ما المقصود باحرام التمتع وما شروطه

ما المقصود باحرام التمتع وما شروطه، فالإحرام عمومًا في اللغة العربية يعني الدخول في الحرمة، ويقال أحرم الرجل أي دخل في عهد أو ميثاق، والإحرام في الاصطلاح الشرعي، هو نية الدخول في النسك، وهو من فرائض النسك في الحج والعمرة، وقد شرّعه الله سبحانه وتعالى تحقيقًا لعبودية الخلق، والامتثال لأمر الله، ولإظهار المساواة بين المسلمين، وللتّذكير باليوم الآخر يوم الحشر، ومن أنواعه إحرام التمتع، والذي يهتم موقع المرجع عبر هذا المقال ببيان ما هو حج التمتع وما هي أحكامه وشروطه.

ما المقصود باحرام التمتع

إنّ المقصود باحرام التمتع أن يحرم المسلم بالعمرة في أشهر الحج ثم يحل منها ثم يحرم بالحج من عامه ذاته، وقد سمّي بالتمتع لسببان، السبب الأول أنّ المتمتع يتمتع بإسقاط أحد السفرين عنه، فشأن كلّ واحدٍ من النسكين أن يحرم به من الميقات، وأن يرحل إليه من قطره، فلو تمتع بالنسكين في سفرة واحدة، سقط أحدهما، فجعل الشرع الدم جابرًا بما فاته، السبب الثاني لتسميته بإحرام التمتع أو حج التمتع، هو أن المتمتع يتمتع بين العمرة والحج بالنساء والطيب، وبكل ما لا يجوز للمحرم أن يفعله وقت حله في العمرة إلى وقت الحج والله ورسوله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: كيفية حج الافراد بالتفصيل ، محظورات الإحرام لحج الإفراد

شروط احرام التمتع

ذكر أهل العلم أنّ لإحرام التمتع بذاته عدة شروط ليكون صحيحًا، وتلك الشروط هي كما يأتي:

• الشرط الأول: أن يحرم المتمتع بالعمرة في أشهر الحج، وقد أجمع أهل العلم على ذلك ونقل الإجماع ابن حزم وابن عبد البر وابن قدامة فشهور الحج أحق بالحج من العمرة، ولأن العمرة جائزة في السنة كلّها أما الحج فموضعه معلوم.
• الشرط الثاني: أن يحج من عامه نفسه، فإذا أحرم متمتعًا بالعمرة عليه أن يحرم بالحج في ذات العام، فلو لم يحج في العام ذاته وأجل حجه لغير عام، فهو ليس متمتعًا.
• الشرط الثالث: أن لا يسافر، حيث يشترط للمحرم أن لا يسافر بين العمرة والحج مطلقًا باتفاق المذاهب الأربعة وهو قول عامة أهل العلم، فلا فرق بين حاضري المسجد الحرام في عدم وجوب الدم عليهم، وبين أهل الآفاق في وجوب الدم، إلا أن أهل الآفاق ترفهوا بإسقاط أحد السفرين عنهم.
• الشرط الرابع: نية المتمتع في ابتداء العمرة أو حتى في أثنائها أن يحرم متمتعًا، وهذا شرط اختلف فيه أهل العلم.

احكام حج التمتع

لا بدّ للمسلم أن يطّلع على الأحكام الشرعية الكثيرة التي تتعلق بحج التمتع وإحرامه، والتي نذكر منها:

• لا يشترط في إحرام التمتع أن يكون الحج والعمرة عن شخص واحد باتفاق أهل العلم، فيمكن أن يعتمر عن نفسه ويحج عن أبيه كمثال.
• لحاضري المسجد الحرام أي أهل مكة التمتع والقران، مثلهم مثل أهل الآفاق، لكن يسقط الدم عنهم.
• يجب على المتمتع طوافان وسعيان، فيبدأ بعمرة تامة يطوف ويسعى ويتحلل منها، ثم يحرم بالحج ويأتي بطواف وسعي للحج وذلك باتفاق أهل العلم.
• يمكن للمسلم أن يحرم بالعمرة في أشهر الحج، قم يحرم بالحج بعد فراغه من العمرة.
• ويمكن له أن يحرم بالحج ثم قبل طوافه يفسخ إحرامه إلى عمرة، فإذا فرغ من العمرة تحلل منها وأحرم بالحج، وهذا ما يسمى فسخ الحج إلى عمرة.

شاهد أيضًا: ما حكم من احرم ولم يعتمر

محظورات حج التمتع

من واجب كل مسلم أحرم بالتمتع وغيره أن يلتزم بما حرّمه الله عليه فلا يقربه في إحرامه، وقد أوضحت الشريعة الإسلامية عديد المحظورات على إحرام التمتع، وهي:[2]

• يحرم على المتمتع أن يحلق شعر رأسه أو قصه أو الأخذ منه، وألحق أهل العلم سائر شعر البدن به، وكذلك الأظافر والجلد.
• محظورٌ على المحرم إحرام المتمتع أن يستعمل الطيب بعد عقد الإحرام، سواءً في بدنه أو في أكله أو في تغسيله.
• يحرم على المتمتع الجماع والمباشرة بشهوة ومقدمات الجماع كالقبل واللمس وغيرها.
• يحرم على المتمتع عقد الزواج والخطوبة لنفسه أو لغيره.
• من محظورات الإحرام في حج التمتع قتل الصيد والدل عليه والمعاونة على الإمساك به.
• يحرم على الرجال لبس المخيط من القمصان والبناطيل، ويحرم عليهم تغطية الرأس.
• يحرم على المرأة المحرمة تمتعًا وغيره أن ترتدي النقاب.

هدي التمتع

ذكر أهل العلم أن المحرم بالتمتع يجب عليه دم نسك إذا لم يكن من حاضري المسجد الحرام، وهو ما يسمى بهدي التمتع يذبحه في مكة ويوزعه على فقراءها، ولو لم يجد فعليه أن يصوم عشرة أيّام يصوم ثلاثةً منها في الحج، والسبعة الباقية يصومها في بلاده بعد سفره لأهله، وذلك لقوله تعالى في سورة البقرة: {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}. [3]

شاهد أيضًا: ما هي صفة حج التمتع ابن عثيمين

ما الحكمة من التمتع بالحج

لا بدّ للمسلم أن يدرك أن رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده بالغة وكبيرة، وقد شرّع التمتع بالحج أو الأنساك الثلاثة للإحرام، للتيسير على العباد، فقد يريد العبد العمرة فقط ولا يريد الحج، فيأتي بعمرة وحدها، وقد يريد حجًا فقط من غير عمرة، فيأتي بالحج دون حرج، فلا بتكلف بالعمرة ولا يتكلف بالدم، وقد يأتي بالعمر والحج معًا أو بعد بعضهما، فالحكمة من التمتع التوسعة والتيسير على المسلمين، فمن أراد الحج والعمرة معًا أو أراد أن يحج بعد عمرته فذلك كلّه من باب التيسير ورفع المشقة والله ورسوله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: متى اخر يوم للعمرة قبل الحج؟

الأنساك في الحج

شرع الله سبحانه وتعالى لعباده أنساكًا ثلاثة في الإحرام للحج والعمرة، وتلك الأنساك هي:[5]

• الإفراد: وهي أن يحرم بالحج وحده أن يحرم بالحج مفردًا فيقول ملبيًا لبيك اللهم حجًا، ثم يمضي في عمل حجه حتى يتمه، وليس عليه فيه إلا طواف واحد وهو طواف الإفاضة، وليس عليه إلا سعي واحد وهو سعي الحج، ولا يحل إلا يوم النحر وليس عليه دم إلا تطوعًا.
• القران في الحج: وهو أن يحرم المسلم بالحج والعمرة في نسكٍ واحد، فيقول لبيك اللهم عمرةً في حجة، ويكفيه إحرامٌ واحد وطوافٌ واحد وسعيٌ واحد، ولكن لا يحل يوم النحر، ويقوم بأعمال الحج فقط ويجب عليه دم يذبحه في مكة.
• التمتع في الحج: وهو أن يحرم بالعمرة ثم بعد أن يحل منها يحرم بالحج، وقد تمّ شرحه تفصيلًا عبر فقرات المقال السابقة.

بهذا نختتم مقال ما المقصود باحرام التمتع وما شروطه، والذي عرّف التمتع بالحج، وذكر شروطه وأحكامه، وبيّن حكم الهدي على المتمتع، وذكر محظورات الإحرام في التمتع، وسلط الضوء على أنواع النسك في الإحرام.