ما حكم البيع بعد نداء الجمعة الثاني

ما حكم البيع بعد نداء الجمعة الثاني حيث تعتبر صلاة الجمعة من أهم الصلوات التي أمر الله تعالى عباده بأدائها، فحضورها واجب على كل رجل عاقل بالغ مكلف حر وقادر، ومن لم يحضرها بغير عذر فقد توعده الله بالعقاب بالدنيا والآخرة، لذلك يقدم موقع المرجع هذا المقال الذي يتحدث عن: ما حكم البيع بعد نداء الجمعة الثاني.

ما حكم البيع بعد نداء الجمعة الثاني

لقد نهى الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم عن البيع بعد النداء الثاني لصلاة الجمعة، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا ۚ قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ ۚ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}،[1] والنهي في هذه الآية يقتضي وجوبه، وعلى هذا، فالأمر هنا هو النهي لا الكراهة، والله تعالى أعلم.[2]

شاهد أيضًا: حكم ترك صلاة الجمعة

انعقاد البيع بعد نداء الجمعة الثاني

اختلف العلماء في مسألة انعقاد البيع إذا حصل بعد الأذان الثاني لصلاة الجمعة، على قولين، وتفصيل هذين القولين فيما يأتي:[3]

  • القول الأول: وهو مذهب الحنفية والشافعية وبعض المالكية، وهو القول الراجح عند جمهور العلماء، حيث إنه رغم النهي عن البيع بعد الأذان الثاني لصلاة الجمعة لكنه ينعقد، كما يلي: بدليل قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}،[1] فالنهي هنا ليس عن البيع، بل عن وقته.
  • القول الثاني: ذهب الحنابلة، والمالكية في المشهور عندهم، إلى أن البيع لا ينعقد بعد الأذان الثاني لصلاة الجمعة، وذلك لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}،[1] حيث إن النهي عن شيء يدل على فساد المنهي عنه، والبيع في هذا الوقت مشتت عن الصلاة، ويكون عذرًا لتضييعها أو تفويت بعض منها، والبيع بعد النداء عقد حرمه الشرع من أجل العبادة، فحكم عليه بطلان قياسا على الزواج المحرم.

شاهد أيضًا: حكم الكلام اثناء خطبة الجمعة

من يحرم عليهم البيع بعد نداء الجمعة الثاني

اتفق أئمة المذاهب الإسلامية الأربعة على أن النهي عن البيع بعد الأذان الثاني لصلاة الجمعة خاص بالمخاطبين بصلاة الجمعة والمأمورين بها، وعلى هذا فإنه يخرج من هذا النهي المسافرين والنساء والأطفال، وذلك لسببين، وهما:[4]

  • نهى الله تعالى عز وجل عن البيع بعد نداء الجمعة الثاني من أمرهم بصلاة الجمعة، وبناء على ذلك كل من لم يؤمر بأداء صلاة الجمعة يبتعد عن النهي.
  • والنهي جاء لما يحدث من انشغال عن صلاة الجمعة، وهذا الانشغال ينعدم في من لم يؤمر بصلاة الجمعة أساسًا.

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال: ما حكم البيع بعد نداء الجمعة الثاني، الذي تحدثنا فيه عن حكم البيع بعد نداء الجمعة الثاني، وعن انعقاد البيع بعد نداء الجمعة الثاني، وتعرفنا على من يحرم عليهم البيع بعد نداء الجمعة الثاني.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *