ما صحة حديث يحسر الفرات عن جبل من ذهب

ما صحة حديث يحسر الفرات عن جبل من ذهب والذي رواه أكثر من صحابي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- والذي يخبر فيه عن جفاف نهر الفرات في آخر الزمان وظهور جبل من ذهب تحته ويقتتل عليه الناس وتنتشر الفتنة في الأرض، وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن علامات الساعة وأشراطها الكبرى والصغرى، والذي يكون جفاف الفرات وانحساره واحدًا منها، ومن خلال موقع المرجع سيتم تسليط الضوء على حديث انحسار نهر الفرات عن جبل من الذهب.

صحة حديث يحسر الفرات عن جبل من ذهب

ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: “يُوشِكُ الفراتُ أن يُحسَرَ عن كنزٍ من ذهبٍ، فمن حضره فلا يأخُذْ منه شيئًا”.[1] وفي رواية أخرى قال: “لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَحْسِرَ الفُراتُ عن جَبَلٍ مِن ذَهَبٍ، يَقْتَتِلُ النَّاسُ عليه، فيُقْتَلُ مِن كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، ويقولُ كُلُّ رَجُلٍ منهمْ: لَعَلِّي أكُونُ أنا الذي أنْجُو. وفي روايةٍ: فقالَ [أبو صالح السمان]: إنْ رَأَيْتَهُ فلا تَقْرَبَنَّهُ”. [2] وهو حديثٌ صحيح، صححه الألباني في صحيح الجامع، ورواه الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما، ولم يضعفه أيٌّ من أهل الحديث والعلم والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: هل جفاف نهر دجله من علامات الساعه

شرح حديث يحسر الفرات عن جبل من ذهب

حذر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمة الإسلام من الفتن التي ستكون في آخر الزمان، وحديث انحسار الفرات عن جبل من الذهب خير مثالٍ على ذلك، فنهر الفرات كما أخبر المصطفى وهو النهر الذي يشتهر في العراق وسوريا أنّه سينحسر أي سيجف ماؤه وينكشف، فيظهر كنز من الذهب، وقد سمي كنزًا باعتباره قد اندفن، وقد سمي جبلًا كما أشار أهل العلم إشارةً لكثرته، وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من حضره من المسلمين أن يأخذ منه ولو شيئًا يسيرًا، لأنّه ستقع عليه فتنة وقتال بين الناس ونزاعات كبيرة، فيقتل الناس بعضهم بعضًا، حتى يُقتل من كل مائة من المقتتلين تسعةً وتسعين لحرصهم على الدنيا.[4]

شاهد أيضًا: حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن اخر الزمان

من أشراط الساعة أن يحسر الفرات عن جبل من ذهب

في غير حديث أبو هريرة -رضي الله عنه- ورد حديث يحسر الفرات عن جبل من ذهب عن أبي كعب -رضي الله عنه- حيث قال: “لا يَزَالُ النَّاسُ مُخْتَلِفَةً أَعْنَاقُهُمْ في طَلَبِ الدُّنْيَا، قُلتُ: أَجَلْ، قالَ: إنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- يقولُ: يُوشِكُ الفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عن جَبَلٍ مِن ذَهَبٍ، فَإِذَا سَمِعَ به النَّاسُ سَارُوا إلَيْهِ، فيَقولُ مَن عِنْدَهُ: لَئِنْ تَرَكْنَا النَّاسَ يَأْخُذُونَ منه لَيُذْهَبَنَّ به كُلِّهِ، قالَ: فَيَقْتَتِلُونَ عليه، فيُقْتَلُ مِن كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ”.[5] وهو حديثٌ يثبت أن من أشراط الساعة ظهور جبل الذهب من انحسار الفرات والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: ما صحة حديث لا تقوم الساعة حتى يكتفي الرجل بالرجل

زمن حدوث انحسار الفرات عن الذهب

اختلف أهل العلم في تحديد زمن انحسار الفرات عن جبل الذهب، فقال الإمام البخاري أنه يقع مع خروج النار، حيث أدخل حديث حسر الفرات تحت بالخروج النار، وقيل أنّه قريب من وقت الحشر، ففي ذلك الزما يأتي الرجل يمشي بصدقته لا يقبلها أحدٌ منه، وذلك كالنهي عن أخذ شيءٍ مما يحسر عنه الفرات لانشغال الناس بالحشر، وقيل يحصل في زمن نزول نبي الله عيسى ابن مريم، وهو ما اختاره الحليمي والقرطبي، والراجح أنه يحدث بعد نزول عيسى ابن مريم -عليهما السلام- والله ورسوله أعلم.[7]

سبب النهي عن أخذ الذهب بعد انحسار الفرات

فسّر أهل العلم الحكمة وسبب النهي عن أخذ ذهب الفرات بعد انحساره بعدة أمور، والتي منها:

• يكون النهي عن الذهب لاقتراب نهاية أمر الدنيا واقتراب الساعة وظهور أشراطها، فالركون لمتاع الدنيا والاستكثار منه مع ذلك الأمر فهو جهل واغترار.
• نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الأخذ منه لما يقع منه من فتنة واقتتال على الذهب.
• نُهي عن ذهب الفرات لأنّه عند خروجه لا يجري به مجرى المعدن، فالصدقة في زمانه لا يقبلها أحد، فلو أخذه أحدهم لن يجد البركة فيه لأنّه لن يجد من يخرج حق الله فيه فالابتعاد عنه أولى.
• النهي يكون لعامة المسلمين ولا يكون لغيرهم ولأن أخذه يورث الندم قيل لأنه الذهب سكيسد بسبب كثرته وقيل لأن الساعة ستقوم، فيكون من يأخذه قد قتل وافتتن ولم يستفد منه والله أعلم.

بهذا نصل لنهاية مقال ما صحة حديث يحسر الفرات عن جبل من ذهب، والذي ذكر الحديث وبيّن سنده ومدى صحته، وشرحه وبيّن معناه، كما سلط الضوء على حادثة انحسار نهر الفرات، والحكمة من النهي عن ذهب الفرات.