موضوع عن التعاون وأهميته

موضوع عن التعاون، إذ يُعدّ التعاوُن من الأخلاق الحميدة التي دعا الدين الإسلامي الحنيف إلى الاتصاف والتحلي بها، كما يُعدّ أيضًا من أهم السمات الإنسانية والمظاهر الاجتماعية التي تقود المجتمعات إلى الرقيّ والتقدُّم، إذ أنّ الأمم تزدهر وتنهض من تعاون الأفراد والجماعات والمنظمات فيها، ومن خلال موقع المرجع سيتمّ تقديم بحث عن التعاون كامل وموضوع شامل عن التعاوُن وأهميته وصوره والمعيقات التي تقف ضدّه.

مقدمة موضوع عن التعاون وأهميته

تتفاوت قُدُرات وممتلكات وحاجات الناس في هذا الكَون فمنهم المُقتدر والضعيف ومنهم الغني والفقير وهذه إحدى سُنن الله في الكون، وقد حثَّ الإسلام المسلمين على التكافُل والتعاوُن وأن يسند المسلم أخاه فيُعين المُقتدر الضعيف ويقضي الغني حاجة أخاه الفقير، إذ قال الله تعالى في كتابه المقدّس {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[1]، كما ورد عن النبي – صلّى الله عليه وسلّم – العديد من الأحاديث الشريفة التي تدعو إلى التعاوُن ومنها: “من نفَّس عن مؤمنٍ كربةً من كُرَبِ الدنيا نفَّس اللهُ عنه كُربةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ، ومن يسَّر على مُعسِرٍ، يسَّر اللهُ عليه في الدنيا والآخرةِ، ومن ستر مسلمًا، ستره اللهُ في الدنيا والآخرةِ، واللهُ في عَونِ العبدِ، ما كان العبدُ في عَوْنِ أخيه”[2].

موضوع عن التعاون

إنّ التعاوُن من أهم السمات التي تؤدي إلى ازدهار ونهوض المجتمع، وفيما يلي موضوع عن التعاون وأهميته:

تعريف التعاون

يُعرف التعاوُن في اللغة بأنّه التضامن والمساعدة، أمّا اصطلاحًا فيُعرّف في علم الاجتماع بأنّه أحد أشكال التواصُل البشري ومن مظاهر التفاعل الاجتماعي، وهو سلوك إنساني يتمّ فيه تبادل المساعدة بين الأفراد والجماعات في جانب واحد أو أكثر من جوانب الحياة، لتحقيق المصالح المشتركة، وفي علم النفس عرّفه أدولفوس جرين بأنّه السعي والمحاولة المشتركة بين شخصين أو أكثر لأداء مهمة معينة أو للوصول إلى هدف ما، ويُعدّ التعاون من الظواهر الاجتماعية التي تعكس أثر اشتراك الأفراد في أداء المهمات المختلفة.[3][4]

أهمية التعاون

تكمن أهمية التعاون بين الأفراد والجماعات فيما يلي:[5]

• زيادة التماسك والترابط بين عناصر المجتمع في جميع المجالات الاجتماعية والمهنية.
•  القضاء على الكثير من المشاكل الاجتماعية مثل الفقر والبطالة.
• تحقيق أهداف المجتمع ككل وزيادة إحساس الفرد بأهمية المجتمع.
• تبادل الخبرات والمهارات وتحقيق الأهداف بجودة أعلى وبوقت وجهد أقل.
• التعرُّف على عادات وثقافات المجتمعات وتبادلها وأخذ الجيّد منها وبالتالي تطوُّر المجتمع ونهضته.
• إنجاز الأهداف بشكلٍ أسرع ودقة أكبر.
• زيادة الثقة بالنفس لدى أفراد المجتمع وفيما بينهم والتخلُّص من شعور الخوف من الفشل.
• حصول الأفراد على كامل الحقوق الاجتماعية.
• بناء مجتمع يتمتّع أفراده بأخلاق عالية.
• تقليل الأعباء المتراكمة على الفرد الواحد.

شاهد أيضًّا: موضوع عن المخدرات وأضرارها

صور التعاون

تتعدّد صور التعاون لاختلاف المجالات التي يطبّق بها ومنها ما يلي:[6]

• تعاون سياسي، ويتمّ به التعاون مع الدول والشعوب المجاورة للحفاظ على الأمن والاستقرار، مثل تقديم المساعدات للمناطق المتضررة من الفيضانات والزلازل وغيرها والدفاع عن الوطن وتجهيز الجيش عند المقدرة.
• التعاون الاجتماعي، الذي يتمثّل بوقوف الأفراد والجماعات مع بعضهم البعض، مثل مساعدة الكبار في السنّ والأهل، تقديم المساعدات المالية والغذائية والسكنية للفقراء والمحتاجين عند المقدرة.
• التعاون العلمي، وهو تقديم المعرفة ومشاركتها مع الآخرين مثل مساعدة الطلاب في الأمور الدراسية، وعقد الدورات التدريبية ونقل المعرفة من خلالها.
• تعاون حضاري، هو تبادل الثقافات والفكر الحضاري بين الشعوب التي تعمل على ازدهار وتطوُّر المجتمع للأفضل.
• تعاون أخلاقي، المحافظة على نظافة البيئة والمرافق والممتلكات العامّة وتقديم النصائح للأشخاص عند الحاجة، والتمسُّك بالحقّ والثبات عليه، وحلّ الخلافات والنزاعات التي تقع بين أفراد المجتمع.
• التعاون الديني، وهو الثبات على الدين والدعوة إلى الله والمشاركة في العبادات مثل جمع التبرعات والصدقات وتوزيعها على مستحقّيها، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

شاهد أيضًّا: موضوع عن حقوق المساجد في الإسلام

معيقات التعاون

بالرغم من أهمية التعاون التي تنعكس على الجماعات والمجتمع وليس فرد واحد فقط، إلّا أنّه يوجد العديد من العقبات والمعوّقات التي تمنع المجتمع من تطبيق هذا المظهر الاجتماعي، ومن هذه المعوقات وجود مشاكل ونزاعات داخلية في بعض الأفراد؛ ممّا ينمّي بداخلهم حبّ الذات والتكبُّر والتسلُّط على الفريق وعدم الاستماع لآرائهم واستصغارها وتحقيرها، كما أنّ بعض الأشخاص يتصفون بالكسل والخمول وكره العمل وعدم مشاركة الآخرين به وجهلهم بأهمية العمل الجماعي، بالإضافة إلى افتقار بعض الأفراد للثقة بالنفس والخوف من الفشل.[7]

فوائد التعاون

كشفت العديد من الدراسات التي أُجريت على معظم الحالات أنّ النتائج النهائية للمهام المختلفة تصبح أفضل إذا تشارك بها شخصان أو أكثر، ويرجع ذلك إلى دمج مهاراتهم وإبداعاتهم لتحقيق هدف مشترك، وفيما يلي أبرز فوائد التعاون في المجتمع:[8]

• تعزيز التنوُّع الثقافي وتبادل الآراء والأفكار والتجارب على مستوى أوسع، كما يساعد في ابتكار حلول منطقية وفعالة للمشكلات.
•  تقسيم المهام بحسب المهارات وتوكيل كل شخص للقيام بالمهام التي تتناسب مع خبراته ومهاراته ونقلها بصورة أبسط للفريق، وبذلك الحصول على قدر عالي من المهارات.
• تشجيع المنافسة الودّية والشريفة بين أعضاء الفريق وإخراج كل ما لديهم من طاقات ومهارات وتحقيق إنتاجية أفضل، مما ينعكس إيجابيًا على الفريق وأعضائه.
• تحسين الذات وزيادة المعرفة وإتقان المهارات الجماعية وبالتالي كفاءة وإنتاجية أفضل للفريق ككل.

خاتمة موضوع عن التعاون وأهميته

إنّ تعاون الأفراد مع بعضهم البعض ومع الجماعات والمؤسسات والمنظمات كلٌ حسب مهاراته وخبراته وتجاربه؛ ينعكس إيجابًا على كل من الفرد في زيادة خبرته وتجاربه وثقافته وعلى المجتمع في ازدهاره وتطوُّره وتحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراده، لذلك يجب أن يحرص كل فرد على التحلي به وتطبيقه في جميع جوانب الحياة كالأسرة والمدرسة والعمل وغيرها.

شاهد أيضًّا: موضوع عن حقوق الجار لغتي الخالده

بحث عن التعاون Pdf

إنّ سمة التعاون من السمات الاجتماعية الضرورية لما لها من آثار تعود بالنفع على الفرد والمجتمع بأكمله، إذ يعمل على تقوية أواصر الألفة والمودة بين الأفراد وإزالة الكره والفساد مما يؤدي إلى تماسك المجتمع، وبناء جيل قوي ومتماسك قادر على مواجهة المشاكل والتحديات، وزيادة فرص تحقيق النجاح وتحسين الوضع الاقتصادي في الدول، وللاطّلاع على بحث كامل وشامل عن التعاون وأهميته بصيغة Pdf “اضغط هنا“.

وبهذا القدر نصل إلى ختام هذا المقال الذي تمّ من خلاله الاطلاع على موضوع عن التعاون ومفهومه وأهميته، بالإضافة إلى التطرُّق لفوائده على الفرد والمجتمع وصوره وبعض الأمثلة عليها والمعيقات التي تمنع تطبيقه في المجتمع.