لماذا حرم الإسلام القزع إسلام ويب
جدول المحتويات
لماذا حرم الإسلام القزع إسلام ويب جاء الإسلام بكل الآداب الحسنة في كل نواحي الحياة؛ فينبغي للمسلم أن يتأدب بها، ومن هذه الآداب ما يتعلق بظاهر الإنسان وسمته؛ من اللباس وحلق الشعر، والتطيب ونحو ذلك، لذلك يهتم موقع المرجع في الحديث عن لماذا حرم الإسلام القزع إسلام ويب، وعن تعريف القزع وحكمه إسلام ويب، وعن حكم الحلاق الذي يحلق القزع، وعن حكم صلاة من حلق شعره على هيئة القزع، وعن حكم حلق شعر الرأس كله.
تعريف القزع وحكمه إسلام ويب
قبل أن نعرف لماذا حرم الإسلام القزع إسلام ويب، سنتحدث عن تعريف القزع وحكمه، فالقزع هو حلق بعض شعر الرأس وترك بعضه، وهو مكروه باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، وحكي الإجماع على ذلك، فعن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ القَزَعِ. قالَ: قُلتُ لِنَافِعٍ وَما القَزَعُ قالَ: يُحْلَقُ بَعْضُ رَأْسِ الصَّبِيِّ وَيُتْرَكُ بَعْضٌ”،[1] وعن ابن عمر رضي الله عنهما: “أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رأى صبيًا حلق بعضَ رأسِه وترك بعضًا فنهى عن ذلك وقال احلقوه كلَّهُ أو اتركوه كلَّهُ”،[2] فنهيُ النبي عن القزع محمول على الكراهة إجماعًا، وفي هذا الحديث يخبر عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن القزع، وهو حلق بعض شعر الرأس وترك بعضه. والصواب في حلق المسلم لشعره كما أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سنن أبي داود: أن يحلق الشعر كله ولا يترك منه شيء، أو يكون التقصير لجميع الشعر دون بعضه، أو يترك الشعر كله دون حلق أو تقصير؛ وذلك لأن الحلق على صورة القزع فيه تشويه للهيئة، وقيل: لأنه زي الشيطان، أو لأنه زي اليهود، كما جاء في سنن أبي داود.[3]
شاهد أيضًا: كم عدد السجدات في القرآن الكريم إسلام ويب
لماذا حرم الإسلام القزع إسلام ويب
قال أهل العلم: إن العلة في كراهة القزع أنه تشويه للخلق وتشبه بالكافرين، ففي اتباع الكافرين وتقليدهم في مثل هذه الأمور تعبير عن حبهم وموالاتهم، وهذه مسائل في غاية الخطورة، فقد أخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ القَزَعِ. قالَ: قُلتُ لِنَافِعٍ وَما القَزَعُ قالَ: يُحْلَقُ بَعْضُ رَأْسِ الصَّبِيِّ وَيُتْرَكُ بَعْضٌ”،[1] قال النووي في شرحه للحديث: “وأجمع العلماء على كراهة القزع إذا كان في مواضع متفرقة؛ إلا أن يكون لمداواة ونحوها وهي كراهة تنزية
والحكم في هذا شامل للصغير والكبير على السواء، واختلف في علة النهي، فقيل: لكونه يشوه الخلقة، وقيل: لأنه زي الشيطان، وقيل: لأنه زي اليهود”. قال صاحب كتاب بريقة محمودية: “القزع هو أن يحلق بعض رأس الصبي ويترك منه مواضع؛ للنهي ولتقبيح الصورة ولتشبه الكفرة”، إلى أن قال: “فإذا منع منه الصبي فبالأولى من البالغ”.[4]
شاهد أيضًا: حكم الإمساك عن الشعر والأظافر في عشر ذي الحجة للمضحي
حكم الحلاق الذي يحلق القزع
إذا كان الحلاق يقوم بحلاقة القزع لزبائنه، فلا يجوز له ذلك، وما يتقاضاه على ذلك محرم، لأن هذا من التعاون على الإثم والعدوان، وقد نهى الله عن ذلك، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}،[5] وبين عليه الصلاة والسلام أن قومًا من أمته سيتبعون اليهود والنصارى في سننهم، ويقلدونهم في أفعالهم، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لتَتِّبِعُنَّ سُنَنَ مَن كان قَبلَكم باعًا بباعٍ، وذِراعًا بذِراعٍ، وشِبرًا بشِبرٍ، حتى لو دَخلوا في جُحرِ ضَبٍّ لدَخَلتُم معهم، قالوا: يا رسولَ اللهِ، اليهودُ والنَّصارى؟ قال: فمَن إذنْ؟!”،[6] فإذا كان الفعل محرمًا شرعًا، فالمال الذي يجتنى منه مال محرم، ورزق خبيث، لأن الله تعالى إذا حرم شيئًا حرم ثمنه، فمن كانت الحلاقة هي مهنته، فليجتنب المحظور وليمتهن الحلاقة فيما يباح حلقه.[7]
شاهد أيضًا: حكم الاخذ من الشعر لمن اراد ان يضحي
حكم صلاة من حلق شعره على هيئة القزع
إن صلاة صاحب القزع الذي يتعمد حلق بعض رأسه وترك بعضه جائزة وصحيحة، ولا إثم عليه، وإن كان فعَل مكروهًا؛ لأن المكروه يطلب تركه لا على سبيل الحتم والإلزام، وهو يقابل السنة، فيثاب تاركه ولا يعاقب فاعله، قال تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}.[8] فالعبد إذا فعل معاصي وطاعات، وأتى بحسنات وسيئات، وزنت أعماله يوم القيامة، فإن رجحت حسناته فهو سعيد، وإن رجحت سيئاته فهو تحت مشيئة الرب تعالى إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، وكما أن الحسنات يذهبن السيئات، وكذلك فإن السيئات لها أثر في إحباط الحسنات وإذهاب ثوابها، فالواجب ترك القزع وإن كان لا يؤثر على صحة الصلاة، إتباعًا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.[9]
شاهد أيضًا: هل يجوز الحلق قبل ذبح الأضحية
حكم حلق شعر الرأس كله
يختلف حكم حلق شعر الرأس كله بين الرجل والمرأة، وتفصيله كما يلي:[10]
حلق الرأس للرجل
يجوز للرجل حلق جميع الرأس، وهو مذهب الجمهور: الحنفية، والشافعية، والحنابلة، وقول للمالكية، عن ابن عمر رضي الله عنهما: “أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رأى صبيًا حلق بعضَ رأسِه وترك بعضًا فنهى عن ذلك وقال احلقوه كلَّهُ أو اتركوه كلَّهُ”،[2] فقوله صلى الله عليه وسلم: “احلقوه كلَّهُ أو اتركوه كلَّهُ” دليل ظاهر على إباحة الفعلين، وعن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ القَزَعِ. قالَ: قُلتُ لِنَافِعٍ وَما القَزَعُ قالَ: يُحْلَقُ بَعْضُ رَأْسِ الصَّبِيِّ وَيُتْرَكُ بَعْضٌ”،[1] فنهى النبي عن القزع: وهو حلق البعض، دل ذلك على جواز حلق الجميع، وعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه، قال: “أمهَلَ رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم آلَ جعفرٍ ثلاثةً أن يأتيَهم، ثمَّ أتاهم فقال: لا تَبكُوا على أخي بعدَ اليَوم. ثمَّ قال: ادعُوا إليَّ بَني أخي، فجيءَ بنا كأنَّا أفرُخٌ، فقال: ادعُوا إليَّ الحَلَّاقَ، فأمَرَ بحَلقِ رُؤوسِنا”.[11]
حلق الرأس للمرأة
يحرم على المرأة حلق رأسها، وهو مذهب الحنفية، والمالكية، ووجه عند الحنابلة، وهو قول الحسن البصري، وابن حزم ، واختيار ابن حجر، والشنقيطي، وابن باز، وبه أفتت اللجنة الدائمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “ليسَ على النِّساءِ حَلقٌ، إنَّما على النِّساءِ التَّقصيرُ”،[12] فلم يبح الشارع لها حلقه في حال النسك، فغيره من الأحوال أولى، وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: “لعَن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المُتَشَبِّهينَ مِن الرِّجالِ بالنِّساءِ، والمُتَشَبِّهاتِ مِن النِّساءِ بالرِّجالِ”،[13] فالتي تحلق رأسها متشبهة بالرجال؛ لأن الحلق من صفاتهم الخاصة بهم دون الإناث عادة.
شاهد أيضًا: متى يحلق المضحي غير الحاج
وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي تحدثنا فيه عن لماذا حرم الإسلام القزع إسلام ويب، وعن تعريف القزع وحكمه إسلام ويب، وعن حكم الحلاق الذي يحلق القزع، وعن حكم صلاة من حلق شعره على هيئة القزع، وعن حكم حلق شعر الرأس كله.
المراجع
- صحيح مسلم , مسلم، عبد الله بن عمر، 2120، صحيح.
- صحيح النسائي , الألباني، عبدالله بن عمر، 5063، صحيح.
- islamweb.net , القزع.. تعريفه.. وحكمه , 30/07/2021
- islamweb.net , العلة في كراهة القزع , 30/07/2021
- سورة المائدة , الآية 2
- تخريج المسند , شعيب الأرناؤوط، أبو هريرة، 9819، صحيح.
- islamweb.net , ليمتهن الحلاقة فيما يباح حلقه فقط , 30/07/2021
- سورة هود , الآية 114
- islamweb.net , لا علاقة لصحة الصلاة أو بطلانها لمن حلق شعره على هيئة القزع المنهي عنه , 30/07/2021
- dorar.net , حَلقُ شَعرِ الرَّأسِ كُلِّه , 30/07/2021
- صحيح النسائي , الألباني، عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، 5242، صحيح.
- صحيح أبي داود , الألباني، عبد الله بن عباس، 1984، صحيح.
- صحيح البخاري , البخاري، عبدالله بن عباس، 5885، صحيح.
التعليقات