ما حكم الاجهاض في الاسلام

كتابة : ملك غريب بتاريخ : 10 نوفمبر 2024 , 12:33آخر تحديث : 10 نوفمبر 2024 , 12:33

جدول المحتويات

1 حكم الاجهاض في الاسلام
2 حكم الإجهاض قبل نفخ الروح
3 حكم الإجهاض قبل 40 يوم
4 حكم الإجهاض بسبب الفقر
5 حكم الإجهاض من الزنا
6 ضوابط جواز الإجهاض
7 المراجع

ما حكم الاجهاض في الاسلام؟ حيث يعتبر أحد الأحكام الشرعية التي ينبغي على المسلم معرفتها، فهي من الأسئلة التي يتساءل عنها العديد المسلمين،حيث تلجأ إليه بعض النساء للعديد من الأسباب، ولكن أوضح العلماء بأن هناك أسباباً شرعية، ويبنغي الأخذ بها عند الإجهاض، ولذلك يهتم موقع المرجع في بيان حكم الإجهاض في الإسلام، بالإضافة إلى بيان حكم الإجهاض قبل نفخ الروح، والتطرق لبعض أحكام الإجهاض في حالة الزنا أو أن يكون الجنين قبل الأربعين يوماً.

حكم الاجهاض في الاسلام

إنّ الإجهاض يتمثل بخروج الجنين من الرحم قبل اكتمال نموه، فقد أجمع العلماء على أن الإجهاض بعد نفخ الروح حرام شرعًا، ولكن خلافهم على الفترة السابقة لنفخ الروح، حيث إنّ إسقاطه بعد نفخ الروح يعتبر قتلاً، فلا يجوز بعد الشهر الرابع إسقاطه أبدًا، فقد أصبح الجنين نفسًا لها كرامتها، كما قال -تعالى-: (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا، وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)[1]، فقد أوضح ابن جزي في قوانينه الفقهية حيث قال: “وإذا قبض الرحم المني لم يجز التعرض له، وأشد من ذلك إذا تخلق، وأشد من ذلك إذا نفخ فيه الروح فإنه قتل نفس إجماعاً”.[2]

شاهد أيضًا: ما معنى الاجهاض

حكم الإجهاض قبل نفخ الروح

الراجح الجواز في الإجهاض قبل النفخ إذا كان هناك عذر ومصلحة، ولكن اختلف العلماء في حكم الإجهاض قبل نفخ الروح، فقد ذهب جماعة من الحنفية والشافعية وهو المذهب عند الحنابلة إلى جوازه، فقد قال الرملي -رحمه الله- في نهاية المحتاج: “الراجح تحريمه بعد نفخ الروح مطلقا ، وجوازه قبله”، كما ذهب المالكية إلى عدم الجواز مطلقًا فهو قول لبعض الحنفية وبعض الشافعية وبعض الحنابلة، حيث قال الدردير في الشرح الكبير: “لا يجوز إخراج المني المتكون في الرحم ولو قبل الأربعين يوما، وإذا نفخت فيه الروح حرم إجماعا”.[3]

حكم الإجهاض قبل 40 يوم

إنّ هيئة كبار العلماء قامت بتوضيح حكم الإجهاض قبل الأربعين يومًا، حيث يجوز إسقاطه لمصلحة شرعية ‏أو دفع ضرر متوقع، أما إسقاطه في هذه المدة بسبب المشقة في تربية الأولاد أو ‏اكتفاء بما لدى الزوجين من الأولاد فغير جائز، وإنْ زاد الحمل عن أربعين يومًا حرم إسقاطه؛ لأنه بعد الأربعين يوماً يكون علقة وهو بداية خلق الإنسان، فقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة بأنه “فلا يجوز إسقاطه بعد بلوغه هذه المرحلة إلا إذا تقرر ذلك بواسطة لجنة طبية موثوقة أنّ في استمرار الحمل خطرًا على حياة الأم وأنه يخشى عليها من الهلاك فيما لو استمر الحمل”.[3][4]

حكم الإجهاض بسبب الفقر

لا يجوز، حيث إنّ خشية الفقر وعبء المعيشة لا يعتبر عذرًا للإجهاض، فقد نهى الله عن ذلك في آيات عديدة حيث قال -تعالى-: (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ)[5]، كما قال -سبحانه وتعالى-: (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا)[6]، حيث إنّ إسقاطه بسبب الفقر يعتبر من سوء الظن بالله وضعف اليقين، فقد قال -تعالى: “وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”[7]، حيث يقصد بالعيلة الفقر والحاجة، فما من مولود يولد إلاّ وقد كتب رزقه وأجله وهو في بطن أمه.[8]

شاهد أيضًا: متى يغلق عنق الرحم بعد الإجهاض

حكم الإجهاض من الزنا

تُعتبر الزنا من أعظم الكبائر عند الله -تعالى-، حيث إنّ أن حرمة الإجهاض لا يختلف الحكم فيها بين أن يكون الحمل من زنى، أو من زواج صحيح، حيث يُحرم الإجهاض بعد نفخ الروح في الجنين، ويكون الإجهاض في هذه الحالة قتلًا للنفس، أما إذا كان الزِّنا قد وقع كرْهًا أي حالة اغتصاب، وكان الحَمْلُ لم يُنْفَخْ فيه الرّوحُ يمكِنُ للمرأة الإجهاضُ إذا كان لا يُمكن تحمُّلُه، أو سيَجْلِبُ لها الخزي والعار، أما إذا وقع الزّنا برضاها فلا يجوز الإجهاض لما يتضمَّنُه من فتح باب الرذيلة ونشر الفاحشة والفساد، بالإضافة إلى أنه لا يضحَّى بجنين بريء لا ذنب له من أجل ذنب اقترفه غيره، حيث قال -تعالى-: (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)[9][10]

ضوابط جواز الإجهاض

بيّن الدين الإسلامي بأنّ هناك ضوابط محددة يمكن من خلالها الإجهاض للجنين، وغير هذه الضوابط يُعتبر الإجهاض محرمًا، فقد قال -تعالى-: (وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)[5]، حيث تتمثل هذه الضوابط على النحو الآتي:[6]

إذا كان الحمل يشكل خطرًا على حياة الأم: حيث يتم إثبات ذلك بتقرير من طبيب مأمون موثوق بخبرته، فقد قال تعالى: (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)[7].
إذا مات الجنين في بطن الأم: فبهذه الحالة يجوز إجهاض الجنين، أما مرض الجنين لا يبرر إجهاضه.

شاهد أيضًا: متى تنفخ الروح في الجنينر

وبهذا يكون قد تم التعرف على ما حكم الاجهاض في الاسلام؟، حيث دعم الحكم بما ورد من أدلة شرعية في القرآن الكريم والسنة النبوية، إلى جانب معرفة حكم الإجهاض قبل نفخ الروح وبعدها، بالإضافة إلى بيان حكم الإجهاض بسبب الفقر، كما تمّ التطرق لضوابط جواز الإجهاض.