لماذا سميت واقعة الطف بهذا الاسم

لماذا سميت واقعة الطف بهذا الاسم ؟ فهي واحدة من أكثر المواقع والمعارك تأثيراً في تاريخ المسلمين، فبعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلّم- اختار المسلمون بطريقة الشّورى بينهم خليفةً لرسول الله وكان هو أبو بكر الصّديق، وبعد وفاته كان عمر بن الخطّاب أميراً للمؤمنين، ومن بعده عثمان بن عفان ثمّ علي بن أبي طالب، الذي ما أن قام في عهده الفتنة بين المسلمين فاقتتلوا وتوفّي عليّ -رضي الله عنه- ومن بعده تنازل الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان، إلى أن وقعت معركة الطّف بين يزيد بن معاوية والجسين بن علي، وفي هذا المقال سيقوم موقع المرجع بتوضيح لماذا سميت واقعة الطف بهذا الاسم.

لماذا سميت واقعة الطف بهذا الاسم

سميت واقعة الطف بهذا الاسم لأنّها كانت من أكثر المعارك جدلاً ولما لنتائجها وتفاصيلها من آثارٍ سياسيّة ونفسيّة وعقائديّة، فواقعة الطف أو معركة كربلاء هي معركة وقعت على ثلاثة أيّام وانتهت في العاشر من محرّم سنة 61 للهحرة، وقد وقعت بين جيش الحسين بن علي بن أبي طالب، وجيش يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وتعدّ من أبرز الأحداث التي كان لها دوراً قويّاً في صياغة طبيعة العلاقة بين السّنة والشّيعة، وهي رمز الشيعة وتفاصيلها وذكراها رمزٌ لهم، بهم يحتفلون ويلطمون ويعزّون، ويعتبرون مدفن الحسين بن علي مزاراً مقدّساً عندهم،  فعند وفاة النّبي -صلى الله عليه وسلّم- اختار المسلمون أبو بكر الصّديق -رضي الله عنه- خليفةً للمسلمين، ويظنّ الشّيعة أنّ عليّاً أحقّ منه بالخلافة وأنّه استغلّ الموقف ليكون الخليفة، ومن بعده كان عمر بن الخطاب ومن بعده عثمان بن عفّان، وحين قُتل عثمان بن عفّان أصبح علي بن ابي طالب هو خليفة المسلمين، لكنّ معاوية بن أبي سفيان أخذ على عاتقه الثّأر من قتلة عثمان، بسبب ما اعتبره عدم جدّية علي بأخذ الثّار وتحميله له سبب الفوضى التي أصابت المسلمين، وتطوذر الصّراع ليكون صراعاً مسلحاً، الذي أدى لنشوء الخوارج الذين انشقّوا عن علي وقاتلوه، وبعد اغتيال علي بن أبي طالب كان معاوية في وضعٍ أفضل وأقوى من الحسن بن عليّ، فتنازل الحسن لمعاوية عن الخلافة واتّجه إلى المدينة، وذلك بشرط أن تعود الخلافة لنظام الشّورى في اختيار الخليفة، وحقناً للدماء بين المسلمين، لكنّ معاوية عيّن يزيد وريثاً له بعد وفاته، الذي تمّ معارضته بشدّة.[1]

واقعة الطف معركة كربلاء

بعد بيان لماذا سميت واقعة الطف بهذا الاسم لا بدّ من الحديث عن هذه الواقعه، فعند تولي يزيد بن معاوية الخلافة، جوبه بمعارضةٍ شديدة من الكثير من المسلمين، وقد دامت فترة حكم يزيد بالحروب لثلاث سنوات، فقامتت الكثير من الثّورات ضدّ حكمه، حاول يزيد بكلّ الطّرق أن يصنع شرعيّةً لحكمه، فقام بإرسال الرّسائل لوالي المدينة يطلب منه أخذ البيعة بالقوّة من الصّحابة، ومن بينهم الحسين بن علي، الذي قرّر الخروج من المدينة نحو قبر أمّه وجدّه الرّسول الأعظم -صلى الله عليه وسلّم- ثمّ خرج نحو مكة ومعه أهل بيته وأصحابه، حيث رفض مبايعة يزيد والذي وصلته الأنباء حول رفض الحسين مبايعته، ووصلت كذلك إلى الكوفة، فكاتبوه أن يأتي إليهم ليكون إمامهم، ووصلته العديد من الكتب وقيل أنّها بالمئات في اليوم الواحد، وقيل أنّها بلغت اثني عشر ألف كتاب، وانطلق الحسين إلى الكوفة وشكّل جيشاً، والتقى بجيوش بني أميّة، حيث بدأ جيش الأمويّين بإمطار جيش الحسين بوابلٍ من السّهام، واشتدّ القتال ودارت رحى الحرب، واستمر القتال وتم تضييق الخناق على الحسين ومن معه، وراح الحسين ومن بقي معه محاصرون وينازلون جيش عمر بن سعد، ويتساقطون واحداً تلو الآخر، وعندما ركب الحسين جواده أصيب بسهمٍ  في نحره كما يروى وقد بقي وحيداً في الميدان، وقيل بحسب روايات الشّيعة أن شمر بن ذي جوشن قام بفصل رأس الحسين، وبذلك توفّي -رضي الله عنه- في يوم الجمعة 10/محرم/61هـ وله ستّة وخمسين سينة من العمر، ولم ينج من القتل إلا علي بن الحسين وقتها.[1]

اقرأ أيضًا: لماذا سمي الامام علي ابو تراب

أثر معركة كربلاء

كذلك الخوض في بيان لماذا سميت واقعة الطف بهذا الاسم ، يقتضي الحديث عن أثر معركة كربلاء، حيث أسفرت معركة كربلاء في العراق بين جيش عمر بن سعد بن أبي وقّاص، وبين جيش الحسين بن عليٍّ رضي الله عنهما، عن استشهاد سيّد شباب الجنّة الحسين رضي الله تعالى عنه، وعن نصرة الأمويين في هذه المعركة، إنّ مقتل الحسين رضي الله عنه، من أعظم المصائب الّتي اختبر بها الله تعالى المسلمين من عباده، ومن أعظم الفتن الّتي رآها العالم الإسلاميّ، وكان لمقتله أثرٌ كبيرٌ في نفوس المسلمين في العالم أجمع، فأدمت قلوبهم، وهزّت مشاعرهم وأحاسيسهم، وسلّطت الضّوء على اهل البيت الّذي استباح بهم النّاس القتل وغيره،  وقد أدّى مقتل الحسين إلى قيام العديد من الثّورات الإسلاميّة في جميع أنحاء الدّولة الأمويّة، والّتي انتهى بها المطاف إلى السّقوط والانهيار، وقيام الدّولة العباسيّة بعدها، ومن واجب المسلمين، أن يحبّوا آل بيت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حبّاً شرعيّاً صحيحاً، وفقاً لهدي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- دون جفاءٍ ودون مغالاة، والله أعلم.[2]

اقرأ أيضًا: لماذا الشيعة يحبون الحسين

إحياء ذكرى الحسين عليه السلام

إنّ أهل الطّائفة الشّيعيّة، يقومون بإحياء ذكرى مقتل الحسين في عاشوراء من شهر محرّم، ويسمّى عندهم باليوم المحرّم، وهو من أهمّ المناسبات الّتي يحتفل بها الشّيعة، ويقومون بزيارة عاشوراء، وهي زيارةٌ لمقام الحسين الموجود في كربلاء، والدّعاء بأدعية خاصّة بهم، ويبلغ عدد الزّائرين لمقام الحسين في الذّكرى السّنويّة لمقتله، أكثر من مليون، وبدأت هذه الاحتفالات لأوّل مرّة في إيران، وذلك في القرن الثّاني عشر للميلاد، كذلك أطلق الصّفويون مراسم خاصّة يتمّ فيها سبّ ولعن كلّ من شارك في مقتل الحسين رضي الله عنه، كما ظهرت أشكالٌ متنوّعة ومظاهر غريبة ضمن هذه الاحتفالات منها اللّطم وضرب الأجساد بالسّلاسل والسّيوف حتّى تدمى، ويشارك في هذه الأمور الرّجال والنّساء والأطفال، وبرزت هذه الاحتفالات في البحرين وباكستان والهند وأفغانستان ولبنان والعراق.[3]

شاهد أيضًا: من هو قاتل الحسين وأبرز حقائق استشهاد الحسين وأحداث كربلاء

قد قدّمنا لكم في هذا المقال إجابة لماذا سميت واقعة الطف بهذا الاسم ، حيث وضّحنا السّبب وراء ذلك، كذلك تحدّثنا عن واقعة كربلاء والأحداث الّتي وقعت فيها، وبيّنا طريقة الشّيعة بإحياء ذكرى الحسين رضي الله عنه في عاشوراء، بالإضافة إلى معرفة أثر معركة كربلاء.

المراجع

  1. wikiwand.com , معركة كربلاء , 22/08/2021
  2. islamstory.com , كربلاء .. ومقتل الحسين , 22/08/2021
  3. marefa.org , ذكرى عاشوراء عند الشيعة , 22/08/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *