ما حكم عبادة الملائكة

ما حكم عبادة الملائكة هو ما سنتحدّث عنه ضمن هذا المقال، وهو من الأسئلة الهامّة الّتي تُطرح ضمن المناهج التّعليميّة في مختلف المراحل المدرسيّة، وقد يتساءل الكثيرون عن حكم اتّخاذ الملائكة الّذين خلقهم الله تعالى آلهةً يعبدونها، وأرباباً يقدّسونها، فالعبادة هي من التوحيد وهي أصل الشّريعة الإسلاميّة، فلا إيمان ولا إسلام دون عبادةٍ وطاعة، ويهتمّ موقع المرجع بالإجابة عن السّؤال المطروح وتعريفنا بالملائكة ووظيفتهم.

من هم الملائكة

إنّ الملائكة هم مخلوقاتٌ من نور، خلقها الله تعالى لتعبده وتقدّسه ولتقوم بما يأمرها دون عصيانٍ أو تخاذلٍ، بل تطيع الله تعالى ولا تعصي له أمراً إطلاقاً، وإنّ الملائكة مخلوقاتٌ لا تأكل ولا تشرب، ولا يمكن وصفها بالأنوثة أو الذّكورة، ولا هي تتزوج، كما لم يذكر القرآن الكريم عددها، وبقي ذلك في علم الغيب عند الله تبارك وتعالى، وقد عرف المسلمون بعضاً من الملائكة الّذي ذكروا في القرآن الكريم أو السّنّة المباركة، كما عرفوا أسمائهم ووظائفهم الّتي خلقوا من أجلها، أولّهم جبريل عليه السّلام، وهو مبلّغ الوحي الّذي تنزّل على الرّسل والأنبياء، وإسرافيل عليه السّلام واحدٌ من حملة عرش الله سبحانه، وهو صاحب الصّور، ومالك عليه السّلام هو خازن النّار، ورضوان خازن الجنّة، كذلك ميكائيل عليه السّلام، وملك الموت الّذي يقبض الرّوح عندما يأتي الأجل، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: اسماء الملائكة واعمالهم

ما حكم عبادة الملائكة

سنجيب فيما يأتي عن السّؤال ما حكم عبادة الملائكة، حيث أنّه سؤالٌ موجود في مادة التّربية الإسلاميّة في كتاب الطّالب للصف الثاني المتوسّط الفصل الدّراسيّ الأول، والإجابة الصّحيحة هي:

  • باطلة ومحرّمة، قال الله تعالى: {وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ}. [2]

فالله تعالى أمر النّاس بعبادته وحده لا شريك له في الطّاعة والعبادة والإخلاص، فهو ربّ العالمين، وهو إله النّاس الّذي لا إل غيره، ومن اتّخذ الملائكة آلهةً وأرباباً للعبادة فذلك شركٌ وكفرٌ بالله تعالى وبما أنزله على نبيّه محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- وإنّ العبادة حقٌّ لله وحده وهي من نتائج التّوحيد الصّحيح لله تعالى، فمن وحّد الله تعالى، عبده وأطاعه وخضع إليه دون أن يشرك في ذلك شيئاً أبداً سواءً كان نبيّاً أو ملكاً أو حاكماً أو وليّاً، وقد وعد الله تعالى المشركين بالعذاب الأليم يوم القيامة، وإشراك عبادة الله تعالى بعبادة الملائكة كفرٌ محضٌ، وشركٌ بيّنٌ والعياذ بالله، ومن فعل ذلك فقد أقدم على كبيرةٍ من الكبائر، وعليه بالمسارعة للتّوبة النّصوح، وأن الاستغفار عسى الله تعالى أن يعفو ويصفح عنه ويغفر له هذا الإثم العظيم، والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي تسلم عليه الملائكة

حكم من صرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله

إنّ العبادة والطّاعة هي حقٌّ لله تبارك وتعالى، ولا يجوز للإنسان أن يؤدّي هذا الحقّ لغير الله تعالى، ولا يجوز إشراك أيّ شيءٍ في عبادة الله تعالى، ومن صرف شيئاً مهما كان صغيراً من أنواع العبادة لغير الله تعالى، فقد وقع في الشّرك والعياذ بالله، وإنّ الشّرك وأكبر الكبائر وأعظم الذّنوب، والّذي لا يُغفر إلّا بالتّوبة النّصوح، والعزم على عدم العودة لفعل هذا الإثم العظيم، ومن لم يتب ويرجع عن إشراكه فقد ضلّ سعيه وحبط عمله في الدّنيا، ولقي جهنّم بعذابها في الآخرة والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: منقصات الإيمان لا تبطل الإيمان بل تنقصه

أنواع الشرك بالله

إنّ الشّرك بالله تعالى وأعظم ما يمكن للإنسان أن يرتكبه بحقّ الله تعالى وحقّ نفسه، فمن أشرك فقد ظلم نفسه ظلماً عظيماً، قال الله تعالى في سورة لقمان: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}. وإنّ للشرك نوعين اثنين هما:[5]

الشّرك الأكبر

وهو شركٌ يخرج صاحبه من ملّة الإسلام ويحكم عليه بدخول جهنّم والخلود فيها يوم القيامة، إن لم يتب قبل الموت، وينقسم إلى ثلاثة أقسامٍ وهي:[5]

  • شركٌ في الربوبيّة: وهو اتّخاذ إلهٍ آخر مع الله تعالى، والاعتقاد بوجود مدبّرٍ وخالقٍ ومتصرّفٍ آخر بهذا الكون العظيم، أو ادّعاء أحدٍ بأنّه هو ربّ الكون ولا ربّ غيره.
  • شرك في الألوهية: وهو إشراك نبيٍّ أو ملكٍ أو صنمٍ أو قبر بالعبادة والتّقرّب من خلال ذلك إلى الله تعالى.
  • شركٌ في الأسماء والصّفات: وهو الجزم بوجود شيءٍ أو أحد يتّصف بنفس الصّفات العظيمة والكمال الّذي تفرّد به الله وحده، وأن هذا الكائن لا يصعب عليه فعل شيء أبداً.

شاهد أيضًا: حكم من أنكر ركن من أركان الإيمان

الشرك الأصغر

وهو الشّرك الّذي لا يخرج صاحبه من ملّة الإسلام لكنّه يوجب العذاب ما لم يتب عنه في الحياة قبل الموت، ومن أنواعه:[5]

  • الحلف بغير الله تبارك وتعالى: فيضع المرء شيئاً أو شخصاً في نفس المكانة والشأن مع الله تعالى.
  • الرياء: وهو التّعبّد والإحسان بغية الشّهرة ونوال عرض الدّنيا، والبعد عن الإخلاص لله تعالى في عبادته.

شاهد أيضًا: ما هو الشرك الخفي

فضل عبادة الله

قد أجبنا سابقاً عن السّؤال ما حكم عبادة الملائكة، وسنتحدّث فيما يأتي عن فضل عبادة الله، فعبادة الله تعالى هي الغاية الأسمى والأعظم من الوجود، وهي الهدف الأساسيّ الّتي خُلق من أجلها الإنس والجن، فالله -سبحانه وتعالى- قد أنزل على نبيّه الكريم قوله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}. [6] وقد أمر الله تعالى النّاس بعبادته وطاعته والإخلاص إليه فيها، وجعل لها أنواعاً عديدةً منها ما هو واجبٌ وفرض، ومنها ما هو سنّةٌ، فالعبادة هي الجوهر الّذي يحقّق المعنى الأصليّ والمراد من الإيمان والإسلام والتّوحيد، فلا معنى للإيمان بالله تعالى دون عبادته وطاعته والخضوع له تبارك وتعالى.[7]

شاهد أيضًا: الملك الموكل بالوحي هو

إلى هنا نكون قد وصلنا معكم إلى نهاية المقال ما هو حكم عبادة الملائكة، حيث ذكرنا الإجابة الصّحيحة للسّؤال، وعرّفنا الملائكة وماهيّتهم، كما تعرّفنا على أنواع الشّرك بالله تعالى، وفضل عبادته سبحانه.

المراجع

  1. dorar.net , معنى الملائكة اصطلاحاً , 06/10/2021
  2. سورة آل عمران , الآية 80
  3. binbaz.org.sa , أنواع الشرك بالله تعالى , 06/10/2021
  4. dorar.net , أنواع الشرك في الألوهية , 06/10/2021
  5. islamweb.net , الشرك ... تعريفه وأنواعه , 06/10/2021
  6. سورة الذاريات , الآية 56
  7. binbaz.org.sa , مفهوم وحقيقة الإسلام والعبادة , 06/10/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *