جدول تقسيم الإرث في الإسلام

جدول تقسيم الإرث في الإسلام هو من أكثر المسائل الإسلامية تعقيدًا ودقة في نفس الوقت، حيث يحتاج الإنسان لفهم جدول تقسم الإرث على كلّ المستحقين أو كل الوارثين إلى الكثير من العلم والتركيز، وقد فصَّل الشرع الإسلامي في تقسيم تركة الميت أو إرثَه على جميع المستحقين بما يُرضي الله تعالى، ولهذا فإنَّنا في هذا المقال من موقع المرجع سوف نعرّف الإرث في الإسلام ثمَّ سنقوم بوضع جدول تقسيم الإرث في الإسلام وسنمرّ على بعض المسائل الفقهيّة المهمة التي تتعلق بالإرث أو الميراث في الشّريعة الإسلاميّة.

تعريف الإرث لغة واصطلاحًا

إنَّ الإرث في اللغة هو ما يظلّ من الشيء وهو ما يتركه الإنسان من مال أو شيء ثمين أو عقارات أو بيوت أو غير ذلك، أمَّا في الاصطلاح الشرعي فالإرث أو الميراث هو ما تبقى من مال الشخص الميّت بعد وفاته، ويكون هذا الميراث أو المال والعقارات والبيوت والأشياء الثمينة حلالًا للوارثين المستحقين له وفق ما جاء في ضوابط الشرع الإسلامي ووفق ما ورد في كيفية تقسيم الميراث على من يستحقه من أنباء وأهل الميت وغير ذلك، وبسبب أنَّ الميراث من أكثر الأمور التي قد تُحدث الخلافات والنزاعات بين الناس، فقد حرصت الشريعة الإسلامية على ضبط كلّ الأمور التي تتعلق بتقسيم الميراث وفق ما يرضي الله سبحانه وتعالى، وعلى كافة المسلمين الالتزام بالطرق التي وضعها الشرع الإسلامي لتقسيم الميراث بما يرضي رب العالمين. [1]

آيات الإرث في القرآن الكريم

لقد ورد ذكر الإرث أو الميراث في كثير من آيات القرآن الكريم، وهذا دليل على أهمية هذا الموضوع؛ خاصّة وأنَّ القرآن الكريم وهو المصدر الأول للتشريع الإسلامي قد ذكر الميراث وكيفية تقسيمه في كثير من الآيات، نذكر من هذه الآيات المباركة ما سيأتي:

  • جاء في سورة النساء: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَآ إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}. [2]
  • وفي سورة النساء أيضًا: {لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا * وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا}. [3]
  • وقال تعالى أيضًا: {يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيمًا}. [4]

اقرأ أيضًا: طريقة حساب نصيب الزوجة من الميراث في الإسلام

جدول تقسيم الإرث في الإسلام

إنَّ المقصود بجدول تقسيم الإرث في الإسلام أي كيفية تقسيم الميراث ومقدار كلّ مستحق للإرث من الوارثين للشخص المورّث، وفيما يأتي سوف نفصل في إرث الزوجة والزوج والأم والأب والأبناء والإخوة والأخوات جميعًا:

إرث الزوجة في الإسلام

لقد حدَّد الشرع الإسلام نصيب الزوجة من ميراث الزوج بدقّة تامّة، وجاء نصيب الزوجة من مال الزوج المتوفى في الإسلام في قول الله تعالى في سورة النساء: {وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ ۚ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم ۚ مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ}[5] وتوضّح الآية الكريمة أنَّ نصيب الزوجة من إرث الزوج المتوفى يختلف فيما إذا كان للزوج أبناء منها أو من زوجة أخرى أو لم يكن له أولاد، وفيما يأتي نوضح الفرق: [6]

  • إذا كان للزوج ولد: يكون مقدار نصيب الزوجة من الإرث إنَّ كان للزوج ولد هو الثمن مما ترك الزوج.
  • إذا لم لكن للزوج ولد: يكون مقدار نصيب الزوجة من الإرث إنَّ لم يكن للزوج ولد هو الربع مما ترك الزوج.

إرث الزوج في الإسلام

حدَّد القرآن الكريم نصيب الزوج من ميراث زوجته بوضوح، قال تعالى في سورة النساء: {وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ ۚ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ …} [5] وتوضّح هذه الآية أنَّ نصيب الزوج من ميراث زوجته يختلف فيما إذا كان للزوجة ولد منه أو من زوج غيره ويكون نصيب الزوج من ميراث زوجته على النحو الآتي:

  • إذا كان للزوجة ولد: إذا كان للزوجة ولد فإنَّ نصيب الزوج من ميراثها يكون الربع مما تركتِ الزَّوجة.
  • إذا لم لكن للزوجة ولد: إذا لم يكن للزوجة ولد فإنَّ نصيب الزوج من ميراثها يكون النصف مما تركتِ الزَّوجة.

إرث الأم في الإسلام

إنَّ إرث الأم من ميراث ابنها في الإسلام تختلف فيما إذا كان للولد أبناء عمّا إذا لم يكن له أبناء، ويكون الاختلاف على النحو الآتي:

  • السدس من ميراث الابن: ترث الأم السدس من ميراث ابنها في الحالات الآتية:
    • إذا كان للابن المتوفى ولد ذكرًا أو أنثى أو كان له أكثر من ولد، مثل الذي ترك أمًا وأبًا وبنتًا أو من ترك أبًا وأمًا وثلاثة أبناء، والدليل قول الله تعالى في سورة النساء: {وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَد}.[4]
    • إذا كان للابن المتوفى أكثر من أخت أو أخ -يعني جمع من الأخوة والأخوات- ولا فرق فيما إذا كانوا إخوة لأب أو أم أو إخوة أشقاء، قال تعالى في سورة النساء: {فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ}.[4]
  • الثلث من ميراث الابن: ترث الأم الثالث من ميراث ابنها المتوفى في الحالات الآتية:
    • إذا لم يكن هناك للمتوفى أي فرع وارث، يعني ليس له أنباء ذكور أو إناث أو أحفاد، قال تعالى في سورة النساء: {فإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ}.[4]
    • إذا لم يكن للميت إخوة وأخوات كثر يعني اثنان أو أكثر، مثل إذا توفي رجل وترك أمه وأباه وأخاه الشقيق ففي هذه الحالة يكون للأم الثالث بسبب عدم وجود الأبناء أو الجمع من الأخوات أو الإخوة.
  • الباقي من الثالث من ميراث الابن: ترث الأم الباقي من الثلث من ميراث الابن في الحالات الآتية:
    • إذا ترك الابن الميت زوجة وأبًا وأمًا ولم يكن له أبناء ولا إخوة ولا أخوات.
    • إذا كانت المتوفاة امرأة ولم يكن لديها إخوة أو أخوات أو أبناء، وتركت زوجها وأمَّها وأباها فقط.

إرث الأب في الإسلام

إنَّ نصيب الأب من ميراث ابنه المتوفى يتوضح فيما يأتي:

  • يحصل الأب على السدس فرضًا إذا كان للابن المتوفى فرع وارث، أي أبناء ذكور.
  • يحصل الأب على السدس فرضًا إذا كان للابن المتوفى فرع وارث مؤنث وليس من الذكور، ويحصل في هذه الحالة الأب على الباقي من الإرث تعصيبًا بعد أن يأخذ أصحاب الفروض فروضهم كاملة.
  • يرث الأب بالتعصيب باقي التركة بعد أن يأخذ أصحاب الفروض فروضهم كاملة في حال انعدام الفرع الوارث عند المتوفى، ويكون الأب في هذه الحالة حاجبًا للأخوة والأخوات الأشقاء أو الأخوة والأخوات للأب أو الأم.

إرث الابن في الإسلام

يُعدّ الابن من أصحاب العصبات في الإسلام، والمقصود بالعصبات أي عصبة الرجل وهم أبناؤه وأقرباؤه من أبيه، وجدير بالقول إنَّ إرث الابن من مال أبيه يختلف باختلاف وضع الابن فيما إذا كان منفردًا أو غير منفرد، وفيما يأتي التفصيل في هذه الحالات:

  • إذا كان الابن منفردًا: إذا كان الابن منفردًا يحوز على مال أبيه كله، أمَّا إذا كان للميت أحد من أصحاب الفروض فإنَّ الابن يرث كلّ ما يتبقى من الإرث بعد أن يأخذ أصحاب الفروض ما يستحقون من الإرث.
  • إذا كان للابن أخوات بنات: في هذه الحالة يرث الابن ضعف ما ترث البنت، أي أنَّ له نصيب بنتين مجتمعتين، قال تعالى في سورة النساء: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْن}.[4]

إرث البنت في الإسلام

يختلف إرث البنت في الإسلام باختلاف وضعها فيما إذا كان لديها أخ ذكر أو لم يكن لديها أخ ذكر أو لديها أخت أو ليس لديها أخت، وفيما يأتي نضع التفصيل في إرث البنت في الإسلام:

  • إذا لم يكن للبنت إخوة أو أخوات: ترث البنت الوحيدة النصف من مال أبيها أي إذا لم يكن لديها إخوة أو أخوات، قال تعالى في سورة النساء: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۚ فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ ۖ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ}.[4]
  • إذا كان لها أخ ذكر: توزع التَّركة في هذه الحالة على الأبناء ويأخذ الذكر مثل حظّ الأنثيين.
  • إذا كان لها أخت أو أكثر: إذا كان للبنت أخت أنثى أو أكثر فإنَّ نصيبهن من ميراث الأب هو الثالث، قال تعالى: {فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ ۖ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ}.[4]

إرث الإخوة والأخوات في الإسلام

إنَّ الإخوة والأخوات في الإسلام يتوارثون سواء كانوا أشقاء أو كانوا إخوة وأخوات لأب أو أم، ولكن توارثهم يشترط عد وجود حاجب يحجب عنهم الميراث من بعضهم والحاجب هو الولد والأب أو حفيد الميت من ابنه، وهذا يعني أنَّ الأخوة والإخوات محجوبون بالأب والابن وابن الابن وإن نزل أكثر، ولا يتغير الحال إن كان مع الأبناء الذكور بنات، ولكن يشترط وجود الابن الذكر، والله تعالى أعلم. [7]

قد يهمّك أيضًا: كيف يوزع الميراث بعد وفاة الأب

جدول نصاب الوارثين في الإسلام

بعد ما ورد من جدول تقسيم الإرث في الإسلام بالتفصيل، سنضع فيما يأتي جدول نصاب الوارثين في الإسلام كاملًا، وهو على الشكل الآتي:

النّصاب أصحاب الفروض
النّصف من الميراث

يحصل على النصف من الميراث كلٌّ من:

  • الزوج الذي ليس له فرع واث.
  • البنت التي ليس لها أخ أو أخت.
  • بنت الابن التي ليس لها أخ أو أخت.
  • الأخت الشقيقة التي ليس لها أخ أو أخت بشرط ألَّا يكون للمتوفى في هذه الحالة فرع وارث أو أصل من الذكور.
  • الأخت لأب التي ليس لها أخ أو أخت، بشرط ألَّا يكون للمتوفى فرع أو أصل وارث.
الثلث من الميراث إنَّ الذين يستحقون الثلث من الميراث هم:

  • الأم إذا لم يكن للمتوفى فرع وارث وإذا لم يكن له جمع من الأخوة.
  • الأخوة والأخوات للأم إذا لم يكن فرع أو أصل وارث من الذكور أو جمع من الأخوة.
الثلثان من الميراث يرث الثلثين من الميراث كاملًا كلٌّ من:

  • البنتان أو الأكثر عند عدم وجود من يعصبهما أو يشاركهما الميراث.
  • بنتا الابن أو أكثر عند عدم وجود ما يعصبهما وعند عدم وجود فرع وارث.
  • الأخوات اللواتي لم يُوجد لهن فرع وارث أو أصل وارث من الذكور أو من يشاركهن الميراث.
  • أخوات الأب عند عدم وجود الفرع أو الأصل الوارث من الذكور وعدم وجود أخوة أو أخوات من الذكور.
الرّبع من الميراث يرث الربع من الميراث كلٌّ من:

  • الزوج من ميراث زوجته التي ليس لها فرع وارث.
  • الزوجة من ميراث زوجها الذي ليس له فرع وارث.
السّدس من الميراث يرث السدس من الميراث كلٌّ من:

  • الأب إذا لم يكن للمتوفى فرع وارث من الذكور.
  • الأم إذا لم يكن للمتوفى فرع وارث أو جمع من الأخوة.
  • الجد إذا لم يكن للمتوفى أب أو فرع وارث.
  • الجدة عند عدم وجود الأم وعدم وجود الفرع الوارث.
  • بنت الابن عند عدم وجود بنت من الصلب مع عدم وجود من يعصبها.
  • الأخت من الأب في حال عد وجود من يعصبها مع وجود أخت شقيقة منفردة.
  • الأخ من الأم في حال عدم وجود فرع وارث أو وجود أصل وارث من الذكور مع ضرورة أن يكون الأخ منفردًا.
الثّمن من الميراث إنَّ الذي يرث الثمن من الميراث هو:

  • الزوجة التي يوجد لزوجها فرع وارث.

ما هو حق المتوفى على ميراثه

إنَّ للمتوفى حق في ماله يجب أن يُقضى قبل أن يتم توزيع الإرث الذي يتركه المتوفى، وهذا الحق هو:

  • تجهيز الميت: وهو من الأشياء التي لا يُقدَّم عليها إلَّا الدين، أي تكفينه ودفنه، قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: “فإن تعلق بعين التركة حق: كالزكاة والجاني والمرهون والمبيع إذا مات المشتري مفلساً، قدم على مؤنة تجهيزه. والله أعلم”.
  • قضاء الديون: بعد أن يتمّ تجهيز الميت من ماله الذي تركه، يجب أن يتمّ قضاء الديون التي عليه من المال الذي تركه مباشرة وقبل توزيع الميراث، ومن الديون الزكاة أيضًا، فهي دين الله تعالى، قال الشربيني: “ويقدم دين الله تعالى كالزكاة والكفارة والحج على دين الآدمي في الأصح”.
  • تنفيذ الوصايا: إذا ترك الميت أيَّة وصية، فيجب أن يتمَّ تنفيذ وصيته، ولكن يجب ألَّا يتجاوز تنفيذ وصيته ثلث المال المتبقي من التركة بعد قضاء الدين وتجهيز الميت.
  • الميراث: بعد الحقوق الثلاثة الأولى والقيام بتنفيذها على أتم وجه، يكون المال المتبقي من التركة ميراثًا يُقسم على من يستحقه من الوارثين.

قد يهمّك أيضًا: كيفية حساب الميراث بالرياضيات

ما هي أسباب الإرث

لقد وضع الله تعالى في الشريعة الإسلامية أسبابًا واضحة للميراث في الإسلام، فلا يمكن لشخص أن يرث شخصًا آخر إلَّا إذا وُجدت به إحدى هذه الأسباب، وهي:

  • النكاح: وهو عقد الزواج، أي أنْ يرث الزوج زوجته وأن ترث الزوجة زوجها، فبمجرد عقد النكاح صارت الزوجة وارثة لمال زوجها وصار الزوج وارثًا لمال زوجته وفق ما حدد الشرع الإسلامي.
  • النسب: وهو من أهم أسباب الميراث في الإسلام، حيث يرث الناس بعضهم بعضًا بالنسب، كالأم والأبناء والأخوات والإخوة بضوابط وقواعد حددها الشرع الإسلامي أيضًا.
  • الولاء: والمقصود بالولاء هو أن يقوم السيد بالإنعام على عبده فيعتقه ويمنحه الحرية، في هذه الحالة يُصبح السيد وارثًا في مال العبد المعتوق.

ما هي موانع الإرث

أمَّا موانع الإرث في الإسلام فهي ثلاثة موانع، إذا حصلت إحداهن صار الشخص ممنوعًا من الميراث الذي تركه المتوفى، وهذه الموانع هي:

  • الرق: أي أن يكون أحد المستحقين للميراث عبدًا مملوكًا، ففي هذه الحالة يُمنع عنه الميراث لأنَّ العبد لا يملك.
  • القتل: إذا شارك الوارث في قتل الإنسان الموروث للحصول على الإرث فإنه يُحرم منه في هذه الحالة ولا يكون له في ميراث المقتول شيء أبدًا.
  • الاختلاف في الدين: إذا كان الموروث مسلمًا وكان الوارث على غير دين الإسلام، فإنَّه في هذه الحالة لا يرث من مال المسلم شيئًا، والسبب أنَّ المسلم لا يرث مال الكافر، والكافر لا يرث مال المسلم، والله تعالى أعلم.

ما هي شروط الإرث في الإسلام

أمَّا شروط الإرث في الإسلام فيمكن حصرها فيما يأتي:

  • أن يكون الشخص الموروث قد مات فعلًا وأن يتمَّ التأكّد من وفاته قبل أن يتمَّ توزيع الميراث على من يستحقونه.
  • أن يكون الوارث على قيد الحياة، وأن يتمَّ التأكّد من أنه ما زال على قيد الحياة قبل أن يتمَّ إعطاؤه من المال الموروث.
  • أن يكون هناك سبب واضح من أسباب الميراث بحيث يصبح من حق الشخص أن يرث من هذا الشخص، والأسباب هي النسب أو الزواج أو الولاء، والله تعالى أعلم.

بهذه المعلومات نصل إلى ختام هذا المقال الذي سلَّطنا فيه الضوء على تعريف الميراث في الإسلام ووضعنا أيضًا جدول تقسيم الإرث في الإسلام ثمَّ فصلنا في أسباب الميراث وشروطه وموانعه، ليكون المقال شاملًا لكل ما يتعلق بموضوع الميراث في الإسلام.

المراجع

  1. wikiwand.com , الإرث في الإسلام , 20/10/2021
  2. سورة النساء , الآية 176.
  3. سورة النساء , الآية 7، 8.
  4. سورة النساء , الآية 11.
  5. سورة النساء , الآية 12.
  6. islamweb.net , نصيب الزوجة من الميراث , 20/10/2021
  7. binbaz.org.sa , الحالات التي يرث فيها الإخوة بعضهم بعضًا , 20/10/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *