حكم الكلام من المصلين والإمام يخطب يوم الجمعة

حكم الكلام من المصلين والإمام يخطب يوم الجمعة فالجمعة من أعظم الصلوات المفروضة التي فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده، وقد خصّها بيوم الجمعة دون سائر الأيّام لعظيم فضله ورفيع شأنه، وقد خصّها الله سبحانه وتعالى في دينه الحنيف بالكثير من الأحكام الشرعية والضوابط والآداب والسنن والتي على المسلم أن يعرفها جميعها، حتى تكون صلاته صحيحة وينال أجرها العظيم وثوابها الجزيل، ولذلك يهتم موقع المرجع ببيان حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة وهل يجوز الأمر بالمعروف خلالها.

حكم الكلام من المصلين والإمام يخطب يوم الجمعة

إنّ الواجب على من حضر الجمعة أن ينصت للإمام وهو يخطب ولا يجوز له الكلام مع غيره حتى لو كان الكلام لإسكاته، ومن فعل ذلك فقد لغا ومن لغا فلا جمعة له، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: “جَلَسَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومًا على المِنبرِ، فخَطَبَ النَّاسَ، وتَلا آيةً، وإلى جَنبي أُبَيُّ بنُ كَعبٍ، فقُلتُ له: يا أُبَيُّ، متى أُنزِلَتْ هذه الآيةُ؟ قال: فأبى أنْ يُكلِّمَني، ثُمَّ سَأَلتُه فأبى أنْ يُكلِّمَني حتى نَزَلَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال لي أُبَيٌّ: ما لك مِن جُمعتِكَ إلَّا ما لَغَيتَ، فلمَّا انصرَفَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جِئتُه فأخبَرتُه ……. فقال: صَدَقَ أُبَيٌّ، فإذا سَمِعتَ إمامَكَ يَتكلَّمُ فأَنصِتْ حتى يَفرُغَ”. [1]

شاهد أيضًا: حكم الكلام اثناء خطبة الجمعة

حكم تشميت العاطس ورد السلام أثناء الخطبة

اختلف أهل العلم في مسألة تشميت العاطس ورد السلام مع الخطبة، فرخّص بعضهم ذلك، وهو قول الإمام أحمد وإسحاق، وكرّه بعضهم هذا الأمر كالشافعي وعدد من التابعين، وأفتت اللجنة الدائمة أنّه لا يجوز فعل ذلك على الصحيح من أقوال العلماء والله ورسوله أعلم.[2]

حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة خارج المسجد

لا يجوز الكلام خارج المسجد والإمام يخطب، فالإنصات لخطيب الجمعة واجب عند جماهير أهل العلم، وقد دلت عموم النصوص الشرعية الصحيحة على ذلك، ويشمل ذلك من كان خارج المسجد مقبلًا إليه أو داخله، وقال ابن عثيمين في ذلك: “الكلام والإمام يخطب حرام لا يجوز, سواء كنت في المسجد أو مقبلاً إلى المسجد, إلا إذا كنت تريد أن تصلي عند شخص آخر ومررت بمسجد قد شرع خطيبه في الخطبة فلا يلزمك أن تنصت؛ لأنك لا تقصد هذا المسجد”.[3]

شاهد أيضًا: حكم الانصات لخطبة الجمعة

حكم قراءة القرآن أثناء خطبة الجمعة

إن الواجب على المسلم أن ينشغل بالاستماع للخطبة وعدم الانشغال عنها بقراءة القرآن الكريم ولا ينشغل بالذكر أثناء الخطبة، إلا إن كان المأموم بعيدًا فلا يسمع الخطيب أو يسمعه ولكنه لا يفهم من كلامه شيئًا لبعده فبهذه الحال أباح له أهل العلم الانشغال بقراءة القرآن وذكر الله سبحانه وتعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.[4]

متى يجوز الكلام أثناء خطبة الجمعة ؟

ذكر أهل العلم أنّه يجوز الكلام فيما بين خروج الإمام وبين أخذه في الخطبة، وبين نزوله منها وبين افتتاحه الصلاة، وهذا مذهب الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة، وكذلك يُباح الكلام بين الخطبتين، ولا سيما إذا دعت الحاجة إلى ذلك، قال ابنُ عثيمين: “الكلامُ بين الخُطبتين لا بأسَ به، ما لم يكُن كثيرًا يُلهي مَن حوله، وتشتغل قلوبُهم بالنَّظر إليه، فهذا يمنع منه” كما يباح للخطيب الكلام في غير الخطبة إن كان في كلامه مصلحة للمسلمين، ويباح الكلام مع الخطيب في مصلحة المسلمين والله ورسوله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: من شروط صحة صلاة الجمعة

الأمر بالمعروف أثناء خطبة الجمعة

لا يصح مطلقًا الكلام أثناء الخطبة يوم الجمعة لا بالأمر بالمعروف ولا بالنهي عن المنكر، فالواجب على المسلمين السكوت والإنصات للخطبة، والتحريم جاء لعموم الكلام بغير استثناء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَومَ الجُمُعَةِ: أنْصِتْ، والإِمَامُ يَخْطُبُ، فقَدْ لَغَوْتَ”.[6] دلَّ الحديثُ على النَّهيِ عن جميعِ أنواعِ الكلامِ حالَ الخُطبةِ، ونبَّه بهذا على ما سِواه؛ لأنَّه إذا قال: أنصِتْ، وهو في الأصلِ أمرٌ بمعروفٍ، وسمَّاه لغوًا؛ فيسيرُه من الكلامِ أَوْلَى أن يُنهَى عنه.

إلى هنا نصل لنهاية مقال حكم الكلام من المصلين والإمام يخطب يوم الجمعة، وقد تم فيه بيان حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة، وبيان الحديث خارج المسجد يوم الجمعة، وبيّن حكم تشميت العاطس ورد السلام والأمر بالمعروف أثناء الخطبة.