أضحية العيد فرض أم سنة

أضحية العيد فرض أم سنة هي واحدة من أهم المسائل الفقهية في الإسلام، حيث يجب على المسلم أن يكون على علم بمشروعية الأضحية وحكمها، فالتَّفقُّه في الدين من الأشياء الواجبة على المسلم حتَّى لا يقع في الخطأ شرعًا بسبب الجهل بالحكم والمسائل الفقهية، وفي هذا المقال سوف يقدِّم موقع المرجع تعريف الأضحية وسيتحدث عن مشروعية الأضحية وحكمها وفضلها أيضًا.

ما هي الأضحية

تُعرَّف الأضحية على أنَّها شعيرة من شعائر الإسلام التي من شأنها أن تقرِّب العبد من ربه سبحانه وتعالى، وتكون الأضحية بأنَّ يذبح المسلم من الأنعام في الفترة التي تمتدُّ منذ يوم العاشر من ذي الحجة وهو يوم النحر حتَّى آخر أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، وتُعدُّ الأضحية من الشعائر الإسلامية التي أجمع عليها أهل العلم، وقد ورد عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه كان يضحي في حياته، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: “ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا”[1] وفيما سيأتي سنتحدَّث عن حكم الأضحية عند المذاهب الفقهية الأربعة.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز الجمع بين العقيقة والاضحية

أضحية العيد فرض أم سنة

إنَّ الأضحية في الإسلام سنة مؤكدة عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وهذا ما ورد عند غالبية أهل العلم، وهو قول الشافعية والحنابلة والمالكية، أمَّا الحنفية فيرون أنَّ الأضحية واجبة على المسلم، وقد استدلَّ أهل العلم في أنَّ الأضحية سنة مؤكدة عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بالأدلة الشرعية الآتية:[3]

  • عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنه- قالت: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَمَرَ بكَبْشٍ أَقْرَنَ يَطَأُ في سَوَادٍ، وَيَبْرُكُ في سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ في سَوَادٍ، فَأُتِيَ به لِيُضَحِّيَ به، فَقالَ لَهَا: يا عَائِشَةُ، هَلُمِّي المُدْيَةَ، ثُمَّ قالَ: اشْحَذِيهَا بحَجَرٍ، فَفَعَلَتْ: ثُمَّ أَخَذَهَا، وَأَخَذَ الكَبْشَ فأضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قالَ: باسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِن مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ضَحَّى بهِ”[4].
  • ومن الأثر ما قال حذيفة بن أسيد: “لقد رأيتُ أبا بكرٍ وعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما وما يُضَحِّيانِ عن أهلِهما؛ خَشْيَةَ أن يُسْتَنَّ بهما، فلمَّا جِئْتُ بلَدَكم هذا حَمَلَني أهلي على الجَفَاءِ بعدَ ما علِمْتُ السُّنَّةَ”.
  • قال عكرمة من الأثر أيضًا: “ان ابنُ عبَّاسٍ يبعَثُني يومَ الأضحى بدرهمينِ أشتري له لَحْمًا، ويقول: مَن لَقِيتَ فقل: هذه أضْحِيَّةُ ابنِ عبَّاسٍ”، والله تعالى أعلم.

شروط صحة الأضحية

إنَّ للأضحية في الإسلام مجموعة من الشروط المهمة، وهذه الشروط هي:[3]

  • أن تكونَ الأضْحيَّةُ من بهيمة الأنعام؛ اي أن تكون من الإبِل والبقر والغَنم.
  • أن تكون قد الأضحية قد بلغتِ السنة المعتبرة في الشرع، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ”[5].
  • أن تكون الأضحية سالمة من كل العيوب المانعة من الإجزاء.
  • أن يضحي المسلم في وقت التضحية، وهو الوقت الممتد من طلوع فجر يوم النحر وهو اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، حتَّى غروب شمس يوم الثالث عشر من ذي الحجة وهو آخر أيام التشريق.
  • أن ينوي المسلم الأضحية، فقد روى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “الأعْمَالُ بالنِّيَّةِ، ولِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورَسولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورَسولِهِ، ومَن كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إلَيْهِ”[6] والله تعالى أعلم.

شاهد أيضًا: إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك

ما هو فضل الأضحية

إنَّ الأضحية شعيرة من شعائر الله تعالى، وهي ذات فضل عظيم عند الله، قال تعالى في سورة الحج: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}[7] ويتجلَّى أيضًا فضل الأضحية في أنَّها سنة مؤكدة، فمن قام بها أصاب لنفسه أجرًا عظيمًا وأصاب سنة المسلمين، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فيما روى البراء بن عازب رضي الله عنه: “مَن ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فإنَّما يَذْبَحُ لِنَفْسِهِ، ومَن ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ فقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ وأَصَابَ سُنَّةَ المُسْلِمِينَ”[8] كما أن الأضحية في الإسلام من أكثر العبادات التي تزيد العبد قربًا من الله تعالى، فذبح الأضحية تقرُّب لله بالقرابين، والله تعالى أعلم.

إلى هنا نصل إلى نهاية هذا المقال الذي تحدثنا فيه عن تعريف الاضحية وعن أضحية العيد فرض أم سنة كما تحدثنا عن فضل الأضحية وعن شروط صحة الأضحية في الإسلام كاملة.

المراجع

  1. صحيح البخاري , البخاري، أنس بن مالك، 5565، صحيح.
  2. wikiwand.com , أضحية , 06/06/2024
  3. dorar.net , ذَبحُ الأضْحِيَّةِ , 06/06/2024
  4. صحيح مسلم , مسلم، عائشة أم المؤمنين، 1967، صحيح.
  5. صحيح مسلم , مسلم، جابر بن عبد الله، 1963، صحيح.
  6. صحيح البخاري , البخاري، عمر بن الخطاب، 54، صحيح.
  7. سورة الحج , الآية 32.
  8. صحيح البخاري , البخاري، البراء بن عازب، 5556، صحيح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *