حكم استعمال الماء النجس

حكم استعمال الماء النجس، الذي يخالطه شيء من النجاسات التي نص عليها الكتاب العزيز والسنة النبوية المطهرة، ولهذا فقد فصّل العلماء في باب المياه وجعلوه أول باب من أبواب الطهارة، فالماء من الأمور الواجب على العبد المسلم أن يعلم ماهيتها وهل هي ماء طهور نجس حيث إن الأحكام تختلف باختلاف ذلك، ولهذا فإنه سيتم التعرف في موقع المرجع على صفات الماء النجس وما حكم استعمال الماء النجس، وما حكم الوضوء بالماء النجس، وسنتطرق للتعرف على طريقة تطهير الماء النجس، وما هي الأمثلة على الماء النجس وما هو الماء الطاهر والمطهر كل ذلك في هذا المقال.

صفات الماء النجس

إنَّ الماء هو عنصر الحياة ولا بُد أن يكون مما يجوز استخدامه ومما يجدر أن يستعمله، فالطهارة البدنية عليها أن تكون في ماء طاهر لا يخالطه أي شيء كما ورد عن أهل العلم، وعليه فقد بيّن الفقهاء صفات الماء النجس وهي:[1]

  • الماء الذي يتغير لونه بسبب النجاسة سواء أكان قليل أم كثير.
  • الماء الذي يتغير طعمه للنجاسة سواء بقلته أو كثرته.
  • الماء الذي يتغير رائحته من نجاسة معينة سواء أكان قليل أم كثير.

شاهد أيضًا: الماء الراكد مثل

حكم استعمال الماء النجس

أجمع الفقهاء على حرمة استعمال الماء النجس، وقد ذكر العلماء أن الماء لا بدُ أن يكون طاهرًا سواء في نفسه أو لغيره، ولهذا فقد بيّن الفقهاء أن استعمال الماء النجس الذي يتغير لونه وطعمه ورائحته بسبب نجاسة وقعت له فهو مما لا يجوز شرعًا، وسواء أكان هذا الماء راكدًا أم جاريًا، فهو مما لا يجوز الانتفاع به حتى في أكل أو شرب إلا لضرورة شرعية تبيح استعماله.

ومن الجدير بالذكر أن العلماء قد أجازوا استخدام الماء النجس لسقي البهائم والتراب لكن لا يصلى عليه في حينها، وأما سقي الزروع والنباتات بالماء النجس فقد اختلف العلماء فيه، إلا أن بعضهم أجمعوا على أنه يجوز ذلك؛ بخلاف الحنابلة فقد ذهبوا إلى حرمة سقي الزروع بالماء النجس.[2]

شاهد أيضًا: النجاسه العينيه هي التي لا يمكن تطهيرها مطلقا

حكم الوضوء بالماء النجس

لقد أجمع الفقهاء على أن الماء الذي تقع فيه نجاسة تغير لونه وطعمه ورائحته، يصبح ماءً نجسًا باتفاق، وهذا مما أجمع عليه أنه لا يجوز الوضوء أو الاغتسال بهذا الماء، فالماء النجس يحرم استعماله في أي شيء، إلا أنهم أجمعوا على أن الماء الذي يكون كثيرًا وقد جاءه بعض من النجاسة ولم يتغير فهذا مما يبقى طاهرًا ويجوز الوضوء والاغتسال به، حيث ذكر ابن المنذر:[3]

أَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّ الْمَاءَ الْقَلِيلَ أَوِ الْكَثِيرَ إِذَا وَقَعَتْ فِيهِ نَجَاسَةٌ فَغَيَّرَتِ النَّجَاسَةُ للماء طَعْمًا، أَوْ لَوْنًا، أَوْ رِيحًا: أَنَّهُ نَجَسٌ مَا دَامَ كَذَلِكَ، وَلَا يَجْزِي الْوُضُوءُ وَالِاغْتِسَالُ بِهِ، وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ الْمَاءَ الْكَثِيرَ، مِثْلُ الرِّجْلِ مِنَ الْبَحْرِ [خليج البحر]، أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ، إِذَا وَقَعَتْ فِيهِ نَجَاسَةٌ فَلَمْ تُغَيِّرْ لَهُ لَوْنًا، وَلَا طَعْمًا، وَلَا رِيحًا : أَنَّهُ بِحَالِهِ فِي الطَّهَارَةِ قَبْلَ أَنْ تَقَعَ فِيهِ النَّجَاسَةُ.

أمثلة على الماء النجس

ذكرنا فيما سبق أن الماء النجس هو ما يتغير لونه وطعمه ورائحته بسب نجاسة وقعت عليه، وقد تكون سلبت منه هذه الثلاثة أمور، ولهذا سنذكر بعضًا من الأمثلة على الماء النجس:

  • ماء قد اختلط به دم مسفوح أو ما إلى ذلك من أنواع الدماء.
  • ماء سقط فيه حيوان ثم مات؛ فتغير بذلك رائحته وطعمه ولونه.
  • ماء اختلط به بول آدمي أو غائط.
  • مياه الصرف الصحي.

شاهد أيضًا: التعريف الدقيق للنجاسة هي أشياء

طريقة تطهير الماء النجس

بيّن الفقهاء أن الماء النجس الذي يتغير لونه وطعمه ورائحته، مما يكون من السهل رفع هذه النجاسة عنه، ويكون ذلك بتنقيته من النجاسة التي أاصابته وإزالة سبب النجاسة، ويكون ذلك إما بوضع الكثير من الماء عليه، وإما تغييره، وإما بنزح هذه النجاسة عنه، وقد أصبح هنالك وسائل حديثة لتقية الماء وبقاءه طاهرًا ومطهرًا، ولهذا إن خالط الماء أي نجاسة فيجدر بالعبد المسلم أن يسارع في إزالتها ورفعها حتى يخرج من أي حرمة لوضوء أو اغتسال أو ما إلى ذلك.[4]

شاهد أيضًا: ازالة الخارج من السبيلين عن مخرجه بالماء يسمى

أقسام النجاسة

قسّم العلماء النجاسة إلى قسمين رئيسين بناءً على طريقة ومكان النجاسة التي تقع على الشيء، حيث إن لكل نجاسة كذلك طريقة لتطهيرها، وجاءت أقسام النجاسة كالآتي:[4]

  • النجاسة الذاتية: وهي أن تكون النجاسة على الشيء بذاته، وهذه النجاسات مثل: بول وغائط الآدمي، والدم المسفوح، ودم الحيض ودم النفاس، وكل من الودي والمذي، ومن الحيوان كالكلب والخنزير، والميتة باستثناء السمك والجراد، وهذه الأمور لا تطهر بالماء.
  • النجاسة الحكمية: وهي النجاسة التي تأتي على مكان أو شيء طاهر؛ كثوب أصابه البول، أو نعل وطئ به غائط، وماء وقع فيه شيء فغير رائحته، وهذه النجاسة يمكن تطهيرها؛ لأنها في ذاتها طاهرة.

شاهد أيضًا: كم مسحة تجب في الاستجمار لإزالة النجاسة

الماء الطاهر المطهر

جاء تعريف الماء الطهور بأنه كل ماء نزل من السماء، أو نبع من الأرض، إلا أنه بقي على أصله، ولم يتغير لونه ولا طعمه ولا رائحته، فهذه الأشياء التي تُسلب طهورية الماء، وقد سمي الماء الطهور بالماء المطلق وهذا لأنه لا يوجد فيه أي إضافات للازمة، وهي عارية من القيود، وجاء ذلك بدليل قوله تعالى: {مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ}، وقوله سبحانه وتعالى: {مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ}، وقد خرج من التعريف كل ماء خالطه زعفران وورد وما إلى ذلك، وقد بيّن الفقهاء أن الماء الطهور حكمه طاهر لنفسه ومطهر لغيره، أي أن الماء الطاهر قد بيّن الشارع الحكيم أنه يرفع كلًا من الحدث الأصغر والحديث الأكبر، فهذا مما يصح الوضوء به والاغتسال به سواء أكان من الجنابة والحيض أو النفاس، ويجوز الشرب والأكل منه.[5]

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال حكم استعمال الماء النجس، وتعرفنا على حرمة ذلك بإجماع الفقهاء وأهل العلم، وومن ثم تطرقنا للتعرف على صفات الماء النجس، وبعض الأمثلة على الماء النجس، وما حكم الوضوء بالماء النجس الذي نص العلماء على حرمة ذلك، ومن ثم تعرفنا على أقسام النجاسة وما هو الماء الطهور في السطور السابقة.

المراجع

  1. ar.islamway.net , صفات الماء النجس , 30/10/2021
  2. www.islamweb.net , حكم استعمال الماء النجس , 30/10/2021
  3. islamqa.info , حكم الوضوء بالماء النجس , 30/10/2021
  4. www.al-eman.com , الماء النجس , 30/10/2021
  5. alukah.net , الماء الطهور , 30/10/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *