كيفية الطعن في شهادة الشهود

كيفية الطعن في شهادة الشهود، الشهادة هي أحد أدلة الإثبات المنصوص عليها في قانون الإثبات، ومن خلالها قد يحسم القاضي دعواه في دعوى منظورة أمامه، وللشهادة العديد من الضوابط والشروط التي يجب أن تتوافر حتى تُقبل كدليل من أدلة الإثبات، وبناءً على ما تقدم يتحدث موقع المرجع في هذا المقال عن تعريف الشهادة، وكيفية الطعن في شهادة الشهود، والشروط الواجب توافرها في الشهادة، والشروط الواجب توافرها في الشاهد، بالإضافة إلى بيان كيفية أداء الشهادة.

تعريف الشهادة

في القانون الشهادة (بالإنجليزية: testimony) هي: “شكل من أشكال الأدلة التي يتم الحصول عليها من شاهد يدلي ببيان رسمي أو إعلان حقيقة”، قد تكون الشهادة شفهية أو مكتوبة، وعادة ما يتم إجراؤها بالقسم أو التأكيد تحت طائلة عقوبة الحلف باليمين، لكي تكون الشهادة المكتوبة مقبولة في المحكمة ولأقصى قدر من الموثوقية والصلاحية، عادة ما يشهد عليها شخص أو أكثر من الأشخاص الذين يقسمون أو يؤكدون أصالتها، وأيضًا تحت طائلة عقوبة الحلف باليمين، ما لم يدلِ الشاهد بشهادته كشاهد خبير، فإن الشهادة في شكل آراء أو استنتاجات تقتصر عمومًا على تلك الآراء أو الاستنتاجات التي تستند بشكل عقلاني إلى تصورات الشاهد وتساعد على فهم واضح لشهادة الشاهد.
ويختلف الشهود عن الخبراء بأن الخبراء هم شهود شرعيون يتمتعون بفهم حقيقي للإجراءات القانونية والأخطار الكامنة في الشهادة الكاذبة أو المضللة من الإدلاء ببيانات واقعية، وهم يدركون أيضًا أنهم في الواقع ليسوا شهودًا على جريمة مزعومة أو حدث آخر بأي شكل أو شكل أو شكل، خبرتهم في فحص الأدلة أو الحقائق ذات الصلة في القضية، يجب ألا يصدروا أي حكم أو ادعاء أو اتهام بشأن أي جانب من جوانب القضية خارج نطاق خبرتهم الضيق، يجب عليهم أيضًا ألا يزعموا أي حقيقة لا يمكنهم إثباتها علميًا بشكل فوري وموثوق.

كيفية الطعن في شهادة الشهود

يُمكن الطعن بالشهادة من خلال إثبات عكسها أمام قاضي الموضوع، أو إقامة الدليل على كذب الشهادة أمام المحكمة المُختصة، ومن خلال التحقيق مع الشاهد ذاته واستجوابه، أيضًا قد يُلاحق الشاهد في الدعاوى الجزائية عند شهادة الزور بجرم شهادة الزور، وقد تصل عقوبة الشاهد في بعض الأحوال إلى الأشغال الشاقة المؤقتة، وبالتالي يعود الأمر في ذلك إلى القاضي اتخاذ قرار بشأن من يعتقد أنه أكثر صدقًا، فالشهادة هي نوع من الأدلة، وغالبًا ما تكون الدليل الوحيد الذي يمتلكه القاضي عند الفصل في القضية، وقد تكون تحت القسم في المحكمة ويدلِ بالشهادة أمام القاضي، وما يقوله الشاهد يعتبر صادقًا ما لم يتم الطعن فيه (“دحضه”) بطريقة ما من قبل الطرف الآخر.[1]

تُعد الشهادة واحدة من أهم أدلة الإثبات، وللشهادة العديد من الشروط التي يجب أن تتوافر حتى تُقبل كدليل من أدلة الإثبات، فهناك العديد من الدعاوى تُعد الشهادة دليل أساسي فيها، ولا تقتصر الشروط على الشهادة فقط، بل هناك أيضًا العديد من الشروط التي يجب أن تتوافر في الشاهد أيضًا، وفي حال اختل أي شرط من هذه الشروط، يجوز الطعن بالشهادة لدى المحكمة، وفي حال أدلى الشاهد شهادته أمام المحكمة، وتبين فيما بعد أنها كاذبة، يحق للطرف الآخر الطعن في هذه الشهادة لدى المحكمة على أنها كاذبة، وأيضًا يُلاحق الشاهد بجرم شهادة الزور، ويُرتب القانون عقوبة على الشهادة الكاذبة، قد تصل إلى الحبس أحيانًا، وعليه فإن الشهادة لا تُعد دليلًا قاطعًا لا يمكن إثبات عكسه، بل إذا اختل أي شرط من الشروط التي يجب أن تتوافر في الشهادة، أو بنيت الشهادة على باطل، يحق للخصم التي أدليت الشهادة ضده الطعن بها أمام المحكمة المختصة.

الشروط الواجب توافرها في الشهادة

حتى تُقبل الشهادة كدليل إثبات، ينبغي توافر العديد من الشروط، ومنها:
  • يجب أن تنصب الشهادة على واقعة جائزة قانونًا، غير مُخلة بالنظام العام والآداب العام، وعليه إذا كانت الشهادة مُنصبة على واقعة غير أخلاقية فلا يُعتد بها؛ على سبيل المثال الشهادة على دين قمار.
  • أن تكون الواقعة المراد إثباتها يجوز إثباتها بالشهادة، حيث نصت العديد من قوانين الإثبات بمُختلف الدول أن الشهادة لا تقبل في الالتزامات التعاقدية التي تزيد قيمتها عن 100 دينار، وما دون ذلك يجوز إثباته بالشهادة.
  • أن تكون الشهادة مُتعلقة بواقعة مُنتجة في الدعوى، إذ لا يجوز أن تنصب الشهادة على واقعة لا تؤثر بالدعوى، ولا يستطيع القاضي أن يستخلص دليله منها للفصل في الدعوى المنظورة أمامه.

شاهد أيضًا: الفرق بين الميثاق والقانون

الشروط الواجب توافرها في الشاهد

يجب أن تتوافر العديد من الشروط في الشاهد حتى تُقبل شهادته لدى القضاء، ومن هذه الشروط:
  • يجب أن يكون الشاهد بالغًا عاقلًا يفهم معنى اليمين، إذ لا يجوز قبول شهادة كل من المجنون، أو الصبي الذي لا يُدرك معنى اليمين، ويجوز للقاضي أن يأخذ بشهادة هذا الأخير على سبيل الاستئناس، بشرط أن لا يبني حكمه في الدعوى عليها.
  • يجب أن لا تجر الشهادة مغنمًا للشاهد ولا تدفع عنه مغرمًا؛ بمعنى أنه لا يجوز للشاهد أن يُدلى شهادته أمام القضاء للحصول على منفعة ما من صاحب العلاقة، أو لدفع ضرر عنه مُحتمل في حال لم يشهدها.
  • يجب أن لا يكون الشاهد من الأشخاص الممنوعين من أداء الشهادة؛ كالمحامي الذي لا يجوز أن يشهد ضد موكله عن معلومات وصلت إليه من موكله بحكم الوكالة، كذلك الحال بالنسبة للطبيب لا يجوز أن يشهد على مرضاه.
  • يجب أن يُدلي الشهادة بناءً على الصيغة التي تُحددها المحكمة، وبحلف اليمين قبل البدء بإدلاء الشهادة.

كيفية آداء الشهادة في المحكمة

إذا توافرت الشروط التي سبق ذكرها في الشهادة، ورغب المدعي أو المدعى عليه إثبات واقعة ما من خلال الاستعانة بالشهادة كدليل إثبات، يتعين على منهما أن يطلب ضمن قائمة بيناته المُقدمة في الدعوى الإثبات بالبينة الشخصية؛ أي الإثبات بواسطة الشهود، بحيث يتم ذكر أسماء الشهود بشكلٍ كامل، مع بيان عنوان كل منهم، والواقعة المُراد إثباتها بالشهادة، وعليه ينظر القاضي بهذا الأمر ويُقرر في حال جواز قبول الشهادة أم لا، وفي حال أجاز ذلك، يجب أن يحضر الشاهد إلى المحكمة بالوقت واليوم المُحددين، لإدلاء شهادته أمام القاضي المُختص بنظر الدعوى، بقول والله، وم ثم إكمال الصيغة التي تحددها المحكمة، بعد التثبت من هويته الشخصية.
الشهادة في القانون هي إخبار الإنسان عن حق مُتعلق بذمة الغير لشخص آخر أمام القضاء، ولا يجوز كتم الشهادة، أيضًا لا يجوز أداء الشهادة الكاذبة وذلك تحت المسائلة القانونية، وإلا سيتم الطعن بها كما تم بيان ذلك في عنوان كيفية الطعن في شهادة الشهود؛ لأن الشهادة قد تكون الفيصل الحاسم في الدعوى والتي سيبني عليها القاضي قناعته في الفصل في الدعوى.

المراجع

  1. womenslaw.org , Does testimony count as evidence? , 02/12/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *