حكم التعجل في الحج

حكم التعجل في الحج في الشريعة الإسلامية هو مما ذكره العلماء في بطون كتبهم خاصّة أنّ الإنسان قد يتعرض لظروف قاهرة لا يستطيع معها ألّا يتعجل في حجه، والحج هو الركن الخامس من أركان الشريعة الإسلامية وقد جعله الله تبارك وتعالى لمن استطاع إليه سبيلًا، لذلك فإنّ موقع المرجع يهتم بذكر الأحكام الخاصة بالحج والتعريف فيه بالاستناد إلى أقوال أهل العلم والفقه، وسيكون ذلك في هذا المقال.

الحج

الحج لغة: هو قصد الشيء وإتيانه، واصطلاحًا: هو قصد بيت الله الحرام والمشاعر الحرام وإتيانها على وجه مخصوص وفي وقت مخصوص، وهو فرض عين على كلّ مسلم ومسلمة مرّة واحدة، وذلك بدليل قوله تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}،[1] وكذلك بدليل قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “بنيَ الإسلامُ علَى خمسٍ شهادةِ أن لا إلَه إلَّا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ وإقامِ الصلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ”.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز رمي الجمرات قبل الزوال

أركان الحج

للحج أركان أربعة وهي:[3]

  • الإحرام: وهو نية الدخول في الحج مقرونًةً بشيء من أعمال الحج كالتلبية أو التجرد، فالأساس في كلّ عمل النيّة، وكذلك الأمر بالنسبة للحج، فإنّه أيضًا يحتاج النيّة، وقد قال النبي محمّد صلى الله عليه وسلم: “إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى”.
  • الوقوف بعرفة: وهو الركن الثاني والركن الأساسي من أركان الحج، إذ يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: الحج عرفة، وأمّا عن وقت هذا الوقوف فمن طلوع فجر يوم عرفة إلى طلوع فجر أول يوم من أيام العيد، والسنة أن يجمع بوقوفه بين الليل والنهار، فيقف في عرفة قبل الزوال ولا يخرج منها قبل دخول الليل، وفيها يقصر ويجمع الحاج بين صلاتي الظهر والعصر، ولا يصلّي المغرب إلّا في مزدلفة، فيجمعها مع العشاء جمع تأخير.
  • طواف الإفاضة أو الزيارة: وهو الطواف الواجب الركن، ويكون هذا الطواف من ضحى يوم العيد الأول، وليس هناك مدّة معيّنة له، ولكن الأفضل أن يطوف يوم العيد الأوّل، وألّا يؤخّر هذا الطواف إلى ما بعد ذي الحجة إلا لعذر.
  • السعي بين الصفا والمروة: وهذا السعي يكون بعد طواف الإفاضة أو بعد أي طواف، ويستطيع كل من المفرد والقارن أن يفعلاه مع طواف القدوم.

شاهد أيضًا:  متى فرض الحج في اي سنة

شروط الحج

تتلخص شروط وجوب الحج وصجته بما يلي:

شروط وجوب الحج

إنّ شروط وجوب الحج هي:[4]

  • الإسلام: فلا يصح الحج من غير المسلم لأنّه عبادة، وغير المسلم لا تقبل عبادته.
  • البلوغ: فلا يسقط عن الطفل لأنّه غير مكلّف فيما لو أدّاه.
  • الحرية: فلا يصح من المملوك.
  • العقل: وهو شرط لوجوب الحج إذ إنّ لا تكليف لمن لا عقل له.
  • ملك الزاد والراحلة: وذلك بأن يكون ملكه لهما فائضًا عن حاجته وحاجة من هو مسؤول عنهم.
  • صحة وسلامة البدن، وفي هذا الأمر أقوال.
  • أن يرافق المرأة محرم.
  • ألا تكون المرأة في عدّة طلاق أو وفاة.

شاهد أيضًا: أوقات رمي الجمرات في ايام التشريق الثلاثة

شروط صحّة الحج

إنّ شروط صحة الحج هي:[4]

  • الوقت المخصوص: وهي أشهر الحج وهي شوال وذي القعدة وذي الحجة.
  • المكان المخصوص: وهو أداء المناسك في أماكنها المخصصة، فالوقوف في عرفة، والطواف حول الكعبة، فإن لم يقف أو يطف في هذين المكانين فحجه ليس صحيحًا.
  • الإحرام: وهو نية الدخول في الحج أو العمرة، مقرونًا بالتلبية.

اقرأ أيضًا: ما حكم ترك الحج مع القدرة مع الدليل

حكم التعجل في الحج

إنّ حكم التعجل في الحج يجوز إذا كان لدى الإنسان حاجة حقيقية للتعجّل كأن يكون لديه طبيب أو عمل مهم أو ما إلى ذلك من أمور، فيجوز له أن يتعجّل بعودته بعد رمي الجمار وطواف الوداع تحقيقًا للمصلحة، أمّا إذا لم يكن هناك ضرورة فالأفضل أن لا يتعجّل في حجّه، وأن يستغلّ أيام وجوده في مك المكرّمة بالطواف والصلاة والعبادات، لما في ذلك من خير عظيم وثواب كبير.[5]

كم عدد أيام الحج للمتعجل

اختلف العلماء في أمر النفر من منى بالنسبة للمتعجل، فالحنفية قالوا بأنّ آخر وقت للنفر من منى للمتعجل قبل غروب شمس اليوم الثاني عشر من ذي الحجة، فلو غربت عليه لزمه المبيت في منى، ومالك على أنّ من غربت عليه الشمس في اليوم الأوسط من أيام التشريق وهو بمنى لزمه الرمي، فلا ينفر حتى يرمي.[6]

رمي الجمرات للمتعجل

إنّ الأصل في رمي الجمرات للحاج أن ترمى الجمرة الكبرى يوم النحر، ثمّ ترمى الجمرات ابتداءً من الكبرى وانتهاءً بالصغرى في كلّ يوم من أيام التشريق، الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة، أمّا المتعجّل فيرمي الجمرة الكبرى يوم النحر، ثمّ يرمي الجمرات الأخرى في اليوم الحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة، وينفر في اليوم الثاني عشر قبل غروب الشمس، وإلّا لزمه أن يبيت بمنى، ويرمي الجمرات في اليوم الثالث عشر من ذي الحجة.[7]

طواف الوداع للمتعجل

يكون وقت طواف الوداع للمتعجل بعد الرمي في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة، وذلك بعد الزوال، ولا يجوز قبل ذلك، فبعد أن يرمي الحاج في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة له أن يتّجه إلى مكّة المكرّمة، فلو كان قد طاف طواف الإفاضة يطوف طواف الوداع ثمّ يسافر، وإن لم يكن قد طاف طواف الإفاضة فلا حاجة لطواف الوداع، ويكتفي بطواف الإفاضة فقد دون طواف الوداع.

وبذلك نكون قد أنهينا حديثنا عن حكم التعجل في الحج في الشريعة الإسلامية وذكرنا بعض الأمور الخاصة بتعجيل الحج وما هي شروط الحج وما هي شروط صحته، وكيف يكون طواف الوداع للمتعجل ورمي الجمرات وغيره بالاستناج إلى أقوال أئمة أهل العلم والفقه.

المراجع

  1. سورة آل عمران , الآية 97
  2. صحيح الترمذي , الألباني، عبد الله بن عمر، 2609، صحيح
  3. marefa.org , أركان الحج , 02/06/2024
  4. alukah.net , شروط الحج , 02/06/2024
  5. binbaz.org.sa , مشروعية التعجل بالعودة بعد الفراغ من الحج , 02/06/2024
  6. ar.islamway.net , أحكام التعجل في النفر من منى , 02/06/2024
  7. islamweb.net , أيام الرمي للمتعجل والمتأخر , 02/06/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *