه، وذلك أنّ الختان واجب في حق كلّ رجل مسلم، وهذا مذهب الشافعية والحنابلة وابن تيمية وابن عثيمين واللجنة الدائمة للإفتاء، وقد  جاء في فتاوى اللَّجنة الدَّائمة برئاسة ابن باز: “هو واجبٌ في حقِّ الرِّجال؛ لأمْرِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بذلك، فقد صحَّ عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قولُه لِمَن أسلم: ألْقِ عنك شَعْرَ الكُفرِ، ثم اختَتِن” ولأنّه قد ثبت عن ابن عباس رضي الله عنه أنّه أخبر أن الأقلف لا تجوز شهادته ولا تقبل له صلاة ولا تؤكل له ذبيحة، والأقلف هو الذي لم يختتن، ولأن بقاءه دون اختتان يحبس النجاسة فيه وذلك يمنع صحة الصلاة، ولأنّ الختان من أظهر شعائر المسلمين التي يفرق بها بين المسلم وغيره، فكان واجبًا كسائر شعائرهم.[2]

شاهد أيضًا: هل عدم حلق شعر الإبط والعانة يبطل الصلاة

التفصيل في حكم الختان للذكور

اتفق أهل العلم على مشروعية الختان في حق الذكور، ولكنّهم اختلفوا في حكمه الشرعي، فقال طائفةٌ من أهل العلم أنّه واجب، وهم الشعبي وربيعة والأوزاعي ومالك والشافعي وأحمد، وقد شدد فيه مالك وغلّظ حتى أنّه أخبر أنّه لا تقبل ممن لم يختتن إمامة ولا شهادة، وقد ورد عن الإمام مالك أنّها سنّة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك ما نقله القاضي عياض، ولكن في مذهب المالكية يأثم تارك السنة، أما الإمام أبو حنيفة فقال أنّها غير واجبة إنما هي سنة في حق الرجل والمرأة وكلاهما سواء فيها، فقد ورد في شرح المختار للموصلي: “إن الختان سنة للرجال، وهو من الفطرة، وللنساء مكرمة، فلو اجتمع أهل مصر (بلد) على ترك الختان، قاتلهم الإمام؛ لأنه من شعائر الإسلام، وخصائصه” ولكن الراجح أنّه واجب في حق الرجال، ولولا أنّه كذلك لما اختتن إبراهيم عليه السلام وهو ابن ثمانين، ولما جاز كشف العورة للرجال عند القيام بها والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: حكم التنظف والتطيب والتجمل يومي العيد والجمعة

حكم الختان للإناث

الختان للنساء والإناث في الإسلام أمرٌ مستحب في قول جماهير أهل العلم، من الشافعية الحنفية والحنابلة والمالكية، وقد اختاره الشوكاني وابن باز وابن عثيمين، وقد ورد عن الشيخ ابن باز رحمه الله أنه قال: ” خِتان البناتِ سُنَّة، إذا وُجِد طبيبٌ يُحسِن ذلك، أو طبيبةٌ تُحسِن ذلك؛ لقولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: الفِطرةُ خمسٌ: الخِتان، والاستحدادُ، وقصُّ الشَّاربِ، وقَلْم الأظفارِ، ونتْفُ الآباط” فالمرأة غاية ما فيه من الفائدة أنَّه يُقلِّل من غُلمَتِها- أي: شهوتها- وهذا طلبُ كمالٍ، وليس من باب إزالةِ الأذى.

هل يجوز ترك الختان للإناث

لا بأس ولا حرج على الإناث ترك الختان، وذلك أنّه شُرّع في حقهن لضبط الميزان الحسي الجنسي وبتركه لا ضرر في ذلك، وقد استدل أهل العلم على ختان النساء بأحاديث منوعة وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم منه ما روته أم عطية نسيبة بنت كعب قالت: “أن امرأةً كانت تَخْتِنُ بالمدينةِ فقال لها النبيُّ صلى الله عليه وسلم: لا تُنْهِكي فإن ذلك أحظَى للمرأةِ وأحبُّ إلى البعلِ”.[4] وما رواه البيهقي في شعب الإيمان: “ندما هاجر النساء، كان فيهن أم حبيبة، وقد عرفت بختان الجواري، فلما زارها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لها: يا أم حبيبة، هل الذي كان في يدك هو في يدك اليوم؟ فقالت نعم، يا رسول الله، إلا أن يكون حرامًا، فتنهانا عنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بل هو حلال”” والله ورسوله أعلم.

وقت الختان

إن الختان يجب بالبلوغ، ولا يثبت في تحديد وقت الختان شيء، ولا سنّة تتبع، والأمر في ذلك واسع، ويستحب أن يتم قبل البلوغ في الصغر مراعاةً لمصلحة المختون، وأضمن لعدم تألمه وغير ذلك من المصالح.[5]

الحكمة من الختان

تختلف الحكمة من مشروعية الختان في حق الذكر عن مشروعيتها في حق الأنثى، فالرجل يشرع في حقه الختان لأنّه لا يتمكن من الطهارة من البول بالكامل إلا بالختان، فقطر البول يجتمع تحت الجلد فلا يأمن أن تسيل فتنجس الثوب والبدن، أما الحكمة من مشروعيتها في حق الأنثى أنّه تعديل لشهوتها حتى تكون وسطًا، والله ورسوله أعلم.

بهذا نصل لنهاية مقال حكم ترك الختان للذكور في المذاهب الأربعة، والذي تمّ من خلاله بيان حكم الختان للذكور والإناث وحكم تركه، وبيان الحكمة من مشروعيته، ووقته المشروع.

المراجع

  1. islamqa.info , الختان ؛ كيفيته وأحكامه , 02/06/2022
  2. dorar.net , البمحث الرَّابع: حُكم الخِتان , 02/06/2022
  3. islamweb.net , التفصيل في حكم الختان للذكور والإناث , 02/06/2022
  4. صحيح أبي داود , الألباني/ أم عطية نسيبة بنت كعب/ 5271/ صحيح
  5. dorar.net , المبحث التَّاسع: وقت الخِتان , 02/06/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *