كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستخير ويستشير قبل

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستخير ويستشير قبل هو ما سيتمّ معرفته في هذا المقال، فالنبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، وهو صاحب الهدي والسنة الشريفة التي ينبغي على المسلمين الاقتداء به واتّباعه في كلّ أموره، وقد علّم النّبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه الكرام كلّ ما ينفعهم ويفيدهم في أمور حياتهم، ومن خلال هذا المقال يهتمّ موقع المرجع ببيان الأمر الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يستخير ويستشير قبله.

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستخير ويستشير قبل

إنّه ما ندم من استخار الخالق وشاور الخلق، وقد جاءت النصوص الشرعية في القرآن والسنة آمرةً بالاستخارة والاستشارة، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستخير ويستشير قبل، ما يأتي:

  • اتّخاذ القرار.

وقد جاء الأمر الإلهي للنبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}.[1] كما علّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصحابه الكرام بالاستخارة في كلّ الأمور، وقد ورد عن جابر بن عبد الله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “إذا هَمَّ أحدُكُمْ بالأمْرِ، فلْيَرْكَعْ ركعتينِ مِنْ غيْرِ الفريضَةِ، ثُمَّ لْيقُلْ: اللهمَّ إِنَّي أستخيرُكَ بعلْمِكَ، وأستقدِرُكَ بقدرَتِكَ، وأسألُكَ مِنْ فضلِكَ العظيمِ، فإِنَّكَ تقدِرُ ولَا أقدِرُ، وتعلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأنتَ علَّامُ الغيوبِ، اللَّهمَّ إِنْ كنتَ تعلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ وتُسَمِّيهِ باسْمِهِ خيرُ لِي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري، وعاجِلِهِ وآجلِهِ، فاقدرْهُ لِي ويسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بارِكْ لي فيه، وإِنْ كنتَ تعلَمُ أنَّ هذَا الأمْرَ شرٌّ لِي في ديني ومعاشي وعاقِبَةِ أمري، وعاجِلِهِ وآجلِهِ، فاصرفْهُ عنِّي، واصرفْنِي عنْهُ ، وأقدر لِيَ الخيرَ حيْثُ كانَ، ثُمَّ رضِّنِي بِهِ”.[2] وفي كليهما دلالةٌ على أنّ رسول الله كان يستشير أصحابه ويستخير ربّه في كلّ أمرٍ قبل اتخاذ أيّ قرار.[3]

شاهد أيضًا: توكيد شيء بذكر اسم من أسماء الله تعالى او صفة من صفاته هو

الاستخارة في الأمور كلها

إنّ الاستخارة في الإسلام هي طلب الخيرة بين أمرين، وصلاة الاستخارة وجهٌ من أوجه العبودية لله، فيه تعلق قلب المسلم بالله عز وجل، وبالاستخارة يتخلص المسلم من تعلقه بالمخلوق، فالاستخارة تكون باستخار العبد المسلم لربّه في كلّ الأمور، وبها يبيّن الله للمسلم خير الأمرين فيقوم به، وبعد أن يؤدّي المسلم استخارته فإنّ عليه أن يوقن أنّ أيّ أمرٍ اختاره فهو الخير، وقد يعرف بنفسه وقد لا يعرف، فيعرف بأن ينشرح صدره لأحد الأمرين، أو أن يرى رؤيا تدله على خير الأمرين له، وأن يشير عليه بعض أهل المشورة والعقل بأحد الأمرين فيكون هو ما اختاره الله له، وغير ذلك من الأمور، وحتى لو لم يعلم فإنّ مضيّه بأيّ أمرٍ اختاره سيكون هو الخير بإذن الله، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسنخير ويستشير قبل أيّ أمر، والاستخارة تكون بصلاة ركعتي الاستخارة ودعاء الاستخارة بعدهما.[4]

شاهد ايضًا: ادعاء معرفة الأمور المخفية كالمسروقات هو المراد ب

الاستشارة في هدي النبي

إنّ الإسلام في شريعته المنزّلة ومنهجه المرسوم تنتظم فيه صور الكمال والمقاصد، والشورى والاستشارة في الإسلام واحدة من الصور العظيمة فيه، فمن خلال الاستشارة توضّح الآراء ويناقش المسلمون القضايا، ويقتربون من أفضل القرارات بما يرتّب شؤون الحياة ويحفظ توازن المجتمع، كما أنّ الاستشارة أو الشورى نظام اجتماعي فهو نظام حكم، وبه يتم السعي لتلبية حاجات الناس المتجددة وحل مشكلاتهم، وذلك بمشاركة أرباب العقول، قال تعالى: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}،[5] وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستخير ويستشير قبل كلّ شيء، وهو أكثر الناس مشورةً في أحواله كلّها، فشاور أصحابه في الحرب وشاروهم في السلم، وقد كانت مشورته لأصحابه فيما لم ينزل فيه وحي، وتكون بما يتوافق مع أصول الدين والشريعة، وقد قيل من أعطي أربعًا لم يمنع أربعًا، من أعطي الشكر لم يُمنع المزيد، ومن أعطي التوبة لم يُمنع القبول، ومن أٌعطي الاستخارة لم يمنع الخبرة، ومن أُعطي المشورة لم يُمنع الصواب، ومن استشار أهل العقول أدرك المأمول والله أعلم.[6]

شاهد ايضًا: رجل ضرب كلبا حتى مات، هل فعله هذا محرم أم لا، ولماذا؟

بهذا القدر نصل لختام مقال كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستخير ويستشير قبل والذي بيّن كثرة استخارة النبي لله واستشارته لأصحابه قبل كلّ أموره واتخاذه لقراراته، والذي سلّط الضوء على مشروعية الاستخارة في كلّ شيء، وكذلك الاستشارة في هدي النبي.

المراجع

  1. سورة آل عمران , الآية 159
  2. الكلم الطيب , الألباني/ جابر بن عبد الله/ 116/ رواه البخاري بنحوه
  3. binbaz.org.sa , 244 من: (باب الاستخارة والمشاورة..) , 02/01/2022
  4. alukah.net , الاستخارة والاستشارة (فوائد من مصنفات الشيخ ابن عثيمين) , 02/01/2022
  5. سورة الشورى , الآية 38
  6. islamweb.net , الهدي النبوي في الاستشارة , 02/01/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *