حكم من فاتته صلاة العيد

حكم من فاتته صلاة العيد هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، فقد شرع لنا الله عزّ وجلّ العيد بهجةً ومكافأةً للصائمين القائمين في شهر رمضان المبارك، وسنّ لنا رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- الصلاة في أول يومٍ منه صلاة العيد، لذا يهتمّ موقع المرجع عبر هذا المقال ببيان حكم من فاتته صلاة العيد هل يقضيها كما بيّن ذلك كبار أهل العلم والفقهاء.

حكم من فاتته صلاة العيد

إن حكم من فاتته صلاة العيد هو صلاتها إن لم يخرج وقتها، أما إذا خرج وقتها ففي قضائها الخلاف بين الجواز وعدم الوجوب، وندرج لكم فيما يأتي قول الإمام النووي رحمه الله في حكم قضاء هذه الصلاة لمن فاتته:[1]

فرع في مذاهب العلماء إذا فاتت صلاة العيد: قد ذكرنا أن الصحيح من مذهبنا أنها يستحب قضاؤها أبدا، وحكاه ابن المنذر عن مالك وأبي ثور ، وحكى العبدري رأي مالك وأبي حنيفة والمنذري وداود أنها لا تقضى، وقال أبو يوسف ومحمد: تقضى في اليوم الثاني، والأضحى في الثاني والثالث، وقال أصحاب أبي حنيفة: مذهبه كمذهبهما، وإذا صلاها من فاتته مع الإمام في وقتها أو بعده، صلاها ركعتين كصلاة الإمام… انتهى

شاهد أيضًا: حكم رفع اليدين عند التكبير في صلاة العيد

من فاتته صلاة العيد هل يقضيها

إنّ صلاة العيدين كما أوضح أهل العلم هي فرض كفاية أو سنة مؤكدة على خلاف بين الفقهاء، وقد بيّن أهل العلم أنّ من فاتته صلاة العيد وأحب قضاءها فاستحب له ذلك، وعليه أن يصليها صلاة العيد بدون خطبة، والله ورسوله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: حكم المعايدة قبل صلاة العيد

حكم قضاء صلاة العيد لمن فاتته ابن باز

ندرج لكم حكم قضاء صلاة العيد لمن فاتته للشيخ ابن باز رحمه الله فيما يأتي:[3]

السؤال: إذا فاتت صلاةُ العيد على القول بأنها فرض كفايةٍ يُعيدها الواحد؟
الجواب:  الأفضل يُعيدها، أما إذا قلنا بالوجوب العيني وجب القضاء. أما بالقول بأنها كفاية أو أنها سنة استحبّ قضاؤها ركعتين.

السؤال: صلاة العيد فاتته ركعة؟
الجواب: يأتي بركعةٍ مثل الجمعة.

شاهد أيضًا: حكم اللهو واللعب يوم العيد

وقت أداء صلاة العيد

بعد بيان حكم من فاتته صلاة العيد لا بدّ من بيان الوقت لأداء هذه الصلاة، حيث أوضح الفقهاء أن صلاة العيد يبدأ وقتها بعد ارتفاع الشمس مقدار رمح، وقد استدلوا بذلك على ما ورد في الصحيح من الحديث الشريف عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: “ثَلَاثُ سَاعَاتٍ كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ، أَوْ أَنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حتَّى تَرْتَفِعَ، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ، وَحِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حتَّى تَغْرُبَ”،[4] ويستمر وقتها حتّى الزوال، ودليل ذلك ما ورد عن رجل من الأنصار قال: “أُغْميَ علَينا هلالُ شوَّالٍ، فأصبَحنا صيامًا، فجاءَ رَكْبٌ من آخرِ النَّهارِ، فشَهِدوا عندَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ أنَّهم رأوا الهلالَ بالأمسِ، فأمرَهُم رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ أن يُفطِروا، وأن يخرُجوا إلى عيدِهِم منَ الغَدِ”،[5] وبذلك فإن وقتها ما بين طلوع الشمس وارتفاعها بقدر رمح إلى زوالها، والله ورسوله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة العيد منفردا في البيت

من فاتته صلاة العيد والامام يخطب

بيّنت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في حكم من فاتته صلاة العيد والامام يخطب أنّ ” من أدرك التشهد فقط مع الإمام من صلاة العيدين، أو صلاة الاستسقاء، صلى بعد سلام الإمام ركعتين يفعل فيهما كما فعل الإمام من تكبير وقراءة وركوع وسجود ‏”، والله ورسوله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: هل صلاة العيد واجبة على النساء عند الشيعة

فوات تكبيرات العيد

كذلك الخوض في بيان حكم من فاتته صلاة العيد يدفع البعض إلى التساؤل حول فوات تكبيرات العيد، وقد انقسم أهل العلم في ذلك إلى قولين:[8]

• القول الأول: وهو قول الحنفية والمالكية والمذهب القديم للشافعية، وهؤلاء قالوا إنّه إن جاء المأموم، وقد انتهى الإمام من التكبير، وشرع في القراءة فإنّه يكبر تكبيرة الإحرام ويأتي بالتكبيرات الزوائد.
• القول الثاني: وهو قول الشافعية في المذهب الجديد والحنابلة، وهؤلاء قالوا إنّه إذا حضر المأموم الصلاة، وقد فاتته التكبيرات بعضها أو كلها، فإنّه لا يأتي بها؛ لأنّها “ذكر مسنون فات محله”، والله أعلم.

شاهد أيضًا: عدد تكبيرات العيد عند المسلمين

حكم من فاتته صلاة العيد مقالٌ فيه تمّ تقديم جملة من الأحكام الشرعية التي تتعلق بفوات صلاة العيد على المسلمين، كما بيّن المقال هل يجوز صلاة العيد جماعة في البيت والوقت المشروع لصلاة العيد.