المراد بالمكاره في قوله صلى الله عليه وسلم اسباغ الوضوء على المكاره

المراد بالمكاره في قوله صلى الله عليه وسلم اسباغ الوضوء على المكاره؟ حيث أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- علّم المسلمين كيفيّة الوضوء، وبيّن لهم الطّريقة الصّحيحة لذلك، حيث أنّ الوضوء من الأمور الهامّة في حياة المسلم، فهو شرطٌ من شروط صحّة الصّلاة، والوضوء من مسبّبات الطهارة، وفي هذا المقال يوضّح موقع المرجع ما المقصود بالمكاره في قول النّبي -صلى الله عليه وسلم- إسباغ الوضوء على المكاره.

تعريف الوضوء

قبل الاطّلاع على المراد بالمكاره في قوله صلى الله عليه وسلم اسباغ الوضوء على المكاره، لا بدّ من التّعريف بمفهوم الوضوء، الذي يُعرف في اللغة بأنّه النّظافة والبهجة والحسن، ويعرف اصطلاحًا بأنّه تعبّدٌ لله -سبحانه وتعالى- وهو جنسٌ من أجناس الطّهارة، ويتمّ الوضوء بغسل أعضاء مخصّصة ومحدّدة من الجسد بصفةٍ مخصوصة، ويكون الوضوء مفروضًا قبل بعض العبادات كالصّلاة والطّواف وغيرها، والذي يكون شرطًا من شروط صحّتها، ولا تُقبل بدونه، ومن الأمور المستحبّة للمسلم أن يُحسن الوضوء.[1]

شاهد أيضًا: المراد باسباغ الوضوء زياده غسل الوضوء اكثر من ثلاث مرات

المراد بالمكاره في قوله صلى الله عليه وسلم اسباغ الوضوء على المكاره

المراد بالمكاره في قوله صلى الله عليه وسلم اسباغ الوضوء على المكاره ما يأتي:

• الإسباغ هو إتمام الوضوء على أكمل وجه على المكاره التي يُقصد بها شدّة البرد أو الحرارة وآلام الجسد.

حيث ورد عن الصّحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النّبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “ألا أدُلُّكم على ما يمحو اللهُ به الخطايا و يرفعُ به الدَّرجاتِ ؟ إسباغُ الوضوءِ على المكارِه ، و كثرةُ الخُطا إلى المساجدِ ، و انتظارُ الصلاةِ بعد الصلاةِ ، فذلكم الرِّباطُ ، فذلكم الرِّباطُ ، فذلِكُم الرِّباطُ”[2]. فإسباغ الوضوء على المكاره من مسبّبات تكفير الذّنوب، ومن الأمور التي ترفع الدّرجات، وتجلب الحسنات، وعليها حثّ النّبي -صلى الله عليه وسلّم- وذلك لفضلها وعظيم أجرها.[3]

فوائد من حديث اسباغ الوضوء على المكاره

إنّ إرشاد النّبي -صلى الله عليه وسلّم- للمسلمين على إسباغ الوضوء على المكاره في هذا الحديث له الكثير من الفوائد والدّلالات والتي نذكر منها:[4]

• إنّ الحديث يؤكّد فضل الله -سبحانه وتعالى- على عباده، وذلك بتيسير كلّ وسائل العفو والمغفرة، وتسهيل طرق ارتفاع الدّرجات.
• يبيّن الحديث فضل أن يُكثر المسلم من خطواته للمساجد، مهما طالت مسافاتها وبعدها عن بيته ومسكنه.
• يؤّكد الحديث على فضل الصّلاة وانتظارها.
• بيبّن الحديث شدّة فضل إسباغ الوضوء على المكاره، الذي يمحو الله به الخطايات ويرفع به الدّرجات.
• في الحديث بيانٌ أنّ الكثير من الأمور تُعدّ من المرابطة ولها الكثير من الأجر والثّواب.

شاهد أيضًا: تفسير حلم رؤية الوضوء في المنام لابن سيرين والنابلسي وابن شاهين

فرائض الوضوء وأركانه

بعد معرفة ما المراد بالمكاره في قوله صلى الله عليه وسلم اسباغ الوضوء على المكاره، سيتمّ التعرف على فرائض الوضوء وأركانه، وهي الأمور التي لا يصحّ الوضوء من دونها وهي واجبةٌ فيه، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}[5]. وقد بلغ عدد أركان الوضوء وفروضه ستّة، وهي:[6]

• أن يغسل المسلم وجهه، وأنفه وفمه من وجهه.
• أن يقوم المسلم بغسل يديه إلى مرفقيه.
• أن يمسح رأسه.
• غسل الرّجلين إلى الكعبين.
• التّرتيب بين الأعضاء المراد غسلها والمسح عليها في الوضوء.
• الموالاة بين الأعضاء، وذلك يعني أن يغسلها ويمسح عليها بغير فاصلٍ زمنيٍّ طويلٍ بينها.

شاهد أيضًا: النجاسه العينيه هي التي لا يمكن تطهيرها مطلقا

سنن الوضوء وآدابه

المراد بالمكاره في قوله صلى الله عليه وسلم اسباغ الوضوء على المكاره هو إتمام الوضوء  في وقت البرد الشديد والحرارة العالية والألم في الجسد، وإن للوضوء سننًا وآدابًا كثيرة، لكنّها غير مفروضة ويصحّ بدونها، إلّا أنّها وردت عن النّبي -صلى الله عليه وسلّم- بفعله أو بوصيّته وحثّه عليها، ومن تلك السنن والآداب:[7]

• التسمية: فمن الأمور المستحبّة أن يسمّي المسلم عند بداية وضوئه، وقبل بداية أيّ أمرٍ يقوم به، سواءً من العبادة او غير العبادة.
• السّواك: حيث أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلّم- كان يحبّ السّواك ويحثّ عليه بشدّة، فمن المستحبّ للمسلم أن يستاك قبل وضوءه.
• غسل الكفّين ثلاثًا: فمن السّنة أن تُغسل الأيدي إلى الرسغين في بداية الوضوء، لأنّ النّبي -صلى الله عليه وسلّم- غسل كفّيه ثلاثًا قبل وضوئه.
• المبالغة في المضمضة والاستنشاق: وهذا الأمر مستحبٌّ لغير الصّائم ويكون ذلك بإخراج ما في الأنف والفم من الأذى باليد اليسرى.
• تخليل اللحية الكثيفة: وذلك لتمام النّظافة والطّهارة، وكذلك كانت صفة وضوء النّبي صلى الله عليه وسلم.
• أن يبتدئ المسلم باليمين: فمن السّنة التّيمّن في كلّ شيء.
• تكرار غسل العضو مرتين أو ثلاثًا:  فعن حمران مولى عثمان بن عفان: “أنَّه رَأَى عُثْمَانَ بنَ عَفَّانَ دَعَا بوَضُوءٍ، فأفْرَغَ علَى يَدَيْهِ مِن إنَائِهِ، فَغَسَلَهُما ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أدْخَلَ يَمِينَهُ في الوَضُوءِ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ واسْتَنْشَقَ واسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وجْهَهُ ثَلَاثًا ويَدَيْهِ إلى المِرْفَقَيْنِ ثَلَاثًا، ثُمَّ مَسَحَ برَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ كُلَّ رِجْلٍ ثَلَاثًا، ثُمَّ قالَ: رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَوَضَّأُ نَحْوَ وُضُوئِي هذا، وقالَ: مَن تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هذا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِما نَفْسَهُ، غَفَرَ اللَّهُ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”.[8]
• الدعاء والذّكر بعد الفراغ من الوضوء:  حيث يُسنّ أن يقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله.

شاهد أيضًا: هل الاستحمام يغني عن الوضوء

فضائل الوضوء

بعد الاطلاع على المراد في قوله صلى الله عليه وسلم اسباغ الوضوء على المكاره سيتمّ المرور على فضائل الوضوء، فالوضوء من العبادات العظيمة في الإسلام، وهو سببٌ لصحّة الصّلاة، وسببٌ من أسباب الخير، وإنّ فضائل الضوء هي:[9]

• الوضوء شطر الإيمان: فالوضوء من الطّهارة والنّبي -صلى الله عليه وسلّم- أخبر أنّ الطّهور شطر الإيمان.
• الوضوء سبب من أسباب محبّة الله لعبده: فالله -سبحانه وتعالى- يحبّ المتطهّرين،  ويحبّ التّوابين.
• الوضوء سبب من أسباب دخول الجنة: لقول النّبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: “ما مِنكُم مِن أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُبْلِغُ، أوْ فيُسْبِغُ، الوَضُوءَ ثُمَّ يقولُ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُهُ؛ إلَّا فُتِحَتْ له أبْوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِن أيِّها شاءَ”.[10]
• في الوضوء يرفع الله درجات المؤمنين: وهي من إحدى ثمرات إسباغ الوضوء على المكاره.
• الوضوء من علامات المؤمنين:  حيث أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  أوصى وأرشد أن يتحلّى النّاس بصفات المؤمن ومنها المحافظة على الوضوء.
• الوضوء قبل النوم سبب من أسباب إجابة الدعاء: فمن بات طاهرًا وتعار من الليل فسأل الله من خيري الدّنيا والآخرة استجاب الله له وأعطاه ما سأل.

شاهد أيضًا: هل يجوز الوضوء بماء البحر

مبطلات الوضوء

إنّ للوضوء مُبطلاتٌ ومفسدات، والتي بحدوثها للمسلم وجب عليه أن أن يتوضّأ وضوءًا جديدًا، ومن تلك المبطلات التي حدّدها أهل العلم:[11]

• الخروج من الإسلام: فمن ارتدّ عن الإسلام ثمّ عاد إليه وجب عليه الوضوء، ولو كان متوضئًا أثناء ذلك.
• تغسيل الميت: إنّ من مبطلات الوضوء أن يقوم الرجل بغسل الميت، وبذلك أمر الصّحابة الكرام من كان يُغسّل ميتًا.
• أكل لحم الإبل: من مبطلات الوضوء أكل لحم الإبل لتأكيد النّبي -صلى الله عليه وسلم- على ذلك.
• اللمس بشهوة:  فإذا لمس الرجل زوجته بشهوة أو لمسته بشهوة وجب عليها الوضوء.
• مس العورة المغلّظة:  فمس القبل أو الدبر من مفسدات الوضوء إن كان بغير حائل.
• ذهاب العقل: فإن سكر العقل أو أغمي على الرّجل أو نام  أو جنّ وما نحوه بطل وضوءه.
• سيلان الدم: فإن سال من الجسد دمٌ كثير أو صديد أو قيح أو خرج منه قيئًا أو ما يشابهها، فعليه أن يتوضّأ.
• الخارج من السّبيلين: مهما كان مقداره ولو كان طاهرًا أو نجسًا، فكلّ ما خرج من السبيلين يوجب الوضوء.

بهذا  نصل لنهاية مقال المراد بالمكاره في قوله صلى الله عليه وسلم اسباغ الوضوء على المكاره، وفيه تمّ تعريف الوضوء، وبيان فرائضه وأركانه وسننه، كما بيّن المقال فضائل الوضوء ومبطلاته، وذلك بعد معرفة فوائد حديث اسباغ الوضوء على المكاره.