هل المكياج يمنع الوضوء
هل المكياج يمنع الوضوء هو واحد من الأحكام الشرعية والمسائل الفقهية الحديثة التي حكى فيها السلف الصالح ولكنَّها تطورت ودخل القياس فيها في هذا العصر بسبب تطور أدوات المكياج وأشكاله ونتائجه على الشخص، وفي هذا المقال سوف يقدِّم موقع المرجع كلَّ ما يتعلَّق بحكم المكياج في الإسلام ومدى تأثير المكياج على الوضوء عند المرأة المسلمة.
حكم وضع المكياج الخفيف
إنَّ المكياج إن كان خفيفًا أو كثيرًا مُحرَّم إن وضعته المرأة خارج بيتها، وحلال إن وضعته داخل بيتها متزينة به لزوجها، فلا حرج على المسلمة لو وضعت على جسدها ما شاءت من أنواع المكياج في بيتها إن رآه زوجها أو أحد محارمها فقط، ولا يجوز لها أن تظهر المكياج لغير زوجها أو محارمها، والدليل على هذا الحكم الشرعي قول الله تعالى في سورة النور: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[1] والله تعالى أعلم.[2]
قد يهمك أيضًا: هل صوت المرأة عورة مع الدليل
هل المكياج يمنع الوضوء
يختلف نوع المكياج إلى نوعين أو وجهين اثنين، أحدهما يشكل طبقة على عازلة على جسم المرأة والآخر لا يشكل هذه الطبقة، ولكل منهما حكم شرعي خاص بهما فيما يتعلَّق بمسألة منع المكياج للوضوء، وفيما يأتي نفصل في هذين النوعين:
- إنَّ المكياج الذي يشكل طبقة عازلة تحبس الماء عن الجلد أو البشرة يُعد مانًعا للوضوء، ولا يصح الوجود بوجوده أبدًا، فيجب على المرأة أن تقوم بإزالته بالمواد الخاصة بإزاله هذا النوع من المكياج ثمَّ تتوضأ من جديد حتَّى يصحَّ وضوؤها.
- أمَّا المكياج الذي لا يشكل طبقة عازلة فهو لا يمنع الماء من الوصول إلى البشرة، وهو لا يمنع الوضوء، ويكون هذ المكياج في الغالب مواد وألوان تصبغ وتغير لون بعض مناطق الجسم.
وجدير بالقول إنَّ الإمام النووي -رحمه الله تعالى- قال في هذه المسألة المهمة: “إذا كان على بعض أعضائه شمع، أو عجين، أو حناء، وأشباه ذلك، فمنع وصول الماء إلى شيء من العضو: لم تصح طهارته، سواء كثر ذلك أم قل، ولو بقي على اليد وغيرها أثر الحناء ولونه -دون عينه- أو أثر دهن مائع بحيث يمس الماء بشرة العضو، ويجري عليها لكن لا يثبت: صحَّت طهارته”، وقد أجاب الشيخ ابن باز في سؤاله عن مدة تأثير المكياج على الوضوء: ” إذا كان المكياج له جسم، يمنع الماء، يزال، وإن كان ليس له جسم بل هو مجرد صبغ، لا يكون له جرم، فلا يلزم إزالته، أما إذا كان له جسم يحصل له منع، يعني يمنع الماء، فهذا يجب أن يزال من الوجه، وهكذا من الذراع، إذا كان فيه شيء كالعجين يزال، أما إذا كان الشيء مجرد صبغ ليس له جسم ولا جرم، هذا ما تجب إزالته”، والله أعلى وأعلم.[3]
هل المكياج حرام
إنَّ المكياج في الشرع ليس حرامًا على المرأة إن كانت تتزين لزوجها، فلها أن تضع ما يجملها على وجهها أو يديها أو رجليها أو فمها لزوجها فقط، ولا يجوز أن تضعه لرجل أجنبي أبدًا، فالسترة أمام الأجنبي واجبة على المرأة المسلمة، قال تعالى في سورة الأحزاب: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}[4] فعلى المسلمة أن تتقي الله تعالى في مسألة المكياج وأن تحرص على عدم وضعه إلَّا لزوجها، فلا تبدي الزينة لمن هو من غير محارمها، والله تعالى أعلم.
اقرأ أيضًا: حكم خروج المرأة بدون إذن زوجها
المراجع
- سورة النور , الآية 31.
- islamweb.net , إذا خرجت المرأة بالمكياج ووجهها مستور فلا حرج عليها , 21/07/2021
- islamweb.net , حكم استعمال المكياج وأثره على الوضوء , 21/07/2021
- سورة الأحزاب , الآية 56.
التعليقات