فوائد صيام الأيام البيض

فوائد صيام الأيام البيض هو الموضوع الذي سيتناوله هذا المقال،  فالصّيام من أعظم العبادات وأجلّها وأحبّها إلى الله -سبحانه وتعالى- والصّوم هو العبادة كما أخبر النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- والصّيام ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة، وقد صام النّبيّ الأيام البيض وحثّ الننّاس على صيامها، وفي ذلك دليلٌ على أهميّة صيام التّطوّع، وسيقوم موقع المرجع في هذا المقال ببيان فوائد صيام الأيام البيض بالإضافة للتّعريف بها وبحكم صيامها وأهميّته.

ما هي الأيام البيض

لا بدّ من بيان ما هي الأيام البيض قبل الخوض في فوائد صيام الأيام البيض، ولماذا سمّيت الأيّام البيض بهذا الاسم، فكما أخبر أهل العلم أنّ الأيّام البيض هي الثّالث عشر، والرّابع عشر، والخامس عشر، من كلّ شهرٍ هجري في التّقويم الهجري الإسلامي الذي يعتمد على حركة القمر، وقد سُنّ في هذه الأيّام الصّيام فكان صومها مستحبّاً لمن أراد أن يزيد في حسناته ويضاعفها ويُنقص في سيئاته ويمحها، ولا حرج على من لم يصمها فهي ليست واجبة ويمكن للمسلم أن يصوم ثلاثة أيّامٍ من كلّ شهر سواءً البيض أو من أوّله أو من آخره.[1]

شاهد ايضًا: فضل صيام الأيام البيض

فوائد صيام الأيام البيض

إنّ فوائد صيام الأيّام البيض كثيرة ومتعدّدة، وقد سمّيت الأيّام البيض بهذا الاسم كونها تكون بيضاءً بالقمر من أوّل ليلها لآخره، وقد ورد في الحديث الصّحيح عن الصّحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: “أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بثَلَاثٍ: بصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَرْقُدَ. [وفي رواية]: قالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي أَبُو القَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بثَلَاثٍ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَديثِ أَبِي عُثْمَانَ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ”.[2] وذلك لما للصّيام فيها وفي غيرها من عظيم الأجر وكبير الثّواب، ومن فوائد صيام الأيّام البيض:

شاهد أيضًا: مواعيد الايام البيض لعام 2021

الصيام لله وهو يجزي به

فالأعمال كلّها تتضاعف بعشر أمثالها إلا الصّيام فهو لله ولا ينحصر تضعيف أجره بل يضاعفه الله بغير حصرٍ ولا عدد، فالصّيام من الصّبر، ومضاعفة الأجر تكون كذلك من شرف المكان والزّمان المعمول فيهما العبادة كأن يصوم المسلم في الأيّام البيض.

للصائم فرحتان يفرحهما

فقد روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وللصائِمِ فرحتانِ يفْرَحُهُمَا ، إذا أفطرَ فرِحَ بِفِطْرِهِ ، وإذا لَقِيَ ربَّهُ فَرِحَ بِصَومِهِ”.[3] فالنفس البشرية مجبولة على الميل لما يناسبها من مطعم ومأكل ومشرب فلذلك يفرح الصّائم بفطره، ويجد الصائم الأجر والثّواب مدّخراً عند لقاء ربّه فيفرح به.

خلوف فم الصائم أحب إلى الله من ريح المسك

وقد ثبت ذلك في الصّحيح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخلوف الفم هو من الأبخرة التي تخرج من المعدة لخلوّها من الطّعام، وهي رائحةٌ مستكرهة في الدّنيا، لكنّها طيّبةٌ في الآخرة، والحكمة من ذلك أنّ الصيام كان سرّاً بين العبد وربّه في الدّنيا فيعلنه الله في الآخرة بريح المسك من الصّائم، ومن ابتغى من عمله وجه الله يناله من الله عظيم الثوّاب.

للصائمين باباً في الجنة يدخلون منه

لا يدخله أحدٌ سواهم، ويقال أنّ الباب اسمه باب الرّيان خصّصه الله للصائمين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ معهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ منه، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ، أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أَحَدٌ”.[4]

من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النّار سبعين خريفاً

والمراد هنا طاعة الله وابتغاء وجهه سبحانه حيث يقول أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لا يصومُ عبدٌ يومًا في سبيلِ اللهِ إلَّا باعَد اللهُ بذلك اليومِ وجهَه عن النَّارِ سبعينَ خريفًا”.[5]

الصّوم جنّة من النار

أي وقاية منها، وبذلك أخبر النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- في الصّحيح حيث ورد: “أن عثمان بن أبي العاص الثقفي دعا له بلبن يسقيه، فقال: مطرف: إني صائم، فقال عثمان: سمعت رسول اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يقول: الصِّيام جنة من النَّار كجنة أحدكم من القتال”.[6]

الصّوم يكفّر الخطايا ويشفع لصاحبه يوم القيامة

فقد روى عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه-  عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “الصيامُ والقرآنُ يَشفعانِ في العبدِ يومَ القيامةِ يقولُ الصيامُ : أيْ ربِّ منعْتُهُ الطعامَ والشهوةَ فشفعْني فيه ، ويقولُ القرآنُ : منعْتُهُ النومَ بالليلِ ، فشفعْني فيه . فيشفعانِ”.[7] فمن عظيم العمل أن يكثر المسلم من الصيام وخاصة في الأيام البيض وغيرها من الأوقات التي أمر حثّ رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلّم-بصيامها.

حكم صيام الأيام البيض

وأيضاً بعد الاطّلاع على فوائد صيام الأيّام البيض سيتمّ بيان حكم صيام الأيام البيض، حيث أنّ صيامها سنّةٌ مستحبّة، وبذلك فإنّه يُستحبّ للمسلم أن يصوم ثلاثة أيّامٍ من كلّ شهر، والأفضل أن تكون أيّام البيض، وهي الثّاللث عشر والرّابع عشر والخامس عشر من كلّ شهرٍ هجري قمري، فعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- قال: “وإنَّ بحَسْبِكَ أنْ تَصُومَ كُلَّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أيَّامٍ، فإنَّ لكَ بكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أمْثَالِهَا، فإنَّ ذلكَ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ”.[8] وهذه الأيّام يجوز للمسلم أن يصومها متتالية ويجو له أن يصومها متفرقة، وله أن يصوم أوّل الشهر أو وسطه أوآخره والأفضل على ذلك كلّه أن تصام الأيّام البيض والله ورسوله أعلم.[9]

شاهد أيضًا: هل يجوز صيام الست من شوال مع الايام البيض

أهمية صيام الأيام البيض العلمية

إنّ فوائد صيام الأيام البيض لا يقتصر على الثّواب والجزاء العظيم الذي يناله المسلم جرّاء صيامه، بل يمتدّ الأمر إلى أن تكون اهمية صيام الأيام البيض العلمية تعود على صحّة جسد الإنسان وجوارحه وقلبه، فلقد شرّع الله الصّيام بما يحقّق مصالح العباد ويدفع عنهم الضّرر، فللصّيام أسرارٌ عظيمة في حفظ الجسد وصحته، وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة، والقوى الباطنة، وحمايتها عن التخليط الجالب لها المواد الفاسدة، التي إذا استولت عليها أفسدتها، واستفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحتها، فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها، ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات، ومن فوائد صيام الأيام البيض العلمية والصحية:[10]

• يعطي الصّوم راحةً للجهاز الهضمي والكبد والقولون وغيره.
• بالصيام يحدث انخفاض في مستوى حمض البوليك في الدم.
• الصيام له تأثير إيجابي على ضغط الدم.
• يحمي الصّيام من متاعب المرارة، ويمنع تشكل الحصوات.
• ويحمي الصّيام القلب فيسمح براحته وينقّي الدّم.
• الصيام سبيل للوقاية من السمنة وأمراضها وأخطارها كالسّكر والضغط.
• بالصيام تقوّى مناعة الجسم فيزيد من الخلايا اللمفاوية.

شاهد أيضًا: فضل صيام الاثنين والخميس

الحكمة من صيام الأيام البيض

أوصى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بصيام ثلاثة أيّامٍ من كلّ شهر، وقد قال أبو ذرٍّ الغفاريّ رضي الله تعالى عنه، أنّ هذه الأيّام هي الثّالث عشر والرّابع عشر، والخامس عشر من الشّهر، وقال أهل العلم بأنّ الحكمة من صيام هذه الأيّام هي:[11]

• تُذهب أدران القلب وتخلّصه منها، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “صيامُ ثلاثةِ أيَّامٍ منَ الشَّهرِ يذهب وحَرَ الصَّدرِ”.[12]
• صيام ثلاثة أيام من كلّ شهر، كأنّه صيام الدّهر، فالحسن بعشرة أمثالها بإذن الله تعالى.
• الصّيام يضعف الشّهوة ويكسرها، فالرّسول أمر من لم يستطع الزّواج بالصّيام لأنّ الصّيام له وجاء.
• الصّيام يعالج الجسم من الرّطوبة الدّاخلية حيث يخرج جميع فضلات الجسم ويساعد الجسم على إعادة البناء.

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي صام لأول مرة

ختاماً نقول أنّ من واجب المسلم أن يتّبع ما أوصى به رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فالرّسول لا ينطق عن الهوى، ولقد ذكرنا في هذا المقال ما هي الأيّام البيض، وما هي فوائد صيام الأيام البيض ، كذلك تمّ فيه الحديث عن حكم صيام الأيام البيض والحكمة من ذلك، كما ذكرنا أهمية صيامها.