من هو صاحب اتحاف اهل الزمان باخبار ملوك تونس

من هو صاحب اتحاف أهل الزمان باخبار ملوك تونس، الكتاب الذي احتوى معلومات تاريخية مهمة وأرخ لمرحلة طويلة في تونس جعلته مرجعا من مراجع المكتبة العربية التي يطالعها باحثو التاريخ ويبحث عنها القراء في المكتبات، وفي هذا المقال سيتناول موقع المرجع الحديث عن هذا الكتاب بالتفصيل بذكر لمحة موجزة عنه ثم الحديث عن كاتبه والعوامل التي ساعدته في جمع معلوماته بالإضافة إلى الحديث عن أجزاء الكتاب وما تناوله كل جزء منها وانتهاء بمؤلفات الكاتب الأخرى.

لمحة عن الكتاب

إن اسم هذا الكتاب الكامل هو إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان إلا أنه يعرف باسم (الإتحاف) اختصارا له، ويعد الكتاب وثيقة تاريخية مهمة في المكتبة العربية، ويرجع ذلك إلى غناه بالكثير من المعلومات التي قد لا توجد في كتاب آخر سواه. وإتحاف أهل الزمان هو كتاب يتناول تاريخ تونس منذ العصر الإسلامي وحتى عهده، وقد استقى المؤلف معلومات كتابه من مصادر كثيرة كان أهمها ما أخذه من والده الذي كان خبيرا بشؤون الدولة ومطلعا على أسرارها. وقد قامت وزارة الشؤون الثقافية في تونس بطباعة الكتاب من سنة 1963 وحتى 1966، ثم أعادت الدار التونسية نشر جزءه الأول عام 1976 والثاني في السنة التي تليها ثم الثالث عام 1979 بمراجعة وتعليق أحمد الطويلي.

شاهد أيضًا: من هو صاحب مقولة أنا أفكر إذا أنا موجود

من هو صاحب اتحاف اهل الزمان باخبار ملوك تونس

إنّ صاحب اتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس هو أحمد بن أبي الضياف بن عمر بن أحمد العوني، وهو كاتب تونسي ينتسب إلى قبيلة أولاد عون. ولد أحمد عام 1804م، واستقى علومه الأولى من الشيخ محمد بن صالح بن ملوكة، وتتلمذ بعدها على يد غيره من الشيوخ. عرف بميله لمطالعة الأدب منذ صغره، وتصدى لمهام كثيرة لنبوغه وتميزه، فتولى التوثيق ثم التحق بديوان الإنشاء وأصبح كاتبا للوزير شاكير ثم أصبح كاهية باش كاتب. كما تم تكليفه بمهام سياسية عديدة وأوكلت إليه مناصب مهمة، وكان يطلق عليه لقب كاتب سر الدولة إلى أن زال هذا اللقب من وظائف الدولة فلقب وزير تغطية في سنوات خدمته الأخيرة وظل يشغل هذا المنصب إلى أن تقدمت به السن فآثر ملازمة بيته مما منحه الوقت ليكتب في التاريخ قبل أن توافيه المنية عام 1874م.[1]

شاهد أيضًا: من هو مؤلف كتاب عظماء بلا مدارس

أجزاء كتاب اتحاف اهل الزمان باخبار ملوك تونس

لقد ضم هذا الكتاب معلومات كثيرة، حيث توسع أحمد بن أبي الضياف في مؤلفه هذا مما دفعه لتصنيفه إلى أربعة مجلدات تضمنت مقدمة المؤلف وثمانية أبواب حوت المضمون أو المادة الأساسية للكتاب بالإضافة إلى الخاتمة، إلا أن الكتاب لم يصدر بهذا التقسيم إنما صدر في ثمانية أجزاء، وفيما يلي إيضاح لمحتوى كل من الأجزاء الثمانية:[2]

  • الجزءان الأول والثاني: لقد أطال ابن أبي الضياف مقدمته فخصص لها من مؤلفه مساحة كبيرة، حيث إن الجزأين الأولين من مؤلفه يقتصران على المقدمة التي قسمها الكاتب إلى:
    الجزء الأول: وفيه تناول الكاتب نظرياته الإصلاحية بالتحليل والإيضاح، حيث طرحت نظرياته ضرورة تقييد الحكم المطلق بالشرع، وقد نوه فيها بالتنظيمات مشيرا إلى أهميتها في الإصلاح وتقييد الحكم والحد من مظالم البايات وعمالهم.
    الجزء الثاني: وتحدث فيه عن تاريخ تونس في الفترة الممتدة من الفتوح الإسلامية إلى ما قبل عهد حمود باشا الحسيني.
  • الجزء الثالث: ويتألف هذا الجزء من خمسة أبواب تحدث الكاتب في كل باب منها عن باي من البايات وهم (حمودة باشا، عثمان باي، محمود باي، حسين باشا، مصطفى باي. وهذا الجزء يحتوي على معلومات جعلت من الكتاب قيمة تاريخية وثقافية تناول جميع جوانب الحياة ي تونس، حيث استقى الكاتب محتواه مما سمعه من أبيه ومن شهود عيان آخرين كان هو ذاته واحدا منهم اطلع على أمور الدولة والسياسة بحكم طبيعة عمله المتصلة بذلك. كما تحدث في هذا الجزء عن احتلال الجزائر عام 1830م.
  • الجزء الرابع: وفيه تحدث الكاتب عن عهدي كل من أحمد باشا باي ومحمد باشا باي، فذكر إنجازات كل منهما وسياسته في الحكم وإدارة الأمور.
  • الجزءان الخامس والسادس: وفيه تحدث عن عهد محمد الصادق باشا باي وإنجازاته منذ توليه وحتى كتابة ابن أبي الضياف مؤلفه هذا أي قبل سنتين من وفاة ابن أبي الضياف، حيث استمر عهد محمد الصادق باشا إلى ما بعد ذلك.
  • الجزءان السابع والثامن: وفيهما خاتمة الكتاب، وقد ترجم ابن أبي الضياف في هذه الخاتمة ل407 شخصيات تونسية من علماء وقضاة وأعيان ورؤساء. وفي عام 1990 صدرت طبعة جديدة لهذا الكتاب، وأضيف إلى الجزء الثامن منها عدد من الرسائل التي كتبها ابن أبي الضياف.

مؤلفات الكاتب الأخرى

لأحمد ابن أبي الضياف آثار أخرى وإن كان كتاب الإتحاف الذي تحدثنا عنه في هذا المقال أهم ما قدمه للمكتبة العربية، إلا أن لديه مؤلفات أخرى قيمة نذكر منها:

  • كتب أحمد ابن أبي الضياف مجموعة من القصائد جمعها محمد السنوسي ي كتاب سماه مجمع الدواوين التونسية.
  • أجاب ابن أبي الضياف القنصل الفرنسي عن 21 سؤالا وأدرجها تحت عنوان (الأجوبة الأورباوية) وصدرت هذه الأجوبة في حوليات الجامعة التونسية بعنوان رسالة أحمد بن أبي الضياف في المرأة، وتحدث فيها عن أحوال المرأة المسلمة.

يمكن القول إن هذا الكتاب هو وثيقة تاريخية غنية بالتفاصيل الدقيقة، وقد تناول هذا المقال العناوين العريضة للكتاب لإيضاح من هو صاحب اتحاف اهل الزمان باخبار ملوك تونس وما هو أسلوبه في تصنيف مؤلفه هذا، فتناول المقال لمحة عن كتاب الإتحاف ثم تم التعريف بصاحبه ثم شرح كيفية تصنيف الكتاب ومحتوى كل جزء منه ثم التعريج على مؤلفات الكاتب الأخرى.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *