موعد ليله الرغائب في شهر رجب

موعد ليله الرغائب في شهر رجب هو ما يبحث عنه الكثير من الناس بالتزامن مع اقتراب شهر رجب، ويقوم هؤلاء الناس بالتقصي عن هذه الليلة إمّا بجهلٍ منهم او أنّهم ممّن ينشرون البدع، أو أنّهم ممّن يتأثّرون بالبدع المنتشرة في هذا الزمان، فليلة الرغائب من الليالي التي تخصّ أهل البدع ولا يجوز للمسلم القيام بما يقومون به فيها، ويهتمّ موقع المرجع من خلال هذا المقال ببيان ما معنى ليلة الرغائب ، و متى تكون هذه الليلة وبيان البدع المنتشرة فيها.

موعد ليله الرغائب في شهر رجب

إنّ ليلة الرغائب هي ليلة الجمعة الأولى في شهر رجب من السنة الهجرية، وهي التي يقوم المبتدعون بنسب الصّلاة التي تسمّى صلاة الرّغائب إليها، ومن الجدير بالذّكر أنّ هذه الليلة لمن يكن يعرف بها المسلمون ولم يكن لها وجود بالأصل قبل السّنة الثمانين بعد الأربعمائة الهجرية، وقد عرفت ليلة النصف من شعبان كذلك بهذا الاسم إلا أنّ الجمعة الأولى من شهر رجب هي المشهورة بين المسلمين، وذلك لاشتهار نسب صلاة الرغائب إليها، وقد اشتهر بين الشيعة أنّ موعد ليلة الرغائب هي أول ليلة جمعة في رجب، ومن الجدير بالذّكر أنّ أهل السنة والجماعة لم يأخذوا بها، فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ولا عن التابعين ومن بعدهم أهل العلم والأئمة أنّهم حدّدوا هذه الليلة أو ذكروها، ولم يرد فيها أيّ شيء لا في الكتاب ولا في السنة، وقد دعّم المبتدعون أقوالهم بالعديد من الأحاديث الموضوعة والمكذوبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن تلك الأقوال: “لَا تَغْفُلُوا عَنْ لَيْلَةِ أَوَّلِ جُمُعَةٍ مِنْهُ ـ أي من شهر رجب ـ فَإِنَّهَا لَيْلَةٌ تُسَمِّيهَا الْمَلَائِكَةُ لَيْلَةَ الرَّغَائِبِ، وَ ذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ لَا يَبْقَى مَلَكٌ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ إِلَّا وَ يَجْتَمِعُونَ فِي الْكَعْبَةِ وَ حَوَالَيْهَا، وَ يَطَّلِعُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَيَقُولُ لَهُمْ: يَا مَلَائِكَتِي سَلُونِي مَا شِئْتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ: يَا رَبَّنَا حَاجَتُنَا إِلَيْكَ أَنْ تَغْفِرَ لِصُوَّامِ رَجَبٍ. فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: قَدْ فَعَلْتُ ذَلِكَ” وهو حديثٌ مكذوبٌ لا يصحّ والله ورسوله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: ما هو حكم صلاة الرغائب أول رجب؟

ما معنى ليلة الرغائب ، و متى تكون هذه الليلة

بعد بيان موعد ليله الرغائب في شهر رجب ، من الضروري التعريف بهذه الليلة، فهي سمّيت بالرغائب لزعمهم أنّها ليلة عطاءٍ كبير، وهي ليلةٌ مباركةٌ عند الله سبحانه وتعالى، يضاعف الله الأجر والثواب فيها لمن يشاء، وإنّ فيها الأجر العظيم للصيام والقيام والدعاء ومن المستحبّ فيها بقوله أنّ يكثر المسلم من العمل الصالح، وفيها يحقق الصائم والمستغفر حاجته ويحقق الله رغباتهم والملائكة تسمّيها ليلة الرغائب، وهذا كلّه كذبٌ وبدعة، وقد اختار المبتدعون أن تكون هذه الليلة في ليلة الجمعة من شهر رجب المبارك الهجري.

شاهد أيضًا: كيفية صلاة الرغائب في شهر رجب

صلاة الرغائب في الإسلام

مع الخوض في موعد ليلة الرغائب في شهر رجب، فإنّ صلاة الرغائب من الأمور التي انتشرت في ليلة الرغائب، وهي ما يكون من الصّلاة المبتدعة في أول ليلة جمعة من شهر رجب يسبقها صيام يوم الخميس، وكانت بدعتها في بادئ أمرها في بيت المقدس بعد القرون الأولى الأربع من بداية الدعوة الإسلامية، وهي من العبادات التي لم ترد لا في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية الشريفة، وقد قال النووي رحمه الله: “الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب , وهي ثنتا عشرة ركعة تصلى بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة في رجب , وصلاة ليلة نصف شعبان مائة ركعة وهاتان الصلاتان بدعتان ومنكران قبيحتان ولا يغتر بذكرهما في كتاب قوت القلوب , وإحياء علوم الدين , ولا بالحديث المذكور فيهما فإن كل ذلك باطل” وقال أبو الفرج بن الجوزي: “صلاة الرغائب موضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذب عليه . قال : وقد ذكروا على بدعيتهما وكراهيتهما عدة وجوه منها : أن الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة المجتهدين لم ينقل عنهم هاتان الصلاتان , فلو كانتا مشروعتين لما فاتتا السلف , وإنما حدثتا بعد الأربعمائة”.[2]

شاهد أيضًا: فضل شهر رجب والاعمال المستحبة فيه

اعمال ليلة الرغائب

إنّ كلّ ما انتشر بين الناس في أعمال ليلة الرغائب لا صحّة له ولا أصل له في الشريعة الإسلامية، وكلّه من البدع التي حاول مبتدعوها بإثباتها بالروايات المكذوبة من الأحاديث الموضوعة، كما روي وقيل: “مَا مِنْ أَحَدٍ يَصُومُ يَوْمَ الْخَمِيسِ أَوَّلَ خَمِيسٍ مِنْ رَجَبٍ ثُمَّ يُصَلِّي مَا بَيْنَ الْعِشَاءِ وَ الْعَتَمَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ صَلَّى عَلَيَّ سَبْعِينَ مَرَّةً، يَقُولُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَى آلِهِ، ثُمَّ يَسْجُدُ وَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ سَبْعِينَ مَرَّةً: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَ يَقُولُ: رَبِّ اغْفِرْ وَ ارْحَمْ وَ تَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيُّ الْأَعْظَمُ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَةً وَ يَقُولُ فِيهَا مَا قَالَ فِي الْأُولَى، ثُمَّ يَسْأَلُ اللَّهَ حَاجَتَهُ فِي سُجُودِهِ فَإِنَّهَا تُقْضَى” فخصّصوا ليلة الرغائب ويومها للصيام والصلاة وذكر الله بهيئةٍ مخصوصة غير مشروعة، وقالوا بأنّ الصلاة على النبي في هذه الليلة مما يسبب مغفرة الذنوب كلّها، واستدلوا في الحديث الموضوع: “وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُصَلِّي عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ هَذِهِ الصَّلَاةَ إِلَّا غُفِرَ لَهُ جَمِيعُ ذُنُوبِهِ وَ لَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ، وَ يُشَفَّعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي سَبْعِ مِائَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ مِمَّنِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ” وكلّها من الأعمال الباطلة التي لا تصح ولا يجوز الإتيان بها.[3]

بدعيات شهر رجب وليلة الرغائب

في تتمة الحديث عن موعد ليله الرغائب في شهر رجب والتي هي من البدع والمحدثات في الدين، ولعل من أكثر ما انتشر من البدع في شهر رجب ما سيتم ذكره آتيًا:

  • شاع الاعتقاد في شهر رجب بحدوث حوادث عظيمة ومواقف تاريخية ومعجزات في هذا الشهر، كأن يتمّ الاعتقاد أنّ الإسراء والمعراج في شهر رجب، ويتمّ الاحتفال في الليلة السابعة والعشرين من هذا الشهر.
  • يقيم الكثير من المبتدعين الاحتفالات والأفراح بمناسبة قدوم شهر رجب، ويرافقها الكثير من الأمور المحرمة.
  • اختراع صلاةٍ في منتصف رجب تسمّى صلاة أمّ داود.
  • يخصص الكثير من الناس شهر رجب للتصدق فيه، وخاصّة عن الأموات.
  • يخصّص الناس رجب للزيارة على القبور وقراءة القرآن الدعاء عليها، وكلّ ما سبق ذكره مبتدع ولا صحّة له في القرآن والسنة.

بهذا نصل لنهاية مقال موعد ليله الرغائب في شهر رجب، والذي ما معنى ليلة الرغائب ، و متى تكون هذه الليلة، وسلّط الضوء على صلاة الرغائب، وبيّن بدعيات شهر رجب.

المراجع

  1. wikiwand.com , ليلة الرغائب , 03/02/2022
  2. islamqa.info , بدعة صلاة الرغائب , 03/02/2022
  3. binbaz.org.sa , من البدع التي تحدث في شهر رجب , 03/02/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *