ما هو التفكير المنطقي وأهميته

ما هو التفكير المنطقي وأهميته، في المجال المهني، فإن الشركات والمؤسسات وأصحاب العمل يضعون قيمة عالية لأولئك الموظفين الذين يظهرون مهارات التفكير المنطقي في قراراتهم المهنية خصوصًا عند حل المشكلات لتحويلها إلى مزايا وفرص أو الخروج منها بأقل خسائر ممكنة بدلًا من القرارات العاطفية أو المتحيّزة، ولهذا السبب يستعرض موقع المرجع معكم أهم ما يجب معرفته بشأن هذه المهارة في الحياة المهنية والشخصية وأهميتها.

ما هو التفكير المنطقي

يُعرف التفكير المنطقي بأنه عملية تحليل للموقف الحالي أو المشكلة بهدف التوصّل إلى أنسب حل مقبول، ومحاولة تبين الأسباب والعلل التي تكمن وراء حدوث الأشياء أو المشكلات بناءً على الأدلة المتاحة، كما أنه نوع يتفق مع التفكير النقدي في دراسة المشكلة بحيادية للوصول إلى نتيجة منطقية باستخدام المعطيات التي تتمثل في الحقائق المتاحة دون وضع العملية الحدسية أو التأثيرات العاطفية في الاعتبار مبدئيًا.[1]

أهمية التفكير المنطقي

تحظى مهارات التفكير المنطقي بأهمية شديدة في المجال المهني لأنها تزيح عبء كبير بالنسبة لأصحاب العمل والشركات عندما يكون الموظف -أيًا كان منصبه- قادرًا على إبداء الأفكار الملائمة واتخاذ القرار المناسب بحسب المعطيات المتاحة للخروج من الأزمة، كما أنها ذات أهمية كبيرة حتى على المستوى الشخصي، لذا فالتفكير المنطقي يقلل من عدد الأخطاء والخسائر، كما أنه يساهم في تحسين الشخصية عندما يتم التفكير في الحقائق الصعبة بعيدًا عن جعل المشاعر أو الغرور تؤثر على اتخاذ القرار، وفيما يلي بعض الأسباب التي تبين أهميته أيضًا:[2]

• المساهمة في تقليل الوقت الضائع بفضل معرفة المعلومات ذات الصلة بالمشكلة.
• إمكانية ربط الأحداث والأسباب والبيانات بطريقة ناجحة وفعالة.
• تقليل فرص ارتكاب الأخطاء أو زيادة حجم الخسائر.
• تعزيز فعالية الموظف في العمل وكذلك إنتاجيته ونجاحه.

اقرأ أيضًا: بحث عن التفكير الناقد

تطوير مهارات التفكير المنطقي

هناك طرق مختلفة يمكن من خلالها اكتساب وتطوير مهارات التفكير المنطقي للاستفادة من آثاره في الحاة الشخصية والمهنية على حدٍ سواء، وفيما يلي أبرز الخطوات التي يمكن أن تؤدي إلى رفع القدرة على التفكير المنطقي الفعال:

تطوير مهارة التساؤل

يحتاج الموظف أيًا كان منصبه لتطوير مهارة التفكير النقدي إلى إصقال عادة التساؤل لديه عبر طرح الأسئلة واستخدامها قدر الإمكان في كل ما يجب معرفته، فجمع المعلومات يعتبر سلاح قوي لحل أعتى المشكلات المهنية على وجه الخصوص، وسواء كانت مجرد حقائق بديهية أو افتراضات، فيجب التأكد منها كلها ومن مصادرها وجمعها وتنظيمها.

التدقيق الحيادي

عندما يفكر المرء في أمرٍ ما يتعلق بمشكلة مهنية تحتاج إلى اتخاذ قرار، فإن التفكير المنطقي يتطلب أن يفهم التحيزات التي قد تكون لديه وكيفية تأثيرها على تعامله مع المعلومات وتفكيره، ولهذا ينبغي التحلي بالمرونة ومعرفة وجهات النظر المختلفة حتى لو كانت تتعارض مع التحيّز العاطفي.

تنظيم الأفكار المتاحة

من المهم تنظيم الأفكار والاقتراحات التي تأتي من خلال المعطيات والمعلومات التي تم جمعها، وقد يساعد كتابتها أو استخدام الخرائط الذهنية لتوضيحها ببساطة، ثم تحديد الحلول المتاحة ومميزات وعيوب كل حل على حِدة، وبالتالي يمكن معرفة أنسب الحلول التي قد تحوّل المشكلة الحالية إلى فائدة أو على الأقل تقلل من خسائرها المحتملة وهو ما يمكن تسميته أيضًا بالتفكير الإبداعي.

اقرأ أيضًا: أهمية التفكير الإبداعي

التعمّق في التخصص المهني

من ناحية مهنية، فإن التفكير المنطقي يمكن يظهر بشكل واضح في أولئك الذين يمتلكون قدرًا طيبًا من الخبرة المهنية في تخصصاتهم العملية، والسبب ببساطة يكمن في معرفتهم لمعلومات واسعة تتيح لهم إيجاد الحلول المناسبة سريعًا، ولهذا فإن أحد أسرع الطرق لتطوير مهارات التفكير المنطقي هي اكتساب الخبرة المهنية والتركيز على معرفة أكبر قدر من المعلومات في المجال المهني.

بناء شبكة علاقات واسعة

من المهم أن يحظى الفرد بشبكة من العلاقات الاجتماعية سواء للأهداف الشخصية أو حتى في الإطار المهني، وذلك لأن الاختلاط مع الآخرين يمنح المرء فرصًا للتطّلع إلى وجهات النظر المختلفة والكيفية التي يفكر بها من حوله خصوصًا إذا كانوا أشخاصًا ناجحين.[3]

خصائص التفكير المنطقي

إن التفكير المنطقي هو نوع من أنواع التفكير التي تتمثل في التفكير النقدي والتفكير المنهجي وما إلى ذلك، ما يعني أنه لا يمكن الاعتماد بشكل أساسي فقط على نوع بعينه، وإنما يتطلب الأمر إعطاء الأولوية للنوع المناسب في القضية الملائمة لها مع وضع بقية الأنواع الأخرى في الاعتبار أيضًا، وهناك عدد من الخصائص التي يتميز بها التفكير المنطقي، وهي كالآتي:

• إيجاد العلاقة بين المشكلات الطارئة على حِدة، وبين المعلومات والخبرات السابقة المرتبطة بها.
• استخدام أساليب واضحة وأدوات محددة على أرض الواقع بعيدًا عن التهيؤات الحدسية.
• انتظام الأحداث من حيث تحليلها وتتابعها حتى ظهور المشكلة.
• المرونة في تقديم الاستنتاجات بشكل واضح ومفهوم.
• استخدام أساليب المقارنة والتحليل والتركيب والاستدلال (سواء الاستدلال الاستقرائي، أو الاستدلال الاستنباطي).

اقرأ أيضًا: خطوات التفكير الناقد

أمثلة على التفكير المنطقي

قد لا يتطلب الأمر حدوث مشكلة لاستحضار مهارات التفكير المنطقي، بل توجد العديد من الإجراءات في مجال العمل المهني تتطلب مهارة التفكير المنطقي لاتخاذها بعناية بهدف تحقيق أكبر قدر من الإنتاجية من خلال تلك القرارات حتى لو كانت روتينية، وهذه بعض الأمثلة التي تتعلق بذلك:[4]

• تحديد الموظف الملائم لمنصب ما عبر النظر في المعلومات والسلوكيات المتعلقة بالمرشحين المحتملين وأساليبهم في حل المشكلات.
• إجراء اختبارات لأبحاث السوق وقياس ردود فعل العملاء والمستهلكين على المنتجات قبل وضع استراتيجية إعلانية.
• دراسة السوق فيما يتعلق بمنتج أو فكرة مشروع جديدة من حيث المنافسين والجمهور المستهدف.
• ربط الحملات الإعلانية للشركة باهتمامات العملاء المُستهدفين على وسائل التواصل الاجتماعي.
• استخدام المهندسين للمعلومات المتاحة لاختيار الأماكن الأكثر ملائمة لمشروع أو مبنى بهدف تقليل تكاليف الإنارة والمعدات.

كيف تظهر التفكير المنطقي خلال مقابلة العمل

يحتاج المُتقدم للوظيفة في مقابلات العمل إلى أن يُظهر اكتسابه لمهارة التفكير النقدي وتمكنّه من تطبيقها فيما يتعلق بأعماله السابقة، إذ يؤثر ذلك بشكل إيجابي على تفاعل مسؤول التوظيف معه وعن كيفية فعل ذلك، فيُنصح للمرشح الوظيفة بسرد تجارب سابقة وخطوات تمكن من اتخاذها عند حدوث مشكلة وتسببت في نتائج إيجابية، كما يمكنه التحدث عن تلك المعلومات التي كان في حاجة إلى جمعها لإيجاد الحلول المناسبة، فمثلًا: عند تعرّض أحد الأجهزة إلى مشكلة تقنية عجز الفنيون عن حلها، تمكّن هو من إيجاد البيانات المرتبطة به وتنفيذ الخطوات بالتواصل مع الشركة المصنّعة.

اقرأ أيضًا: بحث عن التفكير وأنواعه ومستوياته ومهاراته

بهذا يمكننا أن نختتم مقالنا ما هو التفكير المنطقي وأهميته، والذي أوضحنا فيه التعريف المفصل للتفكير المنطقي وجوانب أهميته، كما تطرقنا إلى خصائصه وخطوات تطوير تلك المهارة للاستفادة منها شخصيًا ومهنيًا، ثم اختتمنا ببعض الأمثلة عنها.