من هم العشرة المبشرين بالجنة

من هم العشرة المبشرين بالجنة الذين هم أفضل هذه الأمة من البشر بعد النبي صلى الله عليه وسلم، الذين قد شهد لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجنة وهم ما يزالون أحياء يرزقون في الحياة الدنيا، في هذا المقال سوف يبيّن موقع المرجع أسماء هؤلاء العشرة وما كانوا عليه وأفضليتهم على الصحابة، وسيوضّح من الذين قد بُشّروا كذلك بالجنة من غير هؤلاء العشرة رضي الله عنهم.

من هم العشرة المبشرين بالجنة

إنّ العشرة المبشرين بالجنة هم: أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وأبو عبيدة بن الجراح، وقد ذكروا جميعًا في حديث واحد، ولذلك عرفوا باسم العشرة.[1]

شاهد أيضًا: ما هو حد الغيلة في الإسلام وكيف ينفذ.

حديث العشرة المبشرين بالجنة

لقد ورد حديث العشرة المبشرين بالجنة في أكثر من كتاب من كتب الحديث النبوي مثل مسند الإمام أحمد وكتب السنن الأربعة المشهورة وغيرها من الكتب الأخرى، والحديث يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: “أبو بَكرٍ في الجنَّةِ وعمرُ في الجنَّةِ وعثمانُ في الجنَّةِ وعليٌّ في الجنَّةِ وطلحةُ في الجنَّةِ والزُّبيرُ في الجنَّةِ وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ في الجنَّةِ وسعدٌ بنُ أبي وقاصٍ في الجنَّةِ وسعيدٌ بنُ زيد في الجنَّةِ وأبو عبيدةَ بنُ الجرَّاحِ في الجنَّةِ”.[2][3]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي يقتل المسيح الدجال.

العشرة المبشرون بالجنة حسب ترتيب الحديث

لقد وردت أسماء العشرة المبشرين بالجنة في حديث واحد مرّ سابقًا، وفيما يلي تعريف بهؤلاء العشرة:

أبو بكر الصديق

هو الخليفة الأول بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، اسمه عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، ولد بعد عام الفيل بعامين وعدة أشهر، عرف في الجاهلية بحسن أخلاقه وامتناعه عن شرب الخمر وعلمه بالأنساب، سماه النبي -عليه الصلاة والسلام- باسم “عتيق” لأنّه عتيق من النار، اشتُهر بين الصحابة بالسبق إلى الإسلام وصحبة النبي -عليه الصلاة والسلام- وملازمته له في أكثر المواقف وانّه كان أقرب الصحابة إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- وأنّه صاحبه في الهجرة وهو الذي قد ذكر في القرآن الكريم.[4]

عمر بن الخطاب

هو عمر  بن الخطاب بن نفيل عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، ينسب إلى عدي فيقال له العدوي، وأخواله بنو مخزوم، كنيته أبو حفص، ولد قبل حرب الفجار بأربع سنوات وقبل الهجرة بأربعين سنة، كان ثاني الخلفاء الراشدين وأول من لقّب بأمير المؤمنين، شهدت خلافته فتوحات كثيرة، وقد أسلم في السنة السادسة للبعثة، وكان قبل ذلك من أشد الناس عداوة للإسلام.[5]

عثمان بن عفان

هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميَّة بن عبد شمس بن عبد مناف، كان من السباقين إلى الإسلام في بداية الدعوة، وقد أسلم قبل دخول النبي -صلى الله عليه وسلم- دار الأرقم، كان ثالث الخلفاء الراشدين وامتدت خلافته زهاء 12 عامًا، يلقّب ذا النورين لأنّه قد تزوّج بابنتي النبي عليه الصلاة والسلام، وفي خلافته جمع القرآن بعد ملاحظة حذيفة -رضي الله عنه- اختلاف ألسنة المسلمين حديثًا في القرآن، كانت له مواقف كثيرة في الإسلام في حياة النبي -عليه الصلاة والسلام- وبعدها، وكان مشهورًا بالحياء حتى إنّ الملائكة لتستحي منه.[6]

علي بن أبي طالب

هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، ابن عم النبي -صلى الله عليه وسلم- وزوج ابنته الزهراء فاطمة عليها السلام، الخليفة الراشدي الرابع ومن السابقين للإسلام، بل هو أول الصبيان إسلامًا في تاريخ الدعوة، ورد في فضله وعلوّ منزلته كثير من الأحاديث النبوية الشريفة، منها أنّه لا يحبّه إلّا مؤمن، ولا يبغضه إلّا منافق، قال عنه الحسن البصري: “كان عليّ والله سهمًا صائبًا من مرامي الله على عدوه، ورباني هذه الأمة، وذا فضلها، وذا سابقتها، وذا قرابتها من رسول الله، لم يكن بالنومة -أي الخامل- عن أمر الله، ولا بالملومة في دين الله، ولا بالسروقة لمال الله، أعطى القرآن عزائمه ففاز منه برياض مونقة”.[7]

طلحة بن عبيد الله

هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، قُرَشيّ تَيمِيّ، أسلم في بداية الدعوة على يد أبي بكر رضي الله عنهما، وكان من الخمسة الأوائل الذين أسلموا على يد أبي بكر ومن الثمانية السابقين للإسلام، ولد لثمانية وعشرين عامًا قبل الهجرة، كان سبب إسلامه كلامًا سمعه من راهب في بُصرى، شهد المشاهد كلها مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عدا بدر؛ لأنّه كان يراقب قافلة قريش مع سعيد بن زيد، كان من أكرم الصحابة ومن أكرم الرجال في الإسلام، وكان كذلك شجاعًا له مواقف كثيرة في الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم، وعاش حتى خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.[8]

شاهد أيضًا: من هو رفيق الرسول في رحلة الهجرة.

الزبير بن العوام

هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، صحابيّ قرشيّ أسديّ، يسمّى حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولد -كطلحة بن عبيد الله- سنة 28 قبل الهجرة، وأسلم على يد أبي بكر رضي الله عنهن وكان من السابقين للإسلام وكان قومه يعذبونه ليكفر فلم يستجب لهم، كان من الذين هاجروا إلى الحبشة، ومن أوائل الذين هاجروا إلى المدينة، وتزوج بأسماء ابنة أبي بكر رضي الله عنهما، وولدت له عبد الله ومصعب، من مناقبه التي تُذكر له أنّه كان أوّل من سلّ سيفًا في سبيل الله، وقد نزل جبريل -عليه السلام- يوم بدر على هيئته، وقد عاش حتى خلافة علي رضي الله عنه.[9]

عبد الرحمن بن عوف

هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، صحابيّ قرشيّ زهريّ، ولد بعد عام الفيل بعشر سنوات وكان اسمه قبل الإسلام عبد عمرو وقيل عبد الكعبة، فسماه النبي -عليه الصلاة والسلام- عبد الرحمن، كان من الستة الذين جعل عمر -رضي الله عنه- الشورى بينهم ليختاروا الخليفة من بعده، أسلم على يد أبي بكر -رضي الله عنه- قبل دخول النبي -عليه الصلاة والسلام- دار الأرقم وكان عمره حينها 30 عامًا، شهد مع المسلمين الهجرتين: الهجرة إلى الحبشة والهجرة إلى المدينة، كان شجاعًا من شجعان الصحابة -رضي الله عنهم- وهو إلى ذلك تاجرٌ صدوق ذو مال وفير، وكان أثر تربية النبي -صلى الله عليه وسلم- واضحًا في شخصيته.[10]

سعد بن أبي وقاص

هو سعد بن أبي وقاص واسمه سعد بن مالك بن أهيب بن عبد مناف، ولد عام 23 قبل الهجرة في مكة المكرمة، يعدّ من زمرة أخوال النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ إنّ جدّه أهيب هو عم السيدة آمنة بنت وهب والدة النبي عليه الصلاة والسلام، اشتغل في بداية حياته في بري السهام وصناعة القِسيّ، أسلم على يد أبي بكر وكان عمره آنذاك 17 عامًا، وكان أوّل من رمى بسهم في سبيل الله، وهو من الستة الذين جعل عمر -رضي الله عنه- الشورى فيهم، مناقبه كثيرة لا تحصى منها أنّه كان حارس النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم قدم المدينة، ومنها أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- دعا له أن يُستجاب دعاؤه فكان لا يدعو بدعوة إلا وتُستجاب، كان قائد المسلمين في القادسية وهو آخر من مات من المهاجرين رضي الله عنهم.[11]

سعيد بن زيد

هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى، صحابي قرشيّ عدوي، كان من الأوائل السابقين إلى الإسلام، أسلم على يد أبي بكر -رضي الله عنهما- قبل دخول النبي -عليه الصلاة والسلام- دار الأرقم، شهد مع النبي -عليه الصلاة والسلام- المشاهد كلها بعد بدر؛ فقد كان مع طلحة -رضي الله عنهما- يراقبان قافلة قريش التي كان عليها أبو سفيان بن حرب، تزوّج من فاطمة بن الخطاب شقيقة عمر، وتزوّج عمر بعاتكة بنت زيد شقيقة سعيد رضي الله عنهم، وكان مستجاب الدعوة ومات في خلافة بني أمية.[12]

أبو عبيدة بن الجراح

هو عامر بن عبد الله بن الجراح، صحابي قرشي فهري، مشهور بكنيته -أبي عبيدة- أكثر من اسمه، ولد لأربعين سنة قبل الهجرة، كان من السابقين للإسلام فأسلم في اليوم التالي لإسلام الصدّيق رضي الله عنه، هاجر الهجرتين إلى الحبشة والمدينة، وشهد المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم، فشهد بدرًا وما بعدها، كان أمين الأمّة بتزكية النبي -صلى الله عليه وسلم- له، وقد ثبت معه يوم أحد ونزع عن وجنتي النبي -صلى الله عليه وسلم- الحلقتين بأسنانه، كان قائدًا من قادة المسلمين في الفتوحات، وكان من المرشحين لخلافة النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم السقيفة.[13]

شاهد أيضًا: من هو الملك الموكل بالمطر.

كيف مات العشرة المبشرين بالجنة

لقد اختلفت ميتة العشرة المبشرين بالجنة بين من مات منهم على فراشه وبين من كتب له الله -تعالى- الشهادة، وفيما يلي تفصيل طريقة موت كل واحد منهم:

• أبو بكر الصدّيق: مات على فراشه ميتة طبيعية.
• عمر بن الخطاب: مات شهيدًا على يد المجوسي أبي لؤلؤة وهو قائم يصلي بالمسلمين.
• عثمان بن عفّان: مات شهيدًا في داره على يد بعض البغاة من الخوارج وهو يتلو القرآن.
• علي بن أبي طالب: مات شهيدًا على يد الخوارج عندما طعنه عبد الرحمن بن ملجم غدرًا وهو قائم يصلي بالمسلمين.
• طلحة بن عبيد الله: مات شهيدًا يوم الجمل وقيل إنّ الذي رماه هو مروان بن الحكم.
• الزبير بن العوام: مات شهيدًا يوم الجمل مغدورًا على يد رجل يقال له ابن جرموز.
• عبد الرحمن بن عوف: مات ميتة طبيعية في خلافة عثمان، وقد صلى عليه عثمان رضي الله عنهما.
• سعد بن أبي وقاص: مات ميتة طبيعية في قصره بالعقيق قرب المدينة في خلافة بني أمية.
• سعيد بن زيد: مات ميتة طبيعية في العقيق قرب المدينة المنورة في خلافة بني أمية.
• أبو عبيدة بن الجراح: مات في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بطاعون عمواس الذي ضرب الشام، وصلى عليه معاذ بن جبل رضي الله عنهما.

شاهد أيضًا: من هو اول من يقرع باب الجنة.

المبشرون بالجنة سوى العشرة رضي الله عنهم

لقد بشّر النبي -صلى الله عليه وسلم- كثيرًا من الصحابة بالجنة غير العشرة المشهورين، ولكنّ العشرة كانوا مشهورين أكثر منهم لأنّهم قد جمعوا في حديث واحد، ومن الصحابة المبشرين بالجنة غير العشرة من شهد بدرًا والحديبية وبيعة الرضوان وغيرها،[14] وأوصل بعض الباحثين عدد الذين قد بُشّروا بالجنة من غير العشرة إلى 28 صحابيًّا، وهم:[15]

• أصيرم بن عبد الأشهل.
• بلال بن رباح.
• ثابت بن قيس.
• جعفر بن أبي طالب.
• حارثة بن سراقة.
• حذيفة بن اليمان.
• الحسن بن علي بن أبي طالب.
• الحسين بن علي بن أبي طالب.
• ذكوان بن عبد قيس الأنصاري.
• زيد بن حارثة.
• سعد بن معاذ.
• سلمان الفارسي.
• عبد الله بن رواحة.
• عبد الله بن سلام.
• عبد الله بن عمرو بن حرام.
• عكاشة بن محصن.
• عمار بن ياسر.
• عمرو بن الجموح.
• ياسر بن عامر العنسي.
• مالك بن سنان الخدري.
• أبو الدحداح الأنصاري.
• خديجة بنت خويلد.
• الرميصاء بنت ملحان.
• حفصة بنت عمر.
• سمية بنت خياط.
• عائشة بنت أبي بكر.
• فاطمة بنت النبي عليه الصلاة والسلام.
• أم زفر الحبشية.

شاهد أيضًا: من هم أهل البيت الذين خصهم الله في القرآن الكريم.

وبهذا يكون قد تم مقال من هم العشرة المبشرين بالجنة بعد أن تعرّفنا فيه على شخصيات العشرة المبشرين بالجنة ونبذة عن حياة كلّ واحد منهم وكيفية موته، وأخيرًا وقف المقال مع الصحابة الذين قد بُشّروا بالجنة من غير أولئك العشرة.