دعاء النصف من شعبان

دعاء النصف من شعبان وصوم النصف من شعبان من الأمور الهامة التي يجب على المسلم معرفتها ولابد للمسلم أن يتأكد من ثبوت الأدعية الشرعية عن النبي -عليه السلام- فالدعاء عبادة تحتاج لدليل شرعي، وفي هذا المقال سنوضح صحة دعاء النصف من شعبان كما سنبين حكم الصوم في النصف من شعبان وسنذكر الفضائل المتعلقة بشهر شعبان، ويساعدنا موقع المرجع في معرفة الأحكام والأدعية والمعلومات الشرعية الهامة والنافعة للفرد المسلم في شتى جوانب حياته.

شهر شعبان

شهر شعبان هو الشهر الثامن في السنة القمرية أو التقويم الهجري وهو يلي شهر رجب، ويسبق شهر رمضان المبارك، وقد سمي بهذا الاسم في عصر ما قبل الإسلام كباقي الشهور وقد سُمّي شهر شعبان بهذا الاسم لأنّ القبائل العربية كانوا يتشعبون فيه؛ أي يتفرّقون فيه لطلب المياه أو الغارات بعد خروج شهر رجب الذي كانوا يقعدون فيه عن الحرب بسبب حرمته، وعلى المسلم أن يعلم أن فضائل الأمكنة والأزمنة لا تثبت إلا بنص صحيح عن الله -عز وجل- أو عن رسوله – صلى الله عليه وسلم-، فلا يخصص شهر شعبان بفضل إلا إذا ورد ذلك في الكتاب أو في السنة المطهرة.

دعاء النصف من شعبان

لم يرد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أي دليل ينص على تخصيص ليلة النصف من شعبان بالدعاء، وليس فيها أحاديث صحيحة، كل أحاديثها ما بين موضوع وضعيف، وعلى المسلم أن يعلم أن الدعاء عبادة وتخصيص النصف من شهر شعبان بدعاء لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من البدع المحدثة وإن العبادة لا تشرع إلا بالكتاب أو السنة الثابتة، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”.[1] وقد قال الشيخ مصطفى السباعي: “أما الدعاء المشهور الذي يتلوه المسلمون في المساجد والبيوت فلم يثبت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولا عن أصحابه ولا عن السلف الصالح أنهم اجتمعوا في المساجد والبيوت من أجله في هذه الليلة، ولم يعرف من دافع هذا الدعاء، بل في بعض عباراته ما لا يجوز على الله”.[2] فإن فضائل الأمكنة والأزمنة لا تثبت إلا بنص صحيح عن الله -عز وجل- أو عن رسوله – صلى الله عليه وسلم-.

شاهد أيضًا: اجمل دعاء للتقرب الى الله

صوم النصف من شعبان

على المسلم أن يعلم أن صوم يوم النصف من شعبان مفردًا لا أصل له، بل إفراده مكروه، وليس في السنة الصحيحة ما يدل على تخصيص هذا اليوم بالصوم، وبعض الأشخاص يتخذون هذا اليوم موسمًا تصنع فيه الأطعمة، وتظهر فيه الزينة، وهذا من البدع التي لا أصل لها، ويشمل ذك جميع البدع التي أحدثت في هذا اليوم من الاجتماع العام للصلاة الألفية في المساجد الجامعة، ومساجد الأحياء، والدور والأسواق لإن هذا الاجتماع لصلاة نافلة مقيدة بزمان محدد وقدر من القراءة مكروه لم يشرع، والحديث الوارد في الصلاة الألفية موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث.

صوم شعبان

كان النبي -صلى الله عليه وسلم يكثر من الصوم في شهر شعبان فعن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصومُ حتى نَقولَ: لا يُفطِرُ، ويُفطِرُ حتى نَقولَ: لا يَصومُ، وما رأيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ استَكمَلَ صِيامَ شَهرٍ قَطُّ، إلَّا رَمَضانَ، وما رأيتُهُ في شَهرٍ قَطُّ أكثَرَ منه صيامًا في شَعبانَ”،[3] وقد ذكر أهل العلم أن الحكمة من اكثار النبي -صلى الله عليه وسلم- الصيام في شعبان أنه لتعظيم لشهر رمضان وللاستعداد له ومن هذه الأقوال أن نساءه أمهات المؤمنين رضي الله عنهن كن يقضين ما عليهن من شهر رمضان في شعبان فكان يحب أن يشاركهن الصيام، وأنه شهر ترفع فيه الأعمال؛ فأحب النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يُرفعَ عملُه وهو صائم.

شاهد أيضًا: عداد الاستغفار

فضل شهر شعبان

لشهر شعبان فضائل عظيمة ومنها اكثار النبي -صلى الله عليه وسلم- من صومه وهو شهر ترفع فيه الأعمال كما أخبر عليه السلام وهو شهر يغفل الناس عنه لأنه بين رجب ورمضان وهما شهران عظيمان الشهر الحرام وشهر الصيام فاشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولاً عنه، وقد سأل النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- عن سبب كثرة صيامه في شهر شعبان فقال -صلى الله عليه وسلم-: “ذلك شهرٌ يَغفُل النَّاسُ عنه بين رجب ورمضان، وهو شهرٌ تُرفع فيه الأعمالُ إلى الله تعالى؛ فأُحِبُّ أن يُرفع عملي وأنا صائم”،[4] وفي شعبان تمَّ تحويلُ القبلة وهو حدَثٌ عَظيم في تاريخ الأمَّة الإسلاميَّة.

شاهد أيضًا: فوائد استغفر الله العظيم واتوب اليه وأفضل أوقات الاستغفار

ذكرنا في هذا المقال أن دعاء النصف من شعبان لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو من البدع المحدثة وإن العبادة لا تشرع إلا بالكتاب أو السنة الثابتة، كما بينا حكم الصوم في النصف من شعبان وذكرنا  الفضائل المتعلقة بشهر شعبان فهو من الأشهر التي كان النبي -عليه السلام- يكثر من الصيام فيها.

المراجع

  1. الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 1718 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
  2. alukah.net , ليلة النصف من شعبان , 17/02/2024
  3. الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند الصفحة أو الرقم: 25195 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
  4. الراوي : أسامة بن زيد | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي الصفحة أو الرقم: 2356 | خلاصة حكم المحدث : حسن

مقالات ذات صلة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *