الاحتفال بالمولد النبوي حلال أم حرام
جدول المحتويات
الاحتفال بالمولد النبوي حلال أم حرام، تتكرر ذكرى المولد النبوي في كل عام في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وقد كان مولده -صلى الله عليه وسلم- مولد خير وبركة للخلق أجمعين، تشرفت فيه الدنيا مبتهجة بمولده، المبعوث رحمة للعالمين، ومن خلال موقع المرجع سنسلطُ الضوء على هل الاحتفال بالمولد النبوي حرام أم حرام، وأدلة تحريم الاحتفال بالمولد النبوي.
الاحتفال بالمولد النبوي حلال أم حرام
بقي الاحتفال بالمولد النبوي موضع اختلاف بين أئمة المسلمين وعلمائهم منذ القدم، وفيما يأتي بيان لذلك:
الاحتفال بالمولد النبوي حلال
أقرّ عدد كبير من علماء المسلمين وفقهائم المعاصرين والمُتقدمين بأن الاحتفال بالمولد النبوي جائز، وقد اعتبره بعضًا منهم أنه بدعة حسنة لكن يشترط في ذلك اجتناب المحظورات جميعًا، وهو رأي الإمام الحافظ بن حجر، أما قول الإمام السخاوي فيه: “لو لم يكن في ذلك إلّا إرغام الشيطان، وسرور أهل الإيمان من المسلمين لكفى، فرحم الله امرءاً اتّخذ ليالي هذا الشهر المبارك، وأيّامه عيداً، لتكون أشدّ علّةٍ على مَن في قلبه أدنى مرضٍ وأعيا داءٍ”، كما بين الشيخ يوسف القرضاوي جواز الاحتفال به من خلال تسليط الضوء على سيرة سيد الخلق محمد -صلّى الله عليه وسلم-، والوقوف على أهم الأحداث الإسلامية في حياته -عليه الصلاة والسلام.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الاحتفال بيوم المولد النبوي الشريف
الاحتفال بالمولد النبوي حرام
ذهب العديد من علماء المسلمين وفقهائهم إلى أن الاحتفال بالمولد النبوي حرام، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-، إذ ذهب إلى عدم جواز الاحتفال؛ ذلك أن السلف الصالح -رحمهم الله- لم يحتفلوا بميلاد النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، ولو كان في ذلك خيرًا لكانوا الأحق به، ووافقه الإمام الفاكهي، إذ أفتى بأن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة مكروهة، حتى وإن خلا من المُخالفات الشرعية، وذلك لأنه لم يجد للاحتفال بالمولد النبوي أثرًا في الكتاب، ولا في السنّة، ولم يُنقل عن أحد علماء الأمة أنه فَعَله.
اقرأ أيضًا: هل الإحتفال بالمولد النبوي الشريف بدعة
أدلة تحريم الاحتفال بالمولد النبوي
جاء تحريم الاحتفال بالمولد النبوي باعتبار أنه بدعة، وقد استدل من أيّد هذا القولُ من علماء المسلمين وفقهائهم بعدة أدلة، وهي:
- قول رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).[1]
- قول رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة).[2]
- قول الله -سبحانه وتعالى-: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِي).[3]
- قول الله -سبحانه وتعالى-: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).[4]
اقرأ أيضًا: هل الاحتفال بالمولد النبوي حرام
حكم الاحتفال بالمولد النبوي ابن عثيمين
أقر الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- أن الاحتفال بالمولد النبوي لا أصل له، إذ إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يفعله، ولم يأمر الأمّة به، وبما أنّ هذا العمل ليس له أصل في الدين، فلا يجوز من العبد أن يتعبد به، ولا أن يتقرب إلى الله -تعالى- به، لا سيما أن الله -تعالى- قد بين طرق عبادته، وقد اكتمل الدين قبل وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إذ قال -تعالى-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)[5]، فلا يجوز للناس ابتداع طريقةٍ جديدة للتقرُّب إلى الله -سبحانه وتعالى-.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الاحتفال بالمولد النبوي حلال أم حرام، حيث وضحنا الآراء المتفاوتة في جواز أو تحريم الاحتفال بالمولد النبوي، ورأي الشيخ ابن عثيمين في ذلك.
التعليقات