بئس الاسم الفسوق بعد الايمان تفسيرها
جدول المحتويات
بئس الاسم الفسوق بعد الايمان تفسيرها وهي جزء من إحدى أعظم آيات القرآن الكريم، وكل كتاب الله وآياته وسوره عظيمة، يلجأ العباد للحصول على تفاسير واضحة وجلية لكلام الله، الذي كان في سابق عهده لا يحتاج لتفسير، علماً أن لغة العرب في الجاهلية كانت الفصحى، وكانت قريش أفصح العرب لساناً، فما هي تلك السورة التي وردت فيها جملة “بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان”، هو ما سوف نعلمه في موقع المرجع، الذي سيقدم في السطور التالية تفسير الجملة، ويحدد الآية التي وردت بها ومقاصدها.
ولا تنابزوا بالالقاب في أي سورة
وردت ولا تنابزوا بالألقاب في الآية 11 من سورة الحجرات، قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[1].
وهي سورة مدنيّة بحسب إجماع الصحابة، ترتيبها هو الـ 49 بين سور القرآن الكريم، عدد آياتها 18 آية، يقال عنها سورة الآداب لما جاءت به من تعاليم إلهية للعباد وفق آداب التعامل مع الله ورسوله ﷺ، والمسلمين فيما بينهم، فقد دعانا الله لاجتناب التبابز والتلامز بالألقاب المذمومة.
شاهد أيضًا: تفسير آية الرجال قوامون على النساء
بئس الاسم الفسوق بعد الايمان تفسيرها
تتضمن الآية “بئس الاسم الفسوق بعد الايمان” تذييل لما تم النهي عنه مما سبقها من ذنوب حددت قبلها، ويعني هذا التذييل تعريض مرتكب تلك الذنوب لأن يكون فسوق وظالم، ولولا هذا التعريض لكان معنى الجملة غير واضح وغير معلوم ما هو المقصود بالفسوق، وأن ما أتى به من عمل مذموم على المسلمين معصية، وعليه أن هناك إيجازاً جرى به حذف الجملتين السابقتين للاكتفاء ما جاء في التذييل، أي أنّ اللّمز والتّـنابز فهما معصـيتان وفيهما فُـسوق.
“بعد الإيمان”: فيها البعدية أي بعد أن وصف بالإيمان، علماً أن الإيمان لا يتناسب مع الفسوق، لكون الذنوب تأتي من الكفار أو أهل الشرك ممن لا يردهم عنه وازع. وبما أن السخرية واللمز والتنابز بالألقاب ذنوب فهي تستوجب التوبة، ولكن من ظلّ على غيّه ولم يتب فهو ظالم، فقد ظلم الآخرون باعتدائه عليهم، كما ظلم نفسه بتعريضها لعقاب يوم الحساب، بالرغم من إمكانية التخلص من العذاب؛ ولهذا السبب خصهم الله بالعقاب لكونهم لم يرتدعوا ممن سبقوهم والغرض من المبالغة الازدجار.[2]
شاهد أيضًا: تفسير الآية آمن الرسول بما انزل اليه من ربه
معنى بئس الاسم
أما كلمة الاسم لغةً تخص الذكر دون النساء على الإطلاق، ليصبح التفسير بِـئس الذّكر الذي يصف أحد بالفُـسوق بعد أن آمن، لكن التفسير الحقيقي وفق سياق الكلام تحذير عام من ذكر الآخرين بالألقاب الذميمة، وبئس هي فِعل ماض جـامد، الغرض منه الذمّ أي “قبُح”، وهو على عكس نِعْم ضمن سياق المدح، وغالباً يلحق به الاسم الموصول (ما) لتصبح بِئْسما -بِئْـس ما فـعل).
شاهد أيضًا: تفسير ان اكرمكم عند الله اتقاكم
معنى الفسوق في سورة الحجرات
تعني كلمة الفسوق الواردة بسورة الحجرات المعصية أو الذنب، والمؤمن الذي يرتكب معصية ما أو ذنب لا بد له من التوبة فهي واجبة عند كل ذنب مقترف من المؤمن، والذنوب عادةً على مراتب وخاصةً الذنوب المذكورة في الآية 11 من سورة الحجرات، ويجدر التنبيه بأن اعتياد صغائر الذنوب هو من الكبائر، وجاء اسم الإشارة “فأولئك” لتحديدهم وتفظيع ذنبهم وتنبيههم، فقصر الله الظلم عليهم دون سواهم بتحديدهم بالأوصاف التي سبقت الإشارة.
شاهد أيضًا: تفسير ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون
فضل سورة الحجرات إسلام ويب
يقول العالم، وفيه الدين التونسي محمد الطاهر بن عاشور، أن سورة الحجرات تضمنت المقاصد والتعاليم الآتية للمسلمين:[3]
- تعلم المسلم التأدب مع الله ونبي الإسلام – صلى الله عليه وسلم – أثناء مخاطبته وعدم ندائه من خلف الحجرات.
- حث المؤمنين على خصلة الصدق.
- الأمانة في نقل الأخبار بعد التثبت منها، النهي عن أخلاق المشركين بالله.
- وجوب الإصلاح بين طوائف المسلمين أو المسلمين المتناحرين لكونهم أخوة في الله.
- التعامل بين المسلمين بصورة لبقة بالظاهر والباطن، ونبذ أخلاق الجاهلية في بعض جفاة الأعراب.
هكذا؛ بظل الاطلاع على مقاصد سورة الحجرات وفضلها على المسلمين، نختتم مقالنا الذي جاء بعنوان بئس الاسم الفسوق بعد الايمان تفسيرها، بعدما قدمنا خلال فقراته تفسيراً شملاً لمعنى الآية وحكم الذنب الوارد فيها.
المراجع
- سورة الحجرات , الآية 11
- .islamweb.net , بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون , 18/09/2022
- .islamweb.net , مقاصد سورة الحجرات , 18/09/2022
التعليقات