من مات وليس في عنقه بيعة شرح

من مات وليس في عنقه بيعة شرح هو ما سيتم عرضه في هذا المقال، فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر المسلمين بما أوحاه الله إليه فهو لا ينطق عن الهوى، وإن الله سبحانه وتعالى قد أمر عباده وخلقه بما يرجع عليهم نفعه في دينهم ودنياهم وآخرتهم، ومن ذلك البيعة للأمير، وقد شرح رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابته ذلك في الكثير من الأحاديث الشريفة، ومن خلال موقع المرجع سيتم تسليط الضوء على معنى حديث من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية.

حديث من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية

ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنّه قال: “جَاءَ عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ إلى عبدِ اللهِ بنِ مُطِيعٍ حِينَ كانَ مِن أَمْرِ الحَرَّةِ ما كَانَ، زَمَنَ يَزِيدَ بنِ مُعَاوِيَةَ، فَقالَ: اطْرَحُوا لأَبِي عبدِ الرَّحْمَنِ وِسَادَةً، فَقالَ: إنِّي لَمْ آتِكَ لأَجْلِسَ، أَتَيْتُكَ لِأُحَدِّثَكَ حَدِيثًا سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُهُ: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: مَن خَلَعَ يَدًا مِن طَاعَةٍ، لَقِيَ اللَّهَ يَومَ القِيَامَةِ لا حُجَّةَ له، وَمَن مَاتَ وَليسَ في عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً”.[1]

شاهد أيضًا: ما هي البيعة وما أنواعها وشروطها

من مات وليس في عنقه بيعة شرح

شرح أهل العلم حديث من مات وليس في عنقه بيعه، فقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده بأن يعتصموا بحبل الله سبحانه وتعالى وعدم اللجوء للفرقة، ومن أهم أسباب الاعتصام أن يجتمع المسلمون على كلمة واحدة وإمام واحد، فلو تعدد أمراؤهم وكثر قادتهم تشتت أمرهم وذهب شأنهم وضعفوا، وظهر عليهم عدوهم، فمن مات ولا بيعة له للإمام بالسمع والطاعة والدخول في طاعته، مات ميتة الجاهلية، أي مات كما يموت أهل الجاهلية لأنهم كانوا لا يدخلون في طاعة أمير ويرون ذلك عيبًا، والبيعة هي المعاهدة على الالتزام بما أمر الله ورسوله له، وفي الحديث يأمر بطاعة الأمراء وولاة الأمور على كلّ حالٍ يرضي الله سبحانه، ويُظهر أهمية البيعة والحث عليها، وينهى عن الخروج عن الولاة والأمراء والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: ما هو المراد بأئمة المسلمين

جواب شبهة حول حديث من مات وليس في عنقه بيعة

قد يفهم بعض المسلمين من حديث من مات وليس في عنقه بيعة أنّ شرط البيعة أن تجتمع الأمة كلها من المشرق والمغرب على إمامٍ واحد، لكن الحديث فيه تحذير من التحزب بأن يدعي كل قومٍ من المسلمين أن رئيسهم هو الإمام الذي تجب طاعته وبيعته، وقد ذكر الشيخ صالح آل صالح قال:[3]

“المسلمون أجمعوا ـ بلا نكير ولا اختلاف ـ على انعقاد الإمامة الشرعية لإمامين: هما: إمام بني العباس في بغداد، وإمام بني أمية في الأندلس ومضت الأمة على ذلك قروناً، وكل واحد من هذين الإمامين العلماء وأئمة السنة في بلده يقولون: هذا الإمام الذي تجب بيعته ويحرم الخروج عليه، وهذا إجماع منهم على أن البيعة لا يشترط لها الخلافة الراشدة العامة، بل البيعة منوطة بمن ولي الأمر، لأن البيعة تتجزأ حسب البلد، بحسب الوالي، والثاني: في هذه المسألة أن هذا القول – وهو أن البيعة لا تكون إلا مع الإمامة العظمى – يلزمه أن البيعة قد ذهبت منذ أزمان، وأن قول النبي عليه الصلاة والسلام: من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية، أن هذا مخصوص ببعض الأزمنة دون بعض، وهذا تحكم في دلالة النص وتحكم أيضاً في كلام أهل السنة، فالبيعة ليس لها زمن يحدها عند أهل السنة، بل هي ماضية ولم يحدها أحد، والقول بأن البيعة منوطة بالإمامة العظمى هذا يلزم منه هذين اللازمين الباطلين”.

شاهد أيضًا: أول ملك في الإسلام

بهذا نكون قد وصلنا لنهاية مقال من مات وليس في عنقه بيعة، والذي تمّ فيه تسليط الضوء على حديث من مات وليس في عنقه بيعة، والرد على شبهة فهمه الخاطئ.

المراجع

  1. صحيح مسلم , مسلم/ عبد الله بن عمر/ 1851/صحيح
  2. dorar.net , شروح الأحاديث , 14/05/2022
  3. islamweb.net , جواب شبهة حول حديث (من مات وليس في عنقه بيعة..) , 14/05/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *