ثمانون جراما من الذهب زكاتها

ثمانون جراما من الذهب زكاتها هو ما سوف يتم التعرف عليه في هذا المقال، فقد يجهل كثير من المسلمين مقدار زكاة الذهب ومتى يجب إخراج زكاة الذهب، وربما قد يجهل البعض كيفية حساب زكاة الذهب، وسوف يقدم موقع المرجع تفصيلًا في حكم الزكاة في الإسلام، وسوف يتم التعرف على مقدار زكاة ثمانين غراما من الذهب، كما سوف نتعرف على طريقة حساب زكاة المال والذهب وعلى شروط الزكاة وغير ذلك.

الزكاة في الإسلام

تعد الزكاة من أركان الإسلام، وقد شرعها الله تعالى من أجل المحافظة على التكافل الاجتماعي وتوازن المجتمع، وليكون وسيلةً لنشر المودة والإيثار والعطف ونقاء السرائر، ومن أجل نبذ التحاسد والتباغض والأحقاد، ولو طبَّق جميع الأغنياء شرع الله تعالى وأخرجوا زكاة أموالهم لم يبق فقير على وجه الأرض ولا جائع ولا محتاج ولا مسكين، وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن عمر أنه صلى الله عليه وسلم قال: “بُنيَ الإسلامُ على خمس: شهادةِ أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصَوْم رمضان”، [1] لذلك فإنَّ الزكاة أحد الأعمدة التي رفع الله تعالى عليها سقف الإسلام.[2]

شاهد أيضًا: حكم من جحد وجوب الزكاة مع العلم بوجوبها

ثمانون جراما من الذهب زكاتها

إنَّ ثمانين غرام من الذهب ليست عليها زكاة على الإطلاق، لأنَّ نصاب الزكاة في الذهب 85 غرام في بعض الأقوال، وفي بعضها الآخر أنَّ النصاب 92 غرام، وهذا ما ذهب إليه الشيخ ابن باز رحمه الله، ولذلك فإن ثمانون جراما من الذهب زكاتها لا يتم إخراجها حتى تصبح 85 غرام على الأقل، لأن 80 غرام ليس عليها زكاة حسب مختلف الأقوال التي حددت نصاب زكاة الذهب في الإسلام.[3]

حكم الزكاة في الإسلام

إن الزكاة فرض في الشرع الإسلامي، وتعدُّ من أعظم الفرائض في الإسلام، فقد فرضت في كتاب الله تعالى وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهي فريضة بإجماع المسلمين منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “بُنيَ الإسلامُ على خمس: شهادةِ أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصَوْم رمضان”.[1]

اقرأ أيضًا: الزكاة لا تقبل من غير المسلم صح أم خطأ

حكم زكاة الذهب والفضة

إنَّ الزكاة في الإسلام فرض بما فيها زكاة الذهب والفضة، وقد وردت العديد من الأدلة في كتاب الله تعالى وسنة نبيه على أن الزكاة فريضة، وقد ذكر الله تعالى الذهب والفضة بشكل حرفي في القرآن الكريم وتوعد من يخبِّئ الذهب والفضة ويمتنع عن أداء زكاتها بعذاب شديد من لدنه، إذ قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ”،[5] فيجب على المسلم أن يخرج زكاة الذهب والفضة طالما بلغ الكمية الموجود عنده النصاب.[4]

نصاب الذهب والفضة

لقد تمَّ وضع نصاب الذهب والفضة في الإسلام على اعتبارهما ذهبًا خالصًا أو فضة خالصة دون شوائب، وعلى هذا الأساس تمَّ اعتماد نصاب كل منهما، ولذلك فإذا اختلفت نقاوة الذهب والفضة أو قلت فإنَّ حساب النصاب يختلف، فلا يتم احتساب الشوائب وما إلى هنالك الموجودة في الذهب أو الفضة عند النظر إلى النصاب، حيُث أنَّ الذهب النقي عيار 24 يكون نصابه 85 غرام، أمَّا الذهب غير النقي مثل عيار 21 أو عيار 18، يتم حساب النصاب الخاص به بضرب عدد الغرامات بالعيار وتقسيم الناتج على 24 للحصول على عدد الغرامات الموجود، فإذا امتلك شخص 110 غرام من الذهب عيار 18، يمكن حساب نصاب هذا المبلغ كالتالي: 110 * 18 = 1980، ثم يتم تقسيم الناتج على 24 ويكون الناتج = 82.5 غرام، ولذلك لا تجب الزكاة في هذا المقدار من ذهب عيار 18.[8]

حكم مانع الزكاة

ذهب العلماء المسلمون إلى أنَّه من أنكر الزكاة كفر، إذا كان عن جهل مثل الشخص حديث العهد بالإسلام، أو الشخص الذي يعيش في البادية ويجهل الأحكام فذلك له عذر، ولكن يجب تعليمه حكم الزكاة، فإذا أصر على نكرانها بعد أن علم وجوبها وأنها مفروضة فإنه يعد مرتدًا عن الإسلام، وأمَّا من امتنع عن أداء الزكاة بخلًا واستهتارًا وتهاونًا فإنَّ بعض العلماء كفره، والبعض قال بأنه لا يكفر، وهذا هو القول الراجح، ولكنَّه ارتكب كبيرة من الكبائر، ودليل أنَّ مانع الزكاة بخلًا وتهاونًا لا يكفَّر، حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما مِن صاحِبِ ذَهَبٍ ولا فِضَّةٍ، لا يُؤَدِّي مِنْها حَقَّها، إلَّا إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ، صُفِّحَتْ له صَفائِحُ مِن نارٍ، فَأُحْمِيَ عليها في نارِ جَهَنَّمَ، فيُكْوَى بها جَنْبُهُ وجَبِينُهُ وظَهْرُهُ، كُلَّما بَرَدَتْ أُعِيدَتْ له، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ، إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّار”،[6] فقوله إما إلى الجنة أو النار يدلُّ على أنه غير كافر.[4]

شاهد أيضًا: رجل يملك مزرعة يسقيها بالماء المستخرج من البئر عن طريق الآلات المقدار الواجب إخراجه هو ..

شروط وجوب الزكاة

لا بدَّ من أجل وجوب الزكاة على الشخص أن تتوفَّر فيه العديد من الشروط، فإذا غاب أحدها لم تعد الزكاة واجبة على الشخص، وفيما يأتي سيتم ذكر هذه الشروط بالتفصيل:[7]

  • الإسلام: يعدُّ الإسلام شرطًا أساسيًا لوجوب جميع العبادات، فالكافر لا تقبل منه ولا تجب عليه الزكاة.
  • الحرية: شرط أن يكون المسلم حرًّا ضروري لوجوب الزكاة، فالعبد لا تجب عليه الزكاة.
  • أن يبلغ المال النصاب: حتى تكون الزكاة واجبة يجب أن يبلغ المال النصاب وهو أدنى مقدار حدده الشرع الإسلامي، ويختلف النصاب بين الأصناف.
  • أن يحول الحول على المال: يجب أن يمر عام كامل على المال حتى تجب فيه الزكاة.
  • أن يكون الملك مستقلًّا: وذلك أن يكون له فيه حرية التصرف، فالزرع الذي لم يحصد بعد ليس فيه زكاة حتى يحصد.

اقرأ أيضًا: مقدار الزكاة الواجبة فيما سقي بمؤونة وكلفة هو

طرق حساب زكاة الذهب

توجد عدة طرق يمكن من خلالها حساب زكاة الذهب بكل سهولة، بالإضافة إلى زكاة المال أيضًا، حيثُ أنَّ مقدار زكاة الذهب هو نفسه مقدار زكاة المال حيثُ يجب إخراج 2.5% من المبلغ، أو ربع العشر، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أكثر من طريقة من أجل حساب مقدار زكاة الذهب:

الطريقة الأولى

في هذه الطريقة يمكن أن يقسِّم الشخص مقدار الذهب الذي يمتلكه على 10، ثمَّ يقوم بقسمة الناتج على 4، وإنَّ النتيجة التي يحصل عليها هي مقدار الزكاة الذي يجب أن يخرجه من ماله، وسيتم توضيح ذلك من خلال المثال التالي:

إذا امتلك شخص 200 غرام من الذهب، فإنَّه يقسِّم هذا الرقم على عشرة كما يأتي: 200 ÷ 10 = 20، ثمَّ تتم قسمة الناتج على 4 كما يأتي: 20 ÷ 4 = 5 غرام، أي يخرج هذا الشخص 5 غرامات من الذهب زكاة الذهب الذي يملكه.

الطريقة الثانية

تتم في هذه الطريقة قسمة مقدار الذهب الذي يمتلكه الشخص على الرقم 40، وناتج القسمة هو المبلغ الذي سوف يخرجه الشخص، وعلى ذلك يكون حساب ربع العشر، وسيتم توضيح ذلك من خلال المثال الآتي:

إذا كان رجل لديه من الذهب مائة وسبعون جراما ما مقدار الزكاة فيها في هذه الحالة فإنه يقسِّم هذا الرقم على 40 كما يأتي: 170 ÷ 40 = 4.25 غرام، وهو مقدار الزكاة الذي يجب إخراجه على من يملك 170 غرام من الذهب.

الطريقة الثالثة

يمكن أيضًا حساب قيمة الذهب أو بالدينار أو بالدولار أو بأية عملة أخرى، وتقسيم ناتج العملية على 40 أيضًا، وبذلك تتم عملية حساب مقدار الزكاة بالمال مباشرة، وسيتم توضيح ذلك من خلال المثال التالي:

يمتلك شخص 500 غرام من الذهب، ويريد إخراج زكاتها، إذا كان سعر غرام الذهب 50 دينار، فإنَّه يقوم بحساب ثمن الذهب كالتالي: 500 * 50 = 25000 دينار، ثمَّ يتم تقسيم المبلغ على 40 كما يأتي: 25000 ÷ 40 = 625 دينار، وهو ثمن 12.5 غرام من الذهب وهو مقدار زكاة تلك الكمية.

في نهاية مقال ثمانون جراما من الذهب زكاتها تعرفنا على حكم الزكاة في الإسلام وعلى مختلف الأحكام المتعلقة بزكاة الذهب، حيثُ يجب إخراج ربع العشر في الذهب إذا بلغ النصاب وهو 85 غرام على أن يحول عليه الحول، كما تعرفنا على شروط وجوب الزكاة وغير ذلك.

المراجع

  1. صحيح مسلم , مسلم، عبد الله بن عمر، 16، صحيح
  2. alukah.net , الزكاة ركن الإسلام , 26/10/2021
  3. binbaz.org.sa , مقدار الزكاة في خمسة وثمانين جرامًا من الذهب , 26/10/2021
  4. islamway.net , ما حكم الزكاة ومتى فرضت , 26/10/2021
  5. سورة التوبة , آية 34-35
  6. صحيح مسلم , مسلم، أبو هريرة، 987، صحيح
  7. islamway.ne , ما هي شروط وجوب الزكاة , 26/10/2021
  8. islamqa.info , كيف تحسب مقدار نصاب الزكاة في الذهب لكل عيار ؟ , 26/10/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *