أهمية التفكير الإبداعي
جدول المحتويات
أهمية التفكير الإبداعي يكمن في انخراط هذا التفكير في كافة مجالات الحياة من حولنا ومدى تأثيره على نجاحنا وتقدمنا فكل عمل يقوم به أي شخص في البيئات المختلفة يجب أن يخضع للتفكير الإبداعي، وفي مقالنا اليوم عبر موقع المرجع سوف نتحدث عن أهمية التفكير الإبداعي وأنواعه وطرق تحفيز عمله ومعوقاته والتوسع بشرح كل ما يخصّ الموضوع.
تعريف التفكير الإبداعي
يعرف التفكير الإبداعي على أنه القدرة على التفكير بشكل مختلف لرؤية مشكلة أو قضية من زاوية أو منظور جديد وإيجاد طرق جديدة لحل هذه المشكلات، إضافة إلى قابلية تطبيق هذه الحلول مع تحديد احتمالات عدم النجاح أو عدم اكتمال الفكرة والحاجة إلى تطويرها بشكل مختلف، ولذلك يجب دائمًا تطوير الخطط البديلة والحلول المقترحة السريعة، ويجب الوضع بعين الاعتبار أن التفكير الإبداعي ليس مقيدًا أو مشروطًا بالأشياء التي تحكمه سواء داخل المنطق أو خارجه، وتنشأ حاجتنا إلى التفكير الإبداعي من حيث أن أدمغتنا تميل بشكل طبيعي إلى الوقوع في طرق مختصرة معينة للوصول إلى الحل.[1]
شاهد أيضاً: خطوات التفكير الناقد
أهمية التفكير الإبداعي
كما ذكرنا في السابق أن التفكير الإبداعي هو القدرة على النظر إلى الأشياء بشكل مختلف لتذليل صعابها، وهذا التعريف يفسح لنا المجال لنتعرف أكثر على مدى أهميته لنا وهي التالي:[1]
- الوعي بالذات: فنحن نبدأ بالتفكير بشكل أصيل ونستخدم أفكارنا ومشاعرنا ومعتقداتنا وهذا قد يخلق تحيزًا في أفكارنا، لكن التفكير الإبداعي يعلمنا وضع هذه الأفكار جانبًا والتعرف بعمق على أنفسنا مما يحفز الثقة في أفكارنا ووعينا.
- الحرية المطلقة: فعندما نبتكر شيئاً تكون لدينا الفرصة للتفاعل مع العالم دون الحكم على أنفسنا، وهذا أشبه بمشاعرنا عندما كنا أطفالًا من حيث إننا لا نهتم بما يعتقده الناس عنا بل نفكر ونتحرك بحريتنا وإرادتنا الكاملة.
- الشجاعة: في حياتنا اليومية نحن معرضون إلى الوقوع في مشاكل ومواقف محرجة واتخاذ قرارات صعبة لا يمكن تجاهلها، والتفكير الإبداعي يعلمنا التعامل معها بالفن والاحتراف في ابتداع الحلول وهذا يهبنا الشجاعة الكافية لتنفيذ وقبول النتائج مهما كانت.
- عدم الاستسلام للفشل: حيث أن التفكير الإبداعي يجعلك بعيد كل البعد تركك تتقبل فكرة الاستسلام للفشل بل يولد لك الدافع لتطوير تفكيرك وإتقان المهارات الحديثة بهدف مساعدتك في الإبداع بطريقة مختلفة.
- تخفيف التوتر: تساعد ممارسة التفكير الإبداعي على أساس دائم على تخفيف التوتر والضغط الذي يقع على عاتق الناس بسبب المسؤوليات الروتينية والمتعددة وتعلمنا التعامل مع مسببات التوتر بطريقة مختلفة وأكثر إبداعًا.
- التخلص من الخوف الإحباط: حيث أن تكرار العمل اليومي أو المسؤوليات بنفس الآلية يؤدي إلى الشعور بالإحباط والخوف من الفشل، لكن التفكير الإبداعي يساعدك على التخلص منها بخلق أفكار أكثر إبداعًا وذكاءً.
- إنتاجية أفضل: عند تقديمك لأفكار جديدة ومبتكرة أو حلول مختلفة فإنها حتماً ستتغلب على عقبات تقدم الإنتاجية المهنية لكي يصبح المنهج الذكي هو سر نجاحك وعدم تكرار الخسارة لفترة طويلة.
- الترابط والعمل الجماعي: فهو يساعد على خلق روح التعاون بين فريق العمل وتوليد التماسك الاجتماعي بينهم وذلك لتحقيق المصلحة العامة من خلال المشاركة وطرح الأفكار الإبداعية وتطويرها بما يتناسب مع طبيعة العمل.
مهارات التفكير الإبداعي
عادة ما يتم التعبير عن التفكير الإبداعي بعدة طرق مختلفة، وبعد أن تعرفنا معاً على أهمية التفكير الإبداعي سنقدم لكم فيما يلي بعض أهم مهارات التفكير الإبداعي التي قد تراها في البيئات المتعددة وهي التالي:[2]
- التحليلات: يتطلب هذا العمل القدرة على فحص الأشياء بعناية لمعرفة ما تعنيه سواء كنت تبحث في نص أو مجموعة بيانات أو خطة درس أو معادلة يجب أن تكون قادرًا على تحليلها أولاً.
- الكتابة الإبداعية: وهي القدرة على الكتابة بطريقة مقنعة ومبتكرة فذلك سوف يساعدك كثيرًا في التسويق والمبيعات والصحافة وغيرها بشكل واضح، وسيكون مفيدًا أيضًا في جميع المواقف الأخرى التي تتطلب الكتابة مثل التقارير والعروض التقديمية.
- الانفتاح: يجب أن تضع جانبًا أي افتراضات أو تحيزات قد تكون لديك للتفكير بشكل إبداعي والنظر إلى الأشياء بطريقة جديدة تماماً من خلال مواجهة المشكلة بعقل متفتح.
- حل المشاكل: أكثر ما يرغب به أصحاب العمل هو وجود موظفين مبدعين يساعدونهم في حل المشكلات المتعلقة بالعمل وهذا ما يساعدك عليه التفكير الإبداعي بأن تقترح الحلول بدلاً من مجرد عرض المشاكل.
- التنظيم: التنظيم هو جزء أساسي من الإبداع فبينما قد تحتاج إلى بعض الفوضى من المعلومات عند تجربة فكرة جديدة فإنك تحتاج إلى تنظيم أفكارك حتى يفهم الآخرون رؤيتك ويتابعون تفاصيلها.
- التوصيل: فلن يقدر الناس فكرتك الإبداعية أو الحل إلا إذا قمت بتوصيلها بشكل فعال وهذا يتطلب أن تكون لديك مهارات اتصال كتابية وشفوية قوية.
- الاستماع: يجب أن تكون قادرًا على فهم الموقف بشكل كامل قبل التفكير فيه بشكل خلاق وهذا يعني أنك بحاجة إلى أن تكون مستمعًا جيدًا حتى تتمكن من طرح الأسئلة والاستماع للإجابات.
طرق تحفيز الإبداع
إن الإبداع ليس هدية أو قوة صوفية ولدت مع الإنسان وإنما هي مهارة يمكن للجميع تطويرها وتحسينها إذا أرادوا ذلك، وتكمن أهمية التفكير الإبداعي عن طريق التحفيز من خلال الطرق التالية:[3]
- الممارسات والتقنيات: التي تحفزك على تحسين مهاراتك الإبداعية وتنميتها سواء كنت تعمل لحسابك الخاص أو موظفًا أو صاحب عمل.
- الطاقة الإبداعية والتحدي: في أي مجال تعمل به فإن الطاقة الإبداعية الداخلية والتحدي يحفزك على العمل بفاعلية أكبر والتميز عن منافسيك.
- احتضان المجهول: يشعر الكثيرون بالخوف عند مواجهة التحديات الذي ينبع من عدم اليقين من أنفسهم وقدراتهم وهذا ما يعزز الفشل، لكن من خلال الخوض في المجهول سنرتقي إلى مستوى التحديات وتحرير عقولنا وتحفيز فتح القنوات.
- القراءة: حيث أنه تعطينا القراءة مكانًا نذهب إليه عندما يتعين علينا البقاء حيث نحن، فقراءة كتاب مثلاً تحفز الدماغ البشري على التركيز والتخلص من أي مشتتات حوله وتعمل على تخفيف التوتر والقلق وتعزيز الطاقة الجيدة.
- القضاء على الملل: قد يكون العمل باستمرار على نفس المهام التي لا تسمح بالتجربة مرهقًا ومثبطًا للهمم، فأخرج من دائرة الملل واصنع شيئا خاص بك كمشروع صغير مثلاً فهذا يحفزك على العمل لشيء يهمك.
- كسر الروتين: الذي يعد أمر محفز للغاية كالخروج خارج نطاق بيئة العمل أو الذهاب في رحلة وما إلى ذلك.
- الاسترخاء: الاسترخاء يساعد على التخلص من ضغط العمل ويفسح المجال للتأمل وبالتالي يحفز العقل إلى عودة الإبداع بشكل أقوى بعد فترة الاستراحة هذه.
- العصف الذهني: العصف الذهني هو أسلوب يستخدم لحل المشكلات وتحفيز التفكير الإبداعي، والذي يعمل على خلق العديد من الأفكار وتقليبها في ذهنك وانتقاء الأفضل وهذا من شأنه تحفيز عقلك لحلول أكثر إبداعًا وابتكارًا.
- فترات راحة متكررة: بعد العمل في نشاط لفترة معينة من الزمن قد تشعر بالملل وعدم الإلهام لذلك يجب أن تأخذ قسطًا من الراحة كي تحفز عقلك على الإنتاج من جديد وتعيد شحن طاقتك.
خصائص التفكير الإبداعي
يحتل مفهوم الإبداع مكانة مهمة للغاية في علم النفس التربوي حيث أن تقدم أي دولة يتوقف على مدى تطور الإبداع لدى مواطنيها ولذلك تسعى الدول التقدمية في العصر الحديث إلى تنمية الإبداع في أجيالها الجديدة، وبعد أن ذكرنا لكم أهمية التفكير الإبداعي سنقدم لكم فيما يلي نقدم لكم أهم خصائص الإبداع المطلوبة وهي:[4]
- الدراية: لكي يكون الشخص مبدعًا يجب أن يكون على دراية جيدة بالمشكلات الموجودة في ظروفه ويبذل قصارى جهده لإيجاد حلول جديدة لهذه المشاكل.
- التفكير الديناميكي: لا يفكر الشخص المبدع بشكل إبداعي فحسب بل يجب أن يكون لديه تفكير ديناميكي وقدرة أكبر على التكيف وهذا مطلوب من خلال المجموعات الجديدة.
- التفكير المتشعب: ينطوي التفكير المتشعب على الاستمرارية والمرونة والأصالة ويمكن ملاحظة هذه الصفات في أعمال كبار العلماء والفلاسفة والمفكرين الأدبيين.
- الأفكار الجديدة: إن الفكرة الجديدة غالباً ما تمنح المفكر متعة كبيرة لأن الإبداع دائما ًيثير إعجاب الجميع فالشخص المبدع يشارك بشكل مطلق في عمله.
- المرونة: فمن السمات المهمة للتفكير الإبداعي هي مرونة التفكير والسلوك فالشخص المبدع مستعد دائمًا لتبني مواقف أو أفكار أو سلوك جديد.
- الأصالة: والتي تعد من سمات التفكير الإبداعي الرئيسية فلا يقتصر عمل الشخص المبدع على الأفكار المألوفة والتجارب وحسب بل يستخدم الأفكار والمواقف والأساليب الجديدة وتطويرها.
- الفضول والاكتشاف: من أجل تحقيق سمات التفكير الإبداعي يجب أن يكون لدى الشخص المبدع فضول كافي، حيث أن الفضول يجعل الشخص حريصًا على معرفة واكتشاف أشياء جديدة في أي مجال.
- الشخص المبدع: يمتلك الشخص المبدع القدرة على تجاوز الظروف مباشرة وإظهار حداثة في التفكير والسلوك، أما الشخص العادي بشكل عام محصور في بيئته وظروفه وبالتالي لا يمكنه أن يتفوق عليها.
- بعد النظر: من أجل إيجاد حلول جديدة فمن الضروري أن يتم النظر إلى المشكلة من وجهة نظر جديدة، وحتى يكون موضوع التفكير جديدًا وذا قيمة فلا بد أن يكون التفكير متشعبًا ومستمرًا.
معوقات التفكير الإبداعي
كل شخص لديه موهبة ومهارات إبداعية مذهلة دفينة داخلياً وعليك فقط أن تتعلم كيفية فتح قدراتك واستخراجها والتغلب على العوائق التي تقف أمام إبداعك ومعرفة هذه العقبات أمر مهم للمضي في إزالتها والتي سنذكر لكم أهمها وهي التالي:[5]
- غياب الهدف: من أهم العقبات أمام التفكير الإبداعي هي عدم وجود أهداف وغايات واضحة مصحوبة بخطط عمل مفصلة ومكتوبة، وعندما تصبح واضحة تمامًا بشأن ما تريد فإن عقلك الإبداعي ينبض بالحياة.
- الخوف من الفشل: والذي يعني الخوف من الخطأ أو خسارة المال أو الوقت، فليست تجربة الفشل هي التي تعيق إبداعك وتقدمك وإنما شعورك الخاص هو الذي يجعلك لا تتطور ولذلك عليك التغلب عليه.
- الخوف من الرفض: الخوف من النقد أو الخوف من السخرية أو الازدراء أو الرفض هو أمر محبط للغاية، ولذلك يجب أن يتحول هذا الخوف إلى طاقة إيجابية تدفعك للأمام ويصبح لديك الرغبة في أن تكون محبوبًا ومقبولًا من قبل الآخرين.
- عدم القدرة على التكيف: والتي يطلق عليها اسم التوازن أيضاً وهي رغبة لا شعورية عميقة في البقاء متسقًا مع ما فعلته أو قلته في الماضي والخوف من فعل أو قول شيء جديد أو مختلف عما فعلته من قبل.
- السلبية: وهي عدم التفكير بشكل استباقي فإذا لم تحفز عقلك باستمرار بأفكار ومعلومات جديدة، فإنها تفقد حيويتها وطاقتها تمامًا مثل العضلات التي لا يتم ممارستها للتمرينات.
- الترشيد: فنحن نعلم أن البشر مخلوقات عقلانية وكوننا عقلانيين يعني أننا نستخدم عقولنا باستمرار لشرح العالم لأنفسنا، وحتى تتمكن من فهمه بشكل أفضل وتشعر بمزيد من الأمان يتوجب عليك ترشيد قراراتك باستمرار وتتعلم كيفية تحسين الأداء.
شاهد أيضاً: مادة التفكير الناقد من يدرسها
أمثلة على التفكير الإبداعي
بعد أن تعرفنا على التفكير الإبداعي وتعمقنا في معرفة مهاراته لا بد لنا من توضيح هذه المهارات من خلال ذكر بعض الأمثلة التي تساعدنا على فهمها بشكل أفضل، والتي سنقدم لكم بعضها فيما يلي:[6]
- الذهاب في رحلة: يمكن للفريق أن يذهب في رحلة خارج المكتب لاستكشاف حديقة محلية أو التجول في وسط المدينة لترى الأفكار أو المفاهيم الجديدة التي تكتشفها المجموعة من خلال تغيير المشهد، فحتى إجراء اجتماع في مكان جديد يمكن أن يثير أفكارًا مبتكرة.
- القراءات الجديدة: فيمكنك أن تذهب إلى مكتبة مثلاً وتستكشف قسمًا جديداً لا علاقة له تمامًا بعملك أو الكتب التي تقرأها عادةً، واقرأ هذا الكتاب لمعرفة المعارف الجديدة التي يمكنك الحصول عليها، فإن التعرف على التخصصات التي تختلف عن تخصصك يمكن أن تقدم لك طرقًا جديدة لإدارة عملك.
- الكتابة الحرة: حيث يمكنك أن تخصص بضع دقائق كل صباح للكتابة في تيار من الوعي الخاص بك، وهذا النوع من الكتابة الحرة الذي يتيح لك أن تكتب كل ما يتبادر إلى ذهنك باستمرار دون توقف هو طريقة رائعة لاكتشاف بعض أفكارك اللاواعية والتي قد تؤدي إلى حلول مبتكرة لتحديات العمل.
- القصة المصورة: يمكن أن تكون القصة المصورة تمرينًا إبداعيًا مفيدًا بشكل خاص لإنشاء إجراءات جديدة أو تحسين العمليات الحالية، فبدلاً من كتابة خطوات الإجراء يمكنك أن ترسم كل خطوة في سلسلة من المربعات الصغيرة المستطيلة مثل شريط فكاهي فقد تكتشف خطوة جديدة مفيدة في العملية لم تفكر فيها من قبل.
- الافتراضات في مجموعة: فإذا قمت بإنشاء قائمة بالافتراضات حول المنتج أو الفكرة المعنية بغض النظر سواء كانت جيدة أو سيئة، فعليك أن تعمل من خلال القائمة وتفكر في كيفية التخفيف من أي افتراضات سلبية والاستفادة من الافتراضات الإيجابية.
- جديد من أصل اثنين: يمكنك أن تأخذ منتجين منفصلين وتبحث عن طريقة للجمع بينهما، فمثلاً يمكنك استخدام أداتين من الأدوات المكتبية لديك مثل دباسة وموزع شريط وأبدع منتج جديد مثير للاهتمام ثم صمم استراتيجية تسويق وسوقًا مستهدفًا هذا المنتج الجديد الذي قمت بإنشائه.
وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان أهمية التفكير الإبداعي والذي عرفنا من خلاله مفهوم التفكير الإبداعي وذكرنا مهاراته وطرق تحفيز هذا التفكير إضافة إلى ذكر خصائصه ومعوقاته وقدمنا بعض الأمثلة العملية عليه لإغناء فكر قرائنا الأعزاء.
المراجع
- scientificworldinfo.com , The Importance of Creative Thinking Skills in Our Life , 03/09/2021
- thebalancecareers.com , What Is Creative Thinking? , 03/09/2021
- imindq.com , 8 Ways to Stimulate your Creative Mind , 03/09/2021
- indiastudychannel.com , Creative Thinking- Meaning & Characteristics , 03/09/2021
- teamwork.id , 6 Obstacles To Creative Thinking , 03/09/2021
- indeed.com , 18 Creativity Exercises To Improve Creative Thinking and Problem-Solving at Work , 03/09/2021
التعليقات