موعد ليلة الاسراء و المعراج 2024 و فضل احياءها

موعد ليلة الاسراء و المعراج 2024 و فضل احياءها هو الموضوع الّذي سيتحدّث عنه هذا المقال، حيث أنّ الإسراء والمعراج من المعجزات الّتي سطّرها التّاريخ الإسلاميّة العظيم، والّتي حدثت في العهد النّبويّ مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ويرغب الكثير من المسلمين في معرفة موعد هذه اللّيلة ليتمّ إحياؤها بالعبادة، لذا وعبر موقع المرجع سنتعرّف على موعد هذه اللّيلة العظيمة وهل لإحيائها فضلٌ عظيمٌ، وما هو هذا الفضل، وما حكم الاحتفال فيها عند أهل العلم.

حادثة الإسراء والمعراج

إنّ حادثة الإسراء والمعراج من المعجزات النّبويّة الكثيرة والعظيمة الّتي أيّده الله تعالى بها، وقد وقعت هذه المعجزة في العهد المكّيّ قبل الهجرة إلى المدينة المنوّرة، وقيل بأنّها كانت في السّنة العاشرة للبعثة النّبويّة المباركة، وجاءت هذه المجزة تكريمًا لرسول الله وتسليةً له بعدما توفّي عمّه أبو طالب وتوفّيت زوجته السّيدة خديجة رضي الله عنها، ومن أحداث هذه المعجزة العظيمة أن أُسري برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى على البراق الّذي أحضره جبريل عليه السّلام بأمر ربّه، فصلّى بأنبياء الله تعالى ورسله جميعًا فيه،  ومن ثم عُرّج به إلى السّماوات السّبعة، حيث لقي الأنبياء والرّسل حتّى وصل إلى سدرة المنتهى وتجلّى له نور الله تعالى فأمره بالصّلاة وأوحى له ما أوحى، ثمّ عاد رسول الله إلى مكّة قبل الفجر، ولقد حدث كلّ هذا في ليلةٍ واحدة، والله أعلم.[1]

اقرأ أيضًا: اجمل رسائل التهنئة بمناسبة الاسراء والمعراج

موعد ليلة الاسراء و المعراج 2024

إنّ موعد ليلة الإسراء والمعراج لعام 2024 سيكون في ليلة يوم الخميس 27/رجب/1445 للهجرة الموافق لـ 8 /فبراير/2024 للميلاد وهو الموعد الذي اشتهر بين الناس، وأمّا عن تاريخ ليلة الإسراء والمعراج الفعلي فقد حدث الاختلاف فيه بين أهل العلم والفقه، فمنهم من قال بأنها قد وقعت في السنة العاشرة من البعثة النبوية، ومنهم من يخبر بأنها حدثت قبل الهجرة بسنةٍ واحدة، كذلك قال ابن حزمٍ أن أهل العلم قد أجمعوا على أنّها قد وقعت قبل الهجرة بعامٍ واحدٍ فقط، واتّبع قوله الإمام النّووي، كما قال القاضي بأنّها وقت قبل الهجرة بخمس سنوات، ولقد وقع الاختلاف أيضًا في أيّ الشّهور قد حدثت، فبعض العلماء يقول بأنّها في ليلةٍ من ليالي شهر ربيع الأول، ومنهم من يقول في اللّيلة السّابعة والعشرين من رجب، ومنهم من يقول إنها في شهر رمضان أو شوال، والله ورسوله أعلم.[2]

اقرأ أيضًا: قصة الاسراء والمعراج مختصره

فضل إحياء ليلة الإسراء والمعراج

لم يرد في فضل إحياء ليلة الإسراء والمعراج أيّ نصٍّ شرعيٍّ صحيحٍ وثابت، حيث أنّه لم يحيي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أو صحابته الكرام أو التّابعين هذه اللّيلة أو غيرها من اللّيالي باستثناء ليلة القدر، فلا يوجد لهذه الليلة الفضل الخاص، وإنما فضل قيامها والصّلاة فيها والدّعاء وغيرها من الأعمال الصّالحة هو فضلٌ عامٌ لباقي الليالي، أي أنّه قيامٍ ليلٍ يؤجر عليه المسلم بإذن الله تعالى، كذلك لم يستطع أهل العلم تحديد موعد ليلة الإسراء والمعراج الصّحيح، حيث لم ترد الأحاديث النّبويّة الصَحيحة الّتي تفيد بتحديد موعدها الصّحيح، وإنما بقي الترجيح بين الأيّام عن أهل العلم فقط، فإن قام المسلم في هذه الليلة وصلّى وقرأ القرآن أو دعا، فله الأجر بإذن الله تعالى إن لم يخصّ هذه العبادة بهذه الليلة فقط، وإلّا سيكون مبتدعًا لعبادةٍ وشيءٍ لم يسنّه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكلّ بدعةٍ هي في النّار، والله أعلم.[3]

اقرأ أيضًا: ما هي أطول رحلة في تاريخ البشرية

الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

يقوم الكثير من المسلمين بالاحتفال في ليلة الإسراء والمعراج، من خلال الموالد وإنشاد الأناشيد الدّينية، أو توزيع الحلويّات وإقامة الولائم وغيرها، تيمنًا بهذه الحادثة المباركة، لكنّ كلّ هذه المظاهر من غير الجائز للمسلم أن يقوم بها، لأنّ هذه الأمور لا أصل لها في السّنة النّبويّة المباركة، فليست من الأمور المباحة، ومن أراد القيام بشيءٍ فعليه فعله لوجه الله تعالى وابتغاءً لمرضاته، وليس أن يخصّ هذا اليوم أو الليلة في شيءٍ لأنّ ذلك من البدع والضلالات.[4]

اقرأ أيضًا: موعد ليله الرغائب في شهر رجب

هل يجوز الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج

أجمع أهل العلم على أنّ اتخاذ أيّ موسم غير المواسم الشرعية للاحتفال هو من البدع المحدثة التي قام النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عنها وتحريمها، والاحتفال بليلة الإسراء والمعراج أمرٌ محرّم وغير جائز وذلك أنّه من محدثات الأمور والبدع في الدين، فهو عملٌ لم يقم به النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة الكرام رضوان الله عليهم من بعده، ولا التابعين ولا من تبعهم من السلف الصالح، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يخصص مكانًا ولا زمانًا للاحتفال فيه غير ما أمر الله به، وهذا الأمر إنّما هو من فعل أهل الكتاب من النصارى واليهود، وقد دلت الكثير من الأدلة الشرعية على تحريم الاحتفال فيه، منها قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً}. [5] ومن السنة الشريفة قول النبي صلى الله عليه وسلم: “من أحدث في أمرِنا هذا ما ليس منه فهو رَدٌّ”. [6] وفي الاستصحاب فالأصل فيه العدم ودليل ذلك أنّ العبادات توقيفية، وتقديره في العقل لو كان مشروعًا لقام به رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ورسوله أعلم.[7]

اقرأ أيضًا: تعبير عن الإسراء والمعراج متكامل

أقوال أهل العلم في الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

ورد الكثير من أقوال أهل العلم في ليلة الإسراء والمعراج وفي الاحتفال بها، ومما ورد ما يأتي:

• قول ابن تيمية: “ولا يعرف عن أحد من المسلمين أنه جعل لليلة الإسراء فضيلة على غيرها، لا سيما على ليلة القدر، ولا كان الصحابة والتابعون لهم بإحسان يقصدون تخصيص ليلة الإسراء بأمر من الأمور ولا يذكرونها، ولهذا لا يعرف أي ليلة كانت”.
• قول محمد بن إبراهيم: “إن الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج أمر باطل، وشيء مبتدع، وهو تشبه باليهود والنصارى في تعظيم أيام لم يعظمها الشرع”.
• قول ابن باز: “وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت، ولو ثبت تعيينها لم يجز للمسلمين أن يخصوها بشيء من العبادات، ولم يجز لهم أن يحتفلوا بها”.

العبر والدروس من الإسراء والمعراج

إنّ موعد ليلة الإسراء والمعراج المتعارف عليه بين المسلمين هو ما تمّ بيانه سابقًا، وفي هذه الحادثة العديد من الدروس والعبر منها:[8]

• من الضروري للمسلمين الالتزام والثبات على الحق والمبدأ.
• إنّ الصلاة عبادة هامّة وذات منزلة عظيمة في الإسلام.
• إنّ الصداقة الفعلية مواقف وأفعال وليست أقوال.
• إنّ الفاحشة سبب رئيس لانتشار الأمراض والبلاء.
• إنّ للمسجد الأقصى مكانة عالية ومباركة في الإسلام.

إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقال موعد ليلة الاسراء و المعراج 2024 و فضل احياءها، الذي تمّ فيه تعريف الإسراء والمعراج، وبيان موعدها وحكم الاحتفال في ذكراها، وأقوال علماء المسلمين عنها، كما تمّ ذكر بعض الدروس والعبر المستفادة من هذه الحادثة العظيمة.