مقالة جدلية هل اليقين الرياضي مطلق أم نسبي

مقالة جدلية هل اليقين الرياضي مطلق أم نسبي؟ تُعرَف الفلسفة بأنّ تُساعد الإنسان على معرفة الحقيقة، فقد حصدت العديد من الاكتشافات العلمية التي على تؤكد صدق علمائها، ومن ضمن ما تم طرحه فلسفيًا اليقين الرياضي والجدل بين ما هو نسبي أو مطلق بالاستناد للأدلة، حيث يعتبر الرياضيات بأنه أحد العلوم التي نتجت من مجموعة من المعارف المجردة الناتجة عن الاستنتاجات المنطقية، ومن هذه المعطيات ومن خلال موقع المرجع سيتم بيان الإجابة الصحيحة للسؤال المطروح.

علم الرياضيات

يعتبر علم الرياضيات بأنه أحد العلوم المركزيّة في العالم، فهو العلم الذي يتعامل مع منطق الشكل والكمية والترتيب، حيث يتواجد في كل مكان حول الإنسان، إذ يعد أحد العلوم القديمة التي بدأ الإنسان باستخدامها منذ القدم، فقد بدأ بالحساب من خلال الأصابع، ليتم بعد ذلك الانطلاق في علم الرياضيات إلى الهندسة والبناء، كما يعتبر اللبنة الأساسية في حياة الفرد اليومية، وذلك من خلال مجموعة من النظريات والقوانين الثابتة التي تضمن الوصول إلى قيمة محدّدة ومناسبة، حيث يتم إثبات صحتها علميًا عبر علماء الرياضيات.[1]

مقالة جدلية هل اليقين الرياضي مطلق أم نسبي

إنّ اليَقين الرّياضيّ يتمثّل بالتأكد التام من حُدوث شيء، كأن يمتلك الفرد يقينًا بأنّ (2+2=4)، ولكن لا يُمكن عَقدُ اليَقين التّام في العلوم الطبيعية، حيث يُعتبر عِلم الرّياضيات بأنه أحد هذه العلوم، وذلك لأسباب عديدة تتعلق بالإدراك والدقة، حيث يعدُّ الرياضيات بأنَّه نتج من إبداع الفكر الإنساني، فهو عاجز عن المطلق حيث يحتوي على حدود ومأخذ خاصة عند محاولة التعامل مع نتائجه من الناحية الواقعية، ومن هنا فإن الإجابة الصحيحة على السؤال المطروح تتمثل كما يلي:[2]

• إن اليقين الرياضي نسبي، وليس مطلقاً وصدقه فقط صوري.

شاهد أيضًا: ما العلاقة بين تطور علم الرياضيات وظهور

أقوال الفلاسفة عن اليقين الرياضي

إنّ اليَقين الرياضي هو من الأشياء التي اختلف فيها العلماء وتضاربت الآراء حوله، فمنهم من أثبت أنه مطلق، والبعض الآخر أوضح بأنه نسبي، ومن خلال هذه الاختلاف سيتم بيان أقوال الفلاسفة فيما يخص اليقين الرياضي وهو كالآتي:

مطلقية الرياضيات

حيثُ اعتَقَد اتباع هذه الفَرضيّة بأنّ الرّياضيّات يُعتبَر ذات نتائج مُطلقة لا تتغير بتغير ظروف الزَّمان والمَكان وتتميّز بالبداهَة والوُضُوح، حيث كانت أدلة وحُجّة العُلماء كما يلي:[3]

• رينيه ديكارت: أكدّ على قيمة البداهة وأسس عليها منهجه الرياضي، حيث يقول: “لا أقبل شيئا على أنه صحيح إلا إذا كان بديهيا”.
• باروخ سبينوزا: أوضح بأنّه لا يمكن الشك في البداهة لأن الشك في البديهية يعني الشك في مبادئ العقل الفطرية، حيث قال: “البداهة هي معيار الصدق والكذب”.
• باسكال: أكد على مطلقية الرياضيات قائلا: “الهندسة هي الوحيدة من العلوم التي تنتج براهين معصومة من الخطأ”.

نسبية الرياضيات

اعتَقَد اتباع هذه الفَرضيّة بأنّ نتائج الرّياضيّات نسبيَّة، فمع تطور العلم تمّ إلغاء فكرة البداهة والوضوح وظهور التعدد التي تبين النسبية في علم الرياضيات، حيث كانت أدلة وحجة العلماء كما يلي:[3]

• إدموند هوسرل: أكد من خلال كتابه تأملات ديكارتية “إن تطور العلم حطم فكرة البداهة والوضوح التي تقوم عليها الهندسة الكلاسيكية”.
• بوليغان: “إن تعدد الأنظمة في الهندسة دليل على أن الرياضيات ليس فيها حقائق مطلقة”، وهذا التعدد جاء من خلال نسق العالم الروسي لوباتشيفسكي الذي افترض أن المكان مقعر، والعالم الألماني ريمان الذي افتراض بأنّه كروي.
• بيرتراند راسل: سخر من الرياضيات بسبب أنّ إحدى المسلمات بأنّ العالم الرياضي يعتمد في استدلاله على منطلقات ومبادئ يسلم بصحتها دون أن يبرهن على ذلك، حيث قال: “الرياضيات هي ذلك العلم الذي لا يعرف عما يتحدث ولا إذا كان ما يتحدث عنه صحيحا ّأم لا”.

شاهد أيضًا: علاج صعوبات التعلم في الرياضيات