علامات ليلة القدر الصحيحة المتفق عليها وفضلها 2024

إنّ علامات ليلة القدر الصحيحة المتفق عليها وفضلها 2024 هي أحد الأمور المهمّة التي يبحث عنها عدد واسع من المُسلمين تزامنًا مع العشر الأواخر من شهر رمضان المُبارك، وقد نوّهت الأحاديث النبويّة على فضل تلك الليلة، وعلى العلامات الصحيحة لتلك الليلة، والتي تتعدَّد في أوصافها ليتحرّى المُسلم فضلها وبَركاتها، وعبر موقع المرجع نُبارك للمُسلمين تلك المناسبة، ونقوم على طرح موعد ليلة القدر ضمن مقالنا الذي نتناول به علامات ليلة القدر الصحيحة لعام 1445.

متى ليلة القدر 2024

غير محدد، حيث تُعتبر من الليالي المُباركة بفضل الله، والتي كانت ولا تزال موسمًا عظيمًا من مواسم الخير، تلك التي يحرص المُسلم على تحرّيها وإحيائها بالصّلاة والدّعاء والأذكار.

شاهد أيضًا: كم باقي على ليلة القدر العد التنازلي

علامات ليلة القدر الصحيحة

نوّه العُلماء من أئمة وشيوخ المُسلمين على عدد واسع من المؤشّرات الصَّحيحة التي تؤكّد على ليلة القدر، وفق ما جاءت به كُتب السّيرة النبويّة، وجاءت أبرز تلك العَلامات وفق الآتي:

  • علامات في سماء ليلة القدر: تتصّف السَّماء في ليلة القدر بأنها صافية وساكنه، وتكون الأجواء في تلك الليلة مُعتدلة فهي ليلة غير باردة ولا حارّة، ولا يهطل في تلك الليلة أي مطر أو رعد، أو نجم، وقد نوّه العلماء على أنّ شمس تلك الليلة تشرق من غير شعاع فهي تُشبه القمر في ليلة البدر، بالاستناد على حديث الرّسول -صلوات الله وسلامه عليه- الذي جاء فيه: “أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ، لا شُعَاعَ لَهَا”[1].
  • ملامح سكينة واضحة وملموسة: حيث تتصّف ليلة القدر بأنها تمتاز بالسّكينة والطمأنينة، وتمنح المُسلم راحة في القلب، فيتلذّذ المُسلم بالعبادة والتقّرب إلى الله فيها، لأن ملائكة التي تتنزل في تلك الليلة تحمل السّكينة للجميع، بالاستناد على الآية القرآنية: “تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ*سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ”
  • إنّ ليلة القدر لا يُرمى فيها نجم: فلا يرى المُسلم أي نيازك أو شُهب في تلك الليلة، للحَديث الذي جاء عن رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- الذي قال فيه: “ليلةُ القدرِ ليلةٌ بَلْجَةٌ ، لَا حارَّةٌ ولَا بَارِدَةٌ ، ولَا سَحابَ فِيها ، ولَا مَطَرٌ ، ولَا ريحٌ ، ولَا يُرْمَى فيها بِنَجْمٍ”.[2]
  • هي إحدى ليالي الوتر من رمضان: وهو ما جاء به رسول الله، ونوّه عليه كثير من السلف، وفق ما جاء بالحديث النبوي  حيث قال -صلّى الله عليه وسلّم-: “إنِّي كُنْتُ أُجاوِرُ هذه العَشْرَ ثمَّ بدا لي أنْ أُجاوِرَ هذه العَشْرَ الأواخرَ ومَن كان اعتكَف معي فليلبَثْ في معتكَفِه وقد أُريتُ هذه اللَّيلةَ فأُنسيتُها فالتمِسوها في العَشْرِ الأواخرِ في كلِّ وِتْرٍ وقد رأَيْتُني أسجُدُ في ماءٍ وطينٍ”.[3]
  • تتميّز بمشاعر السّكينة والاطمئنان الدّاخلي: حيث تمنح ليلة القدر العبد المُسلم إحساس داخلي وشعور قلبي بالاطمئنان إلى موافقتهم لقيام ليلة القدر، كناية عن حُسن إقبال المسلم لطاعات الله، فهي ليلة كما أسلفنا يتلذّذ المُسلم في طاعاتها.

شاهد أيضًا:متى ليلة 27 رمضان

فضل ليلة القدر 2024

إنّ ليلة القدر هي إحدى ليالي الخير التي ينتظرها المُسلمون عامًا بعد آخر، لإنّ خيرات ليلة القدر لا تُوجد بأي ليلة أُخرى، وهي ليلة غير مُحدّدة بليلة رسميّة دون غيرها، وإنّما تُحدّد بعدد من العلامات المهمَّة التي جاء بها رسول الله، ونقلها السّلف، ويُعزى الفضل في ليلة القدر إلى الآتي:

  • هي الليلة التي تنزّل بها القرآن الكريم: حيث كان نزول القرآن على قلب سيّدنا محمّد مع ليلة القدر، وفي رواية هي ليلة نزول القرآن الكريم من اللوح المحفوظ إلى السّماء الدّنيا لينزل بعدها على رسول الله.[4]
  • هي ليلة مُباركة من الله تعالى: لأنها ليلة تتضاعف بها أجور العّباد عن طاعتها، لأن إحياءها بالطّاعات يُعادل عبادة ألف شهر من بقيّة الأيّام، أي ما يُقارب 84 عام من أعوامنا التي نقوم باعتمادها، وتمّ تأكيد ذلك في سورة القدر السّابقة.
  • هي ليلة الفصل والتقدير: ففي ليلة القدر تُفصل أقدار النَّاس وأرزاقهم، ويتم تنزيلها من اللوح المَحفوظ إلى السّماء الدّنيا في صُحف الكتبة من الملائكة، وتشمل تلك الأقدار جميع الأمور الخاصّة بحياة ومعيشة النّاس، ويتم الاستناد في ذلك على قول الله: “فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ”.
  • هي ليلة من ليالي الخير: لأن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد حرصَ على اغتنامها بالخير وتحرّيها بدقة، لإحياء فضلها، والحُصول على أجرها الكبير، ولأن عبادتها تُساوي عبادة 84 عام من الأعوام التي نعدّها.

شاهد أيضًا: هل ليلة القدر ثابتة أم متغيرة؟

علامات ليلة القدر الصحيحة المتفق عليها

جاءت أحاديث الرّسول صلوات ربّي وسلامه عليه بعدد واسع من العلامات التي وضّحت تلك الليلة، والتي تُساعد المُسلم في تحرّيها، وأبرزها جاءت في الأحاديث الآتية:

  • هي في العشر الأواخر:
    • جاء في ذلك حديثًا عن عائشةَ -رضِيَ اللهُ عنها- “قالتْ: كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يُجاوِر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ، ويقول: تَحرُّوا ليلةَ القَدْر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ”.[5]
  • التماسها في السبع الأواخر:
    • “عن ابن عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهُما، أنَّ رِجالًا من أصحاب النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ أُرُوا ليلةَ القَدْر في المنامِ في السَّبع الأواخِر، فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ: “أَرَى رُؤياكم قد تَواطأتْ في السَّبع الأواخِر؛ فمَن كان مُتحرِّيَها، فلْيَتحرَّها في السَّبع الأواخِر”.[6]
  • التماسها في الثالث والعشرين من رمضان: 
  • عن عبد الله بن أُنيسٍ رضِيَ اللهُ عنهُ أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: “أُريتُ ليلةَ القَدْر، ثمَّ أُنسيتُها، وأَراني صُبحَها أسجُدُ في ماءٍ وطِينٍ))، قال: فمُطِرْنا ليلةَ ثلاثٍ وعِشرين، فصلَّى بنا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ فانصرَف، وإنَّ أثَرَ الماء والطِّين على جَبهته وأنفِه. قال: وكان عبد الله بن أُنيسٍ يقول: ثلاث وعِشرين.[7]
  • التماسها في السابع والعشرين: 
    • قال أُبيُّ بنُ كَعبٍ رضِيَ اللهُ عنهُ في  لَيلةِ  القَدْرِ:” واللهِ، إنِّي لأَعلمُها، وأكثرُ عِلمي هي اللَّيلةُ التي أَمرَنا رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ بقِيامِها، هي ليلةُ سَبعٍ وعِشرينَ”.

شاهد أيضًا: متى ليلة القدر 2024 تاريخ وموعد ليلة القدر

هل ليلة القدر ثابتة في كل عام

إنّ ليلة القدر ليست ثابتة في يوم معيّن من شهر رمضان حيث تنتقل في العشر الأواخر من شهر رمضان المُبارك من ليلة لأُخرى، ويتم الاستناد في ذلك على جملة الأحاديث النبويّة التي أوضحت أهميّة أن يقوم المُسلم على تحرّي ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان، كما كان هو يفعل -عليه الصَّلاة والسّلام- فقد تكون في ليلة 21، وقد تكون في ليلة 23، وقد تكون في ليلة 25، وقد تكون في ليلة 27، أو قد تكون في ليلة 29، وتنطلق تلك الليلة في أهميّتها من كونها الليلة التي أنزل الله بها القرآن، وليلة النّفحات الإيمانيّة التي تنعكس على روح المُسلم بالطمأنينة والسّعادة، وأنّ عبادة تلك الليلة تُساوي عبادة ألف شهر ممّا نعدّ.[8]

افضل ادعية في ليلة القدر مستجابة

جاءت السّيرة النبويّة بعدد واسع من صيغ الدّعاء التي يُمكن للمُسلم أن يحرص عليها في تلك الليلة المُباركة، لينال من خيرها وبركاتها، وفي ذلك نطرح لكم الأدعية الآتية:

  • “اللّهمّ اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلّغنا به جنّتك، ومن اليقين ما تُهوّن به علينا مصائبَ الدّنيا، ومتّعنا اللّهمّ بأسماعِنا وأبصارِنا وقوّتنا ما أبقيتنا، واجعله الوارث منّا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتَنا في ديننا، ولا تجعل الدّنيا أكبر همِّنا، ولا مبلغَ علمِنا، ولا إلى النّار مصيرنا، واجعل الجنّة هي دارنا، ولا تُسلّط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا، برحمتك يا أرحم الرّحمين”.
  • “اللّهمّ استرنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض عليك، الّلهمّ أحسن عاقبتنا في الأمور كلّها وأجرنا من خزي الدّنيا وعذاب الآخرة يا حنان يا منان يا ذا الجلال والإكرام، اجعل في قلوبنا نورًا، وفي قبورنا نورًا، وفي أسماعنا نورًا، وفي أنفسنا نورًا، وفي أهلنا نورًا، ومن تحتنا نورًا، وفي آبائنا نورًا، وفي أمّهاتنا نورًا، وفي أزواجنا نورًا، وفي ذرّيتنا نورًا، وأعطنا نورًا، وأعظم لنا نورًا، وأجعل لنا نورًا من نورك، فأنت نور السّماوات والأرض يا رب العالمين يا أرحم الرّاحمين”.

هل نباح الكلاب له علاقة بليلة القدر

إنّ نباح الكلاب ليس به علاقة بعلامات ليلة القدر، وهي إحدى الاعتقادات الخاطئة التي يتساءل عنها المُسلم مع اقتراب موعد تلك الليلة المُباركة، فهي ليلة عامرة بالسلام والطمأنينة، وليس لها أي علاقة بأي من تلك الأصوات، فالكلاب  تنبح في الليل إذا ما رأت شيئاً من الشياطين ومردة الجن ونحو ذلك، وقد وجّه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على التصرّف الصّحيح عند سماع تلك الأصوات، وجاء ذلك في الحديث:” إذا سمعتُم نُباحَ الكلبِ بالليل أو نهاقَ الحميرِ؛ فتعوَّذوا بالله؛ فإنهم يَرون ما لا تَرَوْن. وأقِلُّوا الخروجَ إذا هدأَتِ الرِّجْلُ؛ فإنَّ اللهَ يبُثُّ في ليلة مِن خلقه ما يشاءُ. وأَجيفوا الأبوابَ، واذكروا اسمَ اللهِ عليها؛ فإنَّ الشيطانَ لا يَفتحُ بابًا أُجِيفَ، وذُكِرَ اسمُ اللهِ عليه، وغَطُّوا الجِرارَ، وأَكْفِئوا الآنيةَ، وأَوْكوا القِرَبَ”.[9]

سبب تسمية ليلة القدر

إنّ السبب في إطلاق اسم ليلة القدر على تلك الليلة مختلف عليه، إلّا أنّ الرّاجح في القول أنّ السبب يعود لقدرها وقيمتها العالية عند الله، وذلك بالعودة إلى الأساس الأصلي لمعنى كلمة القدر وهي الشرف الرفيع أو ارتفاع الشأن واستنادًا على ذلك يُقال بأنّ سبب تسميتها يعود لذلك، وكذلك الأمر فهي الليلة التي قدّر الله تعالى بها نزول القرآن الكريم، وهي الليلة التي يُقدّر الله بها أقدار النّاس، ويتنزذل بها غلى كتب الملائكة في السّماء الدّنيا، والتي تشمل جميع أموالنا وأقدارهم من أرزاق وأعمار وغير ذلك.

علامات ليلة القدر الصحيحة في اليوم التالي

كذلك الأمر فإنّ لليلة القدر عدد من العلامات التي تظهر مع شمس اليوم التّالي، يفرح المُسلمين في اغتنام تلك الليلة، وليتأكدوا من تحرّيهم الصّحيح لتلك الليلة المُباركة من الله عزّ وجل، حيث ورد في الأحاديث أنّ شكل الشمس يكون غير ما كان عليه في الأيام العادية، ومن ذلك ما جاء في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه: “وإنَّ من أمارتَها أنَّ الشَّمسَ صبيحتَها تخرجُ مستويةً ليسَ لَها شعاعٌ مثلَ القمرِ ليلةَ البدرِ ولا يحلُّ للشَّيطانِ أن يخرجَ معَها يومَئذٍ”[10].

إلى هنا نصل بكم إلى نهاية المقال الذي تناولنا فيه الحديث حول علامات ليلة القدر الصحيحة المتفق عليها وفضلها 2024 وانتقلنا مع سطور وفقرات المقال في طرح باقة واسعة من المعلومات عن ليلة القدر وعن فضل تلك الليلة المُباركة وعلامتها الصحيحة التي جاءت بها كتب السّيرة، لنختم أخيرا مع سبب تسمية ليلة القدر.

المراجع

  1. نخب الأفكار , العيني، عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم : 11/245 | خلاصة حكم المحدث : [له] طريقان صحيحان
  2. ضعيف الجامع , الألباني، واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة، الصفحة أو الرقم : 4958 | أحاديث مشابهة | خلاصة حكم المحدث : ضعيف
  3. islamweb.net , ذكر ما يستحب للمرء أن يطلب ليلة القدر في اعتكافه في الوتر في العشر الأواخر , 23/03/2024
  4. سورة القدر , الآية: 1
  5. صحيح البخاري , البخاري، عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم : 4502 | أحاديث مشابهة | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
  6. التمهيد , ابن عبد البر، عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم : 24/382 | خلاصة حكم المحدث : محفوظ مشهور عن ابن عمر
  7. صحيح مسلم , مسلم، عبد الله بن أنيس، الصفحة أو الرقم: 1168 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
  8. islamweb.net , ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر من رمضان , 23/03/2024
  9. الضعفاء الكبير , العقيلي ، أبو بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم : 2/20 | خلاصة حكم المحدث : يروى بغير هذا الإسناد من طريق صالح وافعلوا ما تؤمرون لا أحفظه إلا في هذا
  10. ليلة القدر , العراقي، عبادة بن الصامت، رقم الحديث: 51، حديث إسناده جيد.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *