دعاء الخضر عليه السلام هل هو صحيح
جدول المحتويات
دعاء الخضر عليه السلام هل هو صحيح فهو من عباد الله الصالحين، وورد ذكره في القرآن الكريم في سورة الكهف، وقد أعطاه الله رحمة من عنده، وعلمه علمًا لا يطلع عليه الناس، ويهتم موقع المرجع في الحديث عن دعاء الخضر عليه السلام هل هو صحيح، وعن أسباب كون دعاء الخضر حديث موضوع، وعن الحديث الموضوع وحكم نقله، وعن أدعية مأثورة يستحب الدعاء بها.
دعاء الخضر عليه السلام هل هو صحيح
إن الدعاء الذي ينسب إلى الخضر عليه السلام موضوع وغير صحيح، وقد ذكره الحافظ العجلوني في كشف الخفاء ومزيل الالباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس ولفظه: “يا من لا يشغله سمع عن سمع ويا من لا تغلطه المسائل ولا يا من لا يتبرم بإلحاح الملحين، وفي لفظ يا من لا يبرمه إلحاح الملحين أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك”، ثم عقب عليه قائلاً: “أخرجه الخطيب وابن عساكر عن علي بن أبي طالب، قال: بينما أنا أطوف بالبيت إذا رجل معلق بأستار الكعبة يقول: يا من لا يشغله سمع إلى آخره، فقلت يا عبد الله أعد الكلام، قال: وسمعت؟ قلت: نعم، قال: والذي نفس الخضر بيده -وكان هو الخضر- لا يقولهن عبد دبر الصلاة المكتوبة إلا غفرت ذنوبه وإن كانت مثل رمل عالج وعدد المطر وورق الشجر”، وقال عنه ابن حجر في الفتح: “أخرجه ابن عساكر من وجهين في كل منهما ضعف”.[1]
شاهد أيضًا: دعاء يوم الجمعة
أسباب كون دعاء الخضر حديث موضوع
بعد أن تعرفنا على دعاء الخضر عليه السلام هل هو صحيح، سنتعرف على أسباب كون دعاء الخضر حديث موضوع، وهي كما يلي:[1]
- حكم ابن حجر عليه بالضعف.
- عدم وجوده في كتب السنة المشهورة، وما يترتب عليه من هذا الثواب الجزيل لا يناسب أن تخلو منه كتب علماء السنة الحريصين على نفع الأمة، فقد توافرت الدواعي إلى نقله.
- اشتماله على الثواب الكثير مقابل العمل القليل، فهذا من الأدلة التي يستدل بها علماء مصطلح الحديث على كون الحديث موضوعاً، قال الإمام السيوطي في ألفيته في مصطلح الحديث أثناء ذكره علامات الوضع في الحديث: وما به وعد عظيم أو وعيد على حقير وصغيرة شديد.
شاهد أيضًا: دعاء ختم القران مكتوب لماهر المعيقلي
الحديث الموضوع وحكم نقله
بعد أن تعرفنا على دعاء الخضر عليه السلام هل هو صحيح، سنتعرف على الحديث الموضوع وحكم نقله، فالحديث الموضوع هو الحديث المختلق من قبل الناس، والمنسوب كذبًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ويقسم إلى قسمين: قسم وقع على سبيل الخطأ لا عن قصد، وقسم تعمد أحد الرواة وضعه، ولا يجوز نشر الأحاديث الموضوعة، ولا التحديث بها إلا لبيان أنها مكذوبة، ومن فعل ذلك متعمدًا فقد عرض نفسه لغضب الله وعقابه، لكن هذا الدعاء الذي ينسب إلى الخضر -عليه السلام- هو دعاء مطلق وغير مقيد بمكان أو زمان أو عبادة مخصوصة فيجوز الدعاء به، لكن الأولى الدعاء بالأدعية المأثورة التي يستحب الدعاء بها.[2]
شاهد أيضًا: ادعية يوم الجمعة وقت المغرب
أدعية مأثورة يستحب الدعاء بها
قبل ختام الحديث عن دعاء الخضر عليه السلام هل هو صحيح، سنتعرف على بعض الأدعية المأثورة من القرآن والسنة، فالدعاء من أعظم العبادات التي تدل على يقين العبد وصدق إيمانه بالله تعالى، وفي الدعاء من الفضل والشرف ما يعجز اللسان عن وصفهما، وفيه من الأجر الذي لو أدركه المسلم لواظب على هذه العبادة ولزمها في وقت الرخاء والشدة، وفيه أسباب البركة والنجاة في الدنيا والآخرة، بإمكان المسلم الدعاء وسؤال الله الكريم بما يتيسر له من كلمات بشرط أن تكون كلمات الدعاء كلمات شرعيةً صحيحةً ، ليس فيها تعد ولا تجاوز، ولكن الأفضل والأكمل والأمثل هو الحرص على حفظ صيغ الدعاء من القرآن الكريم والسنة النبوية، فكل المنافع الدنيوية والمصالح الأخروية في ما علمنا الله الكريم من الأدعية في القرآن الكريم، وما بينها لنا النبي صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية:[3]
من القرآن الكريم
من الأدعية الواردة في القرآن الكريم:
- {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
- {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
- {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}.
- {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}.
- {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
- {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ}.
- {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
- {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
- {رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا}.
- {رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا}.
- {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}.
- {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}.
- {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
- {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}.
- {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
من السنة
من الأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- “اللهمَّ اقسمْ لنا من خشيتِك ما يحولُ بيننا وبين معاصيكَ، ومن طاعتِك ما تبلغُنا به جنتَك، ومن اليقينِ ما يهونُ علينا مصيباتِ الدنيا، ومتعنَا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوتِنا ما أحييتَنا، واجعلْه الوارثَ منا، واجعلْ ثأرنا على منْ ظلمَنا، وانصرْنا على منْ عادانا، ولا تجعلْ مصيبَتنا في دينِنا، ولا تجعلِ الدنيا أكبرَ همِّنا، ولا مبلغَ علمِنا، ولا تسلطْ علينا منْ لا يرحمُنا”.
- “اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ، القَبْرِ اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا”.
- “اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي”.
- “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ، وجِلَّهُ، وأَوَّلَهُ وآخِرَهُ وعَلانِيَتَهُ وسِرَّهُ”.
- “اللهمَّ أَصلِحْ لي دِيني الذي هو عصمةُ أمري، وأَصلِحْ لي دنياي التي فيها معاشي، وأَصلِحْ لي آخرَتي التي فيها مَعادي، واجعلِ الحياةَ زيادةً لي في كل خيرٍ، واجعلِ الموتَ راحةً لي من كلِّ شرٍّ”.
- “اللَّهمَّ آتِنا في الدُّنيا حسَنةً، وفي الآخِرةِ حسَنةً، وقِنا عَذابَ النارِ”.
- “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وجَهْلِي، وإسْرافِي في أمْرِي، وما أنْتَ أعْلَمُ به مِنِّي. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي هَزْلِي وجِدِّي وخَطايايَ وعَمْدِي، وكُلُّ ذلكَ عِندِي”.
- “اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، وأعوذُ بِكَ منَ الشَّرِّ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ من خيرِ ما سألَكَ عبدُكَ ونبيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عاذَ بِهِ عبدُكَ ونبيُّكَ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ وما قرَّبَ إليها من قَولٍ أو عملٍ، وأعوذُ بِكَ منَ النَّارِ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ، وأسألُكَ أن تجعلَ كلَّ قَضاءٍ قضيتَهُ لي خيرًا”.
- “اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى”.
شاهد أيضًا: دعاء ختم القران مكتوب كامل بخط كبير
وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي تحدثنا فيه عن دعاء الخضر عليه السلام هل هو صحيح، وعن أسباب كون دعاء الخضر حديث موضوع، وعن الحديث الموضوع وحكم نقله، وعن أدعية مأثورة يستحب الدعاء بها.
المراجع
- islamweb.net , الدعاء المنسوب إلى الخضر غير صحيح , 27/07/2021
- islamweb.net , حكم رواية الحديث الموضوع , 27/07/2021
- islamway.net , كنوز الدعاء في القرآن الكريم والسنة النبوية , 27/07/2021
التعليقات