حكم قول مبارك عليكم شهر رمضان

حكم قول مبارك عليكم شهر رمضان من الأحكام الشرعية الهامّة التي يبحث المسلمون عنها مع دخول شهر رمضان المبارك، وذلك أنّه قد شاع بين المسلمين تبادل التهاني والأدعية بمناسبة دخول شهر رمضان المبارك، وهذه العبارة تحديدًا يكثر استخدامها وتداولها، ولذلك فإنّ موقع المرجع سيبيّن من خلال هذا المقال هل يجوز أن يقول المسلم مبارك عليكم شهر رمضان، وحكم قول رمضان كريم.

ما معنى قول مبارك عليكم شهر رمضان

إنّ معنى كلمة رمضان مبارك تعني الدعاء بالخير والبركة والفضل من الله لعباده، وهي من الأمور التي تزيد الألفة بين القلوب في شهر رمضان، فهي تحمل الكثير من المعاني الجميلة والمبهجة، وتحمل معاني طلب الخير من الله سبحانه وتعالى للمسلم والله أعلم.

حكم قول مبارك عليكم شهر رمضان

بيّن أهل العلم أنّه يباح قول مبارك عليكم شهر رمضان إظهارًا للفرح والبشارة والتهنئة بالنعم التي تصيب المسلم فيه، فالتهاني من باب العادات، والتي الأصل فيها الإباحة، ولا حرج على المسلم أن يظهر فرحه بالمناسبات الدينية، وبقدوم مواسم الخير والبركة، كشهر رمضان المبارك، فقد قال تعالى في محكم تنزيله: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}. [1] ومن المشروع في الإسلام للمسلمين إظهار الفرح والسرور بنعم الله وفضله، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه بشّر المسلمين بشهر رمضان من باب التهنئة والفرح فيه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “قد جاءكم رمضانُ، شهرٌ مُبارَكٌ، افترضَ اللهُ عليكم صِيامَه، تُفتَحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ، وتُغلَقُ فيه أبوابُ الجحيمِ، وتُغَلُّ فيه الشياطينُ، فيه ليلةٌ خيرٌ مِن ألفِ شهرٍ، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ”. [2] والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: ما هو الرد على تهنئه رمضان

حكم التهنئة بقدوم رمضان

بعد ذكر حكم قول مباكر عليكم شهر رمضان، فإنّ التهنئة بقدوم شهر رمضان من الأمور المباحة، وكان معظم أقوال أهل العلم فيه أنّه مباح ولا حرج فيه، ومما ورد من أقوال أهل العلم في التهنئة بقدوم شهر رمضان المبارك ما يأتي:

• قال القمولي في المغني: “لم أر لأحدٍ من أصحابنا كلاماً في التهنئة بالعيد والأعوام والأشهر كما يفعله الناس…، والذي أراه أنه مباح لا سنة فيه ولا بدعة، وأجاب الشهاب ابن حجر بعد اطّلاعه على ذلك بأنها مشروعة، ويحتج لعموم التهنئة لما يحدث من نعمة أو يندفع من نقمة بمشروعية سجود الشكر والتعزية”.
• قال ابن حجر: “مندوبة، ويستأنس لها بطلب سجود الشكر عند النعمة وبقصة كعب وصاحبيه وتهنئة أبي طلحة له”.
• قال ابن رجب الحنبلي: “قال بعض العلماء: هذا الحديث: (قد جاءكم رمضان…) أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضاً بشهر رمضان، كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان، كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران، كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشياطين، من أين يشبه هذا الزمان زمان”.

حكم التهنئة بحلول شهر رمضان ابن باز

عندما سُئل الشيخ ابن باز عن حكم قول مبارك عليكم شهر رمضان، وعن حكم التهنئة في شهر رمضان المبارك، أجاب بقوله: “رمضان شهر، عظيم شهر مبارك يفرح به المسلمون، وكان النبي ﷺ وأصحابه يفرحون به، وكان النبي ﷺ يبشر أصحابه بذلك، فإذا فرح به المسلمون واستبشروا به وهنأ بعضهم بعضاً في ذلك فلا حرج في ذلك، كما فعله السلف الصالح؛ لأنه شهر عظيم ومبارك، يفرح به لما فيه من تكفير السيئات وحط الخطايا والمسابقة إلى الخيرات في أعمال صالحات أخرى، فلا بأس لأنه شهر كريم فيه خير عظيم فالتهنئة به لا بأس بها والحمد لله، مثلما يهنأ بالولد والمنزل الطيب والقدوم من السفر والسلامة كل هذه أمور بين المسلمين لا بأس بها” والله ورسوله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: حكم زينة رمضان ابن باز

حكم قول رمضان كريم ابن باز

ذكر الشيخ ابن باز أنّ قول رمضان كريم من الأمور المباحة لو كان المسلم يقصد بها الدعاء والتهنئة بقدوم شهر رمضان الكريم، ولو كانت من باب العادة لا العبادة، أما لو قالها المسلم وهو موقن أنّه يتعبد بها، أو أنها واردة في النصوص الشرعية، أو أنّها واجبة على المسلمين في أول رمضان فتكون محرمة وتصبح من البدع والله ورسوله أعلم.

حكم قول مبارك عليكم شهر رمضان ابن عثيمين

ذكر الشيخ ابن عثيمين إلى أنّ قول رمضان كريم لا صحّة له في المعنى، وهو مصطلحٌ لم يرد فيه دليلٌ شرعي لا في الكتاب ولا في السنة، لكن لو قالها المسلم من باب الدعاء لأخيه فلا حرج فيها، ولمّا سُئل الشيخ ابن عثيمين عنها أجاب بقوله: “يقال: رمضان مبارك وما أشبه ذلك؛ لأن رمضان ليس هو الذي يعطي حتى يكون كريماً، وإنما الله تعالى هو الذي وضع فيه الفضل، وجعله شهراً فاضلاً، ووقتاً لأداء ركن من أركان الإسلام، وكأن هذا القائل يظن أنه لشرف الزمان يجوز فيه فعل المعاصي، وهذا خلاف ما قاله أهل العلم بأن السيئات تعظم في الزمان والمكان الفاضل، عكس ما يتصوره هذا القائل، وقالوا: يجب على الإنسان أن يتقي الله عز وجل في كل وقت وفي كل مكان، لا سيما في الأوقات الفاضلة والأماكن الفاضلة”.[5]

شاهد أيضًا: حكم التهنئة بدخول شهر رمضان والعادات المنتشرة بين المسلمين

بهذا نصل إلى نهاية مقال حكم قول مبارك عليكم شهر رمضان، والذي تمّ فيه تسليط الضوء على الأحكام الشرعية التي ترتبط بالتهنئة بشهر رمضان المبارك، وقدّمنا آراء وأقوال العلماء في ذلك.