القدوة هو ذلك الشخص الذي

القدوة هو ذلك الشخص الذي؛ سؤال ظهر مؤخرًا على محركات البحث بعدما تم طرحه في المنهاج السعودي، حيث يهتم الطلاب والطلبات بمعرفة مفهوم القدوة نظرًا لأهمية تلك الكلمة في كافة مناحي الحياة، ومن خلال موقع المرجع سوف نجيب على هذا التساؤل، وسنوضح ما هو مفهوم القدوة، ومن الشخص الذي يكون قدوة للأخرين، وما هي الصفات التي تتوافر فيه.

معنى القدوة

القدوة هو الشخص والمثال الأعلى الذي يُحتذى به، فهو من يتّخذه الناسُ مثلاً في حياتهم، فهو بمثابة النموذج المثالي في تصرّفاته وأفعاله وسلوكه، الذي يؤثر في الأشخاص بشكل إيجابي فيعمل الناس على تقليده والحذو حذوه، ويأتي ذلك دون أي ضغط أو إلزام، ولكن ضمن القناعة الشخصية للمقتدي. ويجدر الإشارة إلى أن خير قدوةٍ الدنيا هو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان عليه أفضل الصلاة والسلام خير الأنام، فنقتدي به في كافة مناحي حياتنا، وقد عظمه الله تعالى وجعله أسوةً حسنة لمن يريد رضوان الله، فقد قال الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا)[1].

القدوة هو ذلك الشخص الذي

  • القدوة هو ذلك الشخص الذي يبعث اثرًا عظيمًا في بناء شخصية الأفراد، وصياغة مهارتهم وتنمية قدراتهم.

فالشخص القدوة هو من يلتزم بالمبادئ الدينية والقيم الأخلاقية، ويكون قدوةً في سكينته، وشخصيته وقوله، وأيضًا في مظهره وأسلوبه وتصرفاته الحسنة، فهو تلك الشخصية التي يتابعها الناس ويتأثر بها ويحاولون تقليدها، وذلك بهدف التطوير والتعلم.

القدوة في الإسلام

حث الله على أهمية الإقتداء، وساق العديد من الآيات القرانية التي تؤكد على أن القدوة لها أثرًا عظيمًا في نفوس الأشخاص، ولهذا بعث الله الرسل إلى الأمم لتبليغ الدعوة، وليكونوا مثالاً يحتذي به المؤمنون، ويقومون بتقليدهم قولاً وعملاً.

أنواع القدوة

هناك نوعين من القدوة التي يتبعها الأشخاص، وهم القدوة الحسنة والقدوة السيئة، ولكن  الفرق بينهم عظيم، وهو ما سيتم ذكره بالتفصيل أدناه:

القدوة الحسنة

القدوة الحسنة هم من يتحلون بالأخلاق الفاضلة، فهم أصحاب علم وفكر ودين، وغالبًا ما يتبعهم العديد من الأشخاص، ويعتبر رسولنا الكريم القدوة العظمى، والأسوة الكبرى الذي يتبعه المسلمين والمؤمنين كافة، فقال القرطبي:[2]

«واختلف في هذه الأسوة بالرسول عليه السلام : هل هي على الإيجاب ، أو على الاستحباب. على قولين : أحدهما : على الإيجاب حتى يقوم دليل على الاستحباب ، والثاني : على الاستحباب حتى يقوم دليل على الإيجاب. ويحتمل أن يحمل على الإيجاب في أمور الدين ، وعلى الاستحباب في أمور الدنيا » ويمكن أن يقال ما دلَّ الدليل على إيجابه ، فيجب الائتساء به ، وما دلَّ الدليل على استحبابه فيستحب ، وما دلَّ على الإباحة فهو مباح..وكذلك الاقتداء يكون بعباد الله الصالحين ممن هم دون الأنبياء : قال الله تعالى : ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾. قال القرطبي في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ مَعَهُ): « يعني أصحاب إبراهيم من المؤمنين».

القدوة السيئة

أما القدوة السيئة هي الشخصية المرفوضة والمنبوذة حيث تشتمل على العديد من المفاسد والأهواء والضلالات، وقد حذّر منها القرآن الكريم والرسول الأمين؛ وذلك عبر صور عديدة، منها:[3]

قال الله تعالى : ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ﴾،

وقال عز وجل : ﴿بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ * وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ * قُلْ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ﴾.

شروط يجب توافرها في القدوة الحسنة

هناك بعض الشروط الواجب توافرها في القدوة الحسنة، وتتمثل تلك الشروط فيما يلي:

  • الإيمان بالفكرة: يجب على القدوة الحسنة الاقتناع بفكرته حتى يستطيع أن يجعل الآخرين يقتنعون بها.
  • العلم النافع: يجب أن يمتلك الشخص القدوة العلم النافع الذي يؤهله للتأثير في الآخرين.
  • حسن الخلق: يجب أن يتحلى القدوة الحسنة بالأخلاق الحسنة، والتسامح والعفو والرحمة.
  • الموازنة بين العلم والعمل: لابد للقدوة الحسنة أن يعمل بما يدعو الآخرين إليه.
  • الثبات على المبدأ: يجب ان يكون القدوة الحسنة ثابتًا على مبدأه ولا يغيره أبدًا.
  • حسن الشخصية: يجب أن يتحلى القدوة الحسنة بالتواضع، وأن يكون ذو شخصية طيبة، وأن يقوم بمحاسبة ومراجعه مواقفه وأخطائه والعمل على تصحيحها.
  • التأكد من صحّة المعلومة ودقتها: يجب على القدوة الحسنة أن يتأكد من عدم وجود أي في المعلومات التي يقدمها وإلا سيقفد متابعته ومصداقيته.

أهمية القدوة

القدوة الحسنة لها العديد من الأهمية والفضل، وتكمن في الآتي:

  • القدوة الحسنة دائمًا ما تثير في نفس العاقل الاستحسان والإحساس بالفخر.
  • تُعلّم الآخرين أنه من الممكن بلوغ الفضائل.
  • توفر القدوة الحسنة الوقت والجهد على الوالدين في تربية أبنائهم وتعليمهم الصفات الجيدة.
  • إنتاج أجيال يرتسم عليهم السلوكيات والصفات الجيّدة مثل المثابرة على العمل والاستمرار في النجاح.
  • بناء مجتمع متماسك وقوي يحتوي على الثوابت والفضائل.

وفي الختام نكون قد وصلنا لختام مقالنا القدوة هو ذلك الشخص الذي، وهو ما أوضحنا من خلاله معنى القدوة، وما هي القدوة في الإسلام،  وأنواع القدوة، والشروط الواجب توافرها في القدوة الحسنة، وتطرقنا بالحديث عن أهمية القدوة لنختتم بها مقالنا.

المراجع

  1. almaany.com , معنى قدوة , 11/09/2021
  2. books.google.com.eg , تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن) 1-11 ج7 , 11/09/2021
  3. islamweb.net , تفسير سورة البقرة , 11/09/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *