حكم من افطر ناسيا في نهار رمضان

حكم من افطر ناسيا في نهار رمضان وحكم من أفطر متعمدًا في شهر رمضان، وما صحة صيام من جامع أهله ناسيًا أو متعمدًا أثناء الصيام، حيث إنّ الله سبحانه وتعالى شرّع الصوم وفرضه على عباده في شهر رمضان المبارك، وهو الامتناع من طرف العباد عن الشهوات المباحة بالإضافة للامتناع عن المحرمات، ومن الفطرة عند البشر حب الطعام والشراب والجماع، والتي قد يضعف الإنسان فيأكل ويشرب ويجامع ناسيًا أو متعمدًا، لذلك فإن موقع المرجع سيبيّن حكم من أكل وشرب ناسيًا وعدة أحكام أخرى في الفطر والصيام.

حكم من افطر ناسيا في نهار رمضان

ذهب جمهور أهل العلم أنّ من نسي وهو صائم فأفطر فصومه صحيح، بل يتم صومه ولا قضاء عليه ولا كفارة، وذلك لعموم الأحاديث التي جاء بهذا الخصوص، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَن نَسِيَ وَهو صَائِمٌ، فأكَلَ، أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فإنَّما أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ”.[1] وكذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَن أفطَر في شهرِ رمضانَ ناسيًا فلا قضاءَ عليه ولا كفَّارةَ”.[2] وقد قال الشافعي: “إذا أكل الصائم أو شرب في رمضان أو نذر أو صوم كفارة، أو واجب، بوجهٍ من الوجوه أو تطوع ناسيًا، فصومه تام ولا قضاء عليه” فالصائم لو أكل وشرب أو جامع ناسيًا لا يفطر وهو مذهب الشافعية والأحناف وجمهور أهل العلم والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: حكم الافطار في رمضان متعمدا

حكم صوم من أكل أو شرب ناسيًا في رمضان ابن باز

عُرضت مسألة حكم من افطر ناسيا في نهار رمضان على الشيخ ابن باز رحمه الله، حينما سُئل ما حكم من أفطر سهوًا في نهار رمضان وأكمل باقي يومه صائمًا، فأجاب رحمه الله بقوله:[4]

” إذا أكل الصائم أو شرب ناسياً في رمضان أو في قضاء رمضان أو في النذر أو في الكفارات، فصومه صحيح، يكمله ولا شيء عليه؛ لأنه ثبت في الصحيحين عن النبي ﷺ أنه قال: من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه، هكذا جاء في الصحيحين، وهذا من أصح الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وفي اللفظ الآخر خارج الصحيحين عند الحاكم وغيره: من أفطر في رمضان ناسياً فلا قضاء عليه ولا كفارة، هذا هو المعتم”.

حكم من جامع ناسيا في نهار رمضان

بعد بيان حكم من افطر ناسيا في نهار رمضان فإنه وفيما يأتي سيتم بيان حكم من جامع ناسيًا في نهار رمضان، فقد ذكر أهل العلم أن من جامع أو باشر فأنزل وهو ساهٍ عن صومه ناسٍ له، فإنّ صومه صحيح ولا يفسد على الصحيح من أقوال أهل العلم وذلك قياسًا على الأكل والشرب حال النسيان، وعن هذا الأمر قد عفت الشريعة الإسلامية وتمّ اعتبار النسيان عذرٌ لا يحاسب عليه العبد ولا إثم فيه، فالنسيان عذرٌ عام في رفع الحرج وعدم المؤاخذة للعباد، وهذا الأمر يشمل كلّ الصور والأحوال والظروف، ولا يوجد أيّ دليلٍ شرعي يخرج الجماع في نهار رمضان نسيانًا عن العفو، فعفو الله عن ذلك موافقٌ للطف الله ورحمته بعباده ورفع الحرج والمشقة عنهم، وعلى ذلك من جامع ناسيًا فصيام صحيح ولا يبطل وليس عليه قضاء ولا كفارة والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: حكم الافطار في رمضان بدون عذر

حكم من أفطر في صيام التطوع ناسيا

إذا أفطر المسلم أكلًا وشربًا ناسيًا في صوم التطوع فصيامه صحيح، ولا فطر عليه بل صومه صحيح، وذلك لعموم الأحاديث التي تنص على ذلك، ولكثرة الأدلة التي تشير إلى أن الله سبحانه وتعالى عفى عن النسيان، فمن أكل في صوم رمضان أو في غيره من الصيام فإنّ صيامه صحيح ولا يفسد صومه ولا يلزمه لا القضاء ولا الكفارة ولا غيرها، ويتابع صومه ويكمله والله أعلم.[6]

حكم من افطر عامدا في نهار رمضان

لا يجوز للمسلم أن يفطر في رمضان عمدًا بغير عذر، فصوم رمضان ركنٌ من أركان الإسلام، ومن يفطر عمدًا بغير عذرٍ فيه فإنه يرتكب كبيرةً من كبائر الذنوب، وبذلك يعرض نفسه لسخط الله وعقابه، ويلزمه توبة صادقة ونصوحًا، ويلزمه قضاء ما أفطره في قول أهل العلم جميعًا، وقيل أنّ من أفطر متعمدًا في رمضان وهو يستحله فقد كفر ويستتاب لذلك فإن لم يتب قتل، ومن جهر بفطره في رمضان يعزّره الإمام بعقوبة تردعه وأمثاله، وذكر الشيخ ابن باز في من أفطر بغير عذر متعمدًا في رمضان قال: “من أفطر يوما من رمضان بغير عذر شرعي فقد أتى منكراً عظيماً ، ومن تاب تاب الله عليه ، فعليه التوبة إلى الله بصدق ، بأن يندم على ما مضى ، ويعزم ألا يعود، ويستغفر ربه كثيراً , ويبادر بقضاء اليوم الذي أفطره”.[7]

شاهد أيضًا: من يباح له الفطر في رمضان ويجب عليه الكفارة

حكم من جامع في نهار رمضان عمدا

إنّ جماع الرجل لزوجته في نهار رمضان من المحرمات، وهو من  أعظم مفسدات الصوم، فمن جامع زوجته في نهار رمضان فسد صومه باتفاق أهل العلم، وذلك لقوله تعالى في سورة البقرة: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}.[8] ويترتب على ذلك الكفارة باتفاق المذاهب الأربعة، ويلزمه القضاء لليوم الذي أفسده بالجماع، والكفارة تكون بأن يعتق العبد رقبة فلو لم يستطع فصيام شهرين متتابعين، فلو لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا والله ورسوله أعلم.[9]

بهذا نختتم مقال حكم من افطر ناسيا في نهار رمضان، والذي سلط الضوء على أحكام الفطر بالطعام والشراب والجماع في نهار رمضان وفي صوم التطوع، وذلك في حال التعمد وفي حال النسيان.