ادعية الركوع والسجود في صلاة التهجد

ادعية الركوع والسجود في صلاة التهجد التي يصليها المسلمون في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، هي الأدعية التي يبحث عنها الكثير من المسلمين، ذلك لأن سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت بأن يطيل المسلم في ركوعه وسجوده، وأن يقوم بالدعاء في ركوع وسجود وقيام كلّ صلاة وتحديدًا صلاة التهجد، ومن خلال موقع المرجع سيتم تسليط الضوء على ماذا أقول في ركوع وسجود القيام والتهجد.

ما هي صلاة التهجد

صلاة التهجد في صلاة الليل خاصّة، وقد ذكر بعض أهل العلم أنّه صلاة الليل بعد نوم، وقد ورد عن الحجاج الأنصاري قوله: “يحسب أحدكم إذا قام من الليل يصلي حتى يصبح أنه قد تهجد , إنما التهجد أن يصلي الصلاة بعد رقدة , ثم الصلاة بعد رقدة , وتلك كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم” فالتهجد اسمٌ خاصٌ بالصلاة، وفيه قولان، أنّه صلاة الليل مطلقًا، وقيل صلاةٌ بعد رقدة، والتهجد من الهجود وهو من الأضداد فيقال هجد أي نام، وهجد سهر، ويقال التهجد هو اليقظة بعد رقدة، وصار اسمًا للصلاة لأن المسلم يتنبه لها والله ورسوله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: أدعية التهجد مكتوبة

ادعية الركوع والسجود في صلاة التهجد

إنّ أقرب ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد، وبذلك بشّر النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه الصحيح الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، وقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يكثر المسلم من الدعاء في ركوعه وسجوده، ذلك أنّ الدعاء فيهما مظنة إجابة، وكان هو -عليه الصلاة والسلام- يُكثر من الدعاء في السجود وفي الركوع في صلاة التهجد وفي كلّ الصلوات، ومما كان يدعو به قوله: “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ، دِقَّهُ، وَجِلَّهُ، وَأَوَّلَهُ، وَآخِرَهُ، وَعَلَانِيَتَهُ، وَسِرَّهُ” كذلك كان يدعو عليه الصلاة والسلام بقوله: “اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ، كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ” وفيما يأتي سيتمّ التفصيل في ادعية الركوع والسجود في صلاة التهجد وغيرها من الصلوات.[2]

أدعية السجود في صلاة التهجد

ورد في السنة النبوية الشريفة الكثير من الأدعية والأذكار التي يمكن للمسلم أن يرددها في السجود، والتي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يرددها، ومنها ما يأتي:

  • عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “يقولُ إذا رَكَعَ سبحانَ ربِّيَ العظيم ثلاثَ مرَّاتٍ وإذا سجدَ قالَ سبحانَ ربِّيَ الأعلى ثلاثَ مرَّاتٍ”.[3]
  • عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قال: “كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يقولُ في رُكُوعِهِ وسُجُودِهِ: سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنا وبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي”.[4]
  • عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “كانَ يقولُ في سجودِهِ اللَّهمَّ لَكَ سجدتُ وبِكَ آمنتُ ولَكَ أسلمتُ وأنتَ ربِّي سجدَ وجْهي للَّذي خلقَهُ وصوَّرَهُ وشقَّ سمعَهُ وبصرَهُ تبارَكَ اللَّهُ أحسنُ الخالقينَ”.[5]
  • عن عوف بن مالك الأشجعي قال: “قُمتُ مع رَسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- ليلةً، فقام فقرأَ سورةَ البقَرةِ لا يَمُرُّ بآيةِ رَحمةٍ إلَّا وَقَف وسأَلَ، ولا يَمُرُّ بآيةِ عَذابٍ إلَّا وَقَف وتعَوَّذَ، قال: ثمَّ ركعَ بقَدْرِ قيامِه، يقولُ في ركوعِه: سُبحانَ ذي الجبَروتِ والملَكوتِ والكِبرياءِ والعَظَمةِ، ثمَّ قال في سُجودِه مِثلَ ذلك”.[6]

أدعية الركوع في صلاة التهجد

بالتعرف على ادعية الركوع والسجود في صلاة التهجد فإنّه سيتم الإشارة إلى أدعية الركوع في صلاة التهجد كما وردت في السنة النبوية الشريفة وذلك كما يأتي:

  • “سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ”.
  • “سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ”.
  • “سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي”.
  • “اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي، وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي، وَعَصَبِ”.
  • “سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ”.

شاهد أيضًا: دعاء قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان

دعاء الرفع من الركوع في صلاة التهجد

كثيرةٌ هي الأدعية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرفع من الركوع ومنها:

  • “سمعَ اللهُ لمن حمدَهُ، ربنا ولكَ الحمدُ”.
  • “اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ، وَمِلْءَ الأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ”.
  • “رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ، أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ: وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ”.
  • “اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَاءِ، وَمِلْءَ الأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي بِالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَالْمَاءِ الْبَارِدِ، اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الْوَسَخِ”.

دعاء الجلوس بين السجدتين في صلاة التهجد

إنّ الدعاء بين السجدتين من السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة التهجد وفي غيرها، وقد ورد في ذلك عديد الأحاديث التي تشير إلى ما يقول المسلم في جلوسه بين سجدتين، ومنها ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: “أنَّ النبيَّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ كانَ يقولُ بينَ السجدتينِ : اللهمَّ اغفرْ لِي ، وارحمْنِي ، وعافنِي ، واهدِني ، وارزقْنِي . وفي روايةِ الترمذيِّ : واجبرْنِي بَدلَ وعافِني . وفي روايةِ ابنِ ماجه : وارفعْنِي بَدلَ واهدِني“.[7] أمّا أقل ما يكون في هذا الدعاء: “رب اغفر لي” وهو الواجب على المسلمين عند كثير من أهل العلم والله أعلم.

شاهد أيضًا: دعاء قيام الليل في رمضان مكتوب

ماذا أقول في ركوع وسجود القيام والتهجد

الكثير من المسلمين يبحثون عن ادعية الركوع والسجود في صلاة التهجد، والذي من المهم للمسلمين أن يقتدوا بالنبي صلى الله عليه وسلم في الأدعية الواردة عنه صلى الله عليه وسلم، حيث يستحب في صلاة التهجد أن يطيل المسلم في القيام وفي الركوع وفي السجود، ولذلك يُكثر المن الدعاء فيها، وقد ذكر ابن تيمية قال: “ما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- من أنواع متنوعة وإن قيل إن بعض تلك الأنواع أفضل فالاقتداء بالنبي   صلى الله عليه وسلم في أن يفعل هذا تارة وهذا تارة أفضل من لزوم أحد الأمرين وهجر الآخر” وقد تم التفصيل فيما سبق بما يدعو المسلم في ركوعه وفي سجوده.

شاهد أيضًا: مواقيت الصلاة في مكة المكرمة, المملكة العربية السعودية

حكم الدعاء مع التسبيح في الركوع والسجود في صلاة التهجد

إنّ التسبيح في الركوع والسجود واجب عند بعض أهل العلم، وسنة عند البعض الآخر، ويجزئ مرّة واحدة، والأفضل أن يكون ثلاثة، وقد ورد عن أحد الأئمة الحنابلة قوله: “والواجب من التسبيح مرة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم يذكر عددا فيما سبق. وسن تكريره (ثلاثا) في قول عامة أهل العلم (وهو) أي التكرار ثلاثا (أدنى الكمال) لحديث عون، عن ابن مسعود مرفوعا: «إذا ركع أحدكم فليقل ثلاث مرات: سبحان ربي العظيم، وذلك أدناه. وإذا سجد فليقل: سبحان ربي الأعلى ثلاثا، وذلك أدناه» رواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، لكنه مرسل” وقد ورد عن الكثير من أهل العلم ومنهم الشافعي أنّ الدعاء مستحب مع التسبيح في الركوع والسجود، بل يستحب الاجتهاد في الدعاء والله أعلم.[8]

بهذا نختتم مقال ادعية الركوع والسجود في صلاة التهجد، والذي تمّ من خلاله تسليط الضوء على سنّة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته في قيامه وركوعه وسجوده والأذكار والأدعية التي كان يقولها فيها.

المراجع

  1. islamqa.info , هل هناك فرق بين التهجد وقيام الليل , 10/03/2024
  2. islamweb.net , أدعية مأثورة تقال في الركوع والسجود , 10/03/2024
  3. صحيح ابن ماجه , الألباني/ حذيفة بن اليمان/ 733/صحيح
  4. صحيح البخاري , البخاري/ عائشة أم المؤمنين/ 4293/صحيح
  5. صحيح النسائي , الألباني/ جابر بن عبد الله/ 1126/إسناده صحيح
  6. الفتوحات الربانية , ابن حجر العسقلاني/ عوف بن مالك الأشجعي/ 249/2/ حسن
  7. الخلاصة , النووي/ عبد الله بن عباس/ 415/1/إسناده حسن
  8. islamweb.net , حكم الدعاء مع التسبيح في الركوع والسجود , 10/03/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *