حكم الحلق والتقصير في الحج

حكم الحلق والتقصير في الحج فالحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو محط اهتمام المسلمين في هذا الوقت من السنة، لذلك يسعى موقع المرجع في هذا المقال في الحديث عن بعض أحكامه، فقد بينا فيه حكم الحلق والتقصير في الحج، وإجزاء التقصير عن الحلق، والقدر الواجب حلقه أو تقصيره، وأفضلية الحلق على التقصير، والحلق والتقصير للمرأة، وحكم الحلق لمن ليس على رأسه شعر، والتيامن في حلق الرأس.

حكم الحلق والتقصير في الحج

حلق شعر الرأس أو تقصيره واجب من واجبات الحج، وهو مذهب الجمهور: الحنفية، والمالكية، والحنابلة، ودليل ذلك من الكتاب، قوله تعالى: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ}،[1] فقد جعل الله تعالى الحلق والتقصير وصفًا للحج والعمرة، والقاعدة أنه إذا عبر بجزء من العبادة عن العبادة، كان دليلًا على وجوبه فيها، ودليل ذلك من السنة، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خَرَجَ معتَمِرًا، فحالَ كفَّارُ قريشٍ بينه وبين البيتِ، فنحَرَ هَدْيَه وحَلَقَ رَأسَه بالحُدَيبِيَةِ”،[2] وعنه أيضًا: “أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حلَقَ رأسَه في حَجَّةِ الوداع”،[3] وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فإنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتي هذِه”.[4][5]

شاهد أيضًا: من هو المحرم فى الحج

إجزاء التقصير عن الحلق

بعد أن تعرفنا على حكم الحلق والتقصير في الحج، سنتعرف على أجزاء التقصير عن الحلق، حيث يجزئ التقصير عن الحلق، لقوله تعالى: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ}،[1] ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهمَّ ارحَمِ المُحَلِّقينَ. قالوا: والمُقَصِّرينَ يا رسولَ الله، قال: اللهُمَّ ارحم المُحَلِّقينَ. قالوا: والمُقَصِّرينَ يا رسولَ اللهِ، قال: والمُقَصِّرينَ”،[6] ونقل الإجماع على ذلك، ابن المنذر، والنووي، وابن حجر.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز الاحرام من التنعيم لغير اهل مكة

القدر الواجب حلقه أو تقصيره

عند الحديث عن حكم الحلق والتقصير في الحج، لا بد من معرفة القدر الواجب حلقه أو تقصيره، فالواجب حلق جميع الرأس، أو تقصيره كله، وهذا مذهب المالكية، والحنابلة، واختاره ابن باز، وابن عثيمين، ودليل ذلك من الكتاب، قوله تعالى: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ}،[1] ووجه الدلالة: أنه عام في جميع شعر الرأس، فالرأس اسم لجميعه، ودليل ذلك من السنة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حلق رأسه في حجة الوداع، ووجه الدلالة: أن النبي صلى الله عليه وسلم حلق جميع رأسه، فيجب الرجوع إليه، ولأنه نسك تعلق بالرأس، فوجب استيعاب الرأس كله به، كالمسح.[5]

شاهد أيضًا: كم عدد الحجاج هذا العام

أفضلية الحلق على التقصير

حلق جميع الرأس أفضل من تقصيره، لقوله تعالى: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ}،[1] وقد بدأ الله عز وجل بالحلق قبل التقصير، والعرب إنما تبدأ بالأهم والأفضل، ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهمَّ ارحَمِ المُحَلِّقينَ. قالوا: والمُقَصِّرينَ يا رسولَ الله، قال: اللهُمَّ ارحم المُحَلِّقينَ. قالوا: والمُقَصِّرينَ يا رسولَ اللهِ، قال: والمُقَصِّرينَ”،[6] وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: “أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حلَقَ رأسَه في حَجَّةِ الوداع”،[3] وقد نقل الإجماع على ذلك ابن عبد البر، والنووي.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز للحاج صيام العشر من ذي الحجة

الحلق والتقصير للمرأة

يختلف حكم الحلق والتقصير في الحج، بين الرجل والمرأة، حيث يشرع للمرأة التقصير لا الحلق، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “ليس على النساءِ حلْقٌ، وإِنَّما على النساءِ التقصيرُ”،[7] ونقل الإجماع على ذلك ابن المنذر، وابن عبد البر، وابن قدامة، والنووي، فالحلق في حق النساء فيه تمثل بالرجال؛ ولهذا لم تفعله نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمرأة محتاجة إلى التجمل والتزين، والشعر جمال وزينة؛ ولذا شرع في حقهن التقصير فقط.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز للمرأة الحج مع مجموعة نساء.

حكم الحلق لمن ليس على رأسه شعر

إذا لم يكن الحاج على رأسه شعر، كالأقرع ومن برأسه قروح، فقد اختلف أهل العلم فيه على أقوال، أقواها قولان:[5]

القول الأول

أنه يستحب له إمرار الموسى على رأسه، ولا يجب، وهو مذهب الشافعية، والحنابلة، وهو قول للحنفية، وهو قول طائفة من السلف، وحكي الإجماع على ذلك، وذلك للآتي:

  • لأن الحلق محله الشعر، فسقط بعدمه كما سقط وجوب غسل العضو في الوضوء بفقده.
  • لأنه إمرار لو فعله في الإحرام لم يجب به دم، فلم يجب عند التحلل كإمراره على الشعر من غير حلق.
  • لأنه عبادة تتعلق بالشعر، فتنتقل للبشرة عند عدمه، كالمسح في الوضوء .
  • لأن في ذلك تشبه بالحالقين.

القول الثاني

لا يستحب له إمرار الموسى على رأسه، وهو مروي عن أبي بكر ابن داود، وبه قال ابن القيم، ومال إليه المرداوي، واختاره ابن عثيمين؛ وذلك لأن القاعدة المتفق عليها أن الوسائل يسقط اعتبارها عند تعذر المقاصد، وإمرار الموسى وسيلة لإزالة الشعر، وليست مقصودة بذاتها.

شاهد أيضًا: عبارات عن يوم عرفة للواتس اب

التيامن في حلق الرأس

وقبل أن نختم حديثنا عن حكم الحلق والتقصير في الحج، سنتحدث عن التيامن في حلق الرأس، حيث يستحب التيامن في حلق الرأس، والعبرة في التيامن في الحلق بيمين المحلوق، فيبدأ بشق رأسه الأيمن ثم الشق الأيسر، وهذا مذهب الجمهور: المالكية، والشافعية، والحنابلة، واختاره ابن الهمام من الحنفية، والدليل من السنة: عن أنس بن مالك رضي الله عنه “أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رمى جَمْرةَ العَقَبةِ، ثمَّ انصرَفَ إلى البُدُنِ فنَحَرَها، والحجَّامُ جالسٌ، وقال بيَدِه عن رأسِه، فحَلَقَ شِقَّه الأيمنَ فقَسَمَه فيمَن يليه، ثم قال: احلِقِ الشِّقَّ الآخَرَ، فقال: أين أبو طَلحةَ؟ فأعطاه إيَّاه”،[8] وفي رواية عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “لَمَّا رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجَمْرةَ ونَحَرَ نسُكَه وحَلَقَ، ناول الحلَّاقَ شِقَّه الأيمنَ فحَلَقَه، ثم دعا أبا طلحةَ الأنصاريَّ رَضِيَ اللهُ عنه فأعطاه إيَاه، ثمَّ ناوله الشِّقَّ الأيسرَ، فقال: احلِقْ: فحَلَقَه، فأعطاه أبا طلحةَ، فقال: اقسِمْه بين النَّاسِ”.[8][5]

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي تحدثنا فيه عن حكم الحلق والتقصير في الحج، وعن أجزاء التقصير عن الحلق، وعن القدر الواجب حلقه أو تقصيره، وعن أفضلية الحلق على التقصير، وعن الحلق والتقصير للمرأة، وعن حكم الحلق لمن ليس على رأسه شعر، وعن التيامن في حلق الرأس.

المراجع

  1. سورة الفتح , الآية 27
  2. صحيح البخاري , البخاري، عبدالله بن عمر، 4252، صحيح.
  3. صحيح البخاري , البخاري، عبدالله بن عمر، 4410، صحيح.
  4. صحيح مسلم , مسلم، جابر بن عبد الله، 1297، صحيح.
  5. dorar.net , الحَلقُ والتَّقصيرُ , 02/06/2024
  6. صحيح مسلم , مسلم، عبدالله بن عمر، 1301، صحيح.
  7. صحيح الجامع , الألباني، عبدالله بن عباس، 5403، صحيح.
  8. صحيح مسلم , مسلم، أنس بن مالك، 1305، صحيح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *