ما حكم صيام رأس السنة الهجرية
جدول المحتويات
ما حكم صيام رأس السنة الهجرية حيث يعتبر هذا اليوم يوماً مهم عند المسلمين، فهو يؤرخ هجرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، لذلك يهتم موقع المرجع في الحديث عن ما حكم صيام رأس السنة الهجرية، وعن حكم الصيام في شهر المحرم وفضله، وعن حكم صيام يوم عاشوراء، وعن حكم الاحتفال برأس السنة الهجرية.
ما حكم صيام رأس السنة الهجرية
إن صيام رأس السنة الهجرية بدعة لعدم وجود ما يدل على جواز صيام هذا اليوم، فلا يجوز تخصيص رأس السنة الهجرية بالصيام، لأن الأصل في العبادات التوقيف، فلا يجوز للمكلفين أن يقدموا على عبادة من العبادات، حتى يعلموا أن الله قد أذن فيها، وشرعها لهم لأن الله تعالى لا يُعبد إلا بما أراد، فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ”،[1] فقد أكمل الله هذا الدين وأتم النعمة على عباده، وواجب على المسلم أن يحرص على الاتباع والوقوف على مراد الله -عز وجل- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- بقدر وسعه وطاقته، وألا يحدث ويبتدع في دين الله شيئا من عند نفسه، فمن اخترع في الدين ما لا يشهد له أصل من أصوله، فلا يلتفت إليه.[2]
اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام يوم واحد من عاشوراء
ما حكم الصيام في شهر المحرم
يستحب الإكثار من الصيام في شهر محرم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل: “أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ؟ وَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَقالَ: أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ، صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ”،[3] فشهر المحرم من الأشهر الحرم، وفي هذا الحديث إشارة إلى أنه لما كان القتال محرمًا في المحرم، وكان انتهاز وقته للصوم فرصة من أجل أن أوقات إباحة القتال لا يقتضي أن يكون المؤمن فيها صائما؛ لأن الصوم يضعف أهله، فالإكثار من الصيام في شهر الله المحرم مشروع، ومن صامه كله فقد أحسن وفعل خيرًا، قال الحافظ ابن رجب: “وهذا الحديث صريح في أن أفضل ما تطوع به من الصيام بعد رمضان صوم شهر الله المحرم، وقد يحتمل أن يراد: أنه أفضل شهر تطوع بصيامه كاملًا بعد رمضان، فأما بعض التطوع ببعض شهر، فقد يكون أفضل من بعض أيامه، كصيام يوم عرفه، أو عشر ذي الحجة، أو ستة أيام من شوال، ونحو ذلك”.[4]
اقرأ أيضًا: عبارات تهنئة السنة الهجرية للحبيب
فضل شهر المحرم
شهر المحرم هو من الشهور الحرم التي عظمها الله تعالى وذكرها في كتابه، فقال سبحانه وتعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهور عِنْدَ اللَّهِ اثني عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}،[5] وشرف الله تعالى هذا الشهر من بين سائر الشهور، فسمي بشهر الله المحرم، فإضافة إلى نفسه؛ تشريفًا له، وإشارة إلى أنه حرمه بنفسه، وليس لأحد من الخلق تحليله. كما بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تحريم الله تعالى لهذه الأشهر الحرم، ومن بينها شهر المحرم؛ فعن أبي بكرة رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “إنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثني عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الذي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ”،[6] وقد رجح طائفة من العلماء أن محرمًا أفضل الأشهر الحرم.[7]
شاهد أيضًا: لماذا سميت السنة القمرية الهجرية بهذا الاسم
ما حكم صيام يوم عاشوراء
إن صوم يوم العاشر من محرم المسمى بعاشوراء سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهو اليوم الذي أنجى الله تعالى فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه؛ فصامه موسى شكرًا، ثم صامه النبي صلى الله عليه وسلم، ورد في الصحيحين عن معاوية -رضي الله عنه- أنه قال: “سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يقولُ: هذا يَوْمُ عَاشُورَاءَ، ولَمْ يَكْتُبِ اللَّهُ علَيْكُم صِيَامَهُ، وأَنَا صَائِمٌ، فمَن شَاءَ فَلْيَصُمْ، ومَن شَاءَ فَلْيُفْطِرْ”،[8] قال أهل العلم: ومراتب صيام عاشوراء ثلاثة: أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر، وأقل ما تحصل به السنة صيام العاشر وحده، وأما جزاء صيامه فهو يكفر السنة الماضية، كما جاء في صحيح مسلم عن أبي قتادة الحارث بن ربعي أنه قال: “سُئِلَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن صَوْمِ يَومِ عَاشُورَاءَ؟ فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ”.[9][10]
شاهد أيضًا: ترتيب الأشهر الهجرية ومعاني أسمائها وعدد أيامها
ما حكم التهنئة بالسنة الهجرية الجديدة 1446
لم تكن التهنئة بالعام الجديد معروفة عند السلف، لكنها شاعت في الأزمنة المتأخرة، وقد سئل العلماء المعاصرون عنها، واختلفوا في حكمها على أقوال: فمنهم من منعها مطلقًا، ومنهم من أجازها وعدها من الأمور العادية لا التعبدية، ومنهم من قال: لا تبتدئ التهنئة، ولا بأس بأن ترد على من هنأك وتدعو له بأن يكون عامه الجديد عام خير وبركة، يقول ابن عثيمين رحمه الله: “التهنئة برأس العام الجديد ليست معروفة عند السلف؛ ولهذا تركها أولى، لكن لو أن الإنسان هنأ الإنسان بناءً على أنه في العام الذي مضى أفناه في طاعة الله -عز وجل- فيهنئه لطول عمره في طاعة الله فهذا لا بأس به؛ لأن خير الناس من طال عمره وحسن عمله”، وذكر ذلك ابن القيم -رحمه الله- في كتابه أحكام أهل الذمة: “أن التهنئة برأس العام الهجري تركها أولى بلا شك؛ لأنها ليست من عهد السلف، وإن فعلها الإنسان فلا يُؤَثم”.[11]
وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي تحدثنا فيه عن ما حكم صيام رأس السنة الهجرية، وعن حكم الصيام في شهر المحرم وفضله، وعن حكم صيام يوم عاشوراء، وعن حكم التهنئة بالسنة الهجرية الجديدة.
المراجع
- صحيح البخاري , البخاري، عائشة أم المؤمنين، 2697، صحيح.
- islamweb.net , أيام مكروه صيامها.. وحكم صوم يوم رأس السنة الهجرية , 13/06/2024
- صحيح مسلم , مسلم، أبو هريرة، 1163، صحيح.
- islamweb.net , حكم صيام شهر المحرم كله , 13/06/2024
- سورة التوبة , الآية 36
- صحيح البخاري , البخاري، أبو بكيرة نفيع بن الحارث، 4662، صحيح.
- dorar.net , أحكامُ شهرِ اللهِ المُحَرَّمِ , 13/06/2024
- صحيح البخاري , البخاري، معاوية بن أبي سفيان، 2003، صحيح.
- صحيح مسلم , مسلم، أبو قتادة الحارث بن ربعي، 1172، صحيح.
- islamweb.net , صوم عاشوراء.. ثوابه.. وحكمه , 13/06/2024
- islamweb.net , النظرة الشرعية في التهنئة بالعام الجديد , 13/06/2024
التعليقات