حكم عمليات التجميل ابن باز

حكم عمليات التجميل ابن باز هو الموضوع الذي سيتمّ بيانه في هذا المقال، ومن الجدير بالذّكر أنّ الأحكام الشرعية في الإسلام تستند لمصدرين أساسيين، هما القرآن الكريم المصدر التشريعي الأول للمسلمين وهو كلام الله ووحيه، كذلك السّنة النبوية الشريفة وهي المصدر الثاني وتكون متشكّلةً نتيجة الوحي، فالنبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، ويهتمّ موقع المرجع ببيان هل عمليات التجميل حلال أم حرام ابن باز.

حكم عمليات التجميل ابن باز

بين الشيخ ابن باز في حكم عمليات التجميل أنّ الجراحة لو كانت لا تغير شيئًا مما أمر الله ببقائه فلا حرج بها وهي جائزة، أمّا لو كان فيها تغييرًا لما نهى الله سبحانه عن تغييره فلا تجوز، فلو قصد المسلم بالتجميل نقشًا في الجسد أو وشمًا وهو مما نُهي عنه فليس له ذلك، أمّا لو كان يقصد إخفاء عيب أو قطع عضو أو تجليس ما اعوجّ من رجلٍ أو أنفٍ أو أسنانٍ أوعينٍ وسواها مما فسد وتعطل فله تجميلها دون مخالفة شرع الله في ذلك، واستشهد الشيخ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد نهى صراحةً عن الوشم وعن الوصل ونحوه، لكنّه لم ينه عن التّجمل،  فالله جميلٌ يحبّ الجمال، وقد أُمر المسلم باتّخاذ الزينة عند المساجد،  فالشيء الذي فيه عطلٌ وتشوّهٌ ظاهر يجوز للمسلم تجميله والله أعلم لما يحققه من ضررٍ له والله ورسوله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: حكم عمليات تجميل الانف

حكم عمليات التجميل ابن عثيمين

ببيان حكم عمليات التجميل ابن باز، فإنّ الشيخ ابن عثيمين سُئل عن حكم عمليات التجميل في الإسلام، فأجاب بقوله: إنّ التجميل يمكن تقسيمه في الإسلام لنوعين، النوع الأول هو التجميل الذي يكون لإزالة عيب ناتج عن حادثٍ مروري أو غيره، أو تشوّهٍ خلقي، وهذا النوع من التجميل لا بأس فيه ولا حرج على المسلم أن يقوم به، وذلك لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم، أذن لرجلٍ من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم كانت أنفه قد قطعت في الحرب، أن يضع بدلًا منها أنفًا من ذهب، أمّا النوع الثاني من التجميل، فهو ما يكون لزيادة الحسن وطلب الجمال، وهو النوع المحرّم والذي لا يجوز للمسلم فعله، فرسول الله صلى الله عليه وسلم لعن النامصة والمتنمصة والواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة، والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله، وهذه كلّها تكون طلبًا للحسن، وقياسًا عليها فكلّ ما يكون طلبًا للحسن فهو حرام.[2]

شاهد أيضًا: حكم نفخ الشفاه وتجميل الوجه باستخدام الإبر

حكم عمليات التجميل للزوج

حكم علميات التجميل ابن باز للزوج هو ما تبحث عنه الكثير من النسوة، وعمليات التجميل هي جراحة تقوم لتحسين منظر جزء من أجزاء الجسم الظاهرة، وقد تكون اختيارية أو ضرورية، فالضرورية منها ما تدعو الحاجة لفعلها كإزالة عيب من نقص أو زيادة أو تلف أو تشوه، والاختيارية هي ما يكون طلبًا في زيادة الحسن، وتكون العيوب إما خلقية أو مكتسبة، من الضروري للمرأة أن تعرف أن تغيير خلق الله هو من دعوات الشيطان لها، وإنّ لا يصحّ للمرأة أن تطيع زوجها بقيامها بعمليات التجميل من غير عذرٍ شرعي، والعذر يكون بوجود دوافع ضرورية من حاجة لإصلاح ضرر أو إزالة تشوه، أمّا ما يكون لزيادة حسن الزوجة للرجل فلا يجوز، فهي ملعونة لو فعلت ذلك إن لم يكن بها ضرر وأذى كبير والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: حكم المايكروبليدنج دار الإفتاء السعودية

العمليات الجراحية التجميلية التي فيها تغيير لخلق الله

قد تمّ بيان حكم عمليات ابن باز أنّه لا يجوز القيام بالتجميل جراحةً لو كان مطلبها التحسين وتغيير خلق الله، وقد ورد قول الشيطان في إغواء البشر في هذه المسألة في قوله تعالى: {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا}.[4] ولعلّ من أشهر الجراحات المحرمة وصورها ما سيتمّ ذكره: “تجميلُ الأنفِ، بتَصغيرِه أو تَغييرِ شَكْلِه، تجميل الذقن، تجميل الثديين بتكبيرهما أو تصغيرهما، تجميل الأذن، تجميل البطن، تجمل الوجه بشده أو حقنه، تجميل الأرداف، تجميل الحواجب، تجميل الأسنان بوضع كريستال أو ألماي، تبييض البشرة، تطويل القامة ونفخ الشفاه والخدود” فكلّها محرمة ما دامت بغير عذرٍ شرعي.[5]

شاهد أيضًا: حكم المايكروبليدنج هيئة كبار العلماء

الجراحات التجميلية التي ليس فيها تغيير لخلق الله

ذكر أهل العلم العديد من الجراحات المباحة، والتي لا يوجد فيها تغييرٌ لخلق الله، ومنها الختان للذكر والأنثى، وكذلك ثقب الأذن للبنت الصغيرة والمرأة من أجل التزين، فثقب الأذن فيه منفعةٌ لزينة المرأة لزوجها، ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على النساء فعله، ومن التجميليات المباحة تعليق الزمام في الأنف للمرأة حيث أباح الإسلام للمرأة فعل ذلك إن كان لمقصد الزينة أو من عادة أهل بلدها، كما أنّ كلّ جراحة لإخفاء عيبٍ ظاهر وإصلاح تشوه ونحوه فهي من الجراحات المباحة والله أعلم.[6]

شروط إجراء عمليات التجميل

قبل ختام مقال حكم عمليات التجميل ابن باز، فسيتم بيان شروط إجراء عمليات التجميل، وقد بيّن مجمع الفقه الإسلامي ضوابط وشروط عامّة لإجراء عمليات التجميل، وتلك الضوابط والشروط هي:[7]

  • أن تقوم الجراحة بتحقيق المصلحة المعتبرة شرعًا، كإعادة الوظيفة وإصلاح العيب وإعادة الخلقة لأصلها.
  • أن لا يترتب على الجراحة ضرر يربو على المصلحة المرتجاة من الجراحة.
  • أن لا يكون هنالك علاج آخر أقل تأثيرًا ومساسًا بالجسم من الجراحة.
  • أن لا تتضمن الجراحة مخالفة للنص الشرعي.
  • أن يقوم المسلم بالالتزام بقواعد التداوي فيها، كأحكام الخلوة وكشف العورات وغيرها، إلا لضرورة أو حاجة.

حكم عمليات التجميل ابن باز هو عنوان هذا المقال الذي بين حكم عمليات التجميل برأي الشيخين ابن باز وابن عثيمين، وكذلك حكم جراحة التجميل للزوج، وذكر جراحات فيها تغيير خلق الله وأخرى مباحة، وختم بضوابط وشروط عمليات التجميل.

مقالات ذات صلة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *