معنى شطر الايمان

معنى شطر الايمان هو ما سوف نتعرف عليه في هذا المقال، إذ يعدُّ الإيمان الركيزة الأساسية التي يقوم عليها الدين الإسلامي، والإيمان ورد في كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، وهو الإيمان بالله تعالى وبكتبه ورسله وملائكته والقدر خيره وشره، وقد ورد في بعض الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّ الإيمان بضع وسبعون شعبة، وسوف نتعرف في موقع المرجع على تعريف الإيمان في اللغة وفي الاصطلاح في الإسلام، وسوف يتم التعرف على معنى شطر الإيمان، وعلى شرح حديث الطهور شطر الإيمان وغير ذلك من المعلومات المتعلقة.

معنى الإيمان في الإسلام

يمكن التفريق بين تعريف الإيمان لغةً وتعريف الإيمان اصطلاحًا رغم أنَّ الكلمة أخذت في الاصطلاح لدلاتها القريبة الاتي تحملها في اللغة أصلًا، وفيما يأتي تعريف الإيمان لغة واصطلاحا بشكل مفصل:[1]

تعريف الإيمان لغةً

يعرف الإيمان في اللغة بأنَّه التصديق، وهو اسم مأخوذ من الأمن ومعناه الطمأنينة والاستقرار، ويحصل الإيمان عندما يستقر الانقياد والتصديق في القلب، حتى أنَّ أصل كلمة أمن يدلُّ أيضًا على التصديق، وقد قال شيخ الإسلام ابنُ تيميَّةَ في تعريف الإيمان: “اشتقاقُه من الأمنِ الذي هو القَرارُ والطُّمَأنينةُ، وذلك إنما يحصُلُ إذا استقرَّ في القَلْبِ التصديقُ والانقيادُ”، ويستخدم في اللغة من أجل الدلالة على إعطاء الأمان من باب أمَّنه وطمأنه، كما في الحديث الذي ورد عن أبي موسى الأشعري رضيَ الله عنه أنَّ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: “النُّجومُ أَمَنةُ السَّماءِ، فإذا ذهَبَتِ النُّجومُ أتى السَّماءَ ما تُوعَدُ، وأنا أَمَنةٌ لأصحابي، فإذا ذهَبْتُ أتى أصحابي ما يُوعَدون، وأصحابي أمَنَةٌ لأُمَّتي، فإذا ذَهَب أصحابي أتى الأُمَّةَ ما تُوعَدُ”.[2]

تعريف الإيمان اصطلاحًا

أمَّا تعريف الإيمان في اصطلاح الفقهاء والعلماء في الشرع الإسلامي فهو التصديق الجازم والحازم، وهو الإقرارُ الكامِلُ، بالإضافة إلى الاعترافُ التَّام بوجودِ الخالق رب العالمين وهو الله سبحانه وتعالى، والاعتراف برُبوبيّته وألوهيّته وصفاته وأسمائه، واستحقاقِه سبحانه وتعالى وحدَه للعبادةَ دونَ أحد سِواه، بالإضافة إلى اطمئنان القَلبِ بكل ذلك اطمئنانًا واضحًا جليًا تظهر آثارُه في أعمال وأفعال الإنسان وسلوكه، وفي التزامِه بأوامِرِ اللهِ سبحانه وتعالى وفي اجتنابِ نواهيه، مع إظهارِ كامل الخُضوعِ وكامل الطُّمأنينة، والاعتراف والتصديق والإقرار بأنَّ محمدًا بنَ عبدِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هو رسولُ اللهِ وخاتمُ النبيِّين، والقَبولِ بجميعِ ما أخبر به وأتى به وقام به صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن ربِّه سُبحانه وتعالى وعن دينِ الإسلامِ الحنيف، وغير ذلك من الأمورِ الغيبيَّةِ والأحكام الشَّرعيَّةِ، والانقيادِ لرسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالطَّاعةِ المُطلَقة فيما نهى عنه أو أمَر به.

اقرأ أيضًا: قال الرسول عليه السلام الطهور شطر الايمان والايمان في الحديث بمعنى

معنى شطر الايمان

إنَّ معنى شطر الإيمان في اللغة العربية وحسب اصطلاح الشرع الإسلامي الحنيف هو نصف الإيمان، وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك في الحديث الشهير الذي وردَ عنه، ففي الحديث عن أبي مالك الأشعري أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمانِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ المِيزانَ، وسُبْحانَ اللهِ والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآنِ -أَوْ تَمْلأُ- ما بيْنَ السَّمَواتِ والأرْضِ، والصَّلاةُ نُورٌ، والصَّدَقَةُ بُرْهانٌ، والصَّبْرُ ضِياءٌ، والْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ، أوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُها، أوْ مُوبِقُها”.[3]

لماذا كان الطهور شطر الإيمان ؟

لقد عبَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطهارة بأنها نصف الإيمان، وذلك لأنَّ الإيمان هو في نهاية المطاف هو تخلي عن الشرك، والشرك هو نجاسة أيضًا، والتطهر من جميع النجاسات، فقد قال تعالى في محكم التنزيل: “إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا”،[4] وقيل أيضًا إنَّ الطهور للصلاة هو شطر الإيمان، لأنَّ الصلاة لا تتمُّ إلا بالطهور، ولذلك قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه نصف الإيمان.[5]

اقرأ أيضًا: حكم سب الريح والدهر على أنهما الفاعل للأحداث أو الفاعل مع الله عز وجل

شرح حديث الطهور شطر الإيمان

يشير رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى العديد من الفضائل الجامعة في الإسلام، فالطهارة والتطهر من الرجس والنجاسات هو نصف الإيمان ومن دونه لا يكتمل إيمان العبد، والحمد لله، أي شكر الله تعالى وحمده والثناء عليه وعلى نعمه تملأ ميزان أعمال المسلم، وذلك لعظمتها عند الله تعالى، ولذلك ورد في الحديث أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “كَلِمَتانِ حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ: سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيم”،[6] وأمَّا قول سبحان الله والحمد لله أي الجمع بينهما تملأ ما بين السماء والأرض بسبب عظمتها وقيمتها عند الله تعالى، وفيها تنزيه الله تعالى عن كل نقص، وفيها إثبات الكمال لله تعالى، والصلاة تعدُّ نور للمسلم لأنها تمنع عن الفحشاء والمعاصي والمنكر، والصدقة دليلٌ على صحة إيمان المسلم ولذلك سمِّيت صدقة، أمَّا الصبر فهو ضياء ومن الطاعات المحبوبة عند الله تعالى، والقرآن الكريم إمَّا أن يكون حجة على المسلم إذا التزم به أو عليه إذا لم يلتزم به، وكل إنسان في هذه الدنيا يكون سعيه لنفسه وعمله إمَّا أن يدخل به الجنة بطاعة الله تعالى أو إلى النار بمعصية الله تعالى.

شاهد أيضًا: ما حكم مراقبة الله تعالى في السر والعلن

إعراب حديث الطهور شطر الإيمان

قد يرغب بعض الأشخاص بالحصول على إعراب حديث الطهور شطر الإيمان، وفيما يأتي سيتم إدراج إعراب كلمات حديث الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان كل كلمة على حدة، حيث يمكن إعراب الجزء من الأول من الحديث وبقية الجمل يتم إعرابها بنفس الطريقة تقريبًا:

  • الطهور: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • شطرُ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • الإيمان: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
  • والحمد: اسم معطوف على الطهور على أنه مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • لله: لفظ الجلالة جار ومجرور وعلامة جره الكسرة، وهما متعلقان بالخبر المحذوف تقديره: الحمد كائنٌ أو موجودٌ لله، وجملة “الحمد لله” في محل رفع مبتدأ.
  • تملأ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي.
  • الميزان: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وجملة “تملأ الميزان” في محل رفع خبر.

في نهاية مقال معنى شطر الايمان عرفنا معنى الإيمان في الشرع وعرفنا لماذا كان الطهور شطر الإيمان؟ وذكرنا حديث الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله مع الإعراب، كما تمَّ التعرف على شرح الحديث بشكل مفصل وغير ذلك من المعلومات.

المراجع

  1. dorar.net , تعريف الإيمان اصطلاحًا , 18/11/2021
  2. صحيح مسلم , مسلم، أبو موسى الأشعري، 2531 ، صحيح
  3. صحيح مسلم , مسلم، أبو مالك الأشعري، 223، صحيح
  4. سورة التوبة , آية 28
  5. alukah.net , شرح حديث: الطهور شطر الإيمان , 18/11/2021
  6. صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، 7563 ، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *