موقعة انهت وجود التتار ببلاد الشام

موقعة انهت وجود التتار ببلاد الشام، فكانت من أكثر المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي، وجاءت بعد عدة انتكاسات لدول ومدن العالم الإسلامي، وفي تلك الفترة كانت مصر وبغداد تعاني من الصراعات الداخلية، وسوف يتحدث موقع المرجع في هذا المقال عن التتار ومن هم ومعلومات عامة بسيطة عنهم، والتطرق لذكر الموقعة التي أنهت وجود التتار في بلاد الشام، وذكر معلومات عن معركة جالوت وما هي أسبابها ونتائجها.

من هم التتار

هم مجموعة من الأشخاص يعيشون بشكل أساسي في غرب وسط روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة، وفي أوائل القرن الثالث عشر انضمت عدة مجموعات بدوية إلى جيش جنكيز خان، مما أدى إلى اندماج العناصر التركية والمغولية، غزا الجيش حوض بانونيا، وروسيا، وأصبح يعرف باسم التتار عند الأوروبيين، وبعد انهيار إمبراطورية مونغو تم التعرف على التتار كأشخاص يعيشون في الجزء الغربي من الإمبراطورية، ويشار إليهم باسم القبيلة الذهبية، وقد انتهت هيمنة التتار على آسيا الوسطى في أواخر القرن الخامس عشر الذي أدى إلى التوسع التدريجي،

وتُعدُّ أكبر مجموعة تتار هي فولغا تتار التي نشأت من منطقة الفولغا ويمثلون حوالي 53 ٪ من إجمالي السكان في تتارستان،  واعتبارًا من عام 2002  كان هناك ما يقرب من 6.8 مليون تتار في جميع أنحاء العالم يعيش 5 ملايين منهم في روسيا.[1]

شاهد أيضًا: من أهم أعمال الخليفة هارون الرشيد تنظيم البريد وتكثيف خدماته

موقعة انهت وجود التتار ببلاد الشام

أسست عائلة يوتشي بن جنكيز خان عاصمة جديدة في بلغار وشبه جزيرة القرم، والتتار الموجودين في الاتحاد الروسي هم من نسل القبيلة الذهبية، وهم القبائل التركية التي قادها المغول الذين أخضعوا روسيا منذ عام 1237، وأصبحت نخبة الفولغا تتار قادة الإسلام الروسي واستخدمت للمساعدة في دمج مناطق إسلامية أخرى في الإمبراطورية، وبعد انتكاسات مريرة في مدن العالم الإسلامي، تحرك المماليك وقرروا إنهاء حكم التتار في بلاد الشام، وتم  إنهاء حكمهم في مواقعة:[2]

• عين جالوت.

شاهد أيضًا: يعد أبو جعفر المنصور المؤسس الحقيقي للدولة العباسية

معركة عين جالوت

أصبح مونكو خان، الخان العظيم للتار في عام 1251، وخطط للسير على خطى جده بإخضاع ممالك الغرب تحت سيطرتهِ، وكانت الخطة هي التحرك عبر القدس ومواجهة آخر قوة إسلامية كبرى متبقية في العالم وهي سلطنة المماليك، وفي عام 1260 تم إرسال مبعوثين إلى قطز المملوكي في القاهرة مع تهديدات مختلفة، ورد قطز بقطع رؤوس المبعوثين ورفع رؤوسهم على أبواب القاهرة.

بالنظر إلى القوة العسكرية للمماليك فقد حاول المغول تشكيل تحالف فرانكو مغولي لكنهم فشلوا، وتحرك قطز وجيشهِ نحو عين جالوت في وادي يزرعيل للقائهم، فحدثت في 3 سبتمبر 1260، إذا التقى الجانبان البالغ عددهما 20 ألف رجل في المعركة، وكان المغول أول من ضرب في المعركة، وكان للمماليك ميزة واضحة لأنهم يعرفون التضاريس جيدًا وقد استخدمها قطز لصالح جيشهِ، وتم وضع الاستراتيجية من قبل بيبرس لأنه قضى معظم الوقت في المنطقة، وقام قطز بإخفاء معظم قواته في المرتفعات، وقاتل بيبرس المغول بتكتيكات الكر والفر في محاولة لإبعادهم.

نتائج معركة عين جالوت

استمر القتال في معركة عين جالوت لساعات دون أن يكسب أي من الطرفينء، حتى بدء بيبرس بخداع المغول وتظاهر بالانسحاب من المعركة، لكن القائد المغولي الغاضب ارتكب خطأ فادحًا بعدم الشك في الحيلة وطارد الجيش المنسحب، وعندما وصلت المعركة أخيرًا إلى المرتفعات حاصر جيش قطز المغول وفجأة حوصر المغول في ضيقة من جيوش المماليك.

وعندما رأى قطز أن المغول كانوا على وشك الخروج من اللوح الأيسر، قاد طليعة قواته إلى المعركة وسحق القوات المنغولية التي تراجعت بسرعة مع ما تبقى من رجالها إلى بيسان، وسرعان ما تم القضاء على الجيش بأكمله بما في ذلك قائدهم، وكانت هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يتمكن فيها شخص ما من هزيمة المغول في قتال عن قرب.[3]

شاهد أيضًا: من الأماكن التي شهدت ظهور الدعوة العباسية

وإلى هنا نصل لختام مقال موقعة انهت وجود التتار ببلاد الشام، والذي تناول في محتواه التعريف بالتتار، وذكر الموقعة التي أدت إلى إنهاء التتار في بلاد الشام، وذكر معلومات عامة عن معركة عين جالوت، وأسبابها ونتائجها، أملين في نهاية المقال أنّ تكون المعلومات كافية بشكل سهل وسلس.