بحث عن خصائص النص الأدبي

بحث عن خصائص النص الأدبي، من الأبحاثِ المُهمة جدًا، لأنّ مثلَ هذه الأبحاث تجعلُ الطالب يدرك مدى جمالِ اللغة العربية، ومدى متانتِها وبلاغةِ نصوصها الأدبية، وكيفَ أبدع الشعراء والأدباءُ في صياغتها والإبحار في نصوصِها وكلماتها ومعانيها، ومن خلالِ موقع المرجع سنتعرفُ على كافة المعلومات حولَ النص الأدبي من تعريفهِ وخصائِصه وفائدة دراسته.

مقدمة بحث عن خصائص النص الأدبي

في بدايةِ بحثنا عن خصائص النص الأدبي لا بدّ من التطرقِ إلى تعريفه، تمهيدًا للحديثِ عن خصائصه، مقاومته، أسس الإبداع فيه:

يُعرّف النص الأدبي على أنّه عبارة عن مجموعةٍ من الجملِ المرتبطة معًا بشكل لغوي صحيح وسليم وفقًا لعلاقاتٍ معينة، بحيثُ تربطُ العلاقات ما بين جملتين أو أكثر، ويعتمدُ النص الأدبي في كتابتهِ على المعرفة، وعلى الجانب النفسي للكاتب، إذ يتجلى ذلكَ بوضوحٍ في كلماتِ النص، ومن الأمثلةِ على النصوصِ الأدبية المُختلفة: القصة، والرواية، والشعر، والمسرحية، والمقالُ، والخطبُ بجميعِ أنواعِها.

شاهد أيضًا: بحث عن قصة نبي ذكر في القرآن الكريم

بحث عن خصائص النص الأدبي

النصُّ هو عبارة عن كلام مكتوب باستراتيجةٍ مُحددة يُراد منّه ايصال فكرةٍ معينة للقارىء، فيختلفُ الاسترسالَ والقواعد العامة في النص بناءً على نوع النص والذي يُصنف الى النص غيرَ الأدبي والنص الأدبي، وسنخصصُ حديثنا عن النصِ الأدبي الشعريُّ والنثري منّه، وخصائِصه كافة:

خصائص النص الأدبي

لكلِ نص في اللغة العربية خصائص ومعايير يُصنّفُ بناءً عليّها، وخصائصُ النصُّ الأدبي تبرزُ في الفهمِ الاستماعي، والقدرةُ على الإلقاءِ، وإثارةُ الدهشة، وإبرازُ محاور النصِ الإبداعية، وتنميةُ القيم الأخلاقية لدى فئة الناشئين من قارئي النص، على النحوِ الآتي:[1]

  • الاتساق: هو تلاحمِ جملُ النص وتناسقها وفقًا لعلاقاتٍ تربطُ بينها، بحيثُ يتشكلُ نصًا متناغمًا متكاملاً باستخدامِ أدواتٍ مثل: تتابع التعبيرات والصور الجمالية بشكل منطقي ومتسلسل وفق الأحداثِ الزمنية والمكانية للنص، وابدالُ جملة بدلَ الأخرى، وتوظيفِ الجانبِ النفسي للكاتب بشكل منطقي ومُلهم.
  • الانسجام: هو ترتيبُ جملُ النص وفقًا لدلالاتِ مُعينة بحيثُ تتبع الدلالات للجملِ الأصلية والتي تتبعُ لفكرةِ النص الكُلية، فتكتبُ الجمل بشكلٍ متتالي ومتناسق بذاتِ الفكرة الأصلية.
  • القصديّة: هي الرسالة التي يتمحورُ حولّها النص الأدبي، ويكونُ الغرضَ منّها ايصال الفكرة للقارىء بشكل واضح وسلس بعيدًا عن أيّ غموض أو تعقيد.
  • السياق: هو المفردات والدلالات اللغوية التي تدلُّ على الحالةِ التي أتاحت الفرصةَ للأديبِ لكتابة مثل هذا النص وفقَ ظروفٍ مُعينة.
  • التناص: هو توليدُ النص الأدبي من نصوصٍ أخرى متشابهة معه في الدلالةِ والمعنى، والهدفُ منّه هو ايجاد تفاعل وترابط بين النصوصِ الأدبية المُختلفة.
  • ارتباط المعلومات بالمعرفة: بمعنى أنّ المعلومات التي تُذكر في النص الأدبي يجبُّ وأن تكون حقيقية بعيدة عن أيْ وهم أو تحريف علمي، بحيثُ ترتبطً ارتباطًا كُليًا مع المعرفة الحقيقية التي يأتي بها النص.

عناصر النص الأدبي

يحتوي النصُ الأدبي على مجموعةٍ من العناصر المترابطة معًا، بحيثُ تتلخصُ في الآتي:

  • العاطفة: فالنصُّ الأدبي يجبُّ وأن يكون مُفعمًا بالشعور والعاطفة، بحيثُ ينقل القارىء الى أحداثِ النصِ وكأنّها واقعًا أمامه، فالنص الأدبي الناجح هو النص الذي تسيطرُ في العاطفة على الكلمات، ويتحلى فيه الأديب بالصدق الشعوري المُفعم بالوجدانِ الواقعي.
  • الأفكار: أفكار النص الأدبي هي بمثابة الرسالة المُوجهة للقارىء، فلا يمكنُ وأن يكون النص الأدبي عبارة عن مجموعة من الأفكار المشتتة والمتناقضة، إنمْا يكونُ عبارة عن فكرة واحدة تدور حولها مُجريات النص، وقد تتفرعُ منّها عدةُ أفكار أخرى بحيثُ تكون سلسة ولا تشعرُ الكاتب بالغرابةِ أو الغموض، كما ويجبُ ألا تطغى الصور الجمالية في الكلماتِ على المعنى الحقيقي للفكرة.
  • الخيال: الخيالُ مرتبط بعنصرِ العاطفة، فيجبُّ على الكاتب وأنْ يشبع خيال القارىء من خلال توظيفِ الدلالات اللغوية والصور الجمالية المنطقية بحيثُ لا يُدشنْ المنطق، ولا يبالغ في الوصف، فالخيالُ إذا اقترب من المُستحيل أصبح وهمًا مُشتتًا للقارىء.
  • الأسلوب: أكثر ما يميزُ الأديب هو أسلوبه في سردِ النص الأدبي، ومدى ترابط وسلالة الأفكار المطروحة خلال النص، لذا يجبُّ أن يلتزم الأديب بالأسلوب الكتابي المُوحد من بداية النص لنهايته.
  • اللغة: يجبُّ وأن تكون لغة الكتابة سليمة وصحيحة وخالية من وجود أيْ خطأ، وقد تكون لغةً فصيحة وبليغة أو لغةً عامية تخاطبُ فئة معينة من المجتمعِ أو ترسل رسالةً خاصة.
  • الصور الفنية: تستخدمُ الصور الفنية عادةً لاستثارة مشاعر وعواطف القارىء، والسيطرةِ على خياله، حيثُ تخرج القارىء من جوِ النصوصِ الاعتيادية الى الجو الفني البديع.

مستويات النص الأدبي

هي المُستويات التي تكشفُ عن هويةِ النص الأدبي، ومدى وقع موسيقى كلماتهِ على نفسِ القارىء، ويتضمنُ النص الأدبي مجموعةً من المستوياتِ وهي:[2]

  • المستوى المعجمي: هو أحدُ العناصرِ الأساسية للبنيةِ اللغوية، بحيثُ توصفُ الدلائل والمفردات بوحدة دلالية مُعجمية واحدة.
  • المستوى الصوتي: هو أنْ يتميزُ كل نصِ أدبي عن النص الآخر بالتنوعِ الصوتي لكلماتهِ ومفرداته، بحيثُ تشكلُ الكلمات وحدة لغوية واحدة.
  • المستوى الصرفي: هو المستوى الذي يدرسُ الميزان الصرفي لبنيةِ كلمات النص الأدبي.
  • المستوى التركيبي: هو مدى تآلف كلمات النص الأدبي المُكونة للجمل المُختلفة، بحيثُ يُعنى بدراسة الكلمات داخل الجملة، ونظامِ الجملة وأنواعِها.
  • المستوى البلاغي: هو استخدام المُحسنات البديعية، والصور الفنية، والدلالات الجمالية في النص الأدبي، لإضفاءِ طابع الجمال عليّه.

أنواع النص الأدبي

يختلفُ النص الأدبي بناءً على طريقةِ الكتابة والخصائص وتداخل اللغة المَجازية باللغة المُباشرة، وأكثرُ أنواع النص الأدبي شيوعًا ما يأتي:

  • الرواية: تعتبرُ الرواية أشهرُ أنواع النص الأدبي وأكثرها انتشارًا، وتتميزُ الروايةَ عن غيرها من أنواعِ النصوص الأدبية بتعدد شخصياتها، وكثرة أحداثِها، وأنّ لكل شخصة قصة وتجربة وخيال خاص بها.
  • القصة: هي حكايةٌ منسوجة من خيالِ الكاتب أو من تجاربِ واقعه وواقعَ غيره، حيثُ يكتبُ ما يجول في خاطره، وتشتركُ القصص في عدّة عناصر، مثل: الزمان، المكان، الفكرة، الشخصيات، الحبكة.
  • المقالة: هي نصٌ أدبي إنشائي، تتلخصُ حولَ موضوعًا مُعينًا بحيثُ تذكرهُ كاملاً على هيئةِ فقرات مُقسمة، أو على هيئةِ عدة عناوين فرعية ومرتبطة  بالعنوانِ الرئيسي.
  • الشعر: يعتبرُ الشعر أكثرُ أنواع النص الأدبي تعقيدًا، حيثُ أنّه يتطلبُ الالمامِ بمصطلحات اللغة الفُصحى، وصورها البيانية، ومعانيِها المجازية، إضافةً الى المهارةِ في توظيفها في الجانبِ المعنوي والمادي من الشعر، والشعرُ لا يكونُ وليدَ التجربة بل يحتاجُ إلى موهبة متأصلة، وخبرة عالية.
  • السيرة: تُعرّف السيرة على أنّها قصة الحياةِ وتاريخها، وما مرّ الشخص من أحداث في حياته بحيثُ تستحقُ وأن تذكر، وغالبًا ما تدون السيرة للأشخاصِ العظماء، ومن تركوا بصمة في تاريخِ هذا الكوكب.

الهدف من دراسة النص الأدبي

تتلخصُ الأهداف من دراسة النص الأدبي في الآتي:

  • الوقوفُ على الصورِ الفنية، والابداعات اللغوية، والدلالات التركيبية والجمالية التي وظفّها الأديب في النصِ، بحيثُ أنّها جعلت القارىء يتفاعلُ ويتأثرُ معها.
  • الحصولُ على المعلوماتِ الحقيقية التي تودي بالقارىء الى فهمِ الثقافة الصحيحة والمعرفة الحقيقية البعيدة عن الوهم.
  • تعرّفُ القارىء على السماتِ الأدبية الفنية، وامتلاك المعارفِ والقيم الموضوعية التي ترتقي به.

نقد النص الأدبي

يأتي النقد بمعنى اكتشاف العيوب والأخطاء، ولكنْ النقد الأدبي لا يقتصر معناهُ على ذلك، بل يوجدُ معايير وأسس كثيرة يتجهُ اليها الناقد عند تفسير وتحليل وتقييم النصوصِ الأدبية، بحيثُ تتم عملية النقد الأدبي من خلالِ أربع مراحل، وهي:

  • الملاحظة: تُعني قراءة النص الأدبي قراءة دقيقة ومتأنية، وفهم الفكرة الرئيسة، والأفكارُ المتولدة عنّها.
  • التحليل: تُعني تحليل النص الأدبي، ومعرفةِ طريقة الترابط بين النصوص والمفرداتِ اللغوية المُكونة للنص.
  • التفسير: تُعني معرفة الذي يقصدهُ الأديب في صياغته للنصوصِ والكلمات، وفهم محور الربط بين جملِ النص.
  • التقييم: حكم الناقد على النص بعد ملاحظته وتحليله وتفسيره لفحوى النص الأدبي.

خاتمة بحث عن خصائص النص الأدبي

وفي نهايةِ بحثنا عن خصائِص النص الأدبي، ومع ذكرِ عناصر النصِ الأدبي، ومستوياتهِ، وخصائصه، فإننا نستنبطُ بأنّ النص الأدبي هو صورة كتابية لكلِ ما يجول في ذهنِ الأديب، بحيثُ تتشكلُ على هيئة مفردات، ودلالات لغوية، وصور فنية تستلهم عاطفةَ القارىء، وتأخذهُ نحو الخيال المنطقي بعيدًا عن الأوهام والأكاذيب المُعجزة.

شاهد أيضًا: بحث عن شبكات الحاسب

بحث عن خصائص النص الأدبي pdf

يُفضلُّ الكثيرَ التعرّف على خصائص النص الأدبي تفصيلاً، خاصةً وأنّها تستخدمُ اللغة الجمالية بكثرة، وتوظفُ اللغةَ العربية الفصحى واللغة العامية أيضًا في الكثيرِ منْ مفرداتها، إضافةً الى أحداثِها المُلهمة التي تثيرُ حماسَ القارىء وتشوقهُ الى الأحداث القادمة من النص، والمعاني اللغوية الغنية بالمعرفة المنطقية، ويمكنُكم تحميل بحث عن خصائص النص الأدبي بصيغة pdf “من هنا“.

شاهد أيضًا: بحث عن يوم المعلم جاهز مميز

الى هُنا نكون قد وصلنا الى نهايةِ مقالنا بحث عن خصائص النص الأدبي، حيثُ سلطنا الضوء على كُلْ ما يتعلق بالنصِ الأدبي من خصائص، ومقومات، وعناصر، وأسس النقد، والفائدة منّه.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *