من هم المغول ، الفرق بين المغول والتتار
جدول المحتويات
من هم المغول ، الفرق بين المغول والتتار هو أحد أبرز الأسئلة التي ترد من قرّاء التاريخ، لإزالة اللبس أو الخلط بين هذين المكونين أو القوميتين المتضادتين تماماً، وبناءً على هذه المعطيات سوف يقدم لكم موقع المرجع شرحاً مبسطاً عن الفروق بينهما، عبر تسليط الضوء على تاريخ أضخم امتداد وصلت له دولة في تاريخ البشرية.
من هم المغول
إنّ المغول مجموعة قبائل همجية مضطربة أصولهم من وسط وشرق قارة آسيا، ظهروا بدايةً خلال القرن الـ 8 أثناء حكم أسرة تانج الصينية، لكن ظهورهم الحقيقي كان خلال حكم الكاثاي بالقرن الـ 11، بدأوا كتجمعات متبعثرة على شواطئ نهر أونون في المنطقة المحصورة بين منغوليا وروسيا في الوقت الحالي، وحّد القائد العسكري جنكيز خان هذه التجمعات من القرن الـ 13، بما في ذلك القبائل التركية كيرات وميركت بالإضافة لقبائل التتار و النايمان المتحدثة بالمغولية، وهم أكثر شعوب المغول عدداً لذا كان لإخضاعهم أهمية كبيرة بالنسبة لجنكيز، مستفيداً من سطوتهم بتجنيدهم وتثبيت أركان دولته، حين بدأ بحملاته العسكرية خارج منغوليا، فامتد جنوباً وغرباً ووسع رقعة دولته التي باتت أكبر تجمع أو إمبراطورية تاريخياَ.[1]
من هم التتار
إنّ التَّتار شعب تركي ينحدر بالأصل من شعب القفجاق أو بتعبير آخر القبجاق “تحالف قبائل تركية على فتح مناطق كبيرة من السهب الأوراسي خلال حقبة العصور الوسطى” أو من قبائل البلغار التركية “التتار الجدد” وهم من نزحوا من تركية باتجاه جزيرة القرم والمجر إثر الاجتياح المغولي للأراضي التركية مختلفين عن أقرانهم القدامى، وتختلف تسمية التتار بين الشعوب الأخرى، فالصينيون يطلقون عليهم اسم التَّاتا بحذف حرف الراء، أما الأوربيون يدعونهم بالتَتار “Tatar” أو التَّارتار، في حين يطلق عليهم ابن خلدون اسم التَّغزعز، كما سماهم الروس بالتتار لأهداف سياسية، الغرض منها تهجيرهم من القرم نحو أوزباكستان وكازاخستان.[2]
شاهد أيضًا: سقطت بغداد بيد زعيم المغول هولاكو سنة
الفرق بين المغول والتتار
يختلف التتار عن المغول حيث أطلق العرب خطأً اسم التتار على المغول فهناك فروق جوهرية، التتار في الأساس ليسوا مغولاً بل حلفاء الصينيين ضمن منغوليا وأعداء المغول الكلاسيكيين، عندما قام جنكيز خان بتقوية نفوذه وعظم شأن إمبراطورتيه، أقدم على إبادتهم بوحشية وهمجية لكونه لا يأمن جانبهم، ولم يبق من التتار بعد حملة الإبادة المغولية سوى 500 من الرجال الفارين وبعض السبايا وصغار السن، وهو ما أكدته بيانات الكتاب السرّي لدى المغول، الذي نوّه بالعدائية مع التتار وأنهم من سكان شرق منغولستان.
شاهد أيضًا: من هو جلال الدين محمد اكبر ويكيبيديا
إمبراطورية المغول
إنّ الإمبراطورية المغولية أو المنغولية “Монголын Эзэнт Гүрэн”، هي الإمبراطورية الثانية من حيث المساحة خلف الإنجليز تاريخياً، كما تعتبر أكبر تجمع أو قومية في قارة واحدة “آسيا”، ارتبط اسمها بالرعب وحروب الإبادة في أوراسيا، فقد استمرت حروبها قرابة الـ 100 عام بين عامي 1206 – 1295 ميلادي، أما رحى الحروب ألقت بظلالها على المناطق الممتدة من حوض الدانوب جنوباً حتى بحر اليابان شمالاً، ومن فيليكي نوفغورود شرقاً حتى كمبوديا غرباً، حيث حكمت حوالي مئة مليون من الشعوب المختلفة القوميات والديانات، على مساحة تجاوزت الـ 33 مليون كيلو متر مربع، وهو ما نسبته 22% من إجمالي يابسة الكرة الأرضية، وتمتعت بموقع استراتيجي ربط المحيط الهادئ بالبحر الأبيض المتوسط كما ربط الشرق بالغرب، لذا سميت بالإمبراطورية العالمية.
تاريخ المغول
يمكن سلسلة أحداث التاريخ السياسي والعسكر للمغول بالإيجاز التالي:
- سيطر تيموجين “جنكيز خان” على منغوليا خلال العام 1206، وغزا الصين بالعام التالي.
- أخضع جنكيز ملك شيا الغربية لحكمه في العام 1210 بالقوة، في حين خضع الأوريغور الأتراك طواعيةً.
- استهل جنكيز حملة عسكرية استمرت أربعة أعوام بين “1211 – 1215″، انتهت بإخضاع مملكة جين شمال الصين.
- ضم حوض تاريم وكاشغر وزيستو منذ الـ 1218، ثم بدأوا بحملة عسكرية على الخوارزمية انتهت بقتل السلطان محمد خلال العام 1221 بجزيرة مطلة على بحر قزوين.
- معركة كالكا أدت لإبادة الجيش الروسي عن بكرته على يد القائد سوبوتاي.
- توفي جنكيز خان خلال العام 1227 بعدما تجاوزت مساحة الإمبراطورية الـ 26 مليون كيلو متر مربع.
- القائد المغولي الجديد باتو خان عاد في العام 1237 لتأديب ثورة الروس السلاف، ثم قام بنهب كييف وغزو كوريا، كما كُتب له النصر بمعركة راجو التي أخضع خلالها كرواتيا وهنغاريا في العام 1241، ومعركة ليغنيتسا التي تمكن خلالها من إذلال البولنديين وفرسان تويتونيين مع فرسان الهيكل، استمرت حروبه لعام آخر مع بلغاريا التي اضطرت لدفع الجزية.
- مات باتو خان خلال العام 1251 وخلفه مونكو قائداً على المغول، ثم في العام 1258 دُمرت بغداد على يد هولاكو.
- أول هزيمة للمغول كانت على يد قطز في العام 1260، وبدأت إمبراطورية المغول بالتفكك بموت قائدهم قويلاي خلال العام 1294.
شاهد أيضًا: من هو مؤسس الإمبراطورية المغولية
معركة عين جالوت
غيرت معركة عين جالوت معادلة موازين القوة المتصارعة في الشام، فكان لها الأثر في تحجيم نفوذ المغول، ووجهت صفعة لوجه هولاكو الذي لم يتمكن من التفكير باستعادة الشام، وكل ما تمكن من فعله غارة انتقامية على حلب كرد اعتبار لكرامة المغول المهزوزة، حيث بقي مرابطاً بعدها في تبريز.
قاد سيف الدين قطز قائد المماليك حربه في واقعة عين جالوت بتاريخ الـ 3 من سبتمبر / أيلول خلال العام 1260 ميلادي، وكانت نقطة فاصلة في التاريخ الإسلامي بعد سلسلة من الهزائم المخزية على يد المغول، ففي ظل سقوط الخلافة العباسية والصراعات الداخلية المصرية التي انتهت بتعيين قطز سلطاناً، وطّد حكمه وجهز جيشاً جراراً سار به لسهل عين جالوت في فلسطين الحالية، حيث أبيدت فلول الجيش المغولي في بيسان بالكامل، وكانت الغلبة للمسلمين.
المغول والمسلمين
بدأ المغول بعدائية ووحشية شديدة تجاه المسلمين فأمعنوا بهم قتلاً وتنكيلاً، لكن الغريب في قصصهم أنه انتهوا مسلمين ومن دعاة الإسلام، حيث بدأ الإسلام في عهد الدولة الذهبية المغولية وتحديداً بعهد بيرك خان، الذي أسلم على يد تاجر مسلم يدعى سيف الدين الباخرزي بعد أن شرح له الدين وحببه به، ثم أطلق على نفسه بعد الإسلام اسم بركة خان، وأول من أسلم على يد بركة زوجته ججك خان التي بنت مسجداً للعبادة من الخيام لسهولة تنقيله، ثم بدأت الإسلام ينتشر بقوة في إمبراطورية المغول حتى وصل الهند، وكان آخر الحكام المسلمين شاه ابن جودة أكبر الذي نفي على يد البريطانيين.
هكذا وبهذا القدر من المعلومات عن إمبراطورية المغول، نكون قد انتهينا من مقالنا وهو بعنوان من هم المغول، الفرق بين المغول والتتار، حيث تعرفنا عبر فقراته على تاريخ المغول وطبيعة علاقتهم بالمسلمين.
المراجع
- bbc.co.uk , The Mughal Empire , 09/03/2022
- britannica.com , Tatar , 09/03/2022
التعليقات