اجر من قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اجر من قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، موضوعٌ هامٌّ سيتطرّق إليه هذا المقال، فالمسلم عند معرفته للأجر الذي يناله من قيامه بالأعمال الصّالحة سيكون ذلك حافزًا لقيامه بالمزيد من الطّاعات، ويُكثر من العبادات ويُكثير من القيام بالأعمال الصّالحة، وإنّ النّبي -صلى الله عليه وسلّم- بُعث ليُتمّم مكارم الأخلاق، والتي منها إفشاء السّلام والمودّة بين النّاس، وفي هذا المقال سيُطلعنا موقع المرجع على اجر من حيّا بتحية الإسلام بقوله السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

تحية الإسلام

إنّ تحية الإسلام هي تحية نبي الله آدم -عليه الصّلاة والسّلام- وهي تحيّ ذريّته من بعده، وقد روى الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النّبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “خَلَقَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ آدَمَ علَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِراعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ قالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ علَى أُولَئِكَ النَّفَرِ، وهُمْ نَفَرٌ مِنَ المَلائِكَةِ جُلُوسٌ، فاسْتَمِعْ ما يُجِيبُونَكَ، فإنَّها تَحِيَّتُكَ وتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، قالَ: فَذَهَبَ فقالَ: السَّلامُ علَيْكُم، فقالوا: السَّلامُ عَلَيْكَ ورَحْمَةُ اللهِ، قالَ فَزادُوهُ: ورَحْمَةُ اللهِ”.  [1] وهي التّحية التي أشار إليها النّبي -صلى الله عليه وسلم- وأكّد عليها، بعد أن كانت تحيّة النّاس في الجاهلية أنعموا صباحًا، وسيتمّ بيان اجل من قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في الإسلام. [2]

شاهد أيضًا: الحسنات ماحيات للسيئات

اجر من قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إنّ أجر السّلام كبيرٌ في الإسلام، فالسّلام اسمٌ من أسماء الله الحسنى، وهو تحيّةٌ خاصّة بأهل الجنّة يوم يدخلونها، ويتفاوت أجر السّلام بحسب ما يقول المسلّم، فقد ورد عن  الصحابي الجليل عمران بن الحصين -رضي الله عنه- قال: “جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: السلامُ عليكم فردَّ عليه السلامَ ثم جلس فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم عشْرٌ. ثم جاء آخرُ فقال: السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ، فردَّ عليه، فجلس، فقال: عشرون. ثم جاء آخرُ فقال: السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، فردَّ عليه، فجلس، فقال: ثلاثون”. [3] فمن يقول من المسلمين السّلام عليكم فله عشر حسنات، ومن قال السّلام عليكم ورحمة الله فله عشرون حسنة، ومن قال في سلامه السّلام عليكم ورحمه الله وبركاته فله ثلاثون حسنة، فعلى المسلم أن يُعوّد نفسه بالإكثار من السّلام لينال الأجر الكبير والثواب الجزيل، فيسلّم على كلّ النّاس كبيرهم وصغيرهم، وفي دخوله وفي خروجه، فالسّلام من الاعمال الصّالحة المستحبّة والمأجورة. [4]

شاهد أيضًا: يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية هو

معنى السلام عليكم

بعد الاطّلاع على اجر من قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فلا بد من تعريف وبيان معنى السلام عليكم، فالسّلام اسمٌ من أسماء الله الحسنى، ويراد بالتّحيّة به الدّعاء للمسلم بالحفظ والرّعاية والعناية من الله -عزّ وجل- وأن يحفظه ويُسلّمه من الآفات والمحن، وقد شرح الإمام النّووي فقال: “معناه التّعويذ بالله والتحصين به جل في علاه، فالسّلام اسم الله ويقدّر أنّ الله عليكم حفيظًا ووكيلًا وكفيلًا، وقيل أنّ معناه السّلامة والنّجاة لكم” وهو الدّعاء بالسّلامة من كلّ داءٍ وآفةٍ ومرض، وهو التّمني أن يكون المسلم بالحفظ والكلاءة والعناية من الله، فالله رقيبه وحفيظه.[5]

حكم إلقاء السلام ورده

إنّ إلقاء تحيّة الإسلام من السّنن المستحبّة عند جمهور أهل العلم، وهي سنّة عينٍ على المنفرد وسنّة كفاية على الجماعة، وقيل أنّه لو كان المسلمون في جماعة فإلقائهم التّحيّة جميعًا أفضل لهم لنيل الأجر والثّواب، وإلقاء السّلام أمرٌ مستحب لقول النّبي صلى الله عليه وسلم: “والَّذي نفسي بيدِه لا تدخلوا الجنَّةَ حتَّى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتَّى تحابُّوا أولا أدلُّكم علَى شيءٍ إذا فعلتُموهُ تحاببتُم أفشوا السَّلامَ بينَكم”.[6]وانفرد الأحناف بقول أنّ إلقاء السلام واجب، ويُشترط بالسّلام رفع الصوت بحيث يحص الاستماع ليسمعه من يُلقى عليهم السّلام، وردّ السّلام فرضٌ على المسلم بالإجماع، فلو كان منفردًا فهو فرض عينٍ في حقّه، وإن كانوا جماعةً فهو فرض كفاية، يكفي أن يجيب واحدٌ منهم. [7]

شاهد أيضًا: في أي قوم بدأ الغلو في الصالحين وعبادتهم

كيفية رد السلام وأجره

قد بيّنت السّنة النّبوية الشريفة اجر من قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وهو ما أكّدته وفصّلته أحاديث النّبي -صلى الله عليه وسلّم- وإنّ الإسلام شرّع لمن تُلقى عليه تحيّة الإسلام أن يردّها على من ألقاها، ومن الأفضل أن تكون أفضل ممّا تمّت تحيّته بها، وذلك لقوله سبحانه وتعالى في سورة النساء: {وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا}. [8] فأضعف الإيمان أن تُردّ التّحيّة كما هي، ولكنّ الأفضل للمسلم أن يردّ بأفضل منها، فلو تمّ إلقاء التحية بقول السّلام عليكم، يردّ المسلم وعليكم السّلام ورحمة الله، ولو ذكر المُحيّي الرّحمة ردّ عليه وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته وهي الأفضل والله أعلم. [9]

شاهد أيضًا: الفزع من النوم والشعور بالموت

حكم من لا يرد السلام

إنّ كلّ من لا يردّ السّلام الذي هو فرض عينٍ على كلّ مسلمٍ فرد، وفرض كفاية على الجماعة، فهو آثم، فلا يجوز للمسلم أن يسمع تحيّةً ولا يردّها، وذلك من باب أنذه لا يجوز للمسلم هجر أخاه فوق ثلاث وعدم ردّ السّلام بغير عذر أو مانعٍ شرعيٍّ يُعتبر من الهجر، ومن يفعل ذلك يأثم ويرتكب ذنبًا عظيمًا والله أعلم.[10]

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا اجر من قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الذي تحدّثنا من خلاله عن أجر المسلم عند إلقاءه تحيّة الإسلام، وحكم رد السلام وأجره وحكم من لم يرد السلام، كذلك ذكرنا معنى قول السلام عليكم عند أهل العلم وكيفية رد السلام.