ما هي شهادة الزور والفرق بينها وبين الكذب

بالإجابة عن ما هي شهادة الزور يُمكن القول أن شهادة الزور هي عبارة عن أقوال تم الإدلاء بها أمام الجهات الحاكمة بصورة غير مُطابقة للحقيقة، وتكون مرتبطة بحلف اليمين، ومتى ما تم إثبات أن الشهادة التي تم أداؤها من قبل الشاهد كذلك، يُحاسب بالعقوبة القانونية المُقررة لجريمة شهادة الزور، وقد خصص موقع المرجع لبيان ما هي شهادة الزور، والفرق بين شهادة الزور والكذب، ومتى لا تعد شهادة الزور جريمة، وذكر أركان جريمة شهادة الزور، كيف يتم إثبات شهادة الزور.

ما هي شهادة الزور

شهادة الزّور (بالإنجليزية: Perjury): “هو الفعل المتعمد لقسم كاذب أو تزوير تأكيد لقول الحقيقة، سواء كان ذلك بالقول أو الكتابة، فيما يتعلق بأمور جوهرية لإجراء رسمي قد يتم أمام المحكمة”، مثل معظم الجرائم الأخرى في نظام القانون العام، لكي تتم إدانة الشخص بجرك شهادة الزور، يجب أن يكون لديه نية (نية إجرامية) لارتكاب الفعل وأن يكون قد ارتكب الفعل بالفعل (الفعل الإجرامي)، علاوة على ذلك، لا يمكن اعتبار البيانات التي تعتبر حقائق كاذبة، حتى لو كانت تشكل إغفالً، وليس الحنث باليمين الكذب بشأن أمور غير مهمة للإجراءات القانونية، إن البيانات التي تنطوي على تفسير للحقيقة ليست شهادة كاذبة؛ لأن الناس غالبًا ما يتوصلون إلى استنتاجات غير دقيقة عن غير قصد أو يرتكبون أخطاء صادقة دون نية الخداع.

قد يكون لدى الأفراد معتقدات صادقة ولكنها خاطئة حول بعض الحقائق أو قد تكون ذكرياتهم غير دقيقة، أو قد يكون لديهم تصور مختلف عن الطريقة الدقيقة لتوضيح الحقيقة، في بعض الولايات القضائية، لم تحدث جريمة عندما يتم الإدلاء ببيان كاذب (عن قصد أو عن غير قصد) أثناء حلف اليمين أو تحت طائلة العقوبة، وبدلاً من ذلك، لا تُلحق المسؤولية الجنائية إلا في اللحظة التي يؤكد فيها المُعلن بشكل خاطئ حقيقة البيانات (التي تم الإدلاء بها أو التي سيتم الإدلاء بها) والتي تعتبر جوهرية نتيجة الدعوى، على سبيل المثال؛ لا يعد الكذب بشأن سن الشخص شهادة زور إلا إذا كان العمر حقيقة جوهرية للتأثير على النتيجة القانونية؛ مثل الأهلية للحصول على مزايا التقاعد للشيخوخة أو ما إذا كان الشخص في سن يتمتع بالأهلية القانونية.

تعتبر الشهادة جريمة خطيرة، حيث يمكن استخدامها لاغتصاب سلطة المحاكم، مما يؤدي إلى إساءة تطبيق العدالة، في كندا، أولئك الذين يرتكبون شهادة الزور مذنبون بارتكاب جريمة يعاقب عليها القانون ويعاقبون بالسجن لمدة لا تزيد عن أربعة عشر عامًا، وهي تُعد جريمة قانونية في إنجلترا وويلز، فالشخص المدان بالشهادة الكاذبة معرض للسجن لمدة لا تزيد عن سبع سنوات، أو بغرامة، أو لكليهما، في الولايات المتحدة، يصنف قانون الحنث باليمين بموجب القانون الفيدرالي الحنث باليمين كجناية وينص على عقوبة بالسجن تصل إلى خمس سنوات، يسمح قانون العقوبات لولاية كاليفورنيا بأن يكون الحنث باليمين جريمة يعاقب عليها بالإعدام في القضايا التي تسبب الإعدام غير المشروع، يتم تفسير الحنث باليمين الذي تسبب في الإعدام غير المشروع لشخص آخر أو في السعي وراء إعدام شخص آخر بشكل غير مشروع على أنه قتل أو محاولة قتل، وعادة ما يعاقب عليه بالإعدام في البلدان التي تحتفظ بعقوبة الإعدام، تعتبر الشهادة الكاذبة جناية في معظم الولايات الأمريكية وكذلك في معظم الولايات الأسترالية.

اقرأ أيضًا: كيفية الطعن في شهادة الشهود

الفرق بين شهادة الزور والكذب

يكمُن الفرق الأساسي بين شهادة الزور والكذب أن شهادة الزور تُعد جريمة يُعاقب عليها القانون متى ما اقترنت باليمين، أما الكذب عبارة عن صفة لا أخلاقية لا يتم المُعاقبة عليها قانونًا، كما تقترن شهادة الزور بحلف اليمين المُقررة، ولا يحدث ذلك في فعل الكذب، وقد تتم شهادة الزور أمام الهيئات الحاكمة، أما الكذب فقد يحدث خارج ذلك، يُمكن القول أن كل شهادة وزر هي كذب، والعكس غير صحيح، وفي ما يلي توضيح أكثر لذلك:

شهادة الزور

شهادة الزور هو أكثر من مجرد الكذب في الوثائق الرسمية؛ مثل طلبات رخصة القيادة، يحدث ذلك عندما تدلي بشهادة زور داخل المحكمة أو خارجها وتكذب في إفادات خطية مشفوعة بيمين وأي إعلان خطي رسمي آخر تحت القسم، يجب أن تكون هذه المعلومات مادية أو أساسية بطريقة قد تؤثر على نتيجة الدعوى، حيث يرتكب معظم الأشخاص شهادة الزور لتحقيق نتيجة تفيدهم، على سبيل المثال؛ الكذب بشأن دخلهم عند التقدم بطلب للحصول على برامج الرعاية الاجتماعية، وبالمثل، يمكن لأي شخص أن يكذب أثناء الإدلاء بشهادته لحماية صديقه الذي يواجه اتهامات بالسرقة، مدعيًّا أنه لم ير أي شيء عندما يشهد الجريمة بالفعل، تم كل هذا بعد التأكد من فهمهم لالتزاماتهم بقول الحقيقة – وتسمى أيضًا “حلف اليمين”.[1]

الكذب

الكذب هو إصدار بيان أو قول غير صحيح بقصد الخداع، يمكن تصور الكذب على أنه مجرد شكل واحد من أشكال الخداع، والذي يتم تعريفه على أنه “فعل التسبب في قبول شخص ما هو خطأ أو غير صحيح على أنه صحيح أو صحيح” وبالتالي، فإن الكذب هو دائمًا شكل من أشكال الخداع، ولكن لا يمكن اعتبار كل الخداع كذبة، يحتاج الكذب إلى استيفاء ثلاثة شروط لحدوثه، أولًا يجب الإدلاء ببيان، بشكل عام، يتم الإدلاء بالبيانات شفهيًا، ولكن يمكن للأشخاص الإدلاء ببيانات عبر القلم أو النص أو منشور Facebook، أما الشرط الثاني هو أن البيان يجب أن يكون غير صحيح؛ أي أن المعلومات التي يتم مشاركتها في البيان يجب أن تكون وصفًا أو وصفًا غير دقيق للواقع، الشرط الثالث هو أن المتحدث يجب أن يكون قد قصد الخداع، عادة لا يمكن الاستدلال على النية إلا، لأننا غير قادرين على التحديق في عقل الشخص وتمييز نواياه الحقيقية، ومع ذلك، فإن نية الخداع أمر أساسي لتعريف معظم الناس للكذب.[2]

متى لا تعد شهادة الزور جريمة

في بعض الحالات ولو تم الإدلاء بعلومات غر صحيحة أمام الهيئات الحاكمة أو السلطات القضائية لا يُمكن اعتبار ذلك جريمة شهادة زور، ومن هذه الحالات:[1]

• إذا لم تكن تحت القسم أو لم تعلن تحت طائلة عقوبة شهادة الزور.
• لا تعتبر البيانات المادية أو ذات صلة بالقضية، على سبيل المثال؛ الكذب بشأن الموطن أثناء الإجابة على الأسئلة المتعلقة بمخطط غسيل الأموال في مكان العمل).
• إذا تم تصحيح الخطأ في الوقت المحدد أو قبل أن يؤثر على الإجراء القانوني.
• في حال الإدلاء بأقوال مضللة ولم يكن هناك نية للكذب.

اقرأ أيضًا: ما هي كفارة اليمين

أركان جريمة شهادة الزور

حتى يُعد فعل شهادة الزّور جريمة مُعاقب عليها قانونًا، لا بُد من توافر 4 عناصر رئيسية، هذه العناصر هي:[4]

• أن يحلف المُقرّ يمينًا للشهادة بصدق.
• أنه أدلى عن عمد ببيان كاذب يتعارض مع هذا القسم.
• توافر نية الكذب لدى المُقر رغم أنه يعلم بالحقيقة.
• أن يكون البيان المتعلق بحقيقة مادية لها تأثير على الدعوى.

كيف يتم إثبات شهادة الزور

شهادة الزّور هي الشهادة التي يقدمها شاهد ما في قضية ما أو ادعاء أو دفاع أمام المحاكم، وهي عبارة عن واقعة مادية مؤهلة لتهمة جريمة شهادة الزّور إذا ما توافرت أركان جريمة الشّهادة الكاذبة والتي سبق ذكرها آنفًا، حيث أنه إذا تم تقديم الأدلة ضد شاهد متهم بتضليل المحكمة عمدًا، فمن المرجح أن تكون دعوى شهادة الزّور، ويجدُر بالذّكر أنّه لا يمكن إثبات جريمة شهادة الزّور إلا بتقديم دليل موضوعي يتعارض مع أقوال الشاهد تحت القسم؛ بمعنى أكثر وضوحًا هو أن يتم تقديم أدلة وبينات في الدعوى تُثبت أن الشاهد لم يقول الحقيقة إطلاقًا.[5]

شهادة الزّور هي جريمة مُعاقب عليها قانونًا متى ما توافرت أركانها القانونية، وهذا ما اتضح من خلال ما تم بيانه في عنوان ما هي شهادة الزور، وقد تختلف العقوبة المُقررة لجريمة شهادة الزّور من دولة إلى أخرى.