من هو الملهوف ذي الحاجة
جدول المحتويات
من هو الملهوف ذي الحاجة، فالله عز وجل ورسوله أمرنا بمساعدة المحتاجين والعطف عليهم وجعل لذلك فضلًا عظيمًا، فما سنقدمه للمحتاج سنجزى عليه في الآخرة أضعافاً مضاعفة، وممن أُمرنا بتقديم المساعدة له هو الملهوف ذي الحاجة، ومن خلال موقع المرجع سيتعرف القارئ في هذه المقاله عن من هو الملهوف ذي الحاجة، وكيف يمكن مساعدته في قضاء حاجته وفضل ذلك.
من هو الملهوف ذي الحاجة
الملهوف هو اسم مفعول من لهف، واللهفة هي العجلة والإسراع، فيقال ملهوف على الشيء أي مسرع وحريص في الوصول إليه، وملهوف القلب أي محترق القلب، ورجل ملهوف أي شديد الحزن، والملهوف ذي الحاجة هو:[1]
- الشخص الذي يسرع على حاجته بلهفة وتعجل.
وتختلف حاجة الشخص الملهوف من شخص لآخر على حسب ما يقلقه ويحزنه، فقد يكون وقع عليه ظلم ما ويريد من ينصره، أو أضاع ماله ولم يبقى له ما يعيش به، أو أنه واقع في مشكلة ما ويريد من يلهمه الحل، أو أنه جائع ويتلهف على من يطعمه.
شاهد أيضًا: الغاز دينية اسلامية صعبة وسهلة مع الحل
إغاثة الملهوف
إن إغاثة الملهوف من أعمال الخير وعلامات المروءة لدى العبد المسلم، وكان صلى الله عليه وسلم مثال يحتذى به في هذا الأمر، ليس فقط بعد نزول الوحي بل قبل نزوله أيضًا كان رسولنا الكريم يتحلى بمكارم الأخلاق، فعند نزول الوحي عاد لبيته خائفًا فقالت له السيدة خديجة رضي الله عنها فَقالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي، فَزَمَّلُوهُ حتَّى ذَهَبَ عنْه الرَّوْعُ، فَقالَ: يا خَدِيجَةُ، ما لي؟ وأَخْبَرَهَا الخَبَرَ، وقالَ: قدْ خَشِيتُ علَى نَفْسِي، فَقالَتْ له: كَلَّا، أبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لا يُخْزِيكَ اللَّهُ( أبَدًا؛ إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوَائِبِ الحَقِّ)[2]، وضرب لنا أيضًا في القرآن الكريم مثال بسيدنا موسى عليه السلام فقال تعالى: (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)[3]
شاهد أيضًا: اسئلة دينية عن الانبياء والرسل واجابتها
حديث عن مساعدة الملهوف ذي الحاجة
ذكر الأمر بإغاثة الملهوف في مواضع كثيرة في السنة النبوية، وهذا يدل على فضل هذا العمل وأنه من أجل الأعمال وأعظمها عند الله عز وجل، فلا يحب الله أن يرى عبده ضعيف ذا حاجه ولا يجد من يعينه، بل يرسل له قضاء حاجته مع شخص آخر فجميعنا بين يدي الرحمن تبارك وتعالى فاعلم ـأيها العبد أنما قضائك لحاجة شخص آخر ما هي إلا توفيق من الله عز وجل ومن علامات حب الرب للعبد أن يعينه على أعمال الخير، ومن الأحاديث الواردة عن إغاثة الملهوف ما يلي:
- روى البخاري ومسلم، عن أبي موسى الأشعري أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم قَالَ: عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ، قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: يَعْمَلُ بِيَدِهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ، قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَفْعَلَ؟ قَالَ: يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: يَأْمُرُ بِالْخَيْرِ، أَوْ بِالْعَدْلِ، قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَفْعَلَ؟ قَالَ: يُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ، فَإِنَّهُ لَهُ صَدَقَةٌ.[4]
- وروى أبو داود عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ بِالطُّرُقَاتِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ مَا بُدٌّ لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنْ أَبَيْتُمْ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ، قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْىُ عَنِ الْمُنْكَرِ، [5] ورواه عَنِ ابْنِ حُجَيْرٍ الْعَدَوِي قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ، قَالَ: وَتُغِيثُوا الْمَلْهُوفَ وَتَهْدُوا الضَّالَّ. وصححه الألباني[6].
شاهد أيضًا: اسئلة دينية صعبة جدا للاذكياء مع أجوبتها
بعض صور إغاثة الملهوف
تدخل إغاثة الملهوف ضمن أعمال البر التي وصانا بها الله عز وجل، وإذا وجدت هذه الخصلة الطيبة في شخص كانت دليلاً على مروءته، وأصالة معدنه، ويرى هذا العبد في حياته شتى أنواع الخير، ومن صور إغاثة الملهوف ما يلي:
- الفقر: فمن الناس من يتمكن منه الفقر حتى لا يجد قوت يومه ولا يجد مسكن يختبئ أسفله في ظلمات الليل ولا ما يحميه من برودة الجو، وكم من شخص آخر لديه ما يفيض عن حاجته ولا يعين به غيره من المحتاجين.
- الشفاعة الحسنة: وتعرف الشفاعة الحسنة على أنها طلب العون لشخص من شخص آخر تعرفه أو لك حظ عنده، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه أنه قال: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا جاءَه السائلُ أو طُلِبَتْ إليه حاجَةٌ قال: اشفَعوا تؤجَروا ويَقضي اللهُ على لسانِ نبيِّه “صلَّى اللهُ عليه وسلَّم” ما شاء)[7].
- إعانة طالب العلم: هناك الكثير من الأشخاص يطلبون العلم ولكنهم لا يقدرون على التحصيل إما لبلاهة عقولهم أو لضيق القدرة المادية، فأعانه طالب العلم على ذلك من أعمال الخير ومن صور إغاثة الملهوف.
- المظلوم: وهو من وقع عليه ظلم لا يقدر عليه ويريد من يعينه ويشهد معه على الحق.
وفي ختام مقال من هو الملهوف ذي الحاجة، نكون قد وضحنا من هو الملهوف وما هي صور إغاثة الملهوف ومشروعية ذلك من القرآن والسنة، كما ضربنا أروع الأمثلة في إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج.
المراجع
- almaany.com , معنى ملهوف , 03/03/20227
- صحيح البخاري ، البخاري , عائشة أم المؤمنين، 6982 ،صحيح
- سورة القصص , الآية: 23، 24
- صحيح البخاري ،البخاري , أبو موسى الأشعري ،1445، [صحيح]
- صحيح البخاري ،البخاري , أبو سعيد الخدري ،6229 ،[صحيح]
- تخريج سنن أبي داود ،شعيب الأرناؤوط , عمر بن الخطاب ،4817 ،حسن لغيره
- صحيح البخاري، البخاري , أبو موسى الأشعري، 143، صحيح
التعليقات